حسام محمود فهمي
الحوار المتمدن-العدد: 8412 - 2025 / 7 / 23 - 02:25
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
فاضَت مواقعُ التواصلِ بلَعناتٍ واِتهاماتٍ بالظُلمِ من طلابِ دراساتٍ عليا للمشرفين. مواقعُ التواصلِ في كثيرٍ هي المِرآةُ الحقيقيةُ لواقعٍ لا تسعى له، بل تتهربُ منه، وسائلُ الإعلامِ المقروءةُ والمرئيةُ. الدراساتُ العليا ومرحلةُ البكالوريوس في الجامعاتِ ليست في أفضلِ أحوالهاِ، على خلافِ التصريحاتِ عن التصنيفاتِ العالميةِ والجودةِ.
مع غيابِ خُطَطِ الأبحاثِ في الأقسامِ فُتِحَ بابُ التكتُلاتِ، بمعنى الشِلليةِ التي تُكَوِشُ على تسجيلاتِ الدراساتِ العلياِ. وجوهٌ بعينِها تضعُ يدَها على التسجيلاتِ في معظمِ التخصصاتِ، بينما من يتعففون يكتفون بالفرجةِ والمرارةِ والاِبتعادِ. ليس بغريبٍ أن يَدَعى أعضاءُ الشِلَلِ أنهم مدارسٌ عِلميةٌ وأن تكونَ لهم الجوائزُ غيرَ المنُضبطةِ.
طالبُ الدراساتِ العليا يذهبُ للشلةِ التي تُتيحُ إنهاءَ الرسالةِ سريعًا، خاصةً وأن الدورياتِ يسيرةِ النشرِ معروفةٌ ومنها ما هو بمقابلٍ، أي إدفَعْ ننشر. إضافةً إلى الجودةِ باِستبياناتِها الفاسدةِ التي صورَت للطلابِ أن عضوَ هيئةِ التدريسِ مُلزَمٌ بإنجاحِهم وإلا فسوءَ العاقبةِ. في الجامعاتِ العالميةِ قَبولُ طالبٍ للدراساتِ العليا ليس يسيرًا؛ لكن في جامعاتِنا، غلَبَت المعاييرُ الهُلاميةُ والرغبةُ في جَمعِ أموالٍ مُقابلَها، ففُتِحَ البابُ أمامَ طلابٍ لا يجِبُ أن يُقبَلوا. النتيجةُ الطبيعيةُ شكاوى على غِرارِ المُشرفِ اِضطَهَدني وظَلَمني. مع الأسفِ، لا تتعاملُ إداراتُ مع تلك الاِتهاماتِ بجديةٍ، لا طَبَقَت قواعدًا، ولا حاسَبَت طالبًا، ولا ساءلَت عضوَ هيئةِ تدريسِ.
هل أعضاءُ هيئةِ التدريسِ ملائكةٌ؟ قطعًا لا. فيهم ساعٍ لكرسي، وكيادٌ لزملائه حتى يُثبتُ أنه الأفضلُ، ومنهم من يُنهي سريعًا رسائلً علميةً. كيف يُشرِفُ عضو هيئةِ تدريسٍ على عشرين رسالةٍ؟!! ممكن، أليس مَدرَسةً وعضوًا في شِلة؟!! مع الأسفِ، قواعدُ الجوائزِ تُكرِسُ هذا الحالَ وتُغَلِبُ لعَددِ الرسائلِ التي تَمَت، وما هو بمؤشرٍ لجَودتِها.
الطالبُ سجَلَ للدراساتِ العليا وفي ذهنِه أن شِلةَ الإشرافِ تحتَ أمرِه. لا غرابةَ في أيةِ شكاوىٍ واِتهاماتٍ ولَعناتٍ مع الهُلاميةِ واِنشغالِ إداراتٍ بشعاراتِ التصنيفاتِ والجَودةِ.
اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلبُ للراحةِ والجوائزِ،،
#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟