حسام محمود فهمي
الحوار المتمدن-العدد: 8514 - 2025 / 11 / 2 - 12:32
المحور:
المجتمع المدني
الكَذِبُ هو الإخبارُ عن شيءٍ بخلافِ ما هو عليه حقًا. وهو شَكلٌ من الخِداعِ يتضمنُ نقلَ معلوماتٍ غيرِ صحيحةٍ بقصدِ التَضليلِ. والكَذِبُ قد يكون لفظيًا بالروايةِ على خِلافِ الحقيقةِ، وقد يكونُ كَذِبٌ بالفعلِ باِرتكابِ ما يُخالِفُ الواقعَ. والكَذِبُ قد يكون مَرَضيًا باِختلاقِ وقائعٍ دونما حاجةٍ لمنفعةٍ، أو سلوكيًا باِختلاقِ ما يحققُ منفعةً. صيغُ المبالغةِ من كَذَبَ هي كَذابٌ وكَذوبٌ.
مع الأسفِ اِستشرى الكذابون، فهم في الأسواقِ، على مواقعِ التواصلِ، في العملِ، في الكثيرِ من وسائلِ الإعلامِ، في الحياةِ الاِجتماعيةِ. ما يُسمَعُ ويُرى يحتاجُ فلتر من بعده فلتر للتيقنِ من صِدقِه، إن أمكنَ.
اِنتشَرَ الكَذِبُ وتَمددَ. اِتسَعَ النَصبُ الإلكتروني من السلعِ المغشوشةِ والتبرعاتِ الوهميةِ ليشملُ الترويجَ لسلوكياتٍ فاسدةٍ ومبادئٍ مغلوطةٍ. كشَفَت اِنتخاباتُ الأنديةُ مؤخرًا عن صراعاتٍ واِتهاماتٍ بالتمسِكِ بالكراسي من ناحيةٍ، وبالطمعِ فيها من ناحيةٍ أخرى، وكأنها تلتصِقُ بالجالسين عليها ولا تجوزُ لغيرِهم! لافتاتٌ اِنتخابيةٌ في الشوارعِ مُتخمةٌ بالوعودِ، وادعاءُ مؤهلاتٍ دراسيةٍ وعلميةٍ غائبةٍ. الشكاوى الكيديةُ ضد زملاءِ العملِ آفةُ مرضى النفوسِ. المحلياتُ تتبارى في تصويرِ الزياراتِ الميدانيةِ بينما القمامةُ في شوارعِ مدينةِ نصر ومعدومو المأوى يستوطنون ما تحت الكباري ومحطاتِ ترام الإسكندرية. هل تصنيفاتُ الجامعاتِ وقائمةُ ستانفورد لأعلى العلماءِ هي حقًا محلُ تباهٍ؟ ولماذا لا تتبناها كبرى الجامعاتِ العالميةِ؟ هل حققَت العشراتُ من الملفاتِ جَودةً في الجامعاتِ؟ وهل الاِستبياناتُ التي يملاؤها طلابٌ متغيبون عن المحاضراتِ ذاتَ مصداقيةٍ؟
اتعجبُ من كائناتٍ مُنتَسبةٍ للبشرِ تدَعي كراهتَها للكَذِبِ مع أنه أسلوبُ حياتِها، منتهى البجاحةِ والاِستخفافِ. هل تكذِبُ الحيواناتُ؟
الكَذِبُ لا شفاءَ منه، أيًا كان توصيفُه، اِجتنابُ الكَذابَ الكَذوبَ ونبذُه هو الوقايةُ الوحيدةُ.
اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،
#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟