أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطايع الهراغي - اهتبال النّّخبة وهجانتها/ النّخبة التّونسيّة نموذجا















المزيد.....

اهتبال النّّخبة وهجانتها/ النّخبة التّونسيّة نموذجا


الطايع الهراغي

الحوار المتمدن-العدد: 8536 - 2025 / 11 / 24 - 20:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا كنت لا تدري فتلك مصيبة // وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم"
(ابن القيم الجوزية)
"ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأْتوا منه ما استطعتم"
(حديث نبويّ)
"وحيث المصلحة ثمّة شرع الله"
(الشّاطبي)

01/عقدة فوبيا الإسلام السّياسيّ
الحقّ،كلّ الحقّ مع العفيف الأخضر عندما نبّه منذ مطلع السّبعينات إلى كسل النّخبة واكتفائها بملامسة القشور.كتب في مقدّمته لترجمة كتاب لينين "نصوص حول الموقف من الدّين= "معظم ما صدر حتّى الآن عندنا تحت عنوان نقد الدّين جدير بأن يُصنّف دون حرج تحت عنوان دعم الدّين". ويبدو أنّ الأمر لا يزال على حاله.
عندما تتعمّد النّخبة تناسي جوهر رسالتها وتتنكّر لقناعاتها وتتنصّل من إرثها تفقد في الحال مبرّر وجودها وتمضي بمحض إرادتها شهادة وفاتها القصريّة.تتحوّل إلى زائدة دوديّة حالما تضع على عاتقها إنجاز أرذل مهمّة:أن تكون وسيطا في ما لا يقبل الوساطة،أن تصالح المجتمع مع أعدائه الطّبقيّين.وتتقبّل(في هذه الحالة المكابرة لا معنى لها،إن لم تكن سوط عذاب )أن تكون جثّة ما عاد يعنيها سلخها بعد ذبحها. يتحوّل الإرث إلى لعنة ومصدر حقد على من لا يسايرها في شطحاتها في إبرام زواج متعة دائم مع تعبيرة من تعبيرلت اليمين (غالبا تلك التي تكون في الحكم) .
الشّرط الأوليّ لكلّ نقد، لكي لا يكون أعرج ومضلِّلا، أن يكون شاملا شموليّة الاستغلال والقهر بوجهيه المادّيّ والمعنويّ، ما كان منه مباشرا وما كان منه مخاتلا،أو لا يكون.مجاله أن يتّسع لنقد أوهام السّماء الدّينيّة ومن انتصب ناطقا باسمها ونقد قبح الأرض الرّأسماليّة وبشاعتها،نقد فتاوى إكليروس الحوزات العلميّة ورجال الدّين على اختلاف دكاكينهم (مللا ونحلا) ونقد فتاوى "إكليروس" بارونات الحكم(ملوكا وقياصرة وأمراء ورؤساء).ذلك هو أوّل درس يعلّمنا إيّاه الإرث الماركسيّ. وذلك هو جوهر النّظريّات الثّوريّة غير الملوّثة التي لم تحرّفها ترّهات أشباه المناضلين.
أتعس النّخب وأبخسها تلك التي تعيش أزماتها وأزمات مجتمعها دون أن تتمثّلها وتعيها فتنفي وجودها.وأتعس منها تلك التي تتعمّد التّعويم باسم موضوعيّة كاذبة لا تريد أن تفرّق بين من يمسك بدواليب الحكم أيّا كانت هويّته (وبقطع النّظر عن موقفنا منه)ومن هو في موقع المعارضة على اختلاف مشاربها(وبقطع النّظر أيضا عن تقييمها وموقفنا منها).شعارها الجميع مسؤول عن الأزمة شعار مفرغ من كلّ محتوى ومعنى ودلالة. يرفع المسؤوليّة عمن يحكم وعى ذلك أم لم يـع.ولا يقلّ عنها تعاسة واختزالا ذلك الجزء من النّخبة الذي يوكل أسباب الأزمات والتّعطّل المجتمعيّ إلى عوامل خارجيّة فقط(الإمبرياليّة/ الصّهيونيّة/ صناديق النّهب العالميّة/ لوبيّات الاحتكار الماليّ...) ويتغافل عن السّوس الدّاخليّ الذي ينخر النّسيج المجتمعيّ.
تفقد النّخبة(النّخبة التّونسيّة التّائبة خير نموذج) وعيها وتستعيض عنه بوعي كسيح مشوَّه،مشبع بالأوهام، ومقلوب على قفاه وتضيع البوصلة عندما تعلن توبة مسترابة تملي عليها أن تتذيّل وترتضي أن تختزل مهمّتها في الدّفاع عن دولة القهر البوليسيّة بما يحتاجه ذلك من إجهاد والتزام بتبرير تقلّبات سياساتها فتجد نفسها رغما عنها مرغمة على أن تلوي عنوةً عنق التّجارب التّاريخيّة.وليس لها إلاّ أن تعمد إلى تحريف النّظريّات الثّوريّة فتُـلبِس التّراجعات جبّة التّحيين على ساعة العصر والمراجعة والاستجابة لما تراه إملاءات الواقع وإكراهاته.يصبح إسناد الحاكم ومبايعته من أوكد المهامّ النّضاليّة والوطنيّة،تتنزّل في إطار المساهمة في ما تمّ إيهامها به(وما أقنعت به نفسها)على أنّه حرب تحرير وتحرّر وطنيّ. يصرعها الاهتبال عندما تصاب بمرض عضال،عنوانه الاعتقاد الإيمانيّ في منقذ أعلى يريحها من مصائب الإسلام السّياسيّ ويكفيها عناء مقارعته ويخوض المعركة المجتمعيّة بالأصالة عن نفسه وعن حلفائه ونيابة عنها.يداهمها عصاب الهذيان فتنخدع بأن تسارع إلى استبدال دين دور الإفتاء في احتكارها لقراءة المقاصد والتّفرّد بتأويلها بالدّخول طواعيّة بنفس راضية مرْضيّة في دين الاستبداد(الحداثيّ/ المدنيّ) أفواجا وتنحدر،بقطع النّظرعن درجة وعيها بذلك من عدمه،إلى ممارسة ضرب من الاستمناء والاستنجاد بالعقليّة الفقهيّة،تلك التي تتوهّم التّباين معها ومقاومتها:"دفع المفسدة أهمّ من تحصيل المصلحة"/ "التّخليّة قبل التّحليّة" والمفاضلة بين السّيّئ بالتّقليل من مخاطره لتبرير التّصالح معه والأسوإ لتبرير سياسة=أهون الشّرّين.

02/"درء المفاسد أولى من جلب المصالح"
"شرّ البليّة ما يضحك/ وشرّ البلايا ما يهتك".في تاريخ سائر الشّعوب والأمم(في الشّرق كما في الغرب) وفي تجارب الإنسانيّة من الخروقات والمفارقات ما كان دوما وصمة عار تلطّخ جبين البشريّة وما ظلّ على امتداد العصور شاهدا على بؤس ماضي نسل آدم وحوّاء.أمّا في ما يتعلّق بتاريخنا نحن(الحديث وليس فقط القديم)فالمصيبة أشدّ كارثيّة وإيلاما وأعظم بلاء وأكثرعبثيّة وسرياليّة.هي إلى عالم النّوادر أقرب، ميزتها في غرابتها وتطاولها على المنطق وأنساقه .فالخروقات من فرط ما تتّسم به من فظاعة وهول ما يطبعها من نشاز في لامعقوليتها ترقى الى مستوى البليّة المضحكة والجرائم التي تشيب من هولها الولدان وتعمى لا فقط الأبصار بل القلوب التي في الصّدور.
من أشنع ما يمكن أن يُبتلى به مجتمع ما من عاهات تشلّ حراكه وتنخر مقوّمات بقائه المادّيّ والرّمزيّ وتصيبه في المقتل (في الأبدان وفي الأذهان)أن تتهادى نخبه وتتطوّع لتعتنق ما هو أقرب إلى العهر السّياسيّ والفكريّ المعلن وبأكثر الأشكال استعراضيّة،عنوانه المخاتلة والارتداد،وتجعل منه مذهبا ومنهجا في سلوكها وتقييماتها ومواقفها وتموقعها.ترتضي لنفسها الهوان فتخون إرثها،الفرديّ والجمعيّ،المحلّيّ والإنسانيّ،وتتنكّر لتاريخها فتجرم في حقّ وطن ادّعت دوما أنّها ترفع راية تحريره وتحرّره وتحمل همومه وتتمثّلها وتدافع عنه. و في ذلك لا تجد أدنى حرج في أن تنحني (كلّها أو بعضها)لطغيان الحاكم وتجبّره.ولا يعتريها أيّ خجل في تبييض صورة نظام الحكم وتلميعها وتسويق ما ارتأت أنّه أقوم المسالك للخلاص كاستجابة ضروريّة لما تزعم أنّ المرحلة تقتضيه.وليس مهمّا أن لا يوليها الحاكم أيّ اعتبار فيبخل عليها بمجرّد شكر عملاً بمقتضيات الواجب البروتوكوليّ على شاكلة= شكر الله سعيكم.
جزء من النّخب التّونسيّة في رحلة انخراطه في توبة نصوح يحقّ له أن يتباهى بكونه يكاد يكون التّعبيرة المثلى في التّماهي المطلق مع السّلطة.ومن مهازل التّاريخ وصلفه وأفضاله عليه أنّ الفتوى لديه جاهزة دوما:تفشّي الفكر الظّلاميّ /تنامي هيمنة الإسلام السّياسيّ واستفحاله وضرورة مقاومته يقتضي التّعجيل بمبايعة من يحكم أيّا كان مستوى التّباين وجوهر الخلاف مع التّيّارات الدّينيّة،حتّى لو كان الاختلاف بينهما مجاله ومدار الصّراع فيه مختزلا في التّنازع على من يجب أن يحوز على أهليّة الحديث باسم الإسلام وتأويل مقاصد الشّريعة، كما هو الحال في أكثر من بلد عربيّ.فيكون أن تسعتدي النّخب العقل التّوّاق دوما إلى التّحرّر(أيّها الغرّ إن خُصصت بعقل /فاسألنه. فكلّ عقل نبيّ"/ أبو العلاء المعرّي) والمتبرّم بكلّ أنواع القيود مهما كانت طبيعتها -فكريّة كانت أم مادّيّة/ أرضيّة كانت أم سماويّة- وتعتدي على آليات اشتغاله لتستصدر حقّها في تشريع عقلنة جنوح السّلطة إلى الاستئثار والاستثمار في مآسي العباد والبلاد بتأميم كلّ مناحي الحياة وتصحيرها.
مشهد طاحونة الشّيء المعتاد بات مألوفا. وما فتئ يتكرّر ويُستنسخ في أكثر من تجربة وفي أكثر من مرحلة،أحيانا بأكثر الأشكال بدائيّة وعجرفة واستبلاها= استنساخا وسلخا ومسخا، مِن شكل تعامل النّخبة مع التّجربة النّاصريّة إلى تكييفها مع سياسات ابنها العاقّ السّادات، ومن بورقيبة الى بن على وفي سياسات الملك حسين وحافظ الأسد.
النّخبة التّونسيّة اليوم -إلاّ من رحم ربّك- استبطنت الخواء والفراغ وتصالحت مع التّبسيط الفجّ والتّفاهة الخرقاء.القيم الإنسانيّة التي يشهد التّاريخ على أنّها نتاج لعذابات مريرة وضريبة لتضحيات جسام لعهود طويلة باتت في عرف نخبتنا المروَّضة بالأوهام معرّة وفضيحة . بكثير من العنجهيّة والتّباهي تضع نفسها في خدمة الحاكم وتخوّن معارضيه وتعلن انخرطها في سباق محموم وهجين يبرّر جنون الحاكم واستكلابه في تعمّده عسكرة الحياة السّياسيّة في استنساخ مكرور واضح وعفن . فما كان بورقيبة يسمّيه الجهاد الأكبر ويفاخر بإعلائه إلى مرتبة الجهاد المقدّس،وما اعتبره خلفه بن علي الوصفة المثلى لاجتثاث خطر التّطرّف ومنابع الإرهاب اتّخذ له في قاموس الحاكم الجديد(حاكم ما بعد الثّورة الذي صادر الحديث باسمها) وأنصاره ومريديه شعارا هلاميّا، ولكنّه أكثر إغراء:حرب التّحريرالشّاملة ،مع تغليفه بما يلزم من مساحيق تدغدغ عواطف العامّة وآمالها في مقاومة الفساد والاحتكار،وما يُلهب أوهام بعض من أطراف اليسار المسكون بنسائم رياح السّيادة الوطنيّة وذاك الذي أمّم المسألة الوطنيّة والقوميّة وجعل منها أصلا تجاريا.
التّعامل مع الإسلام السّياسيّ- بتلويناته المتعدّدة وتعبيراته المختلفة-على أنّه العائق الوحيد الذي يحول دون الانعتاق والتّحرّر وتحويله من غول إلى شمّاعة عليها يُعلّق كلّ فشل وبها تُبرّر كلّ سياسات التّجويع والقهر الفكريّ والماديّ مثّـل دوما حبل النّجاة للأنظمة التي تبحث عن خلاصها ولم تكن يوما معنيّة بخلاص شعوبها.ألم يقل الملك حسين "بطل" مذبحة أيلول الأسود في سبعينات القرن الماضي لمّا كان يروم الإنهاء مع المقاومة الفلسطينيّة:"هذا البلد إمّا أن أحكمه أو أن أحرقه".
قبول تعويض الاستبداد المبشّر بوهم خلاص قوامه الاحتكام إلى شريعة سماويّة في علاج مشاكل وتحديّات أرضيّة باستبداد جنيس يقدّمه المفتونون به على أنّه وصفة خلاص وطنيّ حداثيّ باسم تجنّب الأسوإ( درء المفاسد في استحالة جلب المنافع)هو كارثة الكوارث التي حكمت على المجتمع العربيّ بعطالة مميتة طالت واستطالت.
يحدث في تاريخنا المثقل بالأوجاع والمثخن بالفواجع والانكسارات أن تختلط الاوراق فتهتبل النّخبة وتنفصل عمّا تقتضيه اللّحظة الحبلى بالتّحدّيّات من صحو دائم وتحفّز. وتفقد كلّ صلة بارثها وتاريخها وتتنكّر لنضالات شاقة خاضتها مثيلاتها في أكثر من مصر وفي أكثر من عصر.نفس المشهد - بنفس الآليّات وبذات التّبرير وباجترار الأسطوانة المشروخة إياها- يتكرّر في أكثر من بلد عربيّ:مثقّفون وسياسيّون وحقوقيّون كثيرا ما تبجّحوا، بعضعهم بكونهم حداثيّين وعَلمانيّين، والبعض الآخر بأنّه وصيّ على الأرث اليساريّ ومؤتمن على التّراث التّقدميّ (بواجهتيه الماركسيّة والقوميّة)يرتضون أن يكونوا حطبا لسلطة متعجرفة "كالنّار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله". يكفي فقط استحضار جحافل الذين هللوا لبن علي وعمدوه بطل التّغيير المبارك ليخوض نيابة عنهم حرب اجتثاث الإسلاميين لندرك كم هو مأساويّ إعادة انتاج نفس آليّات التّعاطي مع الخصوم بالاحتكام إلى الحلول الأمنيّة التي دلّلت التّجربة على مدى إفلاسها،إن لم تكن من أكثر العوامل التي أنعشت واجهات الإسلام السيّاسيّ وهيّأت موضوعيّا المجتمع لقبول نزعة التّظلّم والمظلوميّة التي ستكون سلاح الإسلاميّين في منافسة خصومهم والتّنكيل بهم بعد ظفرهم بالسّلطة. .

وآخـر الكـلام
** المغالاة البّبغائيّة(في العادة تليق بالمراهقين) في إشهار التّباين مع تعبيرات الإسلام السّياسيّ تصبح عبثا صبيانيّا ومرضا طفوليّا وسقوطا أخلاقيّا عندما تتحوّل إلى مدخل لتأسيس يروم ان يكون نظريا، أقصى اجتهاده تجاهل أخطاء النّظام الحاكم التي تفقأ العيون وتبرير ما يتعالى عن الخوض فيه والدّعوة الصريحة الى الانخراط في مشاريع التّطبيع مع الواقع البائس وإدانة كلّ أشكال مقاومته وليس فقط رفضها. آية ذلك أنّ التّحليل الفجّ والمقاربات المسقطة تقود إلى اعتبار التّيّارات الدّينيّة مجرّد صناعة استعماريّة، والحال أنّ الأرضيّة الفكريّة والمادّيّة والعقليّة الفقهيّة التي تحكم السّلط وجزءا من معاراضاتها في الفضاء العربيّ الإسلاميّ مهيّأة لتفريخ طوابير من الدّواعش وليس فقط من مجاميع الإسلام السّياسيّ. فمن رحم الحلول العزيزة على كلّ الأنظمة العربيّة التي ترفض التّصالح مع حاجيات العصر انتعشت التّيارات الدّينيّة واستفحل التّطرّف.أليس المثال السّوريّ دليلا ساطعا على مآل سياسات التّدجين وفشل لعبة المسكّنات التي لا فضل لها غير إطالة أمد المرض؟؟ فمن جرائم عائلة الأسد -الأب والابن-،ومن أوهام البعض عنه وعن نظامه،ومن عقليّة تقبّل متطلّبات التّوريث(في نظام يدّعي أنّه جمهوريّ ويفاخر بأنّه من دول الممانعة)التي حوّلت الحكم إلى تحكّم غنائميّ وصحّرت الحياة السّياسيّة وجد الفكر الطّائفيّ في سوريا ضالّته وحاضنته ومشروعيّته.فالاستبداد غالبا ما يمهّد كلّ السّبل لانبعاث استبداد جنيس. والتّيّارات الإسلاميّة ليست إلاّ بدائل جنيسة لأنظمة ارتضت أن تكون على هامش التّاريخ فأوغلت في التّخلّف والغطرسة والغباء. فحكمت على نفسها بالفناء وحكمت على مجتمعاتها بالعطالة والتّعطّل.
**مفارقات عجيبة ومذهلة:كيف يكون القمع ضرورة مرحليّة حياتيّة وملحّة؟؟كيف يكون القهر المقنّن والمعمّم سبيلا لحماية المجتمع من الاسلامّيين وويلاتهم؟؟ كيف يقبل من كان شعاره الفصل بين الدّين والسّياسة والدّين والدّولة والتّشبّث بمدنيّة الدّولة والمجتمع، كيف له أن يقبل عسكرة كلّ أوجه الحياة وخنق البلاد بإطلاق العنان لسلطة الأجهزة الأمنيّة التي ظلّت تحنّ لاسترجاع أمجادها في القمع والتّسلّط والانتقام ممن سوّلوا لأنفسهم ذات يوم الحلم بالتّخلص من سلطان الدّولة العميقة؟؟. كيف يكون الحلّ الأمنيّ الذي فشل حيثما جٌرِّب وكان وبالا حتى على السّلط التي انتهجته في مقاومتها لمنافسيها وليس فقط خصومها،كيف يكون هو الوصفة السّحريّة التي تتطلّب الإذعان لكلّ ما ترتئيه السّلطة الحاكمة بأمرها؟؟.
** بدعة البدع أن يقع اختزال اليمين في تعبيرة من تعبيراته.وأكثر منها حذلقة وبأسا ذلك الوهم المقلوب على رأسه الذي لم يُؤت يوما أكله= الاحتماء بعباءة اليمين المدنيّ( لنفترض من باب التّخيّل أنّه مدنيّ فعلا) للإنهاء مع اليمين الدّينيّ، مع أنّ النّتيجة كانت دوما عجائبيّة في أكثر من بلد وبشكل أكثر وضوحا في سوريا ومصر وتونس



#الطايع_الهراغي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس ومعضلة القلق الدّائم
- عربدة منفلتة في مدار جراح شاردة
- تونس/ اتّحاد الشّغل: ثقل الإرث وانزلاقات التّاريخ
- تونس =فوبيا استهداف المنظّمات/ انتصارا لاتّحاد الشّغل
- محنة الكتابة/ فتنة السّؤال وصخبه
- الذّكرى الثّالثة والخمسين لاستشهاد غسّان كنفاني/- لا تمت قبل ...
- التّسوّح السّياسيّ= عاهاته وعذاباته
- هرطقات تونسيّة خارج النّصّ
- الإسلام السّياسيّ معضلة وبدائله الجنيسة أوهام
- توهّج الكتابة/ ألق الفكرة/ تنطّع العبارة
- تونس= من سطوة الحزب الواحد إلى سطوة الفرد الأوحد
- في ذكرى يوم الأرض/ ثائر لا يفنى وثورة لا تموت
- تونس= عندما يراد للسّياسة أن تكون لعنة
- عذاب الذّاكرة ولوعة التّاريخ
- 12 عاما على رحيله/ حتّى يظلّ شكري بلعيد شهيدا سعيدا
- وفاء للمناضلين/ الذكرى الخامسة لرحيل منصف اليعقوبي
- مرثيّة إلى دمشق/ من حكم طائفة إلى تحكّم الطّوائف
- الطّاهر الحدّاد في الذّكرى 89 لوفاته= معركة التّجديد والتّفك ...
- تونس=في التّأسيس للبؤس ومأسسته
- استشهاد يحيا السّنوار= تغريدة عزف فلسطينيّ


المزيد.....




- كل عام، يودي تغير المناخ بحياة ملايين الأشخاص
- إقالة ضباط إسرائيليين بسبب فشلهم في منع هجوم 7 تشرين الأول/أ ...
- جنوب أفريقيا : قانون كاميرات المراقبة، مكافحة للجريمة أم انت ...
- بعد تنفيذه 38 عملية سرقة في إسطنبول.. القبض على لص استهدف أج ...
- الحفريات تحت مدينة القدس.. سرقة التاريخ وتشويه المعالم
- بوتين يرحب بالمقترحات الأميركية بشأن أوكرانيا وأوروبا تتمسك ...
- نصائح لفحص إطارات سيارتك وضمان قيادة آمنة قبل بداية الشتاء
- بلال الحسن.. صحفي فلسطيني ناضل بقلمه ضد اتفاقيات أوسلو
- 5 شهداء وإصابات في غزة والعثور على رفات أسير إسرائيلي
- شارك في -إيس فينتورا- و-أرمغدون-.. وفاة أيقونة هوليود الألما ...


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطايع الهراغي - اهتبال النّّخبة وهجانتها/ النّخبة التّونسيّة نموذجا