أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - الطايع الهراغي - تونس/ اتّحاد الشّغل: ثقل الإرث وانزلاقات التّاريخ















المزيد.....

تونس/ اتّحاد الشّغل: ثقل الإرث وانزلاقات التّاريخ


الطايع الهراغي

الحوار المتمدن-العدد: 8448 - 2025 / 8 / 28 - 20:54
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


"أخي إن سامك السّفهاء سوءا *** وكان زمانكم نذلا كنودا"
فلا تحزن. فذا التّاريخ عدل*** سيمنح اسمكم منه الخلودا"
(الهادي العبيدي في رثاء الطّاهر الحدّاد)
" لم يكن في نيّة المحتجّين الاعتداء ولا اقتحام مقرّ الاتّحاد" .
(الرّئيس قيس سعيّد)
"ظلّ الخادم الوفيّ والنّزيه للطّبقة الشّغيلة في تونس"
(جون بول فينودوري ممثّل الحزب الشّيوعيّ في تونس متحدّثا عن محمد علي الحامّي)

"لقد جاءنا لأوّل مرّة بافكار لا تتّسع لها البلاد التّونسيّة"(الحدّاد متحدّثا عن رفيق دربه محمد علي الحامّي). هذه الأفكار التي "لا تتّسع لها البلاد" مثّلت رهانا لمحمّدعلي ورفاقه. ضاقت بها البلاد حينا واتّسعت إليها أحيانا حتّى باتت إرثا مشاعا.
منظّمّة محمد علي الحامّي،السّابق لعصره،الذي يحلو لرفيق دربه الحدّاد نعته بالنّقيب، والطّاهر الحدّاد، ذلك الثّوريّ المنسيّ، الحداثيّ قبل الأوان، والشّهيد فرحات حشاد منظّمة سابقة لتكوين الدّولة التّونسيّة بأكثر من ربع قرن وأكبر من السّلطة القائمة الآن بقرن كامل بليليه البيض والسّود بالتّقويم القمريّ والشّمسيّ. تجربة منفلتة من مكر التّاريخ ومتنطّعه على صلفه.منارة كانت ويجب أن نفعل المستحيل لتظلّ كما أرادها المؤسّسون.

01/ للتّاريـخ مكـره وأحكامـه
اتّحاد الشّغل( والأصحّ اتّحاد الشّغّالين) الابن الشّرعيّ لجامعة عموم العملة التّونسيّة(1924). سليل أوّل جسم نقابيّ أراده باعثوه أن يكون تنظّما نقابيّا تونسيّا لحما ودما،تصوّرا وتوجّها ومنهاجا وهدفا، وبذلك يكون قد أرسى منذ لحظة الّتكوبن لبنات مفهوم الاستقلاليّة التي عنت وقتها الانسلاخ عن النّقابات الفرنسيّة وتمكين العمّال التّونسيّين من أداة للدّفاع عن مصالحهم ومشاغلهم. ولعّل كتاب مؤرّخ الحركة الطّاهر الحدّاد" العمّال التّونسيّون وضهور الحركة النّقابيّة" بالغ الدّلالة حتّى في عنوانه. اتّحاد الشّغّلين امتداد لجملة من السّجالات والنّضالات الفكريّة والأدبيّة والميدانيّة التي خاضها الرّوّاد بهواجسهم وبتحمّسهم وتضحياتهم ووعيهم بضرورة وجدوى تونسة الفعل النّقابيّ وتوطينه وتأصيل كيانه وضبط هويّته الاجتماعيّة والوطنيّة في تلازم واع بين البعدين المطلبيّ الاجتماعيّ والوطنيّ السّياسيّ،تلازم تقرّ الدّراسات والبحوث بما يرقى إلى مستوى الاتّفاق -إن لم يكن إجماعا- بأنّه طبع الحركة منذ انبعاثها مطلع العشرينات من القرن الماضي .عصارة ما أرسته الحركة النّقابيّة التّونسيّة زمن تشكّلها في حيّز زمنيّ لم يتعدّ بضعة أشهرهي كلّ عمر "جامعة عموم العملة.."، يعـدُّ بكلّ المقاييس قياسيّا وما نحتته من خصوصيّات تتطلّبت ضريبة قاسية ما كان يمكن تلافيها وتضحيات جساما وعذابات جميلة على قدر مرارتها. بها أرست دعائم منعتها ومنعته. تاريخها ضارب في أعماق تاريخ تونس الحديث كفصيل أساسيّ من مكوّنات الحركة الوطنيّة أيّام معارك التّحرير والتّحرّر الوطنيّ. محكوم بإرث قد تقسو عليه غوائل الأيّام فيخبو ولكنّه ينبعث من جديد حالما تتاح الفرصة.يحدث أن تخذله الظّروف وتعقّد الملابسات وتغطرس الأنظمة وتعطّشها للتّسلّط والتّفرّد (وغباؤها ايضا)، أنظمة تناسلت وتوالدت وحكمت بأكثر ما يمكن من الغطرسة والعجرفة والعسف والرّغبة في استئصال من وما يهدّد أركان حكمها،وينقذه إرث متأصّل،هو لأعداء الحركة النّقابيّة عموما واتّحاد الشّغل خصوصا هاجس ولعنة وكابوس ولأنصارها حافز ومنعة. جزء نيّر من تاريخ تونس والتّوانسة.تجربة نحتت من خصوصيّاتها ما حصّنها فضمن لها مكانتها وبقاءها ودورها زمن مدّها وفي أوقات زجرها أيضا.
الحركة النّقابيّة التّونسيّة شكّلت نموذجا لتجارب تُدرّس في أكثر من جامعة في تونس وفي الخارج.حول مكانتها وفرادة خصوصيّتها أنجِزت بحوث ورسائل جامعيّة ودراسات أكاديميّة متنوّعة.
مثلها مثل كلّ جسم يحدث أن ينخرها سوس داخليّ،هو سوس التّبقرط والانحراف والارتداد. ويبقى لها من المناعة والتّجربة وما عاشته وعايشته من محن ما يمكّنها من أن تستشعر الخطر، تستوعبه وتظلّ في وجه العاصفة واقفة.
تاريخ الاتّحاد بقدر ما هو تاريخ رحلة البحث عن استقلاليّة تُطلب ويعسر أن تُدركـ، ظلّت دوما مطمحا وهدفا منشودا وليس بالضّرورة واقعا مجسّدا،هو أيضا وبنفس المقدار تاريخ أزمات، بعضها طبع تاريخ البلاد ورسم منعرجا في سياسات الدّولة. أزمات كلّها بما فيها تلك التي تبدو داخليّة ونقابيّة صرفة كانت الحكومات ضالعة في تعفينها ودفعها إلى أقصاها .

/02 إعادة انتاج ما أثبت التّاريخ فشله
على خلاف ما يردّده الكثيرون على أنّه قاعدة،التّاريخ لا يعيد نفسه لا في قالب مأساة ولا في قالب مهزلة.ما يحدث هو أن بعض الفاعلين يكرّرون أنفسهم بالسّعى إلى إعادة إنتاج ما كان وقع في زمن آخر وحتّمته ظروف أخرى مغايرة تماما. القول بأنّ اتّحاد الشّغل كان دوما مستهدفا بل إنّ الاستهداف كان ملازما له منذ التّنكيل بباعث أوّل بذرة نقابيّة،محمد علي الحامّي وتكالب جملة من الأحزاب والوجاهات،بالتّواطؤ مع السّلط الاستعماريّة،على إجهاض أوّل تجربة نقابيّة مستقلّة وحلّ جامعة عموم العملة ومحاكمة قياداتها حكْم يجزم به التّاريخ نعم،غير أنّ إطلاقيّته قد تحجب أهمّية تبيّن الفروقات في التّعامل مع المنظّمة بين هذه الحكومة وتلك. ولذلك نرى أنّه حكم واستنتاج على وجاهته يحتاج تدقيقا.
حكومات ما قبل ثورة 14جانفي مساوية لنفسها،منسجمة مع هويّتها وطبيعتها الطّبقيّة(وفي بلد متخلّف)وكيفيّة إدارتها للشّأن العامّ ولشؤون الحكم وشكل التّعامل مع النّسيج المجتمعيّ.لم يحدث أن أدّعت حكومة من الحكومات التي تربّعت على كرسيّ الحكم إلى حدود زلزال جانفي 2011 بالثّورة والدّيمقراطيّة وصلا. وكان إرباك المنظمّات وهرسلتها والسّعي إلى تدجينها بندا ثابتا وأساسيّا وقارّا من ثوابت سياساتها، تتناسله وتتوارثه كلّ حكومة عن سالفاتها،بل إنّ نظام البونابارت بورقيبة منذ انتصابه لم يخف يوما عزمه على ضرورة إلحاق كلّ المنظّمات بحزب "المجاهد الأكبر"ودولة حزبه.لم تتبجّح الحكومات السّابقة باحترامها للتّاريخ النّقابيّ ولا أولته اعتبارا.
وماذا عن فلسفة حكومات ما بعد الثّورة في تعاملها مع منظّمة كانت دوما رقما فاعلا في كلّ المعادلات(سلبا وإيجابا/ بالحضور وبالغياب كما هو حالها زمن الأزمات التي عاشتها)؟؟
المكسب الوحيد الذي يجمع الدّارسون والمتابعون للشّأن السّياسيّ والمجتمعيّ في تونس على أنّه فرض نفسه فرضا وما زالت الأطراف الحاكمة تجد عسرا في الالتفاف عليه بالسّرعة المطلوبة هو مكسب الحرّيّات بأشكالها المختلفة(فرديّة وجماعيّة) وحرّيّة التّنظّم والنّشاط رغم ما شابها من عديد الخروقات والمساعي المحمومة لتحريف مقاصدها على أيّام التّرويكات "المجيدة".قد يعود الأمر في ذلك إلى عامل أساسيّ= وهج احتجاجات 14جانفي والأشهر التّالية له لم يزل بعدُ ماثلا أمام أعين الجميع وفي ذاكرتهم ولم تنطفئ شمعته وشعلته.تعامل التّرويكات بقيادة وهيمنة حركة النّهضة مع الاتّحاد تراوح بين محاولات الاختراق والإلهاء بمعارك بعضها جانبيّ ومقصود ومدروس،هدفها التّهريج والتّشويش وخلق محاور صراع على هوى الفريق الحاكم وديكوره من الحلفاء وبين مسايرة لما يفرضه الأمر الواقع من ضرورة التّعامل المحسوب بدقّة مع قيادات المنظمة بما أملاه الأمر من محاولات ابتزاز.
وماذا عن سياسات عهد ما بعد تسونامي 25 جويلية2021؟؟ ما بعد 25 جويلية يصعب الحديث عن سياسة حكومة.فكلّ السّلط ممركزة ومختزلة في شخص الرّئيس. كلّها وظائف كما ثبّت ذلك في كلّ خطبه وتصريحاته وفي تعاليقه على بعض الأحداث وحتّى في ما تضمّنه الدّستور الذي صاغه بمفرده وعلى هواه.وكلّ مهامّه مدسترة.فلسفة عدم الاعتراف بالتّمثيليّات قزّم منظّمات وحكم عليها بالعطالة ومازال يسعى إلى ترويض (إذا استحال التّركيع) من ظلّ صامدا منها.
تعامل الرّئيس مع الشّأن النّقابيّ ومع الاتّحاد وقياداته يختزله بأمانة مثاليّة تعليقه على الهجمة على المقرّ المركزيّ للمنظّمة من قبل لفيف من أنصاره وممّن يدّعون به وبمساره وصلا في "غزوة" 07 أوت 2025= " لم يكن في نيّة المحتجّين الاعتداء ولا اقتحام مقرّ الاتّحاد".جملة على غاية من الاختزال والدّقّة. أراد لها صاحبها أن لا تدع أيّ مجال للتّأويل. أرادها رسالة بالغة الوضوح والشّفافيّة.لذلك لم تول أيّ اعتبار لمقتضيات ما يمليه البروتوكول الرّئاسيّ. ميزتها أنّها تكشف بأقصى ما يمكن من التّصريح وبشكل مباشر لا مجال فيه لأيّ بروتوكول فلسفة الرّئيس في التّعاطي مع المنظّمات وكلّ الإجسام التّمثيليّة.جملة تكشف موقف رئيس كلّ التّوانسة من الاعتداء على مقرّ منظمّة نقابيّة من عناصر لا تربطهم بساحة محمّد علي ولا بالمنظّمة أيّة رابطة ولا يخفون استقواءهم بالرّئيس. ومع ذلك لا يرى سيادته حرجا ولا إشكالا في اعتبارها احتجاجات طبيعيّة وعاديّة تتنزّل في خانة حرّيّة الاحتجاج والتّعبير.جملة أقرب إلى المرافعة التي تجعل من محاولة اقتحام مقرّ يرشح بالرّمزيّة حدثا عاديّا وعابرا وتجعل من الرّئيس وبشكل مباشر طرفا منحازا بوضوح إلى من سمّاهم " المحتجّينط". والاحتجاج نظريّا على الأقلّ مكفول قانونا ودستورا. "لم يكن في نيّة المحتجّين الاعتداء ولا اقتحام مقرّ الاتّحاد".ذلك هو ميثاق ودستور الرّئيس.وذلك هو رأيه. الرّئيس حكم ولكنّه بالأساس خصم، هذه المرّة بالتّصريح وليس بالتّلميح والهمز والغمز واللّمز كما جرت العادة في سائر خطبه. أزمة اتّحاد الشّغل – أساسا في جانبها النّقابيّ الدّاخليّ- ما كان يمكن أن تكون بمثل هذه الفداحة والكارثيّة لولا سياسات التّطهير التي تنتهجها السّلطة وتشجّع من يرفع لواءها في ما هو أقرب إلى عمليّة تحويل وجهة. التّضييقات المتلاحقة التي عانت منها المنظّمة بشكل متفاوت ومتصاعد ومتشنّج هدفه ليس مجرّد الإرباك كما هو معتاد في سياسات حكومات سابقة بل التّرذيل والإقصاء والإيعاز لجهات لا تخفي ولاءها للحاكم بتقديم المنظّمة في صورة العاجز عن تحقيق أيّ مكسب لمنظوريها.غلق باب التّفاوض والاستفراد بالبتّ في عديد المسائل التي يُفترض قانونا وعرفا أن تكون محلّ تباحث وتدارس بين النقابة والحكومة= مجلّة الشّغل/ الحقّ النّقابيّ التّفاوض كآليّة لتدارس المطالب النقابيّة ماديّها ومعنويّها / الحوار الاجتماعي/ حسم بعض الملفات التي كانت لسنوات محلّ تفاوض بقطع النّظر عن تعثّره بشكل أحاديّ في شكل إجراءات وقرارات رئاسيّة، هذا التّمشّي المتعمّد ليس مجرّد فعل على حيثيّة بل هو سياسة ممنهحة هدفها حرمان المنظّمة من تحقيق مكاسب، بدونها يتقلّص إشعاعها وينتكس وتتدنّى مكانتها وتتشوّه
ما سمي لحظة 25جويلية كان فعلا لحظة وظل لحظة تراوح مكانها.

وآخـر الكـلام
** الدّفاع عن اتّحاد الشّغل موقف وموقع واختيار مدروس واع ومسؤول، وليس فورة،ولا هو بالنّزوة العاطفيّة التي تحكمها معطيات ظرفيّة تزول بزوالها.والأهم أنّه ترجمة لقناعة، الوفاء لها هو ضرورةَ وبالتعريف واجب أخلاقيّ وأدبيّ والتزام إيتيقيّ وموقف جماليّ قبل أن يكون التزاما برؤية فكريّة وسياسيّة.
** بعض السّلوكات والأحكام التي تريد أن تقدّم نفسها على أنّها قراءات ومقاربات،والبعض يرى فيها مراجعات ضروريّة وعاجلة أقرب إلى الشّطحات المارقة عن كلّ منطق حتّى في بعده الشّكلانيّ الصّوريّ . فهي لا تعمي فقط الأبصار وإنّما تعمي القلوب التي في الصّدور.البعض من السّياسيّين والنّقابيّين في قراءات ارتداديّة يبذلون مجهودات خرافيّة ويلوون عنق التّاريخ والحقائق والوقائع ليحملوا أنفسهم قبل أن يحملوا غيرهم على ضرورة الاقتناع بأنّ المسؤول عن الأزمة الخانقة(إن لم يكن اختلقها وافتعلها) التي تردّت فيها البلاد وفيها تتخبط ليس الحاكم باختياراته المتناسلة والمتوارثة و"فلسفته" في الحكم التي يشهد التّاريخ أنّ زمانها قد ولّى منذ قرون، بل جمعيّات "أمّك صنّافة"[ والعبارة للرّئيس قيس سعيّد] و"اتّحاد الخراب" والمنظمات والحقوقيّون والدّيمقراطيّون وأحزاب اليسار وكلّ من ينشط ويتعاطى مع الشّأن العامّ السّياسيّ والفكريّ والحقوقيّ خارج سرديّة صاحب المسار وأنصاره.
آخر تقليعاتهم المحيّنة على آخر ما قد يخطر على الأذهان من الشّطحات السّياسيّة،في باب الدّفاع عن لحظة 25 جويلية والإشادة بتوجّهات صانع المسار والتّرويج لنزاهة الرّئيس وتعاليه عن الصّغائر يتمّ الجزم القطعيّ بأن لا نيّة إطلاقا لرئيس كلّ التّوانسة في الانتقام من المنظّمات عموما واتّحاد الشّغل خصوصا و الأمر يتعلّق فقط بملاحقة الفاسدين. بالمقابل يقع تضخيم الأزمة التي يعيشها الاتّحاد، وهي فعلا أزمة خانقة تكاد تكون مغلقة، لعلّها أخطر أزمة عاشتها المنظّمة اختلط فيها الاعتمال الدّاخليّ بالحصار الخارجيّ. وجه الإجحاف والافتراء على ما هو واقع عينيّ يتمثّل في تبرئة الحاكم من كلّ مسؤوليّة والاجتهاد في البحث له عن ذرائع.. وتتفتّق القريحة عن أبدع التّحاليل وأعمق الاستنتاجات :الرّئيس أكثر إلماما ودراية بمكانة الحركة النّقابيّة (وليس فقط اتّحاد الشّغل) ودورها في تاريخ تونس وأكثر حرصا على استقلاليّة منظمّة الحامّي والحدّاد وحشّاد من جميع النّقابيّين مجتمعين ومنفردين . وليس مهمّا أن تكون كلّ الدّلائل تؤكّد حجم التّضييقات على الفعل النّقابيّ بشكل ملفت ومحيّر. كلّ ما نرجوه من باب التّضامن الصّادق وما يلزم من المواساة الإنسانيّة أن يصدّق هؤلاء في لحظة اختلاء بالنّفس تبلغ فيها التّخميرة أقصاها أنّهم فعلا وصدقا على حقّ وأنّ غيرهم كان وسيظلّ على باطل .
** ليس للبيروقراطيّات علينا أيّ فضل،إذا استثنينا وساميْ التّجميد والتّجريد لمّا كانت البيروقراطيّة بيروقراطيّة بحقّ على أيّام الحبيب عاشور. وللمنظّمة علينا أفضال.ففي رحابها خبرنا من كان بها رحيما ولإرثها وفيّا ومن كان عليها لعنة ونقمة
وذلك ما يلزمنا بواجب الدّفاع عن منظّمة الحامّي والحدّاد وحشّاد بالظّفر والنّاب كلّما كانت مستهدفة من أعدائها في الحكم واخارج الحكم .وللحكومات والأنظمة علينا من الأفضال أجملها =الإيقاف والسّجن والطّرد.فألزمتنا بواجب الحفاظ على مسافة الأمان واحترام ما نحن فيه من سوء تفاهم أبديّ
ولذلك آلينا على أنفسنا أن لا ننافس أحدا في دفاعه عن الحاكم وهيامه بمسار الحاكم وانتصاره لأنصار الحاكم ومريديه.



#الطايع_الهراغي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس =فوبيا استهداف المنظّمات/ انتصارا لاتّحاد الشّغل
- محنة الكتابة/ فتنة السّؤال وصخبه
- الذّكرى الثّالثة والخمسين لاستشهاد غسّان كنفاني/- لا تمت قبل ...
- التّسوّح السّياسيّ= عاهاته وعذاباته
- هرطقات تونسيّة خارج النّصّ
- الإسلام السّياسيّ معضلة وبدائله الجنيسة أوهام
- توهّج الكتابة/ ألق الفكرة/ تنطّع العبارة
- تونس= من سطوة الحزب الواحد إلى سطوة الفرد الأوحد
- في ذكرى يوم الأرض/ ثائر لا يفنى وثورة لا تموت
- تونس= عندما يراد للسّياسة أن تكون لعنة
- عذاب الذّاكرة ولوعة التّاريخ
- 12 عاما على رحيله/ حتّى يظلّ شكري بلعيد شهيدا سعيدا
- وفاء للمناضلين/ الذكرى الخامسة لرحيل منصف اليعقوبي
- مرثيّة إلى دمشق/ من حكم طائفة إلى تحكّم الطّوائف
- الطّاهر الحدّاد في الذّكرى 89 لوفاته= معركة التّجديد والتّفك ...
- تونس=في التّأسيس للبؤس ومأسسته
- استشهاد يحيا السّنوار= تغريدة عزف فلسطينيّ
- هرطقات شاردة مجنونة وعاقلة
- استشهاد حسن نصر الله/عروش تتهاوى والمقاومة باقية
- تونس= الانتخابات الرئاسيّة والرّهانات الخاسرة


المزيد.....




- بلاغ استنكاري
- PAME Announcement on the rally againt the 13-hour workday an ...
- توجه الشباب للتدريب المهني.. مسار واقعي لتقليص البطالة
- صحفيون بريطانيون يحتجون أمام مقر الحكومة على قتل صحفيي غزة
- -العقد الاجتماعي الجديد- حزب هولندي ترك الحكومة احتجاجا على ...
- WFTU General Secretary, Pambis Kyritsis, addressed the NEHAW ...
- تحديات يومية يعيشها المواطن الليبي في ظل الغلاء والأزمات الس ...
- اللجنة المالية تؤكد تأمين رواتب الموظفين وتكشف عن أزمة سيولة ...
- واشنطن: موظفو -مايكروسوفت- يحتجون على تعاونها مع جيش الاحتلا ...
- نقابة مهنييي القناة الثانية تدين بشدة اغتيال الصحافيات والصح ...


المزيد.....

- ملامح من تاريخ الحركة النقابية / الحاج عبدالرحمن الحاج
- تجربة الحزب الشيوعي السوداني في الحركة النقابية / الحزب الشيوعي السوداني
- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - الطايع الهراغي - تونس/ اتّحاد الشّغل: ثقل الإرث وانزلاقات التّاريخ