أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الطايع الهراغي - توهّج الكتابة/ ألق الفكرة/ تنطّع العبارة















المزيد.....

توهّج الكتابة/ ألق الفكرة/ تنطّع العبارة


الطايع الهراغي

الحوار المتمدن-العدد: 8340 - 2025 / 5 / 12 - 18:19
المحور: الادب والفن
    


"من يكتب يقرأ مرّتين"
(مثل إيطاليّ)
" لا أنظم الشّعر أرجو *** به رضاء الأمير
حسبي إذا قلت شعرا *** أن يرتضيه ضميري"
(أبو القاسم الشّابّي)
"ليس المهمّ أن يموت الإنسان قبل أن يحقّق فكرته النّبيلة بل المهمّ أن يجد لنفسه فكرة نبيلة قبل أن يموت".
(غسّان كنفاني)

01/ما الكتابة؟؟
أكثر ساعات الخصام صدقا وتألّقا وصفاء وتصالحا مع الذّات وأكثرها بهاء وجماليّة.اللّحظة التي فيها تتوق الذّات إلى أن تتمرّد على خمولها وتتحرّر من كابوس تردّدها ووجومها وتكون بتنطّعها مزهوّة وله وفيّة.أن تبوح في سرديّاتك الشّيطانيّة بما يحتّم عليك- من باب إثبات صلة النّسب بما تكنّه من عشق لأهل البلد ولهفة على محنة البلد واكتواء بمأساة البلد - أن تعلن فيها لردارات التّنصّت وأجهزة كتم الأنفاس ولجم العواطف وحبسها والتّلصّص على ما كان يُفترض أنّه شأن خاصّ حميميّ على غاية من الخصويّة اعترافك وأنت في كامل قواك الذّهنيّة وفي أكثر لحظات وعيك استنفارا وتحفّزا بما حصل أن ارتكبته من الخطايا وما تنوي أن تقدم عليه في العاجل من الأيّام من ضروب التّمرّد وأفانينه بكامل الإدراك والإصرار وفي أصدق لحظات الوضوح والتّجلّي.أن توغل في البوح بأدقّ ما كان يبدو تفاصيل كنت ترى أنّها لا تكون ضروريّة إلاّ متى تعلّق الأمر بعمل توثيقيّ أو بأعمال روائيّة، وتقرّ بمحض إرادتك بأنك بكلّ أخطائك ملمّ وبها عليم ولها مدرك، وستظلّ دوما على العهد بها معتزاّ وعليها مصرّا. الكتابة أن تحتفل بما يستفزّ خدم السّلطان وحشمه وما يعتبرونه جحودا وكفرا بنِعم أولياء اللّه الصّالحين ممّن تصّبوا أنفسهم ناطقين باسمه في شؤون خلقه .أن تتطاول عمّا اتّفق الشّرّاح والمفسّرون والمدّاحون على أنّه مروق عمّا هو مألوف من العادات والأعراف ومسطور في فهارس الكتب القديمة.أن تتفنّن في رصد ما يصرّ غيرك على اعتباره نشازا تآمريّا واعتداء على وقار الدّولة وهيبتها.أن يكون ما تحبّره تطاولا مقصودا على نياشين الدّولة وما استصدرته مصالحها من حقوق تخوّل لها النّفخ في سطوة المراسيم ليصبح المرسوم ذاته لعبة في خزائن الدّولة ودفاترها، لها عليه اليد الطّولى.فليس لها إلاّ أن تحتكر ما يغريها فيه لاستملاك ما يحلو لها من جسيم المهامّ، أقلّها في المدى المنظور ترصّد عواطف مواطنيها وملاحقتها ولجمها وتعقّب الميولات وحبس المشاعر وتبليد الأحاسيس. أن لا ترى نفسك محمولا - لأيّ سبب كان- على الاعتذار إلاّ لمن أدركت أنّك تعمّدت أن تجرح مشاعره وتبخس شطحاته من كبار رجالات الدّولة وحريمهم وعشيقاتهم وذويهم،وأنت واجد في ذلك أنبل المتع.موجب الاعتذار أنّك هجّنت فعالا بما لا يرقى إلى مستوى الحدّ الأدنى من فظاعتها ولا يليق بحجم ركاكتها ولا بعفونتها.فيكون الاعتذار عليك واجبا.
الكتابة الجادّة تقتضي أن تكذّب الواقع ليبقى الحلم أنصع وأصدق ودوما على صواب.
الكتابة؟؟من ينبوع حروفها وقد أزهرت وتآلفت وتشابكت وتعانقت يحدث أن تكون الكلمة في عراك دائم مستعر مع شبح النّسيان. ويكون عليك أنت أن لا تغفل لحظة عن تلك التي بسحر الكلمة ووقعها أغرت زوّار اللّيل وراوغتهم بأن راودت كلّ واحد عن نفسه وركبت أهوال المخاطر لتغطّي رحيلك وتؤمّنه.بظفائرها فتلت حبائل بها عبرت بك إلى برّ الأمان، أن لا تنسى ذاك الذي لمّا هممت بالرّحيل تفقّدت ضلوعك فلم تجد غيره معك. أن تقبض على تلك اللّحضات الشّاردة المارقة لتشكّل من وقاحتها ونشازها عالما من الوجاهة والانتظام والأبّهة والجمال. تسيّجه بأبهى ما في الحرف من الهيبة والجلال .أن لا تتسوّل من أحد - كائنا من كان- مدخلا لإحدى مرثيّات عمرك.أن تدرك من تلقاء نفسك ودون الحاجة إلى أيّ تحريض بأنّه عليك أن تنبش بما ترك لك أولاد الحلال من بقايا أظافر وبالأسنان تحفر في سجلاّت التّاريخ لتتيقّن أنّك لم تصالح وتضمن أن لا شأن لك بالخوض في ما ليس فيه مجال للتّسامح ولا مدخل لأيّ ضرب من ضروب التّصالح.أن تفضح من خطر له في ساعات اهتباله وصرعه(وكم هي على العدّ عسيرة)أن يصافح بكلّ حميميّة من يتّمك ولم يـر عيبا في أن يقبّل يدا يوما ما كانت طوّحت بأعناق أهل وأعزّة ورفاق.أن لا ترتكب أبشع خطيئة في حقّ نفسك وفي حقّ كبريائك بها تلطّخ تاريخا حافلا بأحزانك وأشجانك ونجاحاتك وخيباتك ونزر ليس باليسير من عربداتك بأن تمدح صاحب سلطان غشوما ظلوما.غازله العرش فاستهواه.تعتعه السّكر فالتمع كرسيّ العرش. اعتلى الكرسيّ فكان أن صرعه الكرسيّ.وكان ما كان: انتشى،تخمّر، استبّدّ، ولنزال طواحين الهواء تحفّز واستعدّ. الكتابة أن تستنفر كلّ مداركك الذّهنيّة والنّفسيّة والبدنيّة وأن تتعهّدها بكلّ مقوّمات الصّيانة لتقاوم شبح النّسيان بما سكنك من عناد.أن تتعمّد بكثير من الوعي وبكلّ ما راكمته من أحقاد ومن رغبة جامحة في الثّار لكرامتك وكبريائك انتقاء ما يجب عليك أن تتناساه لتكون على يقين أنّك لم تنس شيئا.ومحال أن تنسى. الكلمة وقد صارت قضيّة مشتعلة ملتهبة قذيفة لا يحدّها زمان.تخترق المكان وعلى حدوده تتنطّع.أن تجعل من الكتابة أنيس الأسير في غربته.تسامره في لحظات وجده وتيهه فتلهمه أشجى الأناشيد.بها يبدّد وحدته ويحاصر توجّساته ويطرد مخاوفه. تتلو عليه ما يأسره من حلو الأغنيات ممّا تترنّم به أجمل البلابل من تغريد.ليس أبدع من أن تنتقم من عيون سلطة تراقبك بكلّ صلف وجلافة واستفزاز، تفلت منها،تراوغ حاسّة التّكّهّن لدى الرّقيب، يستبدّ به الصّرع ويصيبه العِيّ لأنّه لم ينجح في أن يخاتلك فاستحال عليه أن يسبقك إلى اغتيال الفكرة وإجهاضها قبل أن تفرّخ وتطير لتحلّق في الأفق البعيد.
إذا حصل-وكثيرا ما يحصل-أن تملّكك العناد وضرب عليك طوقا من كلّ الجهات وسدّ عليك الأبعاد بشكل فجئي ومباغت وداهمتك الأسئلة بلا استئذان فإيّاك أن ترتبك. وكنْ على يقين تامّ أنّك لم تعد بحاجة إلى تلك الأجوبة التي تكرّر نفسها ولا حاجة لك إلى ما يدلّك على ماهية الكتابة وجدواها. تغريك الأسئلة بأن تمج ما هو مألوف من الأجوبة وبها تتبرّم.تغزوك وتشدّد عليك الخناق وتأبى أن تبرح مدارها ومداها .فليس لك إلا أن تطلّق البليد والجاهز من التّعاريف.
إذا كنت،ساعة تقتحم عليك رغبة الكتابة اختلاءك بنفسك وتوحّدك بها،وفيّا لعربدات الشّباب وجنونه وطيش الطّفولة وتوقها إلى أبدع لحظات التّعرّي والكشف بما هو رفض قطعيّ لكلّ مماثلة واستنساخ فكن متأكّدا أنّ موعد رحيلك سيكون عرسا داميا حافلا بالمباهج والأفراح،إلى حضوره يتهادى حريم السّلطان وعسس الدّوله،جند الدّولة وشرطتها،وشاتها وعيونها التي لا تنام، وإليه يتسابق الخدم والمخبرون ووعّاض السّلاطين دون أن يكونوا في حاجة إلى أيّ من أشكال الدّعوة لينالهم الشّرف العظيم،شرف السّبق في إخبارالجهات العليا لدويلة المملكة أنهم يحوزون على تسجيلات بكر، دليلا قاطعا لا مطعن فيه ولا خلاف. يجزم بأنّك هذه المرّة متّ فعلا وحقّا لا تقوّلا ومجازا.
الكتابة أن يسكنك فيض من الجنون الفعليّ والواعي. يجبرك على أن لا ترضى بأن تكون في وطنك منفيّا منه إليه، وفيه تعايش ألوانا من اليتم. أن ترفض أن تموت إلاّ ساعة يخطر لك من باب النّرجسيّة أن تتّخذ في أجمل لحظات الهذيان - بما هي أكثر اللّحظات صحوا- قرارا صائبا وخطيرا وملعونا:أن يكون احتجابك عن الدّنيا ورحيلك عنها في ساعات الفجر الأولى.

02/ ورطة الكتابة/ محنة الكلمة
ما الكتابة؟؟ تراقص الكلمات وهي في تخميرتها تشيد عالما من الأفراح لتنغّص على السّيد والسّادة والأسياد متعة التّلذّذ بالسّخريّة من أحلام كاتب مغمور ما ينفكّ يردّد بموجب وبدونه-كشكل من أشكال الاستتنزاف والتّحدّي- أنّ الملوك كالجراد-ما جبِل إلاّ على الفساد-إذا تسلّلوا إلى مدينة سبقهم إليها الخراب وهجرها الإعمار.الكتابة،وهي تمعن في رحلة إبحارها وتزرع ألغامها،لا تساير،وإن فعلت تلطّخها النّتانة فتكون كجيفة تبوّل عليها الزّمان وأعاد الكرّة مرارا وضاق بها المكان. الجرح الذي يؤلمك ويؤذيك فتستلذّ إيلامه و برحيقه ترتق ما فاض على الجنبين من جراح. مأساة جميلة.ميزتها أنّ زينتها من التّنطّع قُـدّت وسياجها من التّوهّج أقيم .عربدة فرح مكلوم. همس جنون همّه أن يقبض على اللّحظة وهي بالشّرود تهمّ. تخميرة أصيلة بهيّة كانبثاق تباشير فجر تخطّى عتبات اللّيل وعتماته،وبسحر ميلاد يوم جديد يأبى إلاّ أن يتوظّأ. كفـرٌ إيمانيّ كأشدّ ما يكون الإيمان تجلّيّا،عميق ورهيب يبتغي إرتحالا حيث الضّدّ ما ينفكّ يهفو إلى أن يعانق ضدّه وبه يتّحد، وقد ينجح من حيث أيقن بالفشل.تركيز لأوتاد مملكة الأحلام.حنين جارف لكلّ ما يهزّ مضاجع حريم السّلطان. تبرّم بطاحونة الشّيء المعتاد. الكتابة الجادّة – شأنها شأن الكلمة الّصّادقة- في اقتحامها مجال الزّمان والمكان هي مفتاح نفسها لا تحتاج استئذانا. صلاة في محراب عشق ظلّ على مرّ العصور دوما على الأسر عصيّا. شفيع لا يُردّ ونقمة على من عتّا واستبدّ. "في البدء كــان الكلمة"(إنجيل يوحنّا).الكلمة من سحرها تلين لوقعها ابتسامة الحسناء - وإن كانت مغرورة لا التّغزّل يستهويها، ولا الثّناء يصيب منها مقصدا ومغنما-.يسكنها الاطمئنان إذا انساب الكلام في عفويّة وبلا تكلّف.تعتريها رعشة الرّغبة في التّحرّر من أسر الممجوج من الكلام والمألوف منه فتذوب عشقا من حيث تدري ولا تدري.
الكلمة سحرها في أنّها جارحة أو لا تكون.وقحة وقاحة مغرية وعلى غاية من الأناقة.عشق دراميّ أهله فقط على دارية بشعابه وتشعّبه.الكتابة ما تسلّل إلى الهوامش والتّخوم لا ما حفلت به الأسناد والمصادر والمتون.
الكتابة تغريدة.مقدّمتها كفر. جوهرها مغلق وخاتمتها مفتوحة.كفر بما هو مرويّ عن تاريخ لاشيء ينفي أن يكون جلّه افتراضيّا. أشرف على كتابته وتدوينه فقهاء الرّسل وعسس الملوك وغلمان الأمراء وحريم السّلاطين .انغلاق عن ترّهات خدم الدّولة وصدر الدّولة وعضد الدّولة.الكتابة، لمّا تكون لها وفيّا، بها وبك تهيم فتحميك أكثر ممّا تصونها وتحميها. يخجل الموت في حضرة الاتّحاد بلحظة الشّرود فيهبك فسحة لتأثيث ساعة الرّحيل وترتيب أناشيد الوداع الأخير.
الكلمة؟؟ ترنيمة الشّهيد وهو يوصي الرّفاق دقيقةَ قبل أن تفارق الرّوح الجسد أن على الدّرب لا محيد. لحن بأحزانه شجيّ ترتّله أمّ ثكلى وهي تودّع فقيدها الأخير.صلوات في هيكل الحبّ.آيات بيّنات يترنّم بها شاعر نغما للحياة.عهد يأسرك ومن حيث لا تدري يحرّرك.إذا خنته فنفسك خنت.الكلمة وهي تحرّف الواقع بقرار ووعي وتعرّيه بعناد وبسابقيّة إضمار وبقصديّة لتكشف ما يلطّخه من قبح ودناءة وبذاءة. جواز عبور إلى متاهات خالها البعض متاهات نسيان. تغازلك وتغريك فتطارحك هوى سحر البيان فتحتار ولا تدري ما أنت فاعل. تعشقها فتريك طعم العشق ألوانا. يطاردها السّفلة من الملوك الغلمان على مدار ساعات النّهار ويرقصون خلسة على سحر أنغامها ليلا في كلّ خلوة ومنام مع ما ملكت أيمانهم من حريم السّلطان. تتعشّقك لمّا تعرف كيف تتسلّل إلى عرينها وتعلي لها قدرا ومقاما وتقيم لها عرسا داميا، فتحميك كلّما بها لذت.ويحلو لها أن تراودك على نفسك لتبوح لك بهويّات من استباح حرماتها ومن تجرأّ على مقدّساتها فداسها. فليس لك من أسرها خلاص ولا من ابتلائها مخرج. إذا خنتها تلعنك سبعا وتفتح عليك سعير جهنم وترجمك عشرا في الصّباحات والأماسي فتصبح ذليلا ذلولا. صنو ذاتها مساوية لذاتها. ذلّ من ظنها مهنة وانتشى من عاشها محنة.الكتابة الجادّة يخلو قاموسها وجوبا من كلّ معاني التّوبة الاستغفار.نشيد الشّهيد ساعة يقتحم عالم المستحيل لينتصب مستقيما في محال.الكلمة تعتدي على فضاء الفظاعات بكلّ تمثّل وإدراك لتكتشف زيفه ودناءته وبذاءته فتفضحه . لماذا تكتب؟؟ تكتب احتفالا بعرس الكلمة.من علّتها تؤثّث أركان دولتها. وبوقاحتها تقيم أعمدة خيمتها .نار وقّادة تقتحم عرشا فتصيّره نعشا. تداعب جثّة فتنبعث فيها الحياة .تحجب عنك وجعك لكي لا يهزّه الحنين إليك وتلبس آلامك دروعا بها تقيك ممّا قد يقتحمك من جروح.الصّديق الوحيد الذي يقسو عليك بعذوبة وفي البال أن يرفع عنك كلّ أذى. يعيد تشكيل أخطائك ومنها يبني قصورا من الأشواق يسيّجها بورود في حدائق مآسيك.رغبة مجنونة تروم أن تخلق من الأضداد عالما متآلفا من الألفة والألاّف.استجابة لسلطان الحرف وانتقاما من كثير من الغباء، بعضه موروث وبعضه معروض على قارعة الطّريق في بورصة المتاجرة بأسهم القيم المنقولة.تكتب لتكتوي بحرقة الاسئلة ولهيبها وهي تتناسل وتتوالد فتكون بردا وسلاما حالما يعانق السّؤال السّؤال وتنفجر المسألة .تكتب لتبدّد قلقا وتضمن ألقا، لتتأكّد أنّه بإمكانك أن تؤّجل ساعة موتك مرارا. ولمّا تموت يحييك وهج الحرف ونبض الكلمة وانتصاب السّؤال شفيعا لك في كلّ حال وحال.
دعك من التّباهي بتمجيد سير الأحرار والعظماء.فهؤلاء أفعالهم مكتفية بذاتها مساوية لذاتها، تقف شاهدا على تفرّد سيرهم وعظمة ما طبعوا به تاريخ البشريّة وما يطفح به سجلّهم من الكبرياء.وليكن تمجيدك-على خلاف المألوف- تطاولا على عروش بناها السّفلة من دماء الأبرياء.لا تبخس الحرف ولا تشنّع بالكلمة فتكون ظلوما ملوما إذا ارتضيت لها أن تكون رجع صدى للباهت من رطانة بلاغة تبيّن أنّها ما قتلت يوما ذبابة.ولتكن صرخة أيقونة من أيقونات الحرّيّة مدخلا لقصيدة أهملها تجّار القيم وشعراء الهمّ والغمّ. أليست صرخة جميلة الجميلات، جميلة بوحيرد وهي تتلوّى تحت سياط التّعذيب وتردّد حالما تعود من غيبوبتها في ما يرقى إلى مستوى البيان في جوهر الشّعر "الجزائر أمّنا"(وليس فرنسا)من أجمل ما يمكن أن يكون مدخلا لأروع القصائد؟؟.لتكن كتابتك كألوان قوس قزح .مزيج من شاعريّة ماركس الطّائر المحلّق وعربدة فقيه الحياة أبي نوّاس المعذّب بداء لا يبتغي منه شفاء/غرور المتنبّي ونرجسيّته وتقوى الإمام عليّ وصرامته/سفرات غيفارا الحالمة وحيرة شيخ المعرّة في شكّه المحيّر/ تسامح المسيح بن مريم وطهوريّته وحقد روزا الحمراء نسر الحرّيّة العابر للقارّات/ ابتهالات الحلاّج ( أنا الحقّ)وقلق الفتى طرفة بن العبد المفرد إفراد البعيّر المعبّد.

وآخــر الكــلام
**الكتابة أنين الشّاعر ساعة يراد من المدح أن يكون مواء جميلا.
**ما تحتضنه الهوامش لا تنوء بحمله المتون.
**ما حفرته أسنان جنديّ مجهول على مداخل الحصون
** ما يفيض من القصيدة على جدران السّجون



#الطايع_الهراغي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس= من سطوة الحزب الواحد إلى سطوة الفرد الأوحد
- في ذكرى يوم الأرض/ ثائر لا يفنى وثورة لا تموت
- تونس= عندما يراد للسّياسة أن تكون لعنة
- عذاب الذّاكرة ولوعة التّاريخ
- 12 عاما على رحيله/ حتّى يظلّ شكري بلعيد شهيدا سعيدا
- وفاء للمناضلين/ الذكرى الخامسة لرحيل منصف اليعقوبي
- مرثيّة إلى دمشق/ من حكم طائفة إلى تحكّم الطّوائف
- الطّاهر الحدّاد في الذّكرى 89 لوفاته= معركة التّجديد والتّفك ...
- تونس=في التّأسيس للبؤس ومأسسته
- استشهاد يحيا السّنوار= تغريدة عزف فلسطينيّ
- هرطقات شاردة مجنونة وعاقلة
- استشهاد حسن نصر الله/عروش تتهاوى والمقاومة باقية
- تونس= الانتخابات الرئاسيّة والرّهانات الخاسرة
- مأزق الانتخابات في تونس/انتقام التّاريخ من ثورة مغدورة
- اغتيال إسماعيل هنيّة/ سباق المسافات الطّويلة
- هل أتاك حديث الانتخابات ؟؟ رحلة الاجتثاث الانتخابيّ في تونس
- غسّان كنفاني في ذكرى استشهاده الثّانية والخمسين/ قدر الفلسطي ...
- شيء من العربدة المنفلتة والهذيان الواعي
- في باب الحبّ والشّجن والكراهيّة والحقد
- مائويّة الحركة النّقابيّة التّونسيّة/ رحلة البحث عن الاستقلا ...


المزيد.....




- الکويت يرفع التمثيل الدبلوماسي مع لبنان
- مدينة كان الفرنسية تستعد لافتتاح مهرجانها السينمائي يوم الثل ...
- الدموع في عينيه.. بوتين يتأثر بمشاهدة فيلم -غير مدرج في القو ...
- أمير الكويت يعلن رفع التمثيل الدبلوماسي مع لبنان
- الرئيس والفيلسوف.. سياسات ماكرون و-دموع- بول ريكور؟
- نخبة من المخرجين وجزء ثانٍ من فيلم توم كروز.. كل ما تود معرف ...
- الروائي أحمد رفيق عوض يشارك في ندوة حول الرواية الفلسطينية ب ...
- كل الأولاد مستنيين يظبطوه”.. تردد قناة ماجد كيدز للأطفال وأح ...
- بعد عرض أفلام الشهر”.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على الن ...
- سوريا تحضر بثقلها الثقافي في معرض الدوحة للكتاب من خلال -سوق ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الطايع الهراغي - توهّج الكتابة/ ألق الفكرة/ تنطّع العبارة