أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - معتصم حمادة - الفريق الرئاسي بشأن غزة، خطوة في الإتجاه الخاطئ















المزيد.....

الفريق الرئاسي بشأن غزة، خطوة في الإتجاه الخاطئ


معتصم حمادة
عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين


الحوار المتمدن-العدد: 8548 - 2025 / 12 / 6 - 16:03
المحور: القضية الفلسطينية
    


عضو المكتب السياسي
للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين

■ الفريق الذي شكلته القيادة السياسية في السلطة الفلسطينية، لمتابعة أوضاع قطاع غزة، وتطبيقات القرار 2803 و«خطة ترامب»، يشكل خطوة في الإتجاه الخاطئ.
فالقضية التي تشكل الفريق الرئاسي لمتابعتها، ليست مجرد قضية عادية، كالانتخابات المحلية، أو مراجعة أوضاع السفارات الفلسطينية، أو غيرها من القضايا ذات البعد الواحد، المرتبط بالضفة الغربية، على سبيل المثال، بل هي قضية تفيض بتداعياتها، حتى على الحالة الفلسطينية، كونها انتقلت مع القرار 2803 من كونها قضية فلسطينية – إسرائيلية، إلى قضية ذات أبعاد دولية، يشكل مجلس الأمن مرجعيتها، وهذه نقلة لن تكون آثارها محصورة في رسم مستقبل القطاع وحده، بل وكذلك مستقبل القضية الوطنية، مصير المشروع الوطني الفلسطيني: الحرية وتقرير المصير، والدولة المستقلة، وحق العودة للاجئين.
ما يعني في هذا السياق؛ أن السلطة الفلسطينية ببناها المعطلة، وقد تحولت إدارتها وباتت تدار بالقوانين والمراسيم الرئاسية، بديلاً للسلطة التشريعية وآخرها القانون 23/2025، بإدخال تعديلات جائرة على قانون الانتخابات المحلية والبلدية، ... هذه السلطة لا تملك القدرة والكفاءة، منفردة، على إدارة قضية مستقبل غزة، والقضية الوطنية، دون أن تتسلح بأطروحة جامعة، تعكس الإرادة الجامعة للحالة الوطنية ممثلة بالقوى الوطنية والإسلامية، ومؤسسات المجتمع المدني، الحافلة بالكفاءات السياسية، المعطلة عملياً، لتعطل المؤسسات الوطنية المؤهلة لاستيعاب هذه الكفاءات وتفعيل دورها.
ولقد كان الحوار الوطني في بكين، والذي جمع كل الأطر الفلسطينية، محقاً في ما دعا إليه من تشكيل حكومة وفاق وطني، تشكل المؤسسة التنفيذية الوطنية الجامعة، لمتابعة أوضاع القطاع وتداعياتها. كما كان محقاً حين دعا إلى تشكيل إطار وطني قيادي، موحد، ومؤقت لرسم الإستراتيجية الوطنية الجامعة، لملاقاة إستحقاقات تطور الوضع في قطاع غزة وتداعياته على مجمل الحالة الوطنية.
كما كانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محقة، حين دعت إلى حوار وطني يضم الجميع، تحت سقف م. ت. ف، وعلى أعلى المستويات للوصول إلى ما رسمه حوار بكين من أهداف وأهمها توفير الإجماع السياسي على إستراتيجية موحدة لمواجهة إستحقاقات «خطة ترامب» وما يتلوها من تطورات.
ولا شك في أن تعطيل «مخرجات حوار بكين»، وكذلك تعطيل قرار اللجنة التنفيذية، واستبدال ذلك بمراسيم وقوانين بديلة، لا يشكل سياسة حكيمة، إذ أن من شأن هذا الأسلوب أن يعطل الكفاءات الوطنية الفلسطينية، وأن يؤسس لإدامة الإنقسام والتشتت وغياب الرؤية الوطنية الجامعة، لمعالجة قضايا المصير الوطني.
ونعتقد أن قضية كبرى، كقضية قطاع غزة ومصيره، ربطاً بمصير القضية الوطنية، أكثر بكثير من أن تعالج بسياسات ردات الفعل المتسرعة، أو أن تعالج بمنطق الاستفراد بالقرار، أو بمنطق تبنى التوصيف الأميركي لمقاومة القطاع، فصائلاً وشعباً، بأنها إرهاب، أو منطق أن السلاح هو الذي وفر الذرائع للإحتلال لارتكاب المجازر وتدمير القطاع. ما يجري في الضفة الغربية، مثال فاقع على خطأ هذا التقدير، فليس في الضفة الغربية مجموعات مسلحة وفصائل مقاومة وأسلحة، كما هو الحال في قطاع غزة، وما جرى في نور شمس، ومدينة طولكرم ومخيمها، ومدينة جنين ومخيمها، وكذلك في طوباس والقدس وبيت لحم والخليل وقلقيلية وريف رام الله والبيرة، والأغوار وأريحا، لا يندرج في إطار رد الفعل الإسرائيلي على وجود مقاومة، وسلاح مقاومة، بل يندرج، كما هو معلن على لسان قادة الاحتلال في خطة متكاملة، تهدف إلى تدمير المشروع الوطني، وتقليص مساحة ولاية السلطة ودورها، وفرض قواعد جديدة للعلاقة بين السلطة وبين دولة الاحتلال، يُفضي إلى تحويل الضفة إلى مجرد هياكل فارغة، وإلا فكيف نُفسر، على سبيل المثال، أن عناصر الشرطة الفلسطينية في جنين، وبناء على طلب إسرائيل، خلعوا البذات الرسمية (أي العسكرية)، وأرغموا على ارتداء لباس مدني لا يميزهم عن غيرهم من السكان.
وعلى هذا نقول: إن مناصبة المقاومة العداء، وصب اللعنات على سلاحها، لا يخدم إلا الدعوات إلى تجريد الحالة الوطنية من كل عناصر قوتها.
وفي اعتقادنا أن التفرد بتشكيل الفريق الرئاسي لمتابعة وضع القطاع، وتجاوز كل الدعوات إلى العمل الجماعي في هذه المرحلة تحديداً، وإذا كان مبنياً على المعايير التي تعبر عنها تصريحات القيادة السياسية، بشأن السلاح والمقاومة وغيرها من المعايير المتشابهة، وفي ظل غياب رؤية جماعية لمستقبل القطاع، نكون فعلاً أمام خطوة بالإتجاه الخاطئ، لا يفيد معها رسم شعارات لا تستند إلى أساس عملي كالقول مثلاً أن «لا دولة بدون القطاع، وأن لا دولة في القطاع»، علماً أن الشعار يفتقر في شقيه إلى مراجعات سياسية جريئة، لبحث مصير الدولة هنا أو هناك، بل لبحث المشروع الوطني نفسه، في ظل ما دخل على القضية الوطنية من تطورات وتداعيات، ومنها كما أسلفنا القرار 2803 وما يحمله من خطوات واحتمالات وإمكانيات، ما زالت، بشأنها، تصدر من هنا وهناك، إشارات شديدة التباين.
كما على السلطة أن تعترف أمام نفسها وأمام شعبها، أنها لم تشكل حتى طرفاً في تطبيقات القرار 2803، ولا حتى من موقع الاستشارة كما تعتقد أن عليها أن تعترف أنها فوتت على نفسها وعلى القضية الوطنية فرصة لتشكيل الوفد الفلسطيني الموحد للمفاوضات، حيث كانت الأبواب مفتوحة أمامها لتحتل موقعاً مؤثراً إلى جانب باقي أفراد الوفد الموحد، خلافاً بما هي عليه الآن، ما زالت في موقع المراقب. وحتى وإن تقدمت الأوضاع في القطاع إلى الأمام، وانتهت المرحلة الإنتقالية، التي يفترض، حسب القرار 2803، أن تكون مدتها عامين، فإن تسليم السلطة في رام الله، إدارة الشأن في القطاع، ما زال مشروطاً بإنجاز السلطة لدفتر الإصلاحات المفروض عليها أميركياً وأوروبياً، وهي الشروط التي يدرك الجميع مدى خطورتها، ليس على الحالة الوطنية والمشروع الوطني فحسب، بل وحتى على السلطة الفلسطينية وبناءها وتشكيلاتها وخلفياتها السياسية والفكرية والثقافية. وهذه الشروط، كما هي واردة في القرار 2803 «ورقة ترامب»، مفتوحة على الزمان، بحيث يبقى السقف الزمني لتسلم السلطة قطاع غزة، رهناً بمدى تقبل أوروبا والولايات المتحدة للإصلاحات، ومدى استجابتها لدفتر الشروط.
خلال أيام، لا تتجاوز أسبوعين أو ثلاثة، سوف تنتقل تطبيقات القرار 2803 إلى المرحلة الثانية، كما صرح بذلك الرئيس ترامب، والخطوة المهمة في هذا السياق، هي تشكيل ما يسمى «حكومة غزة» (لاحظ التعبير وخطورته بحيث سنكون أمام حكومتين وسلطتين منفصلتين عن بعضهما البعض).
مَنْ هو المعني بيتداول أسماء هذه «الحكومة»، والمعني بإقرارها، ورسم صلاحياتها، وما هو دور الفريق الرئاسي بذلك، وأين هو المرجع الفلسطيني الموحد، خاصة وأن الفريق الرئاسي يمثل إتجاهاً سياسياً معيناً، ما زالت معاييره وشعاراته لا تتوافق (إن لم نقل متصادمة) مع معايير صف واسع من فصائل العمل الوطني في غزة وخارجها ■



#معتصم_حمادة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ... رحل سيون أسيدون
- قوة الاستقرار ... ما عليها وما علينا أيضاً
- رسالة مفتوحة إلى زميلي في رام الله
- ذكرى اغتيال رابين ... الصهيونية تأكل أبناءها
- بين وعد بلفور واعتراف ستارمر
- هل كان العدوان على الدوحة عقاباً لقطر؟!
- بعد قمة الدوحة ... المنطقة إلى أين؟!
- لا يدافع عن الخليج إلا أهله
- نحن ندافع عنكم أيضاً!
- إذا لم نقاتل دفاعاً عن أرضنا ... فلن يدافع أحد بدلاً عنا
- مؤتمر نيويورك ل«حماية حل الدولتين» ودفتر الشروط الفرنسية لإق ...
- وقفة أمام المشهد الفلسطيني
- مع مراد ذكريات لا تمحى ...
- ... وماذا بعد الإعتراف العربي أن إسرائيل لا تريد السلام؟!
- عن السلاح الفلسطيني في لبنان: وجهة نظر أخرى!
- عن أي حوار وطني نتحدث؟! ...
- من وحي مذيعة خبيثة
- 23 نيسان 1969 - 23 نيسان 2025
- ماذا وراء الأكمة؟! ...
- أين هو مشروع الحل الوطني؟!


المزيد.....




- في لقائه المستشار الألماني.. ملك الأردن يؤكد ضرورة تنفيذ اتف ...
- بعد وصف ترامب لهم بـ-الحثالة-.. شاهد رد فعل جمهوري أمريكي من ...
- -اتهامي بالإرهاب مسيّس-.. الشرع خلال منتدى الدوحة: إسرائيل ت ...
- مستشار ماكرون: إعمار غزة يجب ألا يكون صفقة تجارية
- صحف عالمية: سفك الدماء مستمر رغم الهدنة في غزة
- الناشط علاء الدين اليوسف يروي قصة مشاركته في الثورة السورية ...
- لماذا نفقد قوتنا بعد الأربعين؟ دليل عملي لاستعادة العضلات
- مشاركون في منتدى الدوحة: الشمول المالي يعزز الكرامة والقدرة ...
- بوركينا فاسو وكوت ديفوار تسعيان لاستعادة -علاقاتهما التاريخي ...
- وقفة غاضبة في بيت جن بسوريا للتنديد بالعدوان الإسرائيلي


المزيد.....

- قراءة في وثائق وقف الحرب في قطاع غزة / معتصم حمادة
- مقتطفات من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني / غازي الصوراني
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموقف الصريح من الحق التاريخي ... / غازي الصوراني
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - معتصم حمادة - الفريق الرئاسي بشأن غزة، خطوة في الإتجاه الخاطئ