أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - معتصم حمادة - رسالة مفتوحة إلى زميلي في رام الله














المزيد.....

رسالة مفتوحة إلى زميلي في رام الله


معتصم حمادة
عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين


الحوار المتمدن-العدد: 8522 - 2025 / 11 / 10 - 14:38
المحور: القضية الفلسطينية
    


عضو المكتب السياسي
للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين


■ في رد منه على سؤال إحدى الفضائيات عن معاني وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتسليم حماس سلاحها، ومنعها من المشاركة في أية سلطة قد تنشأ في غزة، علق أحد الزملاء بأن ما جرى حرر شعب قطاع غزة من قيود حركة حماس، وأطلق حريته ليبني مستقبله بعيداً عن كل أشكال «الإرهاب» (حسب توصيفه).
ولما سئل عن تقديره لما سوف يكون، عبر عن «قلقله» أن تنتقل حماس للعمل في الضفة الغربية، ما سوف يبرر للإحتلال تدمير الضفة على غرار تدميره للقطاع، وإلحاق الكوارث في الضفة كما ألحقها في القطاع.
لا شك في أن الزميل المذكور، ما كان إلا واحداً من عشرات من أصحاب الأقلام والأعمدة والتحليلات على الفضائيات، يرددون، ما قاله في انسجام تام بينهم وبينه، مع الإعلام الرسمي للسلطة الفلسطينية في مناصبة حركة حماس العداء، والمقاومة وفصائلها، في تغاضي أعمى عن حقائق مشروع الاحتلال وأهدافه، وفي محاولة مشينة لتحميل المقاومين من أبناء الشعب الفلسطيني مسؤولية ما يلحقه الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني من أضرار مادية واقتصادية وقتل وتدمير، وفي دعوة ساذجة (بل وواعية إلى نبذ كل أشكال الصدام مع الاحتلال، والتعامي عن أعماله، وإغماض العينين عن جرائمه، وسد الآذان عن آلام شعبنا تحت ضرباته المروعة، واختصار الحل بالرهان على مشاريع، قد تأتي من فرنسا أو الولايات المتحدة، أو بعض العواصم العربية، في انسياق تام مع وصفة الإصلاح التي قدمتها الولايات المتحدة، ومعها الإتحاد الأوروبي وبعض عواصم العرب، كشرط لازم وطريق إلزامي لتأهيل السلطة الفلسطينية، لتكون جديرة بتولي مسؤوليات تنسجم مع مخططات «إعادة هندسة الشرق الأوسط»، وإنهاء الحرب في المنطقة وفقاً لرؤية ترامب، التي يختصرها بـ«السلام الإبراهيمي»، وهو تعبير حافل بالمعاني الإستعمارية المغلفة بعبارات منمقة، تحاول أن تدغدغ الرغبة بالسلام، من خلال «مصالحة تاريخية» لأبناء إبراهيم، الذين انجرفوا في حروب عبثية على مدى 8 قرون كحد أدنى، جاء ترامب بعدها لينقذهم من ويلات حروبهم، الأمر الذي يتطلب إعادة صياغة تاريخ المنطقة، ليس فيه أي ذكر للاستعمار الأوروبي منذ غزوات الإفرنجة، وأطماع سايكس – بيكو ووعد بلفور والانتداب البريطاني في فلسطين، والفرنسي في لبنان، ولا ذكر فيه لحلف بغداد، ولا لاحتلال الأطلسي لدول الخليج للاستيلاء على ثرواتها الدفينة، أو لغزو العراق، لاستكمال هزيمة انفراط عقد الاتحاد السوفييتي، ولا كذلك لمؤتمر مدريد، ومباحثات واشنطن، أو اتفاق أوسلو، الذي ما زلنا نعاني ويلاته وكوارثه، وتمسك القيادة الرسمية بقيوده وكأنها حلى تزين معصميها، فضلاً عن الكارثة الوطنية الكبرى في نكبة 1948 على يد الإستعمار الغربي والمشروع الصهيوني.
لن نذهب أبعد في تفسير تحركات ترامب ورؤيته، بل نعود إلى ما يدور في الضفة الغربية، حيث تشن قوات الاحتلال ومعها آلاف المستوطنين حرباً موصوفة، متكاملة الأركان، تطال الثروة الزراعية والحيوانية، بالنهب والتدمير، وإبادة المخيمات والمدن والقرى والبلدات والاعتقالات الجماعية، والقتل على الشبهة بدم بارد، ويستمر جرف الأراضي لتوسيع المستوطنات القائمة، ومصادرة المزيد من الأرض لإقامة مستوطنات جديدة، وشقّ طرق إلتفافية يحرّم على الفلسطينيين سلوكها، وعبر أكثر من ألف حاجز وبوابة لتقطيع أوصال الضفة الغربية، في تمرين إستعماري لما سيكون عليه مستقبل الضفة في ظل «حل الدولتين»، الذي يتحاشى ترامب ذكره في خطابه، ويتحدى نتنياهو العالم حين يصر على رفضه قيام دولة فلسطينية «إرهابية» بين النهر وإسرائيل.
ربما يتحاشى زميلي مصافحة الواقع والتصالح معه، خاصة وأنه ممن يعتبرون أنفسهم أبناء المشروع السياسي للسلطة، فلا يجرؤ على القرار الشجاع ليعترف أن المسؤولية تقع على الاحتلال ومشروعه، وليست على حماس والمقاومة، وأن تهمة الإرهاب وفق المعايير الإسرائيلية تطال كل فلسطيني.
حماس وفصائل المقاومة لم تنتقل إلى الضفة الغربية، كما كان زميلي يتخوف.
لكن أعمال التدمير والتجريف والحرق والقتل والاعتقال على يد قوات الاحتلال، لم تتوقف في الضفة، بل زادت نيرانها سعيراً باعتراف المؤسسات الدولية.
أعتقد أن زميلي يعيش الآن أزمة سياسية جادة، فهو فقد أوراقه في مناصبة حماس والمقاومة العداء، خاصة وأن المجتمع الدولي فشل في تجاهل الدور الفاعل للمقاومة في صنع مستقبل القطاع، وإذا كان زميلي قد تهيأ ليشمت بالمقاومة وهي تسلم سلاحها لإسرائيل، فإن صلابة موقف المقاومة حرمه هذه الشماتة.
وإذا كان زميلي قد تحضر ليشمت بأبناء المقاومة وهم يستسلمون لإسرائيل ولقوة الاستقرار في قطاع غزة أذلاء، فإن الوقائع خيّبت آماله وأفشلت شماتته.
وعلى زميلي المذكور أن يصارح نفسه وأن يجيب على أسئلة الواقع الحقيقي:
كيف السبيل للتصدي للحرب التي يشنها المستوطنون ضد الريف الفلسطيني؟
كيف السبيل لحماية المدن والبلدات والقرى من غزوات جيش الاحتلال المتكررة بين يوم وآخر؟
ما السبيل لوضع حد للحواجز والبوابات التي حولت مدن الضفة وقراها وبلداتها ومخيماتها إلى معتقلات جماعية؟
يا زميلي ... أنت تصر دوماً على أن تقدم نفسك باعتبارك من المتحدثين باسم السلطة، فهل تساعدني، أيها الزميل العزيز، في الرد على هذه التساؤلات؟■



#معتصم_حمادة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكرى اغتيال رابين ... الصهيونية تأكل أبناءها
- بين وعد بلفور واعتراف ستارمر
- هل كان العدوان على الدوحة عقاباً لقطر؟!
- بعد قمة الدوحة ... المنطقة إلى أين؟!
- لا يدافع عن الخليج إلا أهله
- نحن ندافع عنكم أيضاً!
- إذا لم نقاتل دفاعاً عن أرضنا ... فلن يدافع أحد بدلاً عنا
- مؤتمر نيويورك ل«حماية حل الدولتين» ودفتر الشروط الفرنسية لإق ...
- وقفة أمام المشهد الفلسطيني
- مع مراد ذكريات لا تمحى ...
- ... وماذا بعد الإعتراف العربي أن إسرائيل لا تريد السلام؟!
- عن السلاح الفلسطيني في لبنان: وجهة نظر أخرى!
- عن أي حوار وطني نتحدث؟! ...
- من وحي مذيعة خبيثة
- 23 نيسان 1969 - 23 نيسان 2025
- ماذا وراء الأكمة؟! ...
- أين هو مشروع الحل الوطني؟!
- السقوط الأخلاقي
- حرب الاستنزاف في قطاع غزة: على جبهة تعزيز صمود الشعب وإلتحام ...
- «حرب الإبادة» في الشهر الأخير من عامها الأول


المزيد.....




- فيديو معدّل لخطاب ترامب عُرض قبل عام يطيح بمسؤولين في BBC ال ...
- نتنياهو يلتقي كوشنر في القدس.. ومسؤول إسرائيلي يكشف ما قد ين ...
- مصر: انطلاق التصويت في المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النوا ...
- بركان كيلاويا يثور مجددا ويقذف نوافير الحمم بارتفاع 330 مترا ...
- دراسة: المشافي الألمانية غير مستعدة بشكل جيد للحروب والأزمات ...
- -قانون قيصر- عقوبات أمريكية قاسية على سوريا.. ماذا نعرف عنها ...
- فرنسا: ناجية من اعتداءات 13 نوفمبر تروي لفرانس24 تفاصيل ليلة ...
- محكمة فرنسية تأمر بإخلاء سبيل الرئيس السابق ساركوزي ووضعه تح ...
- استقالة مدير عام شبكة -بي بي سي- ورئيسة قسم الأخبار بعد اتها ...
- الإمارات لا ترجح المشاركة في القوة الدولية لحفظ الاستقرار بق ...


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - معتصم حمادة - رسالة مفتوحة إلى زميلي في رام الله