حسام محمود فهمي
الحوار المتمدن-العدد: 8405 - 2025 / 7 / 16 - 02:55
المحور:
المجتمع المدني
المَوثوقيةُ Reliability هي قدرةُ نظامٍ على إتمامِ المُهِمَّةِ المسئولِ عنها في وقتٍ مُعَيَّن، وهي من دعائمِ الهندسةِ التي تُساعدُ على تحسينِ عملِ الأنظمةِ وتقليلِ فرصِ فشلِها، ومن أمثلَتِها الطائراتُ، والسياراتُ، ونظمُ الاِتصالاتِ. المَوثوقيةُ ليست اِستنتاجاتٍ ولكنها دراساتٌ واِحصاءاتٌ عن مُعَدَّلِ الأعطالِ والحوادثِ وأسبابِها، هل هي من الأجهزةِ أم لظروفٍ خارجيةٍ. مثالًا، إذا أُجرَيت مائةَ مكالمةٍ تليفونيةٍ في ساعة، وتمَت 95 منها لنهايتِها فإن المَوثوقيةَ في الشبكةِ تكونُ 95٪. الدولُ الكبرى تُعَلي قيمةَ المَوثوقيةِ في صناعاتِها.
المَوثوقيةُ تمتدُ أيضًا للبشرِ فهي تشملُ العلاقاتِ الإجتماعيةِ والإداريةِ والعامةِ. إجتماعيًا إذا عُرِفَ شخصٌ بالكَذبِ، أو النَميمةِ، أو المكرِ، أو المُلاوعةِ، أو الحِقدِ، أو الحَسدِ، أو البذاءةِ، فإنه يفقدُ المَوثوقيةَ ويتجنبُه ذَوو الخُلُقٍ. وفي التعامُلاتِ اليوميةِ فإن مُقَدِمَ الخِدمةِ نجارًا كان أو سباكًا أو ميكانيكيًا وغيرَهم، يفقدُ المَوثوقيةَ بعدمِ اِحترامِ المواعيدِ، وعدمِ الإتقانِ، وعدمِ الأمانةِ. كذلك العاملون في التجارةِ، من المتجرِ الصغيرِ حتى السوبرماركت، يخسرون المَوثوقيةَ بالمُغالاةِ في الأسعارِ ورداءةِ السلعِ وعدمِ اِحترامِ العُملاءِ.
المَوثوقيةُ في الوظيفةِ العامةِ تُفقَدُ بالنفاقِ واِدعاءِ الإنجازاتِ، بالجَعجعةِ والمَنظرةِ، بالوصوليةِ وتجاوُزِ الحقوقِ وعدمِ نسبةِ الفضلِ لأهلِه. أما في البحثِ العلمي فمن يَدَعي نجاحاتٍ واِكتشافاتٍ في وسائلِ الإعلامِ والتواصلِ دون الدورياتِ العلميةِ الحقيقيةِ، ويسطو على نتائجٍ لم يُحقِقْها، يُفتَضحُ تزويرُه ويُنشَرُ اِسمُه عالميًا في قوائمِ الغشاشين ويَفقِدُ المَوثوقيةَ أبدًا. المَوثوقيةُ واضحةٌ جدًا في مجالِ الإعلامِ، وجوهٌ وقنواتٌ تَحظى بالمتابعةِ المستمرةِ باِعتبارِها مصادرٌ للرأي والحقيقةِ، بينما غيرُهم ما لهم غيرُ التجاهلِ والتَندُرِ. أما في السياسةِ داخليًا وخارجيًا، فالمَوثوقيةُ يمكنُ اِستخلاصُها مما ورَدَ في المَقالِ.
الثقةُ صفةٌ لُغويةٌ، المَوثوقيةُ معيارٌ علمي رقمي. المَوثوقيةُ تُفقَدُ بمَسلكٍ أو آداءٍ سئٍ متواصلٍ وغالِبٍ.
اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلبُ للراحةِ والجوائزِ،،
#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟