رشيد عبد الرحمن النجاب
كاتب وباحث
(Rasheed Alnajjab)
الحوار المتمدن-العدد: 8547 - 2025 / 12 / 5 - 14:01
المحور:
الادب والفن
ينتصف آذار من عام 1941، ويولد في هذا اليوم طفل في قرية تطل على القدس يسمى بعد أسبوع من ولادته "محمود"، يتساءل هذا المحمود كيف يبقى بلا اسم في وقت كان فيه "اسم هتلر واسم موسوليني، وأسماء ستالين وتشرشل وروزفلت تصدح في سماء الكوكب"؟!، وكان أن نشأ هذا الطفل ليكون الأديب المقدسي الفلسطيني محمود شقير. وردت هذه المفارقة في الجزء الثالث من السيرة الموسوم "هامش أخير"، الصادر في آب 2025 عن دار نوفل في نحو مئتي صفحة من القطع المتوسط.
ويظل التجديد نهجا يميز أعمال شقير، فيتخذ كتابه الأخير سمة مختلفة عن كتب السيرة التقليدية، بحيث لا يلمح القارئ ذلك التسلسل التاريخي المعتاد في سرد الأحداث، وذكر المعلومات، ولا يبدأ من زمان محدد يأتي بعد "تلك الأزمنة"* بل يبدأ من ذلك اليوم الربيعي الدافئ في آذار ليقدم مزيدا من التفاصيل عن حياته، وكتاباته، وعلاقاته بالناس وبالأماكن والظروف من حوله، وربما استحق الكتاب بذلك اسم الهامش حيث تكون التفاصيل والإيضاحات.
ويأتي إهداءه لهذا العمل في السياق الطبيعي لعلاقته بالقدس التي عايشها القارئ في أعماله من القصة القصيرة، إلى القصيرة جدا، والرواية، والسيرة فيكتب في الإهداء: "إلى ملهمتي وصانعة فرحي وأحزاني: القدس".
يتكون الكتاب من سبعة فصول، وثلاثة ملاحق، والحق أنني لو أردت أن أفي الكتاب حقه في الكتابة عنه لوضعته بين هذه السطور كما هو، ولكن هذا يخرج المقال عن سياقه، ويحيله عدما لا فائدة منه، وتبدو حيرتي كبيرة فيما يمكن أن أذكره أو أتركه.
وقد استوقفتني أثناء قراءة الكتاب نقاط لها جاذبية خاصة، فآثرت أن أتوقف عندها، ومنها عتبات الفصول، ثم موضوع الكتابة وما يعنيه للأستاذ شقير، وحديثه عن القدس، وعن بعض الشخصيات، ومنهم الشاعر الراحل محمود درويش والشهيد غسان كنفاني.
ورأيت قبل التوقف عند هذه المواضيع أن أشير إلى مساحة أعطاها المؤلف عنوانا لافتا هو "تلويحة وفاء" خصصه لعدد من الأصدقاء والرفاق الذين جمعته بهم ظروف العمل السياسي أو الأدبي وآثر أن يذكرهم في لمسة وفاء وهم مع حفظ الألقاب السيدات والسادة (حسين مهنا، سليمان الحنا "أبو مازن" وزوجته أم مازن، فاطمة البديري وزوجها عصام حماد، نعيم الأشهب، إميل عواد، وأحمد حرب) لأرواحهم السلام جميعا.
وأبدأ بالنقاط الأربع التي أشرت إليها، ثم ألقي الضوء على مضمون الملاحق بإيجاز
1- عتبات الفصول (النصوص الموازية)
اختار المؤلف عتبات لفصول الكتاب السبعة هي مختارات من أشعار وعبارات شاعرية، لثمانية من الكتاب والشعراء الفلسطينيين، وقد خص الفصل الأول بعتبتين؛ واحدة منها لنفسه والأخرى للشاعر محمود درويش، ثم توالت النصوص لكل من الشعراء والكتاب: حسين مهنا، سميح القاسم، إبراهيم نصر الله، معين بسيسو، سميح محسن، وتوفيق زياد
- يرتبط الفصل الأول بالجذور وبالانتماء، لقبيلة الشقيرات (انتماء لا يمت للعصبيات)، وللقدس، وفلسطين، وهو بصفته أحد أبناء هذا الشعب" الذي يعاني من أبشع غزوة صهيونية عدوانية استيطانية"، وأثناء إعداده لهذا الكتاب، وقد بات طيف واسع من هذا الشعب يعيش في أقسى ظروف التهجير والتطهير العرقي سيما في غزة، وفي الضفة فلا غرابة أن يستحضر المؤلف أبياتا من قصيدة "فكر بغيرك" وفيها هذه الدعوة للتفكير بالمعذبين ومنهم شعب الخيام، ويؤكد المؤلف في العتبة الثانية على رغبته المتجددة في الحياة ولا يكون بعيدا عن درويش وهو يقول: "ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا" .
- أما كلمات الشاعر الفلسطيني حسين مهنا الذي تحدث عنه في تلويحة الوفاء الأولى فكانت خيارا جميلا موفقا كنص مواز لمتن الفصل الثاني:
"هذا التراب الزكي شغوف
بمن يزرعون
ومن يحصدون
ومن يعشقون
ومن ينجبون
ومن يورثون الحياة انتصارا
لجيل جديد"
هذه الكلمات العذبة بتلقائيتها، وبساطتها، وعمقها، أصيلة ذاتية التفسير، ذات دلالات وثيقة الصلة بمضامين هذا الفصل وحديث عن البلاد وامتداداتها العربية، والحياة والموت، والأدب والأدباء، والكتابة بما هي فعل حياة وصورة توثيق وتأكيد ضد محاولات المحو والإبادة.
- وهل أجمل من هذه الأبيات للشاعر الراحل سميح القاسم عتبة لفصل تتصدر القدس أول عناوينه: "هي القدس" ثم يتحدث عن "القدس والظل الأخر، في إشارة إلى كتابه الموسوم "ظل آخر للمدينة" ويصف معاناة المدينة، وارتباطه بها. وسيرد هذا في موقع آخر من هذا المقال، فماذا قال سميح؟
هي ذي القدس قدس البشر
قدس شغيلة مرهقين
وضحايا الحنين
في صلاة المساء الحزين.
- وفي الفصل الرابع الذي يبدأه المؤلف بالجملة التالية: "في أجواء حرب الإبادة، جاءت روايتي "منزل الذكريات" وفيها تعريج على مأساة شعبنا في قطاع غزة"، وفي عتبة هذا الفصل جاءت كلمات الروائي والشاعر إبراهيم نصر الله:"
كثير من الدم حولي هنا
ولا جرعة من مياه لدي
كل حي ميت هنا يا أبي
وحده الموت حي
وليس لدي من تعليق أو إضافة هنا
- أما في الفصل الخامس وتحت عنوان أنا والمكان فيقول شقير: "ولطالما تذكرت بيتي وأنا قابع في السجن وبعد السجن جربت المنفى القسري، وكان هذا يعني حرماني من المكان الأليف ومن بيت الطفولة الأولى الذي وصفه غاستون باشلار"، البيت الي يحن إليه الكائن البشري ويتوق إلى العودة إليه"ص105
يدخل شقير إلى هذا الفصل مع أشعار معين بسيسو وقصيدته "الأغنية المعصوبة العينين":
أين القمر المعصوب العينين يساق...؟
وسط السّحب الفاغرة الأشداق،
أسوار تفتح وظلال عارية
تركض، أبواب
تذبح خلف الأبواب،
الصرخة علم خفّاق
(...)
يا وطني أين الأغنية تساق؟
- وصولا إلى الفصل السادس حيث يقول المؤلف تحت عنوان "الواقع والحلم" ص 129:
"وبالطبع ثمة كثير مما لم يُقل ولم يُكتَب بعد بسبب هذه المأساة الفلسطينية التي ابتدأت قبل أكثر من مئة عام وما زالت فصولها المؤلمة تتوالى حتى الان"
وعلى عتبة هذا الفصل قال الشاعر الفلسطيني سميح محسن:
أخبئ جمرة المعنى على شفتي
صباح يبسط الأحلام في قلبي
ليشفى؟!
أم ليشقى؟
أم ليدخلني لمتاهات السؤال عن الطريق
إلى الحقيقة؟!
- ويدخل الأديب محمود شقير إلى الفصل الأخير من الكتاب بحثا عن شيء من الأمل والتفاؤل، والبقاء على العهد، وتلك الصورة المشرقة مع كلمات الشاعر توفيق زياد الذي طالما جسد القوة والصمود والتفاؤل برغم كل الصعاب يقول في العتبة الأخيرة:
مثلما كنت ستبقى يا وطن
حاضراً في ورق الدّفلى،
وعطر الياسمين
حاضراً في التين، والزيتون،
في طور سنين
حاضراً في البرق، والرعد،
وأقواس قزح
في ارتعاشات الفرح
2- علاقته بالكتابة
ما بين مجموعته "خبز الآخرين" وكتابه موضوع هذا المقال "هامش أخير" نحو مئة منتج أدبي وفكري وفني، متنوعة، وبذلك يبدو من الطبيعي جدا أن يكتب عن هذه التجارب ويصفها حينا، ويقيمها حينا آخر ويتحدث عن وقائع تتعلق بها هنا وهناك، وبالتالي فقد غطى الحديث عن الكتابة مساحة واسعة في كل الفصول. ويبدو الحديث عن هذا الموضوع ناقصا دون الاستعانة بنصوص تشف عن روحه التواقة للقلم. وتعكس ارتباطه بالكتابة
تحت عنوان أول الكلام يكتب عن أهداف الكتابة فيقول في الجانب الشخصي: "أكتب لنفسي أولا، للتعبير عنّي ولإرضاء رغبتي في تحقيق ذاتي وأداء دوري في الحياة"
ويضيف
"وأكتب لكيلا تكون حياتي خالية جوفاء فالكتابة هي التي تعينني على مواصلة الحياة"
عن الأهداف العامة يقول: "أكتب لكل كائن بشري في هذا العالم محب للحرية والكرامة والعدل والسلام"
ويكتب عن جيل من الكتاب عرفوا بإسم كتاب "الأفق الجديد"، عن الواقعية الاشتراكية و"المباشرة"، وعن استعانته بالأسلوب الساخر في الكتابة، وما حققه من أهداف سواء في نقد السياسية الدولية وظلمها، أو في نقد بعض مظاهر التخلف في المجتمع.
ولا يفوته وهو يتحدث عن الكتابة والقراءة أن يشير إلى الكتب الإلكترونية، ويقر بأنها باتت حقيقة واقعة ومتزايدة، سيما بين الأجيال الجديدة، بل يعرب عن راحته في التعامل معها كونها تقلل التشنج الناجم عن الإمساك بدفتي كتاب.
ويشير كذلك إلى النقد والنقاد واحترامه لآرائهم وإفادته منها، ومن الملاحظات الواردة فيها سلبا كانت أم إيجابا ويعرب عن تقديره للكتاب الذي ألفه أ.د. محمد عبيد الله بعنوان تحولات القصة القصيرة في تجربة محمود شقير.
ولا يتوقف عند درويش وكنفاني، بل يعدد من الكتاب والأدباء العرب خصوصا ما يعجز هذا المقال عن حصرهم.
وفي سياق آخر يتوقف عند زميلته الكورية "هان كانغ" التي التقاها في شيكاغو خلال برنامج الكتابة الدولية، ثم حصلت على جائزة نوبل في الآداب (2024). ويقدر لها أنها قررت عدم الاحتفال بهذا الفوز تضامنا مع الشعب الفلسطيني.
ويبدو الحديث عن الكتابة ناقصا دون ذكر اللغات التي ترجمت إليها أعمال المؤلف ومن بينها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والسويدية والفارسية والتركية ص 104
3- عن القدس
للقدس في وجدان شقير مكانة خاصة، بل هي المكان الأول في حياته يقول: "هي المدينة التي شكلت حياتي وصاغت شخصيتي" ص57، وإليها أهدى هذا الهامش الأخير كما سبقت الإشارة في مقدمة هذا المقال، ولها الصدارة في قصصه ورواياته الثلاثة الأخيرة وبدرجة أقل في رواية "فرس العائلة". ولو شاء المرء ان يعطي هذه العلاقة حقها لتطلب الأمر كتابا مستقلا لا مجرد فقرة في مقال.
وقد كرس لها الكتاب الموسوم "ظل آخر للمدينة" الذي قال عنه "في ظني أن هذا الكتاب يظل قابلا لأن تقرأه الأجيال الجديدة من الفلسطينيين والفلسطينيات، ومن العرب المهتمين بفترة من الفترات الحاسمة التي عاشتها ومازالت تعيشها القدس" ص59
وتحت عنوان معاناة المدينة يصف فداحة ما تعرضت له القدس جراء نكبة 1948، ويرسم صورة للانفتاح فيها قبل النكبة، وللحداثة ومظاهر النهضة الثقافية آنذاك ولا ينسى وهو يتحدث عن الثقافة أعلاما مثل خليل السكاكيني، واسعاف النشاشيبي.
2وحين يتحدث عن المدن الجميلة في العالم يبدأ بالقدس فيقول: "أجمل مدينة تركت أثرها في نفسي بعد القدس ورام الله وعمان ودمشق وبيروت ويافا وحيفا وعكا والناصرة وغزة هي العاصمة التشيكية براغ".
ويقول عن الكتابة والقدس والارتباط: "ارتباطي بالقدس هو ارتباط حياة ووجود قبل أن يكون ارتباطا عبر الكتابة ومن خلال الكتابة، ولعل الكتابة هي انعكاس لذلك الارتباط الوجودي، وتعبير طبيعي غير متكلف عنه" ص61
4- المحمودان، وكنفاني:
تصادف أن يفصلهما يومان في القدوم إلى هذه الدنيا فقد وُلِد محمود درويش في الثالث عشر من آذار/مارس، بينما ولد محمود شقير في الخامس عشر منه لنفس العام (1941)، إلا إنهما لم يلتقيا حتى منتصف سبعينيات القرن العشرين وفي بيروت. مع انهما بدءا الكتابة في مطلع ستينيات القرن العشرين.
كتب شقير في مجلة "الكرمل" التي أصدرها محمود درويش، وجمعت بينهما منابر ثقافية أخرى ويصف شقير درويش في أحد اللقاءات قبيل الرحيل فيقول: "كان محمود متألقا كعادته وضّاء الوجه حاضر البديهة. وكعادته كان لابد من أن يتخلل الاجتماع الذي يقوده، بعض سخريات عذبة وضحك، وكعادته كان منظما في تفكيره وفي قدرته على الإصغاء"
وينظر شقير إلى شعر محمود درويش بكثير من الإعجاب والتقدير فيقول عن مسيرته الشعرية: "المسيرة التي ظل يصقلها ويطورها حتى وصل بها إلى قمم عالية جعلته واحدا من أبرز شعراء عصرنا، ومكنته من التعبير عن القضية الفلسطينية على نحو يتجاوز النظرات المباشرة المنتمية إلى مفاهيم متزمتة، ظلت تصر على تنميط صورة محمود درويش"
ويعود الفضل في التعريف بشعراء الأرض المحتلة وكتابها لغسان كنفاني في كتاب أصدره عام 1966 تضمن نصوصا من أدب المقاومة لكتاب مثل، حنا أبو حنا، وتوفيق زياد، وسميح القاسم وسالم جبران ومحمود درويش
ويشير المؤلف إلى مكان غسان كنفاني، وتأثيره على المؤلف ومجموعة أخرى من الكتاب من أبناء جيله من عرفوا بكتاب "الأفق الجديد"، ويتناول مجموعاته القصصية سيما "موت سرير رقم 12" و"أرض البرتقال الحزين"، ويتوقف عند روايته الشهيرة "رجال في الشمس" ويقول شقير:" كانت مفاجأة لنا حين نشرها عام 1963وشخص فيها المأساة الفلسطينية بشكل غير مسبوق، وسلط الضوء على الواقع الفلسطيني بعد كارثة 1948".
وقد تناول شقير كتابه عن غسان كنفاني للفتيات والفتيان وما تم من نقاش حوله مع المحرر وصولا إلى العنوان الذي حمله الكتاب عند صدوره "غسان كنفاني .... إلى الأبد"
ويصف المؤلف لقاءاته مع غسان كنفاني عام 1965 وإعجابه بإنسانيته، وبساطته وابتعاده عن التكلف الشكلي والمظهرية الزائفة كما أشاد كذلك بعلاقاته مع زملائه الصحافيين ومدح نهجه الديمقراطي في التعامل اليومي معهم
الملاحق:
تلي الفصول السبعة ثلاثة ملاحق
الملحق الأول: تضمن قراءات في كتاب للسيرة كتبه الراحل د. يعقوب زيادين، ثم وآخر عن تاريخ الصحافة في القدس للباحث الدكتور ماهر الشريف، وثالث بعنوان "إشكاليات التحديث الثقافي في فلسطين للمناضل والمفكر الفلسطيني سعيد مضية، ثم كتاب المحامي الحيفاوي حسن عبادي عن أدب السجون أو "أدب الحرية" كما يفضل أن يسميه وهو بعنوان "يوميات الزائر والمزور". وأخيرا رواية لنورا أمين بعنوان "قميص وردي "فارغ"
الملحق الثاني: تضمن توثيقا للاحتفاء بعيد الميلاد الثمانين بأقلام عدد من الكتاب والأدباء وأساتذة الجامعات إضافة إلى شقيقه د محمد.
الملحق الثالث:
قراءة في الجزء الثاني من كتاب السيرة بعنوان "تلك الأزمنة" بقلم زياد خداش تحت عنوان "أزمنة محمود شقير ... القاص الإنسان" وتميزت هذه القراءة برشاقتها وعذوبتها وصدقها حدا ربما جعل القارئ يشعر أنه يكتب نيابة عنه
• تلك الأزمنة: الكتاب الثاني من كتب السيرة (2022)، وسبقه "تلك الأمكنة (2020)
#رشيد_عبد_الرحمن_النجاب (هاشتاغ)
Rasheed_Alnajjab#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟