أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - معتصم حمادة - نحن ندافع عنكم أيضاً!














المزيد.....

نحن ندافع عنكم أيضاً!


معتصم حمادة
عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين


الحوار المتمدن-العدد: 8460 - 2025 / 9 / 9 - 14:02
المحور: القضية الفلسطينية
    


عضو المكتب السياسي
للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين


■ مما لا شك فيه أن احتدام النقاش بل والجدل، بين المستوى السياسي في إسرائيل، وبين المستوى العسكري، عند مناقشة قرار غزو مدينة غزة والإستيلاء على ما تبقى من القطاع، والسيطرة التامة عليه، شكل محطة فائقة الأهمية. وهي وإن لم تسفر عن تراجع نتنياهو عن قراراه، مدعوماً من البيت الأبيض، مقابل رضوخ اللواء زامير وهيئة أركانه للقرار السياسي، كما هو معتمد في كل دول العالم، حين يكون المستوى السياسي مرجعية القرار، فإن الجدل، في حد نفسه، حمل دلالات كثيرة، من أهمها هو الإدراك العميق للمستوى العسكري لطبيعة المعركة التي سوف يخوضها جيشه، في مواجهة مقاومة ألحقت بجنوده وضباطه في العديد من المعارك خسائر فادحة، بين قتيل وجريح، ومريض نفسياً، ومتهالك معنوياً، ورافضاً للخدمة في القطاع، ومتمرداً إلى حد الإنتحار، للخلاص من الكابوس الذي ما زال مستمراً منذ سنتين واسمه قطاع غزة، مقاومة منتشرة في أنحاء القطاع، لا تتمركز في قواعد ثابتة يمكن للطائرات الحربية أن تغير عليها كل يوم، ولا تملك خطوط تقدم وخطوط تراجع، يمكن لجيش الغزو الإسرائيلي أن يحاصرها ويقضي عليها. ولا ترتدي زياً يميزها عن باقي البشر والسكان، مقاتلون يرتدون ملابس غاية في البساطة أشبه بالحفاة، يراكمون خبرة في القتال، يرصدون تحركات العدو، ولا يستطيع أن يرصد تحركاتهم، يحصون أعداد جنوده وضباطه في كل موقع ودورية مركبة، وهو عاجز عن معرفة أعدادهم الحقيقية، خوفاً من جنوده والسير على الأقدام، ويحتمون بالدبابات والمجنزرات، في اعتقاد واهم أنها تحميهم من نيران المقاومة، بينما تمطر عليهم النيران الناسفة من الفتحات فتحولهم إلى فحم ورماد.
ولعله أمر جدير بالملاحظة، هو مظهر الرعب الذي يجتاج إسرائيل كلما صدرت إشارة من قطاع غزة عما اصطلح على تسميته إعلامياً «حدث صعب في غزة»، وهو إشارة إلى وقوع قوات الغزو في كمين، وسقوط ضباطه وجنوده صرعى وجرحى، وتعيش إسرائيل على أعصابها، تترقب صدور البيان الرسمي عن عدد القتلى وأسمائهم وعدد الجرحى، والحالات الحرجة، والحالات الخطرة من بينهم، وما ينبئ باحتمالات وفاة عدد من الجرحى والمصابين في المعركة، وتدور ماكنة النقاش المحتدم «أرسلنا جيشاً لإنقاذ الأسرى والأموات، فحصدنا مزيداً من الموتى».
ولعل المعركة البطولية التي خاضها المقاومون، وكادوا فيها أن يأسروا جنوداً إسرائيليين، وما دار فيها من حديث عن إختفاء جنود اعتبروا مفقودين ... أحدثت في إسرائيل بلبلة غير مسبوقة، وكثر الإنتقاد اللاذع لحكومة نتنياهو تحت شعار «أرسلنا أبناءنا لاستعادة أسرانا، فإذا بهم يقعون أسرى هم أيضاً» لتخرج الإستنتاجات الصارخة الداعية من داخل إسرائيل، بوقف الحرب والقبول بصفقة لاستعادة الأسرى، والخروج من القطاع للحفاظ على من تبقى من جنوده وضباطه أحياء، وإعادة الإحتياط إلى حياته المدنية.
دون أن ننسى بالمقابل الأرقام ذات الدلالة، حول عدد أفراد الجيش الإسرائيلي، الذين أصابتهم الحرب بعاهة، منعت عنهم العودة إلى الحياة الطبيعية، كفقدان ذراع أو ساق أو البصر أو السمع أو الإصابة بانهيار نفسي أو برغبة في الإنتحار.
أما النتائج الاقتصادية والمالية، وتراجع مستوى النمو بسبب من تبعات الحرب، وعدد المهاجرين المغادرين من البلاد، والتراجع الحاد في المهاجرين الجدد إلى إسرائيل، وفقدان ثقة بيوتات المال العالمية بالإقتصاد الإسرائيلي وشركات الصيرفة الإسرائيلية، والسقوط الأخلاقي المروع لسمعة إسرائيل وجيشها، وحالة العزلة الدولية التي تعانيها إسرائيل، بل وتراجع نفوذها حتى في مجلس الشيوخ الأميركي، ولدى الجمهوريين تحديداً وهم الأكثر إنحيازاً لإسرائيل، وتراجع هيئة الإيباك وباقي مؤسسات اللوبي الإسرائيلي، كلها من المؤشرات التي تشكل نتائج شديدة الأهمية عن نتائج الحرب، لا يمكن لأي مراقب أن يتعامى عنها.
قد يسأل سائل: وما قيمة كل هذه المعلومات، وماذا تريد أن تقول لنا؟!
إني أتوجه بهذا إلى الذين لا يتوقفون يومياً عن تحميل «طوفان الأقصى» وأبطال «طوفان الأقصى» مسؤولية ما حلّ بشعبنا في قطاع غزة، يبرؤون إسرائيل وجيشها، ويلقون اللوم على المقاومة وخيار المقاومة، ويدعون في السياق إلى إطلاق سراح الأسرى اليهود، مجاناً وبلا مقابل، كما يدعون المقاومة إلى تسليم سلاحها الإسرائيلي والاستسلام لشروط نتنياهو الخسة، بذريعة أن هذا من شأنه أن يضع حداً لآلام شعبنا في القطاع، وأن المقاومة شر مطلق، وأن الإستسلام للعدو خير مطلق، وأن إسرائيل قوة قاهرة، وأننا شعب ضعيف لا يملك القدرة على تحدي دولة «فشلت الجيوش العربية» في تحديها ومجابهتها.
أثبت إلى من ينظِّرون لـ«المقاومة السلمية» التي لم ألحظ لها حتى الآن أثراً في الضفة الغربية، حيث يسود أصحاب الدعوة إلى المقاومة السلمية متسائلاً عن سبب تسليط الضوء على قطاع غزة، دون غيره، والتعتيم على نور شمس وجنين ومخيمها وطولكرم ومخيمها، والقدس وتهويدها ومنطقة (E1) ومصادرتها، ومخيمات نابلس واجتياحها بين يوم وآخر، ورام الله التي تنتشر في أنحائها دوريات العدو وعصاباته للسطو على المصارف ومحلات الصيرفة والتجار، وإختفاء كل أثر لأجهزة السلطة، فقط شبان شجعان لا يملكون سوى الإرادة والكرامة وسيلة للدفاع عن كرامة رام الله ونابلس والخليل وباقي المدن والقرى والبلدات التي تتعرض كل يوم لأعمال عدوانية، لا تجد من يدافع عنها سوى أبنائها بالدم الغالي ما يجعل من صمود شعبنا في القطاع، وصمود مقاومته درساً لمن يريد أن يتعلم الدرس، وصمود أهلنا في الضفة الغربية، درساً لمن يريد أن يتعلم الدرس.
أما هؤلاء الذين لا يكفون عن التذلل والاستجداء طالبين نزع سلاح المقاومة، فنقول لهم إن المقاومة تدافع عن كرامة شعب فلسطين ومن ضمنه أنتم، حتى ولو تخليتم عن دوركم في صون هذه الكرامة والدفاع عنها■



#معتصم_حمادة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إذا لم نقاتل دفاعاً عن أرضنا ... فلن يدافع أحد بدلاً عنا
- مؤتمر نيويورك ل«حماية حل الدولتين» ودفتر الشروط الفرنسية لإق ...
- وقفة أمام المشهد الفلسطيني
- مع مراد ذكريات لا تمحى ...
- ... وماذا بعد الإعتراف العربي أن إسرائيل لا تريد السلام؟!
- عن السلاح الفلسطيني في لبنان: وجهة نظر أخرى!
- عن أي حوار وطني نتحدث؟! ...
- من وحي مذيعة خبيثة
- 23 نيسان 1969 - 23 نيسان 2025
- ماذا وراء الأكمة؟! ...
- أين هو مشروع الحل الوطني؟!
- السقوط الأخلاقي
- حرب الاستنزاف في قطاع غزة: على جبهة تعزيز صمود الشعب وإلتحام ...
- «حرب الإبادة» في الشهر الأخير من عامها الأول
- ماذا بعد تفويت السلطة الفلسطينية؟! (1)
- كلمة السر في بكين: الإطار القيادي الموحد
- متى يتم الإعلان عن الناتو العربي - الإسرائيلي ؟! ...
- الولايات المتحدة وأونروا: السياسة الاستخدامية
- لماذا تخافون الدعوة للحوار الوطني وتشوشون عليها ؟!
- المنظومة العربية ... والنهاية المأساوية


المزيد.....




- أول رد فعل من قطر على استهداف قيادة حماس بالدوحة.. ماذا قالت ...
- مصدر لـCNN: إسرائيل تشن هجومًا على قيادة حماس في قطر
- مراسل CNN يفصّل ما نعرفه للآن عن استهداف إسرائيل لقيادة حماس ...
- قطر: ندين الهجوم الإسرائيلي -الجبان- على مقرات سكن قادة -حما ...
- دون ذكر قطر.. إسرائيل تعلن شن هجوم جوي على قيادة حماس
- -فرنسا تقدم لمحة مرعبة عن مستقبل بريطانيا- - مقال في التلغرا ...
- إسرائيل تعطي الضوء الأخضر لمبادرة ترامب حول -صفقة غزة-
- اثيوبيا تدشّن سدّ النهضة و أبيي يعتبره -إنجازا عظيما-
- هل ينظف مخ الإنسان نفسه أثناء النوم؟
- انفجارات في الدوحة ومسؤول إسرائيلي يتحدث عن استهداف لقيادات ...


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - معتصم حمادة - نحن ندافع عنكم أيضاً!