الطايع الهراغي
الحوار المتمدن-العدد: 8549 - 2025 / 12 / 7 - 10:01
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
"جناب الصّدر العماد الهمام المفخم أمير الأمراء سيّدي خليل بوحاجب الوزير الأكبر أدام اللّٰه إجلاله.
السّلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته، وبعد،فالمنهي إلى جنابكم أنّه ظهر في عالم المطبوعات كتاب للمسمّى ”الطّاهر الحدّاد“ عنوانه امرأتنا في الشريعة والمجتمع طبع بالمطبعة الكائنة بنهج الكنيسة. وكان مشتملًا على مخالفات شرعيّة وأقوال لا يسع المسلم السّكوت عليها، وحيث طبع هذا الكتاب من غير موافقة النّظارة عليه، وربّما كان موجبا للتّشويش الذي نتحاشاه، نرغب الإذن بحجز الكتاب المذكور عملا بالفصل 23 من قانون جامع الزّيتونة؛ حتّى لا تنتشر تلك الأفكار العقيمة، وتنام الفتنة. والله يحرسكم ويرعاكم والسّلام". / (رسالة شيوخ النّظارة العلميّة للزّيتونة لى الوزير الأكبر)
في تاريخ الشّعوب والأمم وفي تاريخ الإنسانيّة لحظات فارقة،على التقاطها يتوقّف مصيرها، وشّخصيّات اعتباريّة طبعت عصرها وتجاوزت فضاءها المكانيّ والزّمانيّ فباتت رموزا استحوذت على الذاكرة الجماعيّة واستعصى محوها من المخيال العامّ.تظلّ دوما تتجدّد بفضل ما تركته من إرث يتجاوز الآن وينشد الآتي، شخصيات آلت على نفسها أن تقاوم باستبسال وأحيانا بكل مأساويّة آفة النّسيان بما خاضته من معارك في مواضيع أربكت معاصريها.فلم يزدها تعاقب الأعوام إلاّ رسوخا. قد يظلمها العصر ولكنّ التّاريخ- الذي لا يأبه للأهواء ولا مكان فيه للعواطف- ينتشلها من النّسيان ويأبى إلاّ أن ينصفها. فهي خالدة،جزء من الوجدان الجمعيّ حتى ذلك الذي تحامل عليها يوما ما.وكلّما حدث ما يحيل إلى تذكرها واستحضارها انجلى الغياب وحاصرتنا بحضورها الطّاغي.
الطّاهر الحدّاد خاصمه عصره وتنكّر له جيله وعاداه بنو جلدته وكفّره مشيخة قبلتهم سلطان الماضي وسطوة السّلف وليس وقع الحاضر ومشاغل الخلف.سبيلهم الاتّكاء على سلطان الشّريعة في قراءة مبتورة عن زمانها تحكم بظاهر النّصّ مهما تباعدت الأزمنة.فرِضت عليه غربة هي نتاج طبيعيّ لمن كان موقفه وموقعه من/وفي محاربة الجمود والتّحجّر هما سبب محنته.الكتابة عنه(وعمّن كان على شاكلته)واجب فكريّ والتزام أخلاقيّ وأدبيّ وإيتيقيّ قبل أن تكون التزاما سياسيّا.كتابة تفرض نفسها هذه الأيّام فرضا.فكثيرة هي الهرطقات التي تجاوزت المكابرة وارتقت إلى مصافّ الوقاحة الفكريّة.فما كان الحدّاد الذي مات كمدا من أجل نحت نهضة بلاده يعتقد أنّ باب النّقاش فيه يقترض أن يُغلق(قضايا المرأة مثلا/ تزمين أحكام الشّريعة وتخليصها من جبروت الإطلاقيّة..)،فتيار الحداثة والتّحديث الذي فرض نفسه حتّى بات أقرب إلى القانون الذي قال عنه منذ مطلع الثّلاينات أنّنا لا تستطيع له ردّا يعاد طرحه للمراجعة بتجاهر وفي صلب مؤسّسات يُفترض أنّها بحثيّة وأكاديميّة وفي منابر رسميّة،والهجوم على الحركة النّقابيّة بات مجال تفاخر بالتّشكيك في سرديّتها والطّعن في تاريخيّتها والتّقليل من أهمّيّة خصوصيّاتها.ويظلّ المدخل الأمثل لذلك هو الخلط القصديّ والمتعمّد بين الثّابت والمتحوّل/العرضيّ والجوهريّ/القيادات وطبيعتها ومكوّنات المنظمة وتنوّع نسيجها المتموّج بالضّرورة. مجاميع نذرت نفسها لهتك مقوّمات وأسس كلّ أرث والتّطاول على كلّ الثوابت التي تشكّل النّسيج المجتمعيّ لأيّ شعب. نصّنا هذا يأمل أن يكون انتصارا وإنصافا لمن دافع عن الفكر الحرّ والتّفكير المتحرّر.انتصر للمرأة وناصر العمّال. ألزم نفسه بأن يعيش محنة ليست ولم تكن يوما محنة ذاتيّة ورام أن يكتوي بلهيب فكرة وقعها كان ثقيلا، سابقة لأوانها ويدرك صاحبها أنّها متجاوزة بوعي لما دأب عليه معاصروه.اعتنقها وأرادها متنطّعة على ما رسمه لها من حدود إكليروس الزّيتونة وإكليروس الوجاهات التّقليديّة.من أجلها قضى نحبه، وفي سبيلها أفرِد إفراد البعير المعبّد. فمات شهيدا في ساحة معركة الفكر مدافعا عن خيمة ليست خيمته وحده ومصير - إن أسعفه الحظّ بتأجيل ساعة رحيله إلى حين- فليس له فيه إلاّ بعض نصيب.ذلك هو الطّاهر الحدّاد(1899/ 1935).
01/ الحدّاد والحفر في الذّاكرة
ويل لشعب ضاعت منه وعنه ذاكرته.والحِداد على نخبة لا تستنجد بتاريخها ولا تتمثّه ولا تمتثل إليه ولا تشحذ ذاكرتها فتتآكل هي وتصدأ الذاكرة. وليس التّاريخ إلاّ اعتصارا لدروس واستحضارا للتّجارب وعبرة لمن رام أن يعتبر.ذلك ما أدركه ابن خلدون.فليس مجانا أن يكون أهمّ مدوّنة له تحمل عنوانا مشبعا بالدّلالات= "كتاب العبر...".
الكتاب الجيّد– طالما ظلّت الكتابة وظيفيّة بالضّرورة حتّى لا تكون نسخة باهتة مكرورة بشكل سيّئ- هو ذلك الذي تمليه المرحلة على صاحبه فيكون استجابة وإجابة عمّا تتطلّبه الحقبة وما تطرحه من أسئلة.
"يا أيّها الشّعب قم للمجد مقتحما **حرب الحياة. فلا عزّ بلا نصب".
ذلك هو شعار الحدّاد ومنهجه. التّحريض في كلّ ما كتب. حياته ومعاركه التي خاضها التزام وترجمة أمينة لما قاله شعرا.مسألتان أساسيّتان شغلتا الحدّاد وطبعتا فكره كتابة وجدالا وممارسة،وكان له فيهما سبق الرّيادة:المسألة العمّاليّة وقضيّة المرأة.
المسألة الأولى تجد تجسيدها في كتاب "العمّال التّونسيّون وظهور الحركة النّقابيّة".كتاب يعود تأليفه إلى سنة 1927. سنتين بعد وأد التّجربة النّقابيّة التّونسيّة الأولى ونفي وتشريد جلّ قياداتها.أراده الحدّاد تأريخا لمسار تشكّل الحراك الاحتجاجيّ العماليّ وتونسته واحتفالا ببروز العمّال في ساحة الفعل الاجتماعيّ.كتاب هو حجر الزّاوية في مدوّنة أرشيف الحركة النّقابيّة المتونسة،المصدر الأمّ الذي عليه يتّكئ الباحثون والمؤرّخون في دراسة وفهم الملابسات والعوامل التي حفّت بإرهاصات تشكّل الفعل النّقابيّ في الإيّالة زمن الاستعمار وتوِّجت ببعث نقابة تونسيّة لحما ودما مجسّدة في"جامعة عموم العملة التّونسيّة"(03 ديسمبر 1924)
إذا كان محمد علي الحامّي،هذا الذي عاد من ألمانيا "بأفكار لا تتّسع لها البلاد"هو عميد الفعل النّقابيّ في تونس تشكّلا ورؤية وأهدافا وشهيد الحركة النّقابيّة الأوّل،إليه تعود ريادة التّأسيس ومعاناته وفيه دفع حياته ثمنا، فإلى الحدّاد-ذلك الثّوري المنسيّ- تعود ريادة التّــأريخ وعبء التّوثيق ومسؤولية صون الذاكرة وتزويدها بما به تضمن بقاءها. ففضل التّأريخ لا يقلّ قيمة عن فضل التّأصيل والغرس.أيّة ذلك أنّ أيّة تجربة ما لم تُوثّق وتُحلّل، ما لم تتحوّل إلى إرث وما لم يقع تمثّلها بوعي وبغائيّة تظلّ دوما عرضة لآفة النّسيان.
ميزة الحداد أنّه يكتب عن قضيّة وعن تجربة هو أحد الفاعلين فيها،عاش مخاضها وعايش ولادتها وساهم في بلورتها وتحمّل مسؤوليّة في الجسم الذي تمّ إنشاؤه.ومع ذلك (وتلك ميزته) لا نصيب للأنا في ما دوّن.
مقدّمة الكتاب - الأقرب إلى الوثيقة التّأسيسيّة- عجيب أمرها.فالحدّاد أحاديّ اللّسان،غير مطّلع بشكل مباشر عمّا يُنشر عن الفكر التّحرّريّ والتّجارب العمّاليّة في الغرب. ليس مهمّا كيف استطاع تجاوز تلك العوائق. فالإجبات تظل مرتبطة بمجرّد تخمين.فقد يكون الحدّاد استعان بترجمات من رفاقه. وقد تكون المقدّمة نتويجا لنقاش مع رفيق دربه ونصيره في محنته أحمد الدّرعي الذي كان يتقن الفرنسية كتابة وخطابة.مهما كانت التّخمينات فالمقدّمة منسوبة إليه،ولا أحد من معاصريه ولا من الباحثين والمؤرّخين شكّك في ذلك. المركزيّ فيها أوّلا التّفطّن وبوعي للدّور الموكول للعمّال وللمكانة التي باتت تحتلّها الشّغيلة- كطبقة اجتماعيّة وليس كذوات متذرّرة- منذ احتلّت مسرح الأحداث في رسم مستقبل الشّعوب والأمم.وقد نقل الحدّاد بكثير من الدّقة والتّفصيل مختلف المنعرجات التي مرّت بها الحركة العمّالية في العالم وما تخللّها من نضالات. وثانيا ترسيخ أهمّيّة التّنظّم النّقابيّ في بلورة وعي العمّال وتمكّنهم من آليّة للدّفاع عن حقوقهم. القسم الثّاني من الكتاب توثيقيّ تسجيليّ فيه تتبّع لمختلف المحطّات التي سبقت التّأسيس الرّسميّ للجامعة .فمن رحم الاعتصابات انبثق التّمثيل العمّاليّ للتّفاوض مع االسّلط. فكان أن حكم على الفعل النّقابيّ أن يكون صداميّا منذ التّأسيس.وتلك إحدى أهمّ خصوصيّات الحركة النّقابيّة. خصوصية باتت لازمة طبعت هويّة الفعل النّقابيّ منذ تشكّله الجنينيّ . وفي خضم نقاشات مطوّلة تمكّنت نخبة من المثقّفين من حسم مسألة الانسلاخ من وعن النّقابات الفرنسيّة بعد جدل وتباينات كانت نتيجتها الالتحام بالعمّال لمساعدتهم على الانسلاخ من وعن النّقابات الفرنسيّة وتكوين النّواتات الأساسيّة للإعلان عن ميلاد الجنين: "جامعة عموم العملة التّونسيّة" أسوة بسائر الأمم كما كان يقول محمد علي الحامي في مجادلته للمقيم العامّ .
وبعد، أليس غريبا في وسط محافظ ومعاد لكلّ جديد أن ينظّر هذا الزّيتونيّ التّكوين للفكر العمّاليّ المتأصّل أساسا في الغرب، في ثقافة مغايرة وبيئة مختلفة كأشدّ ما يكون الاختلاف.؟؟
2/ كيف نقرأ الموروث؟؟
يمكن دون الخوف من المجازفة إدراج فكر الحدّاد في تناوله للموروث ضمن أهمّ المحاولات في تجديد آليّات قراءة المدوّنة التّراثيّة انطلاقا من موضوع معيّن هو قضيّة المرأة كحلقة من حلقات الالتحاق بقطار العصر.ذلك ما ينطق به مؤلّفه "امرأتنا في الشّريعة والمجتمع"، الكتاب الأشهر في تاريخ تونس الاجتماعيّ.
لم يكن الحدّاد رائدا في تناوله لقضيّة المرأة ولا في الانتصار لتحرّرها. فقد سبقه إلى ذلك جملة من روّاد النّهضة مشرقا ومغربا.فقد ولد في العامّ الذي ألّف فيه الأديب المصريّ قاسم أمين(1863/ 1908)كتابه "تحربر المرأة" ليردفه بكتاب "المرأة الجديدة"(1901).فأين تكمن إذن بصمة الحدّاد؟؟ وما دلالات الحرب الضّروس التي جوبه بها الكتاب (1930)، وصاحب الكتاب من قبل إكليروس الزّيتونة والأوساط المحافظة؟؟ وأين تكمن خطورته؟؟
إذا كان قاسم أمين -الذي يعود تأليف كتابيه إلى مطلع القرن العشرين (1899 و1901) قد لاقى مساندة من أهمّ الأوساط الدّينيّة في مصر(محمد عبده )والسّياسيّة(سعد زغلول زعيم الوفد) والفكريّة(لطفي السّيّد)فإنّ الحدّاد قد جوله بهجمة تكفير وخلع غير مسبوقة من جلّ الأوساط. يكفي الوقوف عند عناوين الكتب التي أرادها أصحابها انتقاما من الحدّاد وليس نقدا للكتاب لندرك أيّة محنة عاشها نصير المرأة.فهذا الشّيخ محمد الصّالح بن مراد يسم كتابه "الحِداد على امرأة الحدّاد"،وهذا الشّيخ عمر البرّي المدني يغالي في ردّه بعنوان يرشح بالدّلالات ويخرج من حيّز السّجال إلى حيّز التّنكيل والرّجم"سيف الحقّ على من لا يرى الحقّ" وتوّجت الهجوم النّظارة العلميّة لجامع الزّيتونة بأن كلّفت هيئة من الشّيوخ ترأسها الطّاهر بن عاشور لتقييم الكتاب وتقديم تقرير عنه. وفي تقريرها أمرت بحجز الكتاب لما جاء فيه من"أقوال تناقض التّعاليم القرآنيّة وتتضمّن عدوانا على مشاعر النّبيّ الأعظم"، ولم تتوان في مراسلة الوزير الأكبر تطلب منه مصادرة الكتاب ومنع ترويجه لما اشتمل عليه "من مخالفات شرعيّة وأقوال لا يسع المسلم السّكوت عنها.".ويكفي أيضا التّذكير بموقف بورقيبة المنتمي وقتها لحزب الدّستور ممثّل التّيّار الحداثيّ بزعامة الشّيخ الثّعالبي صاحب كتاب "تونس الشّهيدة"،بورقيبة الحداثيّ خرّيج المدرسة الصّادقية وجامعة باريس،الرّجل الذي عُـدّ محرّر المرأة،وإليه تُنسب مجلّة الأحوال الشّخصيّة. بورقسية هذا اعتبر الحجاب "جزءا من ذاتيّتنا،وكلّ ضربة تُسدّد إليه تغيّر أخلاقنا وتتسبّب في تذبذب شخصيّتنا". ولم يجازف بالانتصار لأفكاره التّحرّريّة في ما يتعلّق بقضيّة المرأة إلاّ يوم آلت إليه السّلطة.
كيف نقرا الموروث وفتاوى الفقهاء بعباءة الحاضر لا بعباءة الماضي؟؟كيف نقرأ المقاصد دون أن تقف الشّريعة عائقا أمام تيّار الحداثة والتّقدّم؟؟ كيف نفصل بين الثّابت(مجموعة القيم)والمتحوّل المتعلّق بتنظيم حياة النّاس وتسييرها ؟؟
السّبيل إلى ذلك يتمثّل في ربط الأحكام بأسباب النّزول لتخليصها من الإطلاقيّة. فما جاء به الإسلام وجاء من أجله (الحرّيّة/ العدالة /مكارم الأخلاق/ المساواة/ العبادات) شيء، وما وجده من الأحوال العارضة(الإماء/ العبيد/ تعدّد الزّوجات/ الطّلاق/ الإرث /تعليم المرأة..) شيء آخر لا تسري عليه أحكام فقهائنا الذين يطنبون في تدبّر دلالات الألفاظ أكثر من التفاتهم إلى إكراهات الواقع وتبدّل الحال والأحوال.
ذلك تحديدا ما يُحسب للطّاهر الحدّاد. وذلك ما يفسّر ضراوة الهجمة والحرب الضّروس التي خاضتها ضدّه الأوساط التّقليديّة وإكليروس الزّيتونة لأنّه تطاول على الأصول وتجرّأ على المرجعيّات..
03/ الأفكـار أبدا لا تمـوت
الأفكار تماما كحبّات البذار.البعض منها يهلك في هول الصّقيع،والبعض الآخر تدوسه الأحذيّة، ويموت بعضها في ظلام الأقبيّة غير أنها كلّها ليس تموت. يوما ما تصبح لعنة ونقمة على البعض ومنارة للبعض الآخر.
90 سنة على وفاته،و35 سنة على محاكمة كتابه الزّوبعة "امرأتنا في الشّريعة والمجتمع".ومازالت كتابات الحدّاد وأراؤه تثير كثيرا من الجدل (الأرعن أحيانا)،ومازال في "أمّة اقرأْ" من يحلو له الحديث عن دور تعدّد الزّوجات في حلّ ما راكمه نسل آدم وحوّاء من مشاكل مستندا إلى فتاوى يفصلها عن العصر ما يفصل السّماء عن الأرض.
قرن ويزيد على انبعاث أوّل جسم نقابيّ تونسيّ لحما ودما وهواجس وآمال.تجربة أرادها أصحابها تجسيدا لمعنى الاستقلاليّة في فهمها الذي تحتّمه المرحلة وواقع الاستعمار= الانسلاخ من/ وعن النّقابات الفرنسيّة وما زالت الاستقلاليّة النّقابيّة مدار صراع وحلما يروم أن يصبح واقعا ويحتاج في ذلك كثيرا من التّضحيات والصّراعات.والأدهى والأمرّ أنّ يبقى البعض يكابد ليسجن الفعل النّقابيّ في مربّع كان تخطّاه منذ ولادته العسيرة رغم ما صاحبها من تكالب القوى التّقليدية .
أمّا النّخبة -إلاّ من رحم ربّك- فقد أصابتها تخميرة النّكوص كما يكشفها ضياعها وتيهها، ويفضحها إضرابها عن التّفكير وارتدادها عن مهامّها وتمرّغها في مستنقع الأوهام بعد أن دشّن جزء منها افتتاح موسم الحجّ إلى الارتداد وولوج بيت الطّاعة وأغلاق الأقفال بإحكام .
#الطايع_الهراغي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟