الصمت على غزة يكشف بشكل دراماتيكي عن نقطة ضعف في ثقافات ذاكرتنا.

سمير حنا خمورو
(Samir Khamarou)

الحوار المتمدن-العدد: 8365 - 2025 / 6 / 6 - 16:32
المحور: القضية الفلسطينية
    

مقال في جريدة اللموند الواسعة الانتشار اليوم
ترجمة سمير حنا خمورو

الصمت على غزة يكشف بشكل دراماتيكي عن نقطة ضعف في ثقافات ذاكرتنا.

رأي

تجادل مجموعة من المؤرخين في مقال رأي نُشر في صحيفة "لوموند" بأن سياسات الذاكرة، التي يُفترض أن تُحصّن مجتمعاتنا ضد خطر الجرائم الجماعية والإبادة الجماعية، تمر بأزمة. ويؤكدون أن تصنيف الإبادة الجماعية، أو عدمه، "ليس حكرًا على المؤرخين"، لا يُقلل من "ضرورة العمل السياسي الآن وفي الوقت الراهن".

كان الألمان، حتى 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، "أبطال العالم في الجرائم الجماعية"، وكان بإمكانهم التباهي بكونهم "أبطال العالم في إحياء الذكرى"، وفقًا لمؤرخ الهولوكوست غوتز آلي Götz Aly. فهل أصبحوا الآن أبطال العمى تجاه ما يحدث في غزة؟

في حين أن الهدف المعلن للثقافة التذكارية الألمانية لا يزال قائماً، بعد تيودور دبليو أدورنو Theodor W. Adorno (1903-1969) ومقاله "التعليم بعد أوشفيتز" (1966)، وهو تشكيل مواطنين مستنيرين، وحراس للديمقراطية، وضمان "عدم تكرار ذلك أبداً"، فقد استغرق الأمر عدة أشهر حتى بدا المستشار فريدريش ميرز Friedrich Merz أخيراً، وفقاً لصحيفة دير تاجشبيكل في 27 أيار/ مايو، وكأنه "يكتشف الحقيقة" ويطلق "تصريحات واضحة بشكل مدهش بشأن غزة"، على الرغم من اقتصارها على الأقوال دون أفعال.

لا يقتصر هذا التناقض مع نموذج الذاكرة المعلن في ألمانيا. وفي فرنسا، حيث كان "واجب التذكر" (ما حدث لليهود في الحرب العالمية الثانية) شعارًا سياسيًا و تعليميا راسخا منذ ثمانينيات القرن الماضي وبداية الألفية الثانية، تجرأ الرئيس إيمانويل ماكرون أخيرًا على انتقاد الأفعال "المخزية" لحكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة، رغم تدربه على يد بول ريكير Paul Ricœur (1913-2005)، وفي نهاية المطاف، شجعه بحثه عن "ذكرى عادلة" على انتقاد التصرفات "المخزية" التي اتخذتها حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة.
ولكن يظل التعبير الملطف هو القاعدة لوصف الجرائم بأنها "مأساة"، حيث تتجلى طبيعتها بالإبادة الجماعية بشكل متزايد كل يوم، مما يترك للمؤرخين مهمة تحديد "في الوقت المناسب" لهذه الجرائم، التي تم توثيقها بشكل كبير، على الرغم من الحصار الإسرائيلي.
وقد سبق لعدد من المؤرخين الإسرائيليين المتخصصين في الهولوكوست، مثل اومر بارتوف Omer Bartov، وأموس كولدبيرك Amos Goldberg، ودانيال بلاتمان Daniel Blatman، أن وصفوا وضع الفلسطينيين في غزة بأنه إبادة جماعية.

في مواجهة القصور الصارخ في ردود الفعل الأوروبية ــ مع استثناءات ملحوظة في إسبانيا وأيرلندا والنرويج وسلوفينيا ــ فإننا، المؤرخون، نتساءل عما يمكن لسياسات الذاكرة أن تحققه أو لا تحققه، وما أنتجته أيضاً، أي نوع من التوافقية، والميل إلى العمى والرقابة الذاتية، والاستغلال السياسي على الصعيدين الداخلي والدولي.

#سمير_حنا_خمورو (هاشتاغ)       Samir_Khamarou#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل