أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسام محمود فهمي - أخلاق للبيع














المزيد.....

أخلاق للبيع


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 8532 - 2025 / 11 / 20 - 14:02
المحور: المجتمع المدني
    


في فيلمِ "أرض النفاق" المأخوذِ عن رائعةِ المُبدعِ يوسف السباعي، كان فؤاد المهندس يشتري من متجرِ "أخلاق للبيع" لصاحبِه عبد الرحيم الزرقاني، حبوبَ الصراحةِ والشجاعةِ، ولم تُغَيِّرْ حياتَه من القاعِ للقمةِ إلا حبوبُ النفاقِ.

لَما نَرى هذا الفيلم بمنظورِ هذه الأيامِ، سنجدُ أمامَنا وقائعًا تبدو فيها الأخلاقُ في خبرِ ِكان. بدايةً، الشارعُ هو مرآةُ الدولِ والشعوبِ، وشوارعُنا ماشاء الله فيها كلُ أنواعِ السلوكياتِ المُعتَلةِ. بلا ضميرٍ، شبابُ الدليفري يُكَسِرون، على سبيلِ المثالِ، الأرصفةَ الجديدةَ في شوارعِ الطاقة وحسن المأمون ومكرم عبيد ومصطفى النحاس في مدينةِ نصر، لاِختصارِ وقتِ مشاويرِهم. باعةٌ جائلون، عربات فول، محالٌ بلا ترخيصٍ، في شوارع مدينة نصر الرئيسية، في غيبةٍ تامةٍ للأحياء التي أصبحَ المعلومُ مصدرَ ربحٍ للعاملين فيها. صِبيةٌ يُلقون الحجارةَ على قطاراتِ السكةِ الحديدِ الفاخرةِ وعلى عربات ترام الإسكندرية. تبَّاهٍ وتنَّادٍ بتعذيبِ الحيواناتِ. القيادةُ لا تعرفُ للمرورِ قواعدًا، السرفيس والدراجات النارية ثم الملاكي يتبارون في السرعةِ ومخالفةِ الاِتجاه. التساؤلُ هنا، هل يرى الرادار الدراجاتِ الناريةِ المُخالفةِ؟ ولماذا يتجَبرُ السرفيس في المخالفاتِ بأنواعِها؟ السايسُ مهنةُ البلطجي عيني عينك. أما وسائلُ النقلِ العامِ مثلَ ترام الإسكندرية فهي سوقٌ للباعةِ الجائلين ولصقُ إعلاناتٍ وشعاراتٍ لكلِ من هبَ ودبَ .

البلطجة لابدَ لها من وقفةٍ بعد أن أصبحَت لغةَ الشارعِ. تلاميذُ المدارسُ يتشاجرون ويتشاتمون داخل المدارسِ وخارجَها، ويتنمرون على المارةِ. أين مناهجُ الأخلاقياتِ فيما طُوِرَ من تعليمٍ؟ طلابُ الجامعاتِ يتجاوزون في حقِ أساتذتِهم مُرتكنين لاِستبياناتِ جودةٍ كاذبةٍ. مُلاكٌ يتجبرون على غلابة المستأجرين مُستندين لقانونِ الإيجاراتِ القديمةِ. ماسُمي فنٌ رَفعَ شعارَ البلطجة للجميعِ تحت مُسمى البطلِ الشعبي الذي يرفعُ السنج ويصرخُ هععع في الحارةِ. أما تصَيُّد الترند باِالأكاذيبِ فآفةٌ أصابَت الكبيرَ والصغيرَ.

مفهومُ الانتخاباتِ بعافية على كلِ مستوياتِها، والغلابة هم أدواتُها بمقابلٍ مالي وعيني. أما على مستوى التعليمِ العالي ٍحيث يُفتَرضُ أن الجامعاتِ مصادرٌ للتنوير، تعلو المظهريةُ والسعيُ الحثيثُ وراءَ تصنيفاتِ الجامعاتِ وحكايةِ قائمةِ ستانفورد للأفذاذِ. الإداراتُ ترى في المناصبِ سكةَ تصعيدٍ فتُعلي شعاراتِ الجودةِ وتدفعُ الطلابَ للتجرؤِ على أعضاءِ هيئةِ التدريسِ، مُتناسين أن في ذلك إنتاجٌ لجيلٍ رافضٍ لما هو دولةٍ وسلطةٍ واِلتزامٍ وظيفي. ومن أعضاءِ هيئةِ التدريسٍ من يكيدون حتى لأساتذتِهم تَسقُطًا لأيةِ منفعةٍ. أقسامٌ علميةٌ بلا رأيٍ ولا شخصيةٍ ولا روحٍ. شِلليةٌ وتكتلاتٌ مُسماة مدارسًا علميةً. فتوحاتٌ علميةٌ على مواقعِ التواصلِ. لجانٌ من بعد لجانٍ تُشَكَلُ بمسمياتٍ ضخمةٍ فخيمةٍ، ثم؟ أما الجوائزُ على مستوى الجامعاتِ والدولةِ، أليست للمقربين؟ سلامٌ على العدالةِ والنزاهةِ.

وسائلُ التواصلِ ذات حدين، فيها كشفُ أكاذيبٍ، وفيها نشرُ أخرى. في زمنِ الإنترنت ووسائلِ التواصلِ لم يَعُدْ مُمكنٌ إخفاءُ الحقائقِ. في عصرِ التطورِ التكنولوجي يستحيلُ رفعُ لافتاتِ ممنوعِ الاقترابِ والتصويرِ.

كثيرون علا صوتُهم، والأفضلُ لجأوا للتباعُدِ، ليس من الصالحِ. لماذا هاجرَ المشاهدون للإعلامِ الخارجي ومواقعِ التواصلِ؟ هل يوجدُ إنتاجٌ فنٌي مستوحى من أدبٍ وفكرٍ، بدلًا من بلطجيات نمبر وان؟

في نهايةِ فيلمِ "أرض النفاق"، الذي أُنتِجَ عام 1968، أَغلَقَ عبد الرحيم الزرقاني محلَ "أخلاق للبيع" لما وجدَ أن حبوبَ الأخلاقِ غيرُ مطلوبةٍ.

اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكَذِبُ
- قائمةُ ستانفورد للعلماءِ.. مبروك ولكن
- المالُ لا يشتري سلاحًا
- مصر بدون أحفاد عنتر
- الذكاء الاصطناعي اشتكى…
- وشَهَدَ طَريقُ الواحات
- أنا بتاع الجمعية
- لَعناتٌ واِتهاماتٌ
- المَوثوقية
- تكنولوجيا الحروبِ الحديثةِ
- فتنة قانون الإيجارات القديمة
- الإعدادية والجودة
- المُخَلَفاتُ الفضائية
- هل نحكُمُ بمعاييرِ اليوم على قوانينِ الأمس؟
- أين الورقة والقلم؟
- الهجرة وسنينها
- قَدِمْ استقالَتك
- الوظيفة العامة والمرفق العام
- مِنصَّاتُ النَصبِ على الغلابة
- غَلطةُ العُمر


المزيد.....




- 16 قتيلا وعشرات آلاف النازحين في إعصار بفيتنام
- 16 قتيلا وعشرات آلاف النازحين في إعصار بفيتنام
- الرئيس النيجيري يعلن إعدام جماعة مسلحة جنرالا بالجيش
- هيومن رايتس ووتش: تهجير إسرائيل الفلسطينيين في 3 مخيمات بالض ...
- العفو الدولية: آلاف الصوماليين المتضررين من الجفاف بلا حماية ...
- الاحتلال ينسحب من نابلس مخلفا 4 إصابات واعتقال فتاة وتحطيم أ ...
- مصر ترحب باعتماد الأمم المتحدة قرار حق الشعب الفلسطيني في تق ...
- تحريك أفواج مساعدات من معبر رفح إلى كرم سالم لإغاثة الفلسطين ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم -اسرائيل- بجرائم حرب وتهجير
- شتاء النازحين في غزة.. صراع يومي مع البرد والمياه الراكدة


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسام محمود فهمي - أخلاق للبيع