أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إيمان بوقردغة - فِرَاسَة الدّجّال في التّشكيل السُّرياليّ














المزيد.....

فِرَاسَة الدّجّال في التّشكيل السُّرياليّ


إيمان بوقردغة
شاعرة و كاتبة و باحثة تونسيّةـ فرنسيّة.

(Imen Adili Boukordagha)


الحوار المتمدن-العدد: 8547 - 2025 / 12 / 5 - 15:07
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عبر السّحابة الهَموم تَظهر صورة وجه عدوّ للبشر ومتآمر ، كان الظّهور في الزّمن الفيزيائيّ لموليير وإعادة بناء أحزان عدم الوجود بشكل خطابيّ، إنّها كائنات ميكانيكيّة وصادقة! ، كانت تلك الظّلال الدّاكنة تجلس على كرسيّ ذي ذِرَاعَيْنِ ، إنّها مضارّ الجوار القاتل.
ها هنا شكّلت الجثّة الشّعبيّة والصّادقة هجاء أَلسيست ، ”اللّعنة، هذا شيء غير لائق، جبان، خسيس“ ، إنّها اللاّإنسانيّة المنافقة، العجوز العَفْشَلِيل ، بائعة الهوى الّتي تحبّ مراقبة التواء الغرغرة عند الموت المتعمّد، تلك الّتي تنسج الخلايا الفسيولوجيّة لجريمة قتل ليليّة، ملامح الدّجّال، الخيّاطة وصيغتها السّحريّة ، منوال تنسج عليه الثّوب السّاكت، إنّه الدِّرهم الصّرّيّ لقتل القدّيس إسماعيل يوحنّا المعمدان. ففي الواقع، تختبئ المشرحة في الغرفة الفحميّة حيث تبيع جثثها، لقد كان ذلك متجرها.
و أثناء نهار القمر، تحدّق عيون نجم في الأثير غير القابل للحجز وتكتب على السّديم استقامة المنطق البشريّ، إنّها مقدّمات حبّات المسبحة الشعريّة وخاتمة معاهدة أخلاقيّة عالميّة تبني الواجب القطعيّ الكانتيّ، و الطّريقة المعتادة في التّصرّف الأرسطيّ وتطبيق عادات الإنسان الإغريقيّ، واستعداد الرّوح لممارسة الفضيلة المراقِبة لليل النّجوم الأخلاقيّة ”الكائنات الأبديّة والثّابتة لأرسطو“.
وهكذا، و بعد ليلة ممطرة و إيتيقيّة ، حطّمت قطرات الطّلّ لضباب الصّباح القرويّ عنفوان الجريمة القرمزيّة، بفضل برودة طبع الفيلسوف المعاصر وحزن الرّوح الموجودة فيه و سواعد ٱبار السّرياليّة الثّوريّة للقدّيسة إيمان ماري أنياس.
ففي حلمها السّرياليّ، يميّز تدفّق الرّوح في وِعاء لِمْفِيّ ابتهاج سيّدة في أعماق مسكنها الجديد، هذه السّيّدة هي أخت القدّيسة إيمان ماري أنياس، إلهام التَّذكار الأفلاطونيّ للفتاة الّتي كانت تبحث عن الأشلاء البشريّة لوالدتها وسط كومة من البشر.
و خلال يوم جنائزيّ كان يثقل على الرّوح الشّابّة، كانت جريمة الخيانة العظمى الإعتياديّة تنشر الفيض الطّاعونِيّ لاعتداء إرهابيّ، كان ذلك يوم 1 أكتوبر 1985 ، تاريخ الهجوم الإسرائيليّ على حمّام الشّطّ في تونس، هذا البلد الضّيّق و القذر ، إنّه مسكن حقير وغير صحّيّ، و عشب مصرور وقاتل يتسوّق في سوق العبيد، و يؤمن بالزّواج مرّة أخرى بالقرب من المدن و المقابر ورياح الرّاهب الفظّ ، إنّه الموساد التّونسيّ "لعمليّة السّاق الخشبيّة العِبريّة " الّتي زرعت شجر البحر فوق المدافن .
و عندما ترتفع الأفعى على الشّجرة الخضراء، يقوم عامل ”السّياسة التونسيّة“ ، المعروف بالتّكبّر و الجرم الجسيم ، بصنع النّقود المزيّفة و الرّقيقة ، فكان ظلّ الموت الطّفيف بخارا عفنا ، إنّها حمّى العفان و قد ساء خروج نبتها فوق أعلى قمّة جبل في البلاد، ”جبل الشّعانبي“. كانت تَورية وهي من المحسّنات البديعيّة العربيّة الملطِّفة للتّعبير عن واقع الإرهاب، إنّها الخُوذة المرفوعة و الطُّعْمُ الإصطناعيّ للبنوك السّامّة.
و عند حلول المساء، تضطرب الرّوح الغاضبة دون تظاهر فهي المؤلِّفة للحلم النّبويّ والحزن الشّعريّ المحتشِد للنّدى، "و الغضب يمكن أن يكون دافعاً للشّجاعة، حيث يشعل الرّوح لمواجهة الخطر (كما يذكر ماركوس توليوس سيسرو استناداً إلى أرسطو).
فإذا حَميت جَمرة الضّباب استيقظ في الأثير ليعيد اختراع ما بَيْنَ الأَرْض والسَّمَاء، الدّخان الدّاكن لدموع السّقف ، إنّه تخطيط مسبّق و صارم لتكوين جرائم القتل الليليّة ضدّ الإخوة و عادة ما يكونون رعاة، فإنّ المزامير المعاصرة لـ”الملك دافيد“قد كانت قيثارة وهمٍ مسيحِ العين ، كان يطلق النّار على الجنود في نفس الوقت الّذي ينفجر فيه بيان الدّرجات المدرسيّة و ”الوزاريّة“، إنّه مزاج لم يبتكره "كوربوس أبقراط" و إنّما هو فيض جيفيّ للمِرَّة السّوداء المشكِّلة لأوراق الخريف. ولذلك، فإنّ الهجاء المنطقيّ لهذا البلد قد أنشأته القدّيسة إيمان ماري أنياس ليرسل ليل الأشرار إلى الجحيم. حيث"لَآ أُقۡسِمُ بِهَٰذَا ٱلۡبَلَدِ"
فأصاب ذلك اللّيل صِرّ في مدينة الأمس، أين يزداد فقر المناطق المأهولة بالسّكان لأنّ الرِّشوة قد أفسدتها ، إنّ الضّواحي مهملة، وعلى السّكّة الحديديّة تتأرجح مغريات ممثّلة مبتورة تبحث عن تأثير ساق اصطناعيّة ، كانت تلك الموظّفة المُحَطِّمة للصّور الدِّينِيَّة مثيرة للرّعب الأيقونيّ، وهكذا نُسج ثوب لَيلة الحُطائطة ، من الشّهادات الزّائفة و الوقحة و الشَّمْعِدانات الشّاحبة للرّؤوس المجزورة .



#إيمان_بوقردغة (هاشتاغ)       Imen_Adili_Boukordagha#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فانوس ديوجانس الكلبيّ الّذي يوقظ عشيّة الفصح الإستعماريّة
- تاراسك المَقعد المسيّج
- غابة السّحب القطنيّة
- تروبادور الحرّيّة
- أوديسة الرّوح
- اللّجوء الإمـبـريـقـيّ
- ورقة الصّباح المطلَق
- إبتسامة القمر الزّمنيّة
- الفصل الثّاني: مولد إسماعيل يُوحَنَّا الْمَعْمَدَان
- زَرِيعَة القبر الوارِث بوصيّة
- اللّيل المُخلِص
- الرّافدة المُستَعرضة للجِيفَةِ وَفِكْر الرُّؤْيَا
- زنبق الجوقة القاتلة
- ثلاثيّة مجاديف الكائن المقدّس
- طلقة منحنية إبليسيّة
- الأسلاف الذين ينحدرون على ضفاف -نهر ستيكس“
- الشّفق البرتقاليّ المحاصَر في السّماء السّوداء
- شاعر متجوّل في صقيع القيامة
- -تارتاروس- الأرواح المفلسة
- أجزّ زرع الوردة الأبديّة


المزيد.....




- بملامح زوكربيرغ وماسك.. كلاب روبوتية برؤوس تُشبه البشر تثير ...
- -نتفليكس- تعلن التوصل إلى اتفاق لشراء -وارنر براذرز- وHBO
- الرئيس اللبناني لوفد مجلس الأمن: اعتمدنا خيار المفاوضات مع إ ...
- العراق.. صرخة مواطن بسبب أزمة البنزين
- -أمريكا أولا-... ترامب يعلن استراتيجية تركز على تعزيز الهيمن ...
- بحضور ترامب.. الكونغو الديمقراطية ورواندا توقعان اتفاق سلام ...
- يوروفيجن 2026: دول أوروبية تعلن مقاطعة المسابقة بعد قرار عدم ...
- شهيد بجنوب نابلس ومستوطنون يهاجمون بلدة شرق رام الله
- إستراتيجية جديدة لترامب تركز على أميركا اللاتينية وتحذر من م ...
- -غروكيبيديا- لا تقبل التعديلات إلا بعد موافقة الذكاء الاصطنا ...


المزيد.....

- العقل العربي بين النهضة والردة قراءة ابستمولوجية في مأزق الو ... / حسام الدين فياض
- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إيمان بوقردغة - فِرَاسَة الدّجّال في التّشكيل السُّرياليّ