أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إيمان بوقردغة - فانوس ديوجانس الكلبيّ الّذي يوقظ عشيّة الفصح الإستعماريّة














المزيد.....

فانوس ديوجانس الكلبيّ الّذي يوقظ عشيّة الفصح الإستعماريّة


إيمان بوقردغة
شاعرة و كاتبة و باحثة تونسيّةـ فرنسيّة.

(Imen Adili Boukordagha)


الحوار المتمدن-العدد: 8539 - 2025 / 11 / 27 - 15:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في جزلة من ليلة مهمّة، أعلنت بِنية الشّجرة الإنتقائيّة تبجيل القدّيس إسماعيل يوحنّا المعمدان، إنّه المِحرب في السّحب المجازيّة الّذي يجلد غطرسة المرتزقة و ظُلامة الظّلال اللّيليّة والْتِقاط قطعة الحلوى الإضافيّة، و كان كلّ ذلك التّفسير الهرمنيوطيقــيّ للُمَامَة من الأطياف البرونزيّة الّتي تعبر حقول الخراب الفاوستيّة.
عندما يضيء فانوس ديوجانس الكلبيّ البحث عن رجل في منتصف النّهار، فإنّ الرّؤيا الصّاخبة للقدّيسة إيمان ماري أنياس تتموقع في الزّمن الفيزيائيّ الموضوعيّ، وهو ازدهار الرّوح وذاتويّة الواقع، إنّه الضّباب السّرياليّ الّذي يوقظ مِنْخَس العالم القبرانيّ
و الباهت دون غيوم مزدهرة على قمّة السّماء، لقد أتى المُنكر العظيم و تأدّد الأمر على ضفاف نهر ستيكس حيث كانت شجرة يسى في سِفر صموئيل الأوّل تزيل الوهم المجازيّ لنَسب يسوع والرّاهب الفظّ المقلِّد، ذلك الشّبح الخياليّ الّذي كان يجوب شوارع باريس ليلاً ويخنق أولئك الّذين يطلّون برؤوسهم من النّوافذ ، لقد ألهم "روبرت شومان" المؤلّف الموسيقيّ "للشّبح الفظّ" ، وقد كان خليفته بعبع ، المخلوق الأسطوريّ القادر على اكتشاف الطّفل الّذي يبكي والدّخول إلى منزل مغلق الأبواب بمساعدة سجّانه "براس دي فير".
و في غابة صغيرة، سمعت أذن النّبيّ الحادّة وصيّة الجنديّين اللّذين شوهدا في الغسق، إنّها آلشِّعْرَى العَبُور الّتي تكشف قبح القربان البشريّ، أرواح المحاربين المذبوحين التي ترتفع وسط الأُثْنَة، في ذلك المكان كانت هنالك امرأة تعمل في مزارع تربية دود القزّ
و تنسج نجوم التّركيبيّة، إنّه الفكر الإستدلاليّ للّيل النّبويّ وقد انضرجت الطّرفاء في غابة الأمثال الحكيمة للفيلسوف المكتشَف.
وهكذا ينمو الرّسم الجليديّ لقمم الجبال، القدّيسة إيمان ماري أنياس الّتي كانت تجمع الأحلام في ثكنة الجنود خلال الطّرمساء الأخرويّة ، حيث كانت الإحتكاكات الميكانيكيّة للفراغ تشّكل الغطاء الرّماديّ والخطيّ، إنّه تَجَمُّع صَدِيدِيّ مَحْدُود و لفظيّ لثعبان أفرغه الموت، كانت تلك طريقته في التّحلّل، الخيانة العظمى، و " توجَّه هذه التّهمة إلى من يتّصل بدولة خارجيّة بهدف تقويض الأمن والإستقرار في بلاده، يقاتل مع طرف آخر ضدّ بلاده... يتخابر مع دول أخرى عدوّة مُسَرِّبَاً لها أسرار الدولة، هي بضعة أمثلة شائعة لما يمكن اعتباره خيانة عظمى. وتكون العقوبة العاديّة على هذه الخيانة هي الإعدام أو السّجن المؤبّد. ويُسمَّى الشخصُ المتهمُ بالخيانة العظمى في العادة خائناً."
و في غابة صنوبر أرستقراطيّة، تُقتل العملة الطّفوليّة وسط ضجّة كبيرة بفرقعة أوراق الخريف، إنّها صلاة كونيّة خافتة، مسبحة القدّيس إسماعيل يوحنّا المعمدان و حبّات العناصر الأربعة الّتي تحدّد الصّلاة التّذكاريّة للمؤلِّف المسرحيّ المفلس ، إنّه من فقد ذاكرته خلال السّهرة الإستعماريّة الباردة حيث نبذ اللّيل السّياديّ دياجير الفراغ، كان ذلك المَذْهَب التَّعْبِيريّ غير الواقعيّ ووقت قيثارة الرّاعي الّذي يمرّ بشكل موضوعيّ جَنب صوت طقطقة النّقود.
و خلال مواسم تَكَوُّن الوَرَق السّحابيّ، انشقّت عيون الشّجر وظهرت مَشْرة الدُّجُنّة من الغيم فارتفع سعر السّحب وثقل كاهل الأحلام الكابوسيّة للعيون الليليّة المختبئة في الغلس، إنّه التّوتّر و الوجه المكشوف لدَوَران ثيبسيوس، الشّتامة أثناء انتظار فتح أبواب السّجون، و ها هُنا عادت الوجوه الهامّة للأبرياء إلى الأثير المظلم، لقد فَقُمت ذاكرة القَتلة و الصّلف الباطل للتّماثيل الصّوريّة البشعة ، إنّه جَلَيَان العجوز المتهدِّمة، تونس الحَزَنبل.



#إيمان_بوقردغة (هاشتاغ)       Imen_Adili_Boukordagha#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاراسك المَقعد المسيّج
- غابة السّحب القطنيّة
- تروبادور الحرّيّة
- أوديسة الرّوح
- اللّجوء الإمـبـريـقـيّ
- ورقة الصّباح المطلَق
- إبتسامة القمر الزّمنيّة
- الفصل الثّاني: مولد إسماعيل يُوحَنَّا الْمَعْمَدَان
- زَرِيعَة القبر الوارِث بوصيّة
- اللّيل المُخلِص
- الرّافدة المُستَعرضة للجِيفَةِ وَفِكْر الرُّؤْيَا
- زنبق الجوقة القاتلة
- ثلاثيّة مجاديف الكائن المقدّس
- طلقة منحنية إبليسيّة
- الأسلاف الذين ينحدرون على ضفاف -نهر ستيكس“
- الشّفق البرتقاليّ المحاصَر في السّماء السّوداء
- شاعر متجوّل في صقيع القيامة
- -تارتاروس- الأرواح المفلسة
- أجزّ زرع الوردة الأبديّة
- خيمة دويّ الآذيّ اللّاجئ


المزيد.....




- -حزام الثقوب- في بيرو.. لقطات جوية قد تكشف لغزًا حيّر الباحث ...
- حريق هونغ كونغ يتسبب في نزوح المئات إلى الملاجئ
- -انسحاب جماعي للدعم السريع من غرب كردفان-.. ما حقيقة الفيديو ...
- قبل التوجه إلى لبنان.. البابا ليو الرابع عشر يصل إلى تركيا ف ...
- -تجنيد ومراقبة وتمرير أسلحة-.. تقرير يتهم إيران: الحرس الثور ...
- السفارة البريطانية بتل أبيب في مأزق: منزل في مستوطنة غير قان ...
- هزيمة بايرن أمام أرسنال - نوير يفسر أخطاءه وكين يطمئن الجمهو ...
- -مولينكس- خلف القضبان .. استفزاز للمجتمع أم خرق للقانون المغ ...
- جمهورية الدومينيكان تسمح لواشنطن باستخدام أراضيها للحرب ضد ا ...
- تونس: قرار إطلاق سراح المحامية البارزة سنية الدهماني (وكالة ...


المزيد.....

- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إيمان بوقردغة - فانوس ديوجانس الكلبيّ الّذي يوقظ عشيّة الفصح الإستعماريّة