أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد عبد الرحمن النجاب - قراءة في المجموعة الموسومة -لحظة-














المزيد.....

قراءة في المجموعة الموسومة -لحظة-


رشيد عبد الرحمن النجاب
كاتب وباحث

(Rasheed Alnajjab)


الحوار المتمدن-العدد: 8519 - 2025 / 11 / 7 - 00:55
المحور: الادب والفن
    


لحظة، مكتوبة باللون الأزرق الغامق في تشكيل فني جميل، وربما كان في شدة التباين بين أرضية الغلاف البيضاء الأبيض و لون الخط الأزرق الغامق ما يدعو إلى لحظة من التأمل، يعزز هذا الظن ذلك التشكيل الفني المُنتج بواسطة التكنولوجيا تتوسطه الدائرة البيضاء الصغيرة، هل هي محاولة لتجسيد اللحظة؟!!
"لحظة" هو وسم لكتاب يضم خمس عشرة قصة للأستاذة سهيلة بهلوان والصادر عام 2021 عن الآن "ناشرون وموزعون" في نحو 80 صفحة من القطع المتوسط.
فما هي اللحظة؟ قال لي الذكاء الاصطناعي في بعض إجاباته على هذا السؤال: اللحظة عند هيجل، قوة تدفع من الفكرة إلى ضدها، فهي وثيقة الصلة بظاهرة التقدم في الفكر والواقع.
وفي سياق آخر جاء الجواب: "إن اللحظة تعريف كمي لوقت قصير يقدر ما يساوي لحظة العين"
وثمة ما يشير إلى علاقة قوية بين "اللحظة" و"الملاحظة"، يبقى السؤال الأهم أي معنى من هذه المعاني قصدته الكاتبة؟ أم هي محض صدفة؟! مجرد عنوان لإحدى القصص اختارته الكاتبة وسما للمجموعة القصصية؟
يقول الأستاذ حسن ناجي في تقديمه للكتاب: "فهي تكتب من رصيد أيامها"، وتسميها هي "التجربة الإنسانية"، هي تعيش، وتراقب، وتلاحظ، وتوثق ثم تجمع هذه التجارب الإنسانية
وفي قصتها المعنونة "لحظة" تصور لحظة الولادة حيث تسري الحياة في جسد مولود جديد، وتقارن بين تجربتين تقليدية ترصد كل آلام الأمهات ولهفتهن للقاء الكائن الذي عاش شهورا بين الضلوع، والطرق الجديدة التي تختصر الألم وكثيرا من التفاصيل الموروثة، والموصوفة، والمجربة جيلا بعد جيل وتخلص إلى تمجيد هذه التجربة في الجملة الختامية فتقول "ورغم هذا تبقى لحظة الولادة مبدعة خلاقة"
ويبدو أن هذه التجربة الإنسانية تعني الكثير للمرأة، فكانت الولادة موضوعا لأكثر من قصة في المجموعة وتضمنت توثيقا للاهتمام به من حيث جنس المولود كما في قصة "الجدة" وهذا الموقف الصارخ السخرية عن احمرار وجه الطفلة الأنثى حديثة الولادة خجلا من عريها، والمستمد من قصة "العار" لسلمان رشدي في مسعى لتصوير خيبة العقيد وما أطلقه من التهديد والوعيد إزاء عدم التصديق بأن المولود المتوقع كانت أنثى، إلى قصة "الداية" التي وثقت لميلاد شقيق الكاتبة "أكرم" حيث أسم "الذكر"، بات جاهزا والاستعداد لاستقباله على أتمه.
ولم تنس الكاتبة وصف المشاعر بدقة عندما تتشكل ظروف تحرم الأبوين والأم خصوصا من فرحة استقبال مولود أيا كان جنسه والحلول البديلة المتوفرة كما في قصة "احتضان". كما أشارت إلى الألم المتجسد في تجربة الوالدين عندما يكون المولود/ المولودة مصابة بمرض "متلازمة داون" والقلق الدائم المتشكل مع مرور الزمن كما في قصة "تسلل"
وفي عودة لقصة "الداية" فبل أن أبتعد عنها فقد أثارت موضوعين آخرين؛ أولهما وظيفة الداية التي آثرت الكاتبة إلقاء الضوء على الظروف البالغة القسوة التي تتنقل فيها هذه السيدة من بيت إلى لآخر لتكون شاهدة على اللحظة "المبدعة الخلاقة"، ولا يقتصر دورها على الشهادة بطبيعة الحال
ثم هذا الانتقال الرشيق إلى مستقبل هذ المولود والحديث عن مصير جواز السفر الذي كُتب الاسم فيه: "وجواز السفر الذي سيصادر في حياته طويلا، والذي سيبحث عنه في الأدراج العتمة والغرف المغلقة الجامدة"
ولما كان "الشيء بالشيء يُذكر" فقد يربط القارئ هذا بالقصة المعنونة "جواز السفر" ومعاناة صاحبنا في التنقل بين الضفتين عبر الجسور سعيا لاستكمال شروط تبدو مستحيلة لإثبات أصله "الفلسطيني" في ضوء ما استجد من فصل الارتباط القانوني بين الضفة الغربية والمملكة،
وتقرأ الكاتبة شهادات وتجارب إنسانية من شمال الوطن إلى جنوبه وحتى في بلاد الاغتراب في دول أجادت اختزالها في الإشارة إليها، ولكنها لم تختزل الألم والمعاناة حيث الحديث للطلاب عن فلسطين بات تهمة تستحق الإبعاد.
وثقت الكاتبة في هذا الكتاب لقضايا الوطن والإنسان والمرأة على وجه الخصوص وهي التي لم تنج من التعسف في القرارات الوظيفية حيث مناجاة البحر في العقبة، وحضور السينما بات سببا اجتماعيا يستحق النفي إلى معان، ويتكرر النفي ضد نفس الإنسانة ومن قبل نفس المدير وإلى معان أيضا، ولكن لأسباب سياسية فمن الحَكَم؟
وبالرغم من تأكيد الكاتبة إن ما كتبت لم يخرج من إطار الواقع المُعاش فإنها عندما كتبت عن "أيام هزت مدينة" رسمت صورة لمدينة تعاني من ويلات الحرب الأهلية وقد أحسنت إذ لم توثق التاريخ ولم ترسم الجغرافيا بدقة لأن الأجواء التي وصفتها لم تقتصر على مدينة عربية واحدة وبدت القصة مفتوحة على أكثر من احتمال، وتشيد الكاتبة بدور المرأة في هذه الأجواء وعملها في الإسعاف والتمريض، بل ودورها في حل كثير من القضايا المعيشية الأخرى مثل توفير الخبز وبعض مواد التموين.
تحدثت عن الفساد والرشوة في قصة "مهمة رسمية"، وعن المكافأة السلبية التي نالها المهندس وبات فاقدا لوظيفته في قصة "المكافأة"
ثم ذلك الحس الوطني الإنساني لشخص عاش في عمان لم يبال بالفرق بين شرقها وغربها، ومن معاناة في الدهاليز المظلمة وغرف التحقيق، أجاب المحقق أن "عمان في القلب"، وعندما داهمت السحب البلاد وسكبت مياهها في شوارعها، تشابكت الصور بين مواجهتين واحدة في غرف التحقيق وثانية في شوارع غارقة بالمياه والطين، ولكن: "وفي الصباح وجد رجال الدفاع المدني جثثا لستة أشخاص غرقوا في السد وأما السابع فقد حُمل إلى المستشفى وقلبه ما زال متعلقا بالحياة"
فتحت الأستاذة سهيلة البهلوان خمسة عشر نافذة تطل من خلالها على الوطن والإنسان نسائه ورجاله ورصدت أحوالهم في مشاهد مكثفة صاغتها بجمل قصيرة متسارعة بعيدة عن التكلف نابضة بهموم الإنسان ومشاغله. قد يتساءل القارئ هل ثمة مزيد من هذه الصور؟!



#رشيد_عبد_الرحمن_النجاب (هاشتاغ)       Rasheed_Alnajjab#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في رواية -بطل من هذا الزمان- للكاتب الروسي ميخائيل لير ...
- سنة واحدة تكفي
- غرفة حنا دياب
- بيت الجاز،،،،جاذبية السرد
- ذئـــاب منوية ،،،، من يمتلك الحقيقة؟!!
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع
- الأشجار تمشي في الإسكندرية - من يملك حق محاكمة عهد عبد الناص ...
- تساؤلات تفضي إلى تساؤلات في رواية عين التينة
- الجهة السابعة،،، حيث يلوذ الأسير حتى لا يعيش السجن فيه
- يوميات الزيارة والمَزور ،،،،طاقات الإبداع ونوافذ الأمل
- الخروبة-مشاهد وصور من العذابات والالم
- جزء ناقص من الحكاية،،، شغف اصطياد اللحظة
- بين معرض الكتاب في عمان وشيكاغو.. رواية -الخروبّة- للكاتب رش ...
- رواية -الخرُّوبة- لرشيد النجّاب* بين توثيق المكان والتاريخ و ...
- مصائد الرياح،،، وتعاقب أجيال المواجهة وأزمانها
- مــنــزل الـــذكــــريـــات
- حانة فوق التراب
- أنا يوسف يا أبي.....قراءة مشهدية للواقع ...بحثا عن جيل ضاعت ...
- الساعة الخامسة والعشرون - قراءة حديثة في رواية قديمة
- شغف


المزيد.....




- الفيلم الكوري -أخبار جيدة-.. حين تصنع السلطة الحقيقة وتخفي أ ...
- بالاسم والصورة.. فيلم يكشف قاتل شيرين أبو عاقلة
- السباق نحو أوسكار 2026 ينطلق مبكرًا.. تعرف على أبرز الأفلام ...
- إطلاق الإعلان الترويجي الأول للفيلم المرتقب عن سيرة حياة -مل ...
- رئيس فلسطين: ملتزمون بالإصلاح والانتخابات وتعزيز ثقافة السلا ...
- السباق نحو أوسكار 2026 ينطلق مبكرًا.. تعرف على أبرز الأفلام ...
- شاهد رجل يقاطع -سام ألتمان- على المسرح ليسلمه أمر المحكمة
- مدينة إسرائيلية تعيش -فيلم رعب-.. بسبب الثعابين
- اتحاد الأدباء يحتفي بشوقي كريم حسن ويروي رحلته من السرد إلى ...
- الناصرية تحتفي بتوثيق الأطوار الغنائية وتستذكر 50 فناناً أسه ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد عبد الرحمن النجاب - قراءة في المجموعة الموسومة -لحظة-