|
|
هل هنالك مؤامرة تجري ضد الحزب الشيوعي ؟
مازن الحسوني
الحوار المتمدن-العدد: 8548 - 2025 / 12 / 6 - 18:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أتمنى ممن يقرأ هذه المقالةَ التمعُّنَ جيداً في المعلومات الموثقة فيها، وفي شخوصِ الوثائق الذين يعيشون بيننا لحد اللحظة قبل الحكمِ عليها، والابتعادَ عن الذهابِ بالعواطف أكثرَ من تفعيلِ العقل وإدراكَ مدى دقةِ وأهميةِ المادةِ المطروحةِ؛ وخاصةً رفاق الحزب الذين يدافعون بشكلٍ أعمى دون أن يحللوا الحقائق، وبعدها لِيتخذوا مواقفهم منها . عام 1998 زار وفدُ المعارضةِ العراقيةِ أمريكا للتباحث في الخطة الأمريكية التي تُعدها لإسقاط النظام العراقي، ودورِ هذه المعارضة بالخطةِ ومستقبلِ العراق . حميد مجيد ( أبو داود) كان من ضمن الوفد ... الحزبُ لم يعلن عن تلك الزيارة، بل سمِعَها الرفاقُ من صحافة المعارضة، فاضطر الحزبُ لنشر خبر زيارة حميد مجيد في نشرة إخبارية باسم ( أخبار العراق ) بتاريخ 1998/7/31على أنها كانت للقاء الجالية العراقية هناك، واللقاءِ بالرفاقِ. لكن ما حدث فيما بعد، وإعلان حضور حميد مجيد مع وفد المعارضة في اللقاءات مع الإدارة الأمريكية دفَعَ إلى صدور توضيحٍ جديدٍ من مكتب أإعلام الخارج بتاريخ 1998/8/5 يبينُ جوانبَ جديدةً من برنامج زيارة حميد مجيد، ذكرَ فيه حميد مجيد بأنه التقى (موظفين) أمريكيين، وكان الجهدُ الأكبر منصباً على توجيه النقد ( للأشقاء ) الأمريكيين على عدم جديتهم في محاكمة صدام . عزيز محمد - رغم أنه شخصية جدلية كسكرتير للحزب - لكنه أدان الاحتلال الإيراني للفاو، ولم يقبل مطلقاً أن يشارك الحزبُ في مساعدة القوات الإيرانية في كردستان، رغم أننا بكفاحٍ مسلحٍ ضد النظام ناهيك عن فهد وسلام عادل، وموقفهم من الإمبريالية الأمريكية . الحزب رفض خيار الحرب للإطاحة بصدام حسين قبل 2003، لكن هذه السياسة تغيرت 180 درجة بعد سقوط النظام ... لاحظنا دخول الحزب تحت الوصاية الأمريكية، والمشاركة بمجلس الحكم الذي أداره بريمر، والمصيبة الأكبر هي مشاركة حميد مجيد كشخص شيعي، وليس كقائد حزب سياسي شيوعي. اللجنة المركزية وقتها باجتماعاتها عانَتْ من عدمِ معرفة ما كان يدور ويخطط له باجتماعات مجلس الحكم؛ لأن حميد مجيد لم يقدم تقاريرَ وافيةً لها، بل قدّمَ معلوماتٍ شحيحةً اللجنة المركزية قررَتْ بأن يكون أحدُ أعضائها يرافق حميد مجيد بالاجتماعات، كما هو سارٍ على بقية الأعضاء، واختارت ( صالح ياسر أبو سعد ) لهذه المهمة لعلها تظفر بخيط من المعلومات الجيدة عمّا يدور هناك. أبو سعد - بعد أول حضور له، وبعد اللقاءِ ببقية أعضاء اللجنة المركزية - رفض الاستمرار بالمهمة لأنه بيّنَ أن الاجتماعات كانت تتمحور على كيفية حصول هؤلاء الأعضاء على الامتيازات سواء لهم أو لأتباعهم ولا شيءَ جيداً يُطرح لصالح الوطن، أي أشبه ببازار للربح السريع لكل واحد؛ ولهذا فهو لا يستطيع الاستمرار. اللجنةُ المركزيةُ اختارت (جاسم الحلفي أبو أحلام ) لهذه المهمة التي رحب بها، ومن يومها ضاع الخيط والعصفور . *على ماذا اتفق حميد مجيد مع المحتل الأمريكي؟ لا أحد يعلم، ولكن تسرّبَتْ من بعضِ المشاركين في مجلس الحكم معلوماتٌ تشيرُ إلى أنهم جميعاً وقّعوا على تعهد بعدم الوقوف بوجه العملية السياسية التي تقودُها أمريكا بالعراق، ولكلِّ واحدٍ منهم نصيبٌ معينٌ من الكعكة. الحزبُ - أيامَ الحكمِ الملكي قبل ثورة تموز - كان يرفع شعار إسقاط الملكية، لأنها صنيعة المحتل الإنكليزي... السؤال: لماذا طيلة السنين التي تلت 2003 كان شعار الحزب هو إصلاح العملية السياسية رغم أنها صناعة محتل ؟ والمصيبة الأكبر هي إصلاحها من داخلها ( إذا البيضة فاسدة شلون تريد تصلح المولود؟). - لهذا لا يجب أن نستغرب من تصرف حميد مجيد فيما بعد بعدم رغبته في البوح بما كان يجري في مداولات مجلس الحكم، وكلُّ ما جرى داخل الحزب تنظيمياً، أو مواقفه السياسية من الأحداث بالعراق. الحزبُ بعد السقوط توالت عليه أعداد كبيرة من الرفاق الذين تركوا العمل السياسي بعد هجمة السبعينات وهؤلاء كانوا قسمين : القسم الأول : من تركوا العمل نتيجة العنف والخوف، ولكنهم بقوا أمناء لأخلاقهم وضمائرهم الحية المخلصة للفكر الشيوعي وأرادوا العودة للعمل الحزبي بكل همة وحماس. القسم الثاني: هم من تركوا العمل، ولكنهم كانوا منخرطين في الكثير من الأعمال الدنيئة أيام حكم البعث مثل (العمل بالأجهزة الأمنية، الوشاية وكتابة التقارير حول الناس ... إلخ) أي بمعنى من باع أخلاقه وضميره وليس ترك العمل الحزبي فقط. هؤلاء شكلوا طبقة من اللوكية والانتهازيين، وجدَتْ فيهم القيادةُ ضالَّتها التي تفيدها لبناء الشكل الجديد من التنظيم الخاضع لسيطرتها دون أية منغصات والسبب هو: هؤلاء أرادوا مسْحَ الصورةِ التي تكونَتْ عنهم أيامَ حكمِ البعث، والتي يعرفها الناسُ قبلَ الرفاق، وبالتالي بمناصبهم الجديدةِ سيظهرون بحلةٍ جديدةٍ ... كذلك وجدوا في الحزب فرصة جديدة للاغتناء بعد أن استلم الحزبُ حصةً - ولو صغيرةً - من الامتيازات في دمج العديد من العسكريين برتبٍ جيدةٍ بالقوات العسكرية، وكذلك بوظائف الدولة ... إذن نحن أمام مصلحةٍ مزدوجةٍ بين هؤلاء والقيادة، هذه المصلحةُ شكلت إطاراً جديداً لنوعية الكادر الوسطي الذي يدير حياةَ الحزب بعد أن سيطر حميد مجيد، وجلب من يريده لمركز القرار الحزبي في اللجنةِ المركزية ومكتبها السياسي، ليصبحَ النهج الجديد في كيفية إدارة حياة الحزب التنظيمية. إذن وصلنا إلى حالة جديدة تتمثلُ بقيادةٍ تسيطر على القرار السياسي حسب ما يريدُه السكرتير ومَن تعاون معه، سواء المحتل ( الحزب وافق وقتَها على الاتفاقية الأمريكية العراقية، وافق على الدستور الأعوج، وافقَ على المضي بالعملية السياسية وهو يرى كل موبقاتِها السيئةَ الواضحةَ للجميع ) أو القوى العراقية الأخرى المرتبطة بشكل علني وبلا حياءٍ مع الأمريكان. بالطبع من لم يقبل بالشكل الجديد للعمل القيادي من قيادة الحزب انسحب، أما أعضاء الحزب المعترضين فبدأت تمارَسُ ضدَّهم سياسةُ العزل بطرق مختلفة، وصولاً لفصلهم من الحزب، أو انسحابهم مكرهين . جاء السكرتير الجديد للحزب ( رائد فهمي ) وقد تدرَّبَ جيداً على يد سلفه، وحفظ وأجاد دورَه كسكرتير في تفريغ الهيئات القيادية من صلاحياتها الرسمية التي سطرها النظام الداخلي، وإكمال ما بدأه سلَفُهُ، وهذا ما تجسَّدَ بشكل كبير في طريقة التوقيع على تحالف ( سائرون ). لم يحدث بتاريخ الحزب أن تغشَّ وتتأمرَ قيادةٌ على رفاقها، وتتجاوزَ حتى على رفاقها باللجنة المركزية مثلما فعل رائد فهمي، ومَنْ تجمَّعَ معه لهذا المخطط الخبيث الذي يذكرنا بأعمال المخابرات في الدول الدكتاتورية . عزيز محمد عندما أراد التوقيع مع البعث على جبهة 1973 بطلب من السوفييت ولأسباب أخرى .اللجنة المركزية التي كان عددها 15 رفيقاً اجتمعت للتصوت على مقترح التوقيع على الجبهة ... وافق 7 ورفض 8 . عزيز محمد عندما وجد نفسَه خسر الرهان الذي يريده أن ينجح بأي شكل لجأ إلى لعبةِ الضغط على الحلقة الضعيفة بين الرافضين، وكان أحمد بانخيلاني .عزيز محمد طلب استراحةً قصيرةً، وفيها أقنع أحمد بانخيلاني ليغير رأيه وبالتصويت الثاني انقلبت المعادلة لتصبح 7 رافضين للتوقيع و8 موافقين . هذه الحقيقة - وبعض شهودها لازالوا أحياء - أطرحها لكي نقارن مع الطريقة التي وقع بها الحزب تحالف سائرون . الحزب قبل توقيعِ التحالف كان يجري مفاوضاتٍ مع القوى المدنية لتشكيل تحالف انتخابي باسم ( تقدم ) ولكن تحت الطاولة كانت هناك مفاوضاتٌ يجريها (جاسم الحلفي بمباركة رائد فهمي ) وآخرين للدخول بتحالف مع الصدر، ولا ننسى خلف الكواليس دور حميد مجيد . تفاجأت اللجنة المركزية يوم 2018/1/4 برسالة من رائد فهمي يخبرهم بأنه وقَّعَ على التحالف مع الصدريين، وهذا نصُّ رسالته لهم، والتي صدمت العديد منهم، عدا مَن كان متآمراً معه، وبهذا التوقيع ضرب بعرض الحائط كلَّ القيمِ الحزبية وموادّ النظام الداخلي . هذه نصُّ رسالتِه لكل أعضاء اللجنة المركزية : الرفاق الأعزاء تم توقيع الأحزاب – أحزاب التحالف المدني الديمقراطي – على تشكيل تحالف مع حزب الاستقامة وحزب الدولة العادلة، وحزب الشباب من أجل التغيير تحت اسم ( سائرون). وقتَ الرجوع إلى هذا الاسم، لورود اعتراضاتٍ على مفردة ( قادمون) لإيحاءاتها العسكرية ، أما اسم عراقيون فهو محجوز، وإضافة التغيير استبعدت الحرص على أن يكون اسم التحالف من كلمة واحدة كما كلمة التغيير موجودة في اسم أحد الأحزاب المكونة له. بالنسبة للتعديلات والأهداف المقترحة فهي مقبولة من طرفهم، وسيجري تضمينها في البرنامج والنظام الداخلي الذي سيتبناه التحالف، وجرى إدخال بعضها في وثيقة إعلان التحالف بما في ذلك الإشارة الى أهداف الابتعاد عن الطائفية والإثنية وبناء دولة المواطنة المدنية ذات العدالة الاجتماعية. وتم حذف بعض الفقرات من الجزء التنظيمي . أما بالنسبة لفقرة الاستقلال الفكري والسياسي والتنظيمي، فأحيلت إلى النظام الداخلي بعد تأكيد الجميع على احترامها. كان من طرفهم تمسكٌ بالتصويت الموحد، حفاظاً على قوة وفعالية التحالف كما برَّرُوه، وحسب تفسيرهم سيكون هناك التزام بالتوصل إلى مواقف عليها، أي بالتوافق. بالنسبة لرئيس التحالف المسجل اقترحوا حسن العاقول أمين عام استقامة. من جانبنا طرحنا أن يكون من التحالف المدني، وضرورة أن يكون شخصيةً معروفةً تجسد ( الهوية المدنية الوطنية) للقائمة، كما اتفق على توصيفها علي سميسم طلب الدكتور علي الرفيعي تأجيل البت بالموضوع إلى يوم غد. الأمانة العامة لإدارة التحالف ستكون دوريةً، وسيثبت ذلك في النظام الداخلي الذي سيتم اعتماده، لقد أبدى سميسم مرونةً، وكان والآخرون يؤكدون بأنهم جادون في التغيير، والتعاون مع التيار المدني، وأنه لا مبرر من التخوف من قبل المدنيين إزاءهم . سيتم إعلان التحالف السبت القادم في مؤتمر صحفي يحضره الأمناء العامون للأحزاب. أبو رواء 4/1/2018 هذا التجاوز على صلاحيات اللجنة المركزية دفع 3 إلى تقديم استقالاتهم من اللجنة المركزية (حسان عاكف، جهاد جليل، بسمة كاظم )... عددٌ آخرُ من أعضاء اللجنة المركزية لم يوافقوا على ما جرى، واكتفوا بالحديث داخل اجتماع اللجنة، أو إرسال رسالة لأحدهم، والذي لم يحضر اللقاء بعد التوقيع (عدد من حضر اللقاء في بغداد ( 13 رفيقاً ) والبقية بلعوا الموس، وسكتوا، والكلُّ لا يقوى على فعل شيءٍ، في موقف يذكرني بحادثة قاعة الخلد يوم أعدم صدام معارضيه، وجَبُنَ البقية، وسكتوا للأبد . هذه مقتطفات من رسالة صالح ياسر إلى رائد فهمي بتاريخ 2018/1/5 وأعضاء اللجنة المركزية الرفاق الأعزاء تحية طيبة تابعت النقاشات التي دارت على الواتساب وكذلك اطلعت على رسالتكم في4/1/2018 والتي تشيرون فيها الى (توقيع أحزاب التحالف المدني الديمقراطي على تشكيل تحالف مع حزب الاستقامة، وحزب الدولة العادلة، وحزب الشباب من أجل التغيير تحت اسم عابرون ). وبداية أسجل تحفظي على توقيع حزبنا وذلك للأسباب التالية: السبب الأول: التوقيع من طرف ممثلينا دون إقرار من ل.م هو تجاوز للنظام الداخلي الذي حصر هذه المهمة باللجنة المركزية تحديداً، وذلك في الفقرة 2 من المادة (18) – اللجنة المركزية – مهماتها وصلاحياتها. تشير الفقرة المذكورة إلى أن اللجنة المركزية تحدد سياسة الحزب ومواقفه .....، وإقامة التحالفات السياسية الضرورية لتحقيق الأهداف والمهمات الوطنية والديمقراطية والاجتماعية وما جرى خلال الفترة المنصرمة من نقاشات داخل ل.م لم يكن سوى مسعى لإنضاج لمجموعة من الأفكار والآراء بشأن التحالف، ويفترض أن تقر الوجهة (أي التوقيع على التحالف مع عابرون) من طرف ل.م وهذا لم يتم. السبب الثاني: ومن جهة أخرى فإن هذه الخطوة هي تجاوز غير مقبول لقرارات اجتماع ل.م في 7-8/ديسمبر 2017 والوجهة العامة التي أقرها بهذا الشأن. وأود التذكير هنا ببعض القضايا الإجرائية التي اتفقنا عليها في الاجتماع: * ظهر أثناء الاجتماع المذكور أعلاه تباينٌ في وجهات النظر وطرحت العديد من الأسئلة، الإجرائية والسياسية – الفكرية، ومن بين الخلاصات التي توصل إليها الاجتماعُ هي تأكيدًه على أن يتواصل النقاش للتوصل إلى المزيد من المشتركات، والإجابة على الأسئلة التي طرحت حينها. * أقر الاجتماع أنه يتعين توسيعُ المشاركة، والتشاور وعدم حصرها على مستوى ل.م فقط، بل لابد من استشارة المحليات.. وأقر الاجتماعُ إعدادَ رسالةٍ داخلية تعمم على المحليات، والطلب منها إبداء رأيها بسرعة لكي يكون ممكناً أخذُ القرار المناسب عبر أوسع دائرة مشاركة ممكنة، خصوصاً وأن هناك جدل داخل الحزب بشأن الموقف من العديد من قوى استقامة وهذا ما لم يحصل للأسف. - تسارع الأحداث، وقصر الفترة لا يجب أن يدفعنا إلى ارتكاب أخطاء وتجاوزات على ما تم الاتفاق عليه في اجتماع ل.م الأخير، وهو الذي لم يجف حبره بعد، علماً أنه هو الذي يتمتع بالشرعية التنظيمية الأصيلة. - قد يقول قائل إننا تشاورنا كثيراً، وأنه جرى نقاش في آخر لقاء للجنة المركزية اعتبر كما لو أنه أقرّ الوجهة العامة بالتوقيع على الاتفاق المذكور. مثل هذه المقاربةِ مردودةٌ وغيرُ مقبولة لعدة أسبابٍ، منها: *على عكس ما يتصور البعض، فإن لقاء ل.م ليس منبراً لاتخاذ قرارات، وخصوصاً مثل هذه التي هي موضوع حديثنا، فلا وجود له في النظام الداخلي، وابتكره الحزب لأسباب عملية للتغلب على التباعد بين اجتماعات ل.م الاعتيادية وليكون منبرا للتشاور وإنضاج بعض الافكار والآراء التي تُسهِّلُ عمل ل.م في اجتماعاتها. *عدد الحاضرين للقاء كان 13 رفيقا ورفيقة، وهو يشكل أقل من نصف قوام ل.م وتحديدا 42% من القوام. ومع كل الاحترام للرفاق والرفيقات من المشاركين والمشاركات في اللقاء فإنه لا يصلح أن يكون ما اتخذه من قرارات حجة لتبرير الذهاب إلى الإعلان عن اتفاق أو تحالف، فهذه صلاحية ل.م حصراً وتحديداً، علماً أنه حتى في هذا الاجتماع ظهر أن النقاشات لم تكن موحدةً، وظهرت تباينات في الرأي وهو أمر طبيعي. 5/1/2018 *السؤال هل مر على الحزب سكرتير يتجرأ القيام بهكذا فعل إن لم يكن يعلمُ جيداً أن ظهره محمي، ولن يقف أحدٌ عثرةً بما هو مخطط له أن يجري، ووراءه أكثر من قوة تدعمه بهذا الفعل؟ لإكمال الفعل الخطير جاء هنا دور المجموعة الأخرى من الخطة : المكتب السياسي الذي ساهم بالتخطيط والقيام لهذه الواقعة أقدم على خداع الحزب ورفاقِه والناسِ من خلال تمثيلية الاستفتاء على التحالف، بعد أن احتدم الصراع داخل اللجنة المركزية. الاستفتاء جرى يوم 8/1/2018 بالتليفون لأعضاء المحليات، ومن قام بالاتصال هو السكرتير (يعني أنت الخصم والحكم) ... بنفس الوقت جرى الاتصال بالمحليات واللجان الخاصة لأجل إبداء الرأي حول التحالف بطريقة خادعة: هل أنت مع الدخول بتحالف سائرون، أم العمل ضمن ما تبقى من تقدم؟ طبعاً لم يجرِ توضيح أي شيءٍ مما جرى داخل اللجنة المركزية، ولا حتى بأن السكرتير وقع مسبقاً على التحالف. -يوم 9/1/2018 صدرت نشرة داخلية تقول بان الاستفتاء جرى بأجواء ديمقراطية وكانت النتيجة للدخول لتحالف سائرون بنسبة 82%. الوثيقة بينت بأن خلافاتٍ قد حصلت داخل الهيئة القيادية نتيجة تباين المواقف .ماهي المواقف ؟ من انسحب ؟ لا شيءَ ذكرته الوثيقة، المهم حصلت القيادة ومن خلفها على ما يريدون . يوم 13/1/2018 أصدر المكتب السياسي وثيقة رسم فيها سيناريو خادع لكل ما جرى منذ توقيع رائد فهمي لحد يوم 10/1/2018 يوم إعلان التحالف . نفس القيادة التي خونت ثوار تشرين في رسالة الى جميع منظمات الحزب فيما بعد : - الرفاق الأعزاء كافة تحية طيبة تتناقل على صفحات التواصل الاجتماعي، والفيس بوك دعوةٌ للتظاهر يومَ الثلاثاء المصادف 1/10/2019 من جهة غير معروفة على الساحة الاحتجاجية، وأهدافها غير واقعية وأساليبها غير سليمة ، لذا نود التأكيد على جميع أعضاء الحزب بعدم الحضور وتلبية هذه الفعالية في بغداد والمحافظات وعلى اللجان المحلية والقيادية متابعة ذلك. مع خالص الود الرفاقي لتم 2019/9/28 *هل هناك سابقةٌ حصلت بحياة الحزب التنظيمية مثل هذه في اتخاذ هكذا قرار سياسي شكّلَ منعطفاً خطيراً لمسار الحزب؟ *من يتجرأ على فعل ذلك إن لم يكن يدرك بأنهمواجع محمي بشكل مطلق من أية عاقبة ؟ - سقط الرهان على سائرون، مثلما توقع الناس البسطاء قبل أعضاء الحزب، وأحدث هذا التحالف شرخاً بالحزب، طولاً وعرضاً، ولازالت آثاره باقيةً إلى يومِنا هذا، لأن تداعياتِه لم تنته، وأصحابه ساقوا الحزب إلى مواجع جديدة ... تحمل الرفاقُ الذين عارضوا هذا التحالف شتى أنواع النقد والتجريح، حتى فُصلَ البعضُ منهم لأجل إرسال رسائل واضحة بأن من لا يقبل بما نخطط ونريد، سيكون مصيره الطرد (السكرتير ونائبه بأكثر من مناسبة حزبية ذكروا: أن من لا يعجبه الوضع فليرحل ) - ازداد تدهورُ وضع الحزب الفكري والسياسي والتنظيمي، حتى بات بلا طعم معين مثلما كانت الناس تعرفه، وجاءت فيما بعدُ الانتخاباتُ المحليةُ والبرلمانية، وخرج الحزبُ منها بصفر من المقاعد رغم الدعوات له بعدم المشاركة بهذه الانتخابات المعروف سلفاً إلى أين سيكون مسارها . السؤال هنا : هل هذا شكل الحزب الشيوعي الذي عرفه الناس لعقود كثيرة ؟ هل جرى تجاوز على قيم الحزب الأخلاقية وروحه الجماعية بالعمل بالسابق مثلما يجري منذ 2003 ولحد اليوم؟ هل عمل الحزب تحت سلطة الاحتلال أيام الحكم الملكي مثلما فعل الآن ؟ هل تعاون مع قوى الفساد والقوى الرجعية (دينية أو غيرها) مثلما يفعل الآن؟ هل كان الحزب قوة طاردة لرفاقه المخلصين في أية مرحلة من حياته، حتى في أشد ظروف الملاحقات والعنف ضده ؟ *الآن أقول إن أية مؤامرة تحاك ضد طرف معين لابدّ من وجود رابحين وخاسرين فيها . تعالوا معي لنرى من خسر بهذه المؤامرة التي أعتقدها جازماً أنها تجري ضد الحزب : 1-الحزب هو الخاسر الأول وهذا واضحٌ جداً من مكانته التي تخلخلت كثيراً بداخل المشهد السياسي العراقي، وهو الذي كان رأس رمح المعارضة ضد الحكومات العميلة والدكتاتورية والقوى الأجنبية . 2-المجتمع العراقي الذي افتقد دور الحزب المؤثر سابقاً بحياته السياسية والاجتماعية والفنية والأدبية، وحتى القيم الاجتماعية النبيلة التي كانت ماركة مسجلة باسم الشيوعيين . من ربح بهذه المؤامرة: 1- الاحتلال الأمريكي، لأنه لم يجد من يقف بوجهه بعد أن صفق الجميع له، حتى الشيوعيين الذين رفضوه قبل 2003 وعادوا ليعملوا معه فيما بعد، وبات يتحكم بكل مفاصل الدولة العراقية دون أية أعتراضات من أي طرف .بل يتسابق الكثر وحتى زعيم تكتل البديل (الزرفي ) والحزب الطرف الأقوى بهذا التكتل يتبجح بكونه أقرب العراقيين للأمريكان والحزب يبارك هذا التوجه. 2- قوى الفساد والجهل لأن سياسةُ الحزبِ الجديدةُ لم تعد تقفُ بوجههم، وتحرضُ الناسَ ضدَّهم وتؤثر بشكل جلي على كل أفعالهم، مثلما كان الحزب يفعل بالسابق، وبالتالي باتوا يتحكمون بكل مفاصل الدولة العراقية دون خوف، ويتسيدون المشهد السياسي، ويفرضون قيماً جديدةً بنوعية أخلاق المجتمع العراقي الحديث. 3-مجموعة القادة الحزبيين الذين أصحبت أمورهم الاقتصادية فوق الريح، والمرء لا يجد صعوبة في تشخيصهم .هؤلاء الذين رسموا سياسة خراب الحزب بكل الأصعدة ولم يتوانوا عند تنفيذهم لمخطط الخراب هذا عن استخدام كل الوسائل غير السليمة ( الكذب، التآمر على الرفاق، طرد المعترضين ،زرع بذور الفرقة بين الرفاق، إشاعة الأوهام بنجاح سياسات حزبية تفشل كل مرة ...الخ) . 4- مجموعة الكوادر الوسطى المنتفعين والانتهازيين الذين شكلوا حائط الصد لحماية القيادة عبر وسائل متعددة (عزل الرفاق المعترضين، الرد على الآراء المعارضة وتخوين أصحابها، تبرير سياسة القيادة ومواقفها حتى الخاطئة منها، إشاعة روح الياس ضمن مفهوم : لا نقوى على فعل شيء أكثر مما نفعل ) . هذه الوقائع التي سطرتها بالصفحات أعلاه هي دلائل واضحة على المؤامرة التي أرادوا بها إنهاء الدور المؤثر للحزب بالمجتمع العراقي، وتشابكت قوى متعددةٌ، سواء من خارج الحزب أو من داخله مع بعض في رسم وتنفيذ هذه المؤامرة ونجحت بها لحد الآن . *السؤال الأخير : حال الحزب هذه هل تسر من هو حريص عليه؟ لا يهم إن كان داخل التنظيم أو خارجه ؟ إذا كان الجواب بنعم فافعل شيئاً ما من خلال المكان الذي أنت فيه ولا تقف بمكانك .
#مازن_الحسوني (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأنتخابات العراقية ومؤتمرات الحزب الشيوعي
-
الولاء للوطن أم للمذهب؟
-
هل نشهد تغيير حقيقي في حشك بعد أنتخاب سكرتير جديد ؟
-
من خان الوطن يا دكتور قاسم حسين صالح ؟
-
ما الجدوى من مشاركة الشيوعيين في النتخباات القادمة ؟
-
الصحافة فن ومسؤولية
-
وجهة نظر بعيون أخرى
-
فهد يخرج من قبره بيوم الشهيد
-
ماذا تخطط قيادة الحزب الشيوعي للأنتخابات القادمة ؟
-
النكتة التي أصبحت حقيقة
-
رسالة غرفة بلا زحمه الى قيادة ورفاق ومؤازري الحزب الشيوعي ال
...
-
عندما تتساقط أوراق الذكريات واحدة تلو الخرى
-
وسائل التواصل الأجتماع سلاح المعارضين المؤثر
-
من اين يبدأ الطريق نحو التغيير
-
كيف تم أختزال الحزب بفرد أو أفراد ؟
-
العملية العسكرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة
-
اراء تقييمية حول تجربة حركة الأنصار الشيوعيين العراقيين
-
أولويات الحياة
-
اقارب من نوع خاص
-
خليجي 25 مو بس لعب طوبه
المزيد.....
-
بمنتدى الدوحة.. تصريحات جديدة لوزير خارجية مصر حول معبر رفح
...
-
قطر ومصر والنرويج يحذرون من خطر يواجه وقف إطلاق النار في غزة
...
-
بقيمة 90 مليون دولار.. صفقة أميركية محتملة لتزويد لبنان بمرك
...
-
-معاناتنا تتفاقم- ـ نازحون منسيون في المخيمات بعد عام على سق
...
-
سوق الوهم.. -استغراب- يفضح معايير جمال متغيرة لا تعرف الثبات
...
-
اجتماع أميركي سوري بشأن السويداء في عَمان
-
حادث مروّع ليلة عيد الشكر.. شاهد سيارة مسرعة تقتحم مقهى شهير
...
-
الكويت.. فيديو ضبط كميات ضخمة من المخدرات والداخلية تكشف تفا
...
-
دعوات في منتدى الدوحة لتسريع المرحلة الثانية من اتفاق وقف إط
...
-
قبل المحادثات بين كييف وواشنطن.. روسيا تشن هجومًا واسع النطا
...
المزيد.....
-
اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات،
...
/ رياض الشرايطي
-
رواية
/ رانية مرجية
-
ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان
...
/ غيفارا معو
-
حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش
/ د. خالد زغريت
-
التاريخ يكتبنا بسبابته
/ د. خالد زغريت
-
التاريخ يكتبنا بسبابته
/ د. خالد زغريت
-
جسد الطوائف
/ رانية مرجية
-
الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025
/ كمال الموسوي
المزيد.....
|