أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - معتصم حمادة - بين وعد بلفور واعتراف ستارمر















المزيد.....

بين وعد بلفور واعتراف ستارمر


معتصم حمادة
عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين


الحوار المتمدن-العدد: 8474 - 2025 / 9 / 23 - 18:24
المحور: القضية الفلسطينية
    


عضو المكتب السياسي
للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين


■ كثيرون حاولوا الربط بين وعد بلفور للحركة الصهيونية بإقامة دولة إسرائيل في فلسطين، وبين اعتراف رئيس الوزراء البريطاني بالدولة الفلسطينية، ورأوا في الخطوة الثانية اعتذاراً متأخراً أكثر من 108 سنوات على الدور البريطاني في إقامة دولة إسرائيل.
يكشف وعد بلفور إلى حد كبير، أنه أنقذ الحركة الصهيونية من حالة التيه التي كانت تعانيها، حين فشلت في توفير أرض تقيم عليها مشروعها السياسي، كياناً لما سمي آنذاك الشعب اليهودي، ويمكن القول بكل ثقة أن وعد بلفور وضع المشروع الصهيوني على سكة التنفيذ، وأن هذا المشروع بدأ ينمو بالإتجاهات المختلفة مع صدور وعد بلفور.
أما القول بأن بلفور قدم باسم حكومة صاحبة الجلالة، الوعد، مكافأة لبعض العلماء اليهود، الذين قدموا للندن خدمات في العلم العسكري، ففي هذا تبسيط شديد، وإنكار لحقيقة خلفية القرار التي جاءت في إطار تطبيق إتفاقية «سايكس بيكو» للاستعمارين البريطاني والفرنسي لتقاسم بلاد الشام، بعد أن تنهار السلطة العثمانية.
كما آن القول أن الطرفين الفرنسي والبريطاني اتفقا على منح فلسطين لبريطانيا، فيه أيضاً إخفاء للمشروع البريطاني وحقائقه، فلندن كانت تخطط لما هو أبعد من ذلك، أي منح فلسطين للمشروع الصهيوني في إطار مشروع استعماري متكامل، هدفه أولاً الفصل بين بلاد الشام ومصر، في إستعادة مكشوفة لدروس تجربة أوروبا مع محمد علي وابنه إبراهيم الذي وصلت جيوشه من مصر عبر فلسطين إلى بوابات السلطنة العثمانية، ما هدد برحيل الإستعمار أولاً ومن ورائه الحكم العثماني في أنحائه المختلفة، وبالتالي وكما هو معروف، شكلت إسرائيل (في فلسطين) حاجزاً بين بلاد الشام (القسم الآسيوي من الدول العربية) وبين القسم الإفريقي (مصر ووادي النيل امتداداً نحو شمال إفريقيا).
كما أن وعد بلفور تحول إلى خطة عمل الإنتداب البريطاني، هو الذي فتح أبواب فلسطين أمام تدفق المستوطنين اليهود، وهو الذي عمل مع الحركة الصهيونية على بناء الأسس المادية للدولة اليهودية الموعودة، بكل ما تحتاجه من أرض وماء وسكان وسلاح وتدريب ومال، وهو الذي عطل على الحركة الوطنية الفلسطينية وعلى الشعب الفلسطيني بلورة كيانيته على أرض وطنه، بالقمع والحصار والتمييز العنصري، وهو الذي مهد الطريق أمام معركة تقاسم عربي يهودي لأرض فلسطين، وأسهم في تشتت الحالة الفلسطينية، لتجد نفسها مهزومة في العام 1948، عاجزة عن إقامة دولتها الوطنية الخاصة بها، منقادة وراء البرجوازيات والإقطاعيات العربية، مقيدة بقرارات جامعة الدول العربية.
وبالتالي؛ كخلاصة لم يكن وعد بلفور مجرد وعد كتب في وثيقة رسمية، بل كان مشروعاً استعمارياً، بريطانياً، صهيونياً، لإقامة دولة إسرائيل على أنقاض الكيان والهوية الوطنية الفلسطينية.
فضلاً عن ذلك لم يقف الدور البريطاني عند حدود إقامة الدولة الإسرائيلية في 15/5/1948، بل امتد الدور البريطاني، في تحالف سياسي، عسكري، مع إسرائيل وفرنسا (ثلاث دول إستعمارية من الطراز العنصري المشين) لمنع أي نهوض وطني عربي في سوريا وفي مصر وحتى في لبنان، الذي كان يحتل في وعي بن غوريون امتداداً لإسرائيل وحليفاً لها، باصطياد بعض الضباط (ذوي النزعة الإستعمارية) ما كشف الطريق أمام مشروعه.
العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، شكل النموذج الفاقع للتحالف البريطاني – الإسرائيلي – الفرنسي، لتقويض أي أساس قيد يبدو أنه يسهم في استنهاض المنطقة العربية، ويخرجها من حالة التخلف، واسار الإرتباط بالإستعمار الأوروبي ومشاريعه الإلحاقية، ويؤسس لإقامة دولة عربية وطنية بنظام سياسي متماسك، تقيم المؤسسات الديمقراطية للتحرر من قيود الخارج والاستتباع له.
أما باقي المسار الإسرائيلي الصهيوني في المنطقة، منذ الحرب العدوانية في حزيران (يونيو) 1967، وحتى الآن على الصعيدين العربي والفلسطيني، فمعروف للقاصي والداني.
السؤال الآن: ماذا قدم رئيس الوزراء البريطاني ستارمر باعترافه بالدولة الفلسطينية؟
دون أي تقليل من أهمية هذا الإعتراف، في سياقه السياسي الدولي العام، مترافقاً مع اعتراف كل من كندا وأستراليا، ومع ضرورة الثناء على هذا الاعتراف، إلا أننا نبقى مطالبين برسم حدود هذه الخطوة، خاصة وأن وزير خارجية بريطانيا حاول أن يقلل من هيئة هذه الخطوة، باعتبارها أمراً مؤجلاً وليست دعوة عاجلة لإقامة الدولة الفلسطينية، كما أن حرص ستارمر على الإشارة إلى حماس في سياق الاعتراف، اعتبره المراقبون البريطانيون محاولة من رئيس حكومة بريطانيا ومزحة سمجة لا معنى لها سوى إرضاء خصومه السياسيين داخل الحكومة وخارجها، ورفضهم الاعتراف بدولة فلسطين، مع أن ستارمر يدرك جيداً أن أي خطوة إيجابية لصالح القضية الفلسطينية تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني عبر ممثله الشرعي والوحيد، م. ت. ف. ومؤسساتها ذات الصلة، وأن برنامج الدولة المستقلة هو البرنامج الوطني لعموم أبناء الشعب الفلسطيني بقيادة م. ت. ف.
• هل يتقدم ستارمر إلى الأمام خطوات إضافية لتحويل اعترافه بالدولة الفلسطينية إلى سلسلة آليات تصب في خدمة تمكين الشعب الفلسطيني في تجسيد دولتهم المستقلة؟
• هل يتخذ قراراً بفرض العقوبات على إسرائيل لمخالفتها قرارات الشرعية الدولية، ولجوئها إلى العدوان الهمجي في القطاع، والضم والتهويد في الضفة، بالتالي هل تتخذ حكومته قرار بمنع تزويد إسرائيل بالسلاح، أو شراء السلاح منها، ومقاطعتها إقتصادياً، والهبوط بالعلاقات الدبلوماسية معها إلى حدودها الدنيا؟
• هل تترجم لندن اعترافها بدولة فلسطين ببرامج وخطة مساعدات إقتصادية ومالية ذات مغزى، لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على السلطة الفلسطينية، إقتصادياً ومالياً؟
• هل تستعيد لندن دوراً فاعلاً في تمويل وكالة الغوث اللاجئين (الأونروا) حرصاً على حقهم في العودة، كما يكفله لهم القرار الأممي 194، الذي كان لبريطانيا إسهام رئيس في صياغته؟
• هل تخطو بريطانيا خطوة تاريخية تستكمل موقع الدولة الفلسطينية في المجتمع الدولي، بمنح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة؟
• هل تلعب بريطانيا دوراً فاعلاً في العمل، دولياً، على وقف الحرب الهمجية في قطاع غزة، وإدانة الإستيطان، وفرض العقوبات على المشاريع الإستيطانية في الضفة الغربية؟
• هل تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وبناء نظامه السياسي عبر صندوق الإقتراع، بما يخدم مصالحه العليا، أم أنها سوف تواصل سياسة الفتنة بين الأطراف الفلسطينية، على غرار ما ورد في خطاب رئيس الوزراء ستارمر بالاعتراف بدولة فلسطين.
هذه، وأسئلة أخرى عديدة، مطروحة على بساط النقاش، كي نخرج الاعتراف من حدوده الضيقة، ونطلق سراحه بما يليق بدولة هي العضو الخامس صاحب حق النقض في مجلس الأمن «الفيتو» ■



#معتصم_حمادة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كان العدوان على الدوحة عقاباً لقطر؟!
- بعد قمة الدوحة ... المنطقة إلى أين؟!
- لا يدافع عن الخليج إلا أهله
- نحن ندافع عنكم أيضاً!
- إذا لم نقاتل دفاعاً عن أرضنا ... فلن يدافع أحد بدلاً عنا
- مؤتمر نيويورك ل«حماية حل الدولتين» ودفتر الشروط الفرنسية لإق ...
- وقفة أمام المشهد الفلسطيني
- مع مراد ذكريات لا تمحى ...
- ... وماذا بعد الإعتراف العربي أن إسرائيل لا تريد السلام؟!
- عن السلاح الفلسطيني في لبنان: وجهة نظر أخرى!
- عن أي حوار وطني نتحدث؟! ...
- من وحي مذيعة خبيثة
- 23 نيسان 1969 - 23 نيسان 2025
- ماذا وراء الأكمة؟! ...
- أين هو مشروع الحل الوطني؟!
- السقوط الأخلاقي
- حرب الاستنزاف في قطاع غزة: على جبهة تعزيز صمود الشعب وإلتحام ...
- «حرب الإبادة» في الشهر الأخير من عامها الأول
- ماذا بعد تفويت السلطة الفلسطينية؟! (1)
- كلمة السر في بكين: الإطار القيادي الموحد


المزيد.....




- تعطل جهاز التلقين بخطاب ترامب.. والرئيس الأمريكي: من يشغّل ا ...
- شاهد لحظة لقاء الناشط المصري علاء عبد الفتاح بعائلته بعد الإ ...
- شاهد.. ترامب عن الاعتراف بـ-دولة فلسطينية-: مكافأة لحماس
- غارة إسرائيلية قتلت طفلتهما الوحيدة.. فيديو مؤلم لعائلة تودع ...
- وفاة مفتي السعودية.. ماذا نعرف عن عبد العزيز بن عبد الله آل ...
- تقرير حقوقي: تحقيق الحكومة السورية الانتقالية في أحداث مارس ...
- ستارمر يشترط وقف دعم أسر -الإرهابيين- قبل اعتراف بريطانيا ال ...
- الناشط علاء عبد الفتاح يعود لعائلته بعد الإفراج عنه
- السجين المصري علاء عبد الفتاح يعود لعائلته حرا طليقا.. -أخبا ...
- بالصور: معاناة الفلسطينيين وسط تكثيف الاستيطان في الضفة الغر ...


المزيد.....

- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - معتصم حمادة - بين وعد بلفور واعتراف ستارمر