أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسام محمود فهمي - إنهم يقذفون بالحجارة














المزيد.....

إنهم يقذفون بالحجارة


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 8549 - 2025 / 12 / 7 - 14:06
المحور: المجتمع المدني
    


السفرُ بالقطاراتِ أكثرُ راحةٍ، خاصةً تلك التي تَلقى اِهتمامًا. رغم إنني من غيرِ مُحبي قطارِ التالجو لاِفتقارِ كراسيه للراحةِ مع سوءِ تنظيمِها وللمبالغةِ في سعرِه، فإن ما يؤسفُ كَسرُ معظمِ نوافذِه لدرجةِ أنه لا تُمكنُ الرؤيةُ من خلالِها، مع الاِستمرارِ طوالَ الرحلةِ تحت تهديدِ الإصابةِ. لماذا؟ الصبيةُ على اِمتدادِ الطريقِ يقذفون القطاراتِ بالحجارةِ، الفاخرةِ منها بالذات.

ظاهرةٌ تدُلُ على سلوكٍ، يُنكِرُ الحفاظَ على المالِ العامِ ويتجاهَلُ سلامةِ الركابِ. لا الأسرةُ تقومُ بواجبِها ولا المدارسُ فيها للأخلاقياتِ نصيبٌ. ويتضِحُ مدى التدهورِ مع ما يتَكشَفُ عن فضائحِ العاملين ببعضِ المدارسِ الدوليةِ وشجاراتِ التلاميذِ وتجاوزاتِهم. لكن هل سوءُ السلوكِ هو السببُ الأولُ لإتلافِ مرفقٍ عامٍ؟

تواضعُ الأحوالِ المعيشيةِ والإحساسِ بالتجاهلِ أسبابٌ لقذفِ القطاراتِ الأعلى تذكرةً بالحجارةِ. ردُ فعلٍ سريعٌ وواضحٌ وسهل، تعبيرٌ عن المرارةِ والغضبِ. مشاعرٌ غامِرةٌ بالسعادةِ وتصفيقٌ لما تُصيبُ الحجارةُ هدفَها.

الشعورُ بالخُذلانِ والضَعفِ مَريرٌ، ضحاياه كثيرون. إنهم أصحابُ المعاشاتِ الذين يعانون علاجَهم ومأكَلهم وملبَسِهم ومَسكَنَهم. إنهم مستأجرون استوفوا عقودًا قانونيةً بمعاييرِ زمانِهم، لاينامون واِزدَات أمراضُهم خشيةَ طردِهم بقانونِ الإيجاراتِ القديمةِ. هم من تراجَعَت حياتُهم بسببِ ضيقِ الأحوالِ. وطلابٌ لم يُحققُ مجموعُ الثانويةِ العامةِ أحلامَهم بينما حققَه الأقلُ مجموعًا والأكثرُ فلوسًا في الجامعاتِ الأهليةِ والخاصةِ. إنهم المُهمَشون في الجامعاتِ بسببِ شلليةِ تسجيلاتِ الدراساتِ العليا وتربيطاتِ والمنافعِ والجوائزِ. هم الأفضلُ في أي موقعٍ الذين يُنَحَون لصالحِ محدودي الكفاءةِ وكذلك الذين تُنسَبُ مجهوداتُهم لغيرِهم.

الحجارةُ مُتنوعةٌ، يُلقيها ضحايا الخُزلانِ والاِنكارِ. هي الاِنعزالُ والاِبتعادُ والشعورُ الغاضبُ تجاه ما يَتَسَبِبُ في معاناتِهم وتوترِهم وقلقِهم. هي الاِغترابُ النفسي وتصديقُ الشائعاتِ وترديدُها وتضخيمُها. هي الإهمالُ في العملِ. هي إتلافُ المرافقِ العامةِ من مواصلاتٍ ومبانٍ وشوارعٍ. هي المخالفاتُ واِنكارُ كلِ قانونٍ ونظامٍ.

مواقعُ التواصلِ هي منتدياتُ المَخزولين لتبادُلِ الهمومِ، إذا كانت شبكةُ الانترنت متاحةً.

"الناس اللي تحت" رائعةُ نعمان عاشور تعرِضُ تَصنيفاتٍ اِجتماعيةٍ، المَخزولون ضمنُها. الاِحساسُ بالمَخزولين طَوقُ نجاةٍ.

اللهم لا تجعلُنا نُلقي حجارةً أو نُصابُ بها.

اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخلاق للبيع
- الكَذِبُ
- قائمةُ ستانفورد للعلماءِ.. مبروك ولكن
- المالُ لا يشتري سلاحًا
- مصر بدون أحفاد عنتر
- الذكاء الاصطناعي اشتكى…
- وشَهَدَ طَريقُ الواحات
- أنا بتاع الجمعية
- لَعناتٌ واِتهاماتٌ
- المَوثوقية
- تكنولوجيا الحروبِ الحديثةِ
- فتنة قانون الإيجارات القديمة
- الإعدادية والجودة
- المُخَلَفاتُ الفضائية
- هل نحكُمُ بمعاييرِ اليوم على قوانينِ الأمس؟
- أين الورقة والقلم؟
- الهجرة وسنينها
- قَدِمْ استقالَتك
- الوظيفة العامة والمرفق العام
- مِنصَّاتُ النَصبِ على الغلابة


المزيد.....




- محاولة انقلاب فاشلة في بنين واعتقال 14 شخصا
- اعتصام مفتوح في عدن للمطالبة بحق تقرير المصير
- الأونروا: اللحظة الحالية تتطلب موقفا موحدا لصون واحدة من أقد ...
- الأونروا تفضح الاحتلال..
- كلما زاد الاحتلال من التنكيل بالأسرى زاد إصرارهم على المشرو ...
- الألمان يخشون التطرف اليميني أكثر من المهاجرين
- الأمم المتحدة: 316 مليون متعاطٍ للمخدرات عالمياً
- إسبانيا تطالب باعتقال جندي إسرائيلي بتهم ارتكاب جرائم حرب في ...
- منظمات حقوقية تطالب بتحقيق دولي في تجريف ودفن جثامين شهداء ف ...
- 151 دولة في الأمم المتحدة تصوّت لفلسطين: انتصار للحق في وجه ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسام محمود فهمي - إنهم يقذفون بالحجارة