أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد عبد الرحمن النجاب - قراءة في رواية -بطل من هذا الزمان- للكاتب الروسي ميخائيل ليرمونتوف














المزيد.....

قراءة في رواية -بطل من هذا الزمان- للكاتب الروسي ميخائيل ليرمونتوف


رشيد عبد الرحمن النجاب
كاتب وباحث

(Rasheed Alnajjab)


الحوار المتمدن-العدد: 8513 - 2025 / 11 / 1 - 16:38
المحور: الادب والفن
    


جريجوري أليكسندروفيتش بيتشورين، ضابط روسي في منتصف العقد الثالث من عمره، يصل إلى القفقاس برفقة شحنة من المؤن للعمل بإمرة الضابط الرئيس "مكسيم مكسيمتش الذي يتولى وصف جزءا من الأماكن والأحداث، مكسيمتش يقدم المعلومات في حوار مع الراوي خلال هذا الجزء من الرواية، ولعله من المبكر جدا التعجل بإصدار حكم حول أيهما المقصود بالشخصية التي يشير إليها العنوان "بطل من هذا الزمان" هذا إذا كان أحدهما فعلا هو البطل المشار إليه، ولكن مهلا فلعل مؤلف الرواية ميخائيل ليرمونتوف لم يرغب في كشف هذا الحقيقة حتى النهاية ولعله محق في ذلك وسنرى لماذا.
"بطل من هذا الزمان" هي الرواية الوحيدة للكاتب الروسي "ميخائيل ليرمونتوف" إضافة إلى كثير من الشعر والنثر وهو يُصنف في المرتبة الثانية بعد "بوشكين". وقد اشتهرت كتاباته بالرومانسية إضافة إلى ما تتضمنه من الأبعاد النفسية كما سيتضح لاحقا.
والنسخة التي بين يدي هي من ترجمة الأديب والناقد السوري سامي الدروبي ولي حول ذلك حديث في نهاية هذا المقال.
تتكون الرواية من خمس قصص وجاءت في جزئين رئيسين؛ جزء يقدمه الراوي وهو يحث الرئيس "مكسيم مكسيمتش" على الحديث، والجزء الآخر هو ما جاء في مذكرات الضابط "بيتشورين".
ثمة أمير محلي بالقرب من القلعة التي يعسكر فيها الجيش، وقد ارتبط هذا الأمير بأواصر الصداقة مع الرئيس مكسيمتش، ودعاه الأمير ورفيقه بيتشورين إلى حفل زفاف ابنته الكبرى في بيته فأعجب بيتشورين بابنة الأمير الصغرى "بيلا" ذات الستة عشر ربيعا، وكان "كازبتش" يقيم في المنطقة ويُظَن أنه أحد رجال العصابات وقد اشتهر بامتلاكه حصانا فريدا يحسده عليه الناس، وكان أيضا شديد الإعجاب ب "بيلا". واستبسل "عزمت" وهذا هو اسم ابن الأمير في سبيل الحصول على هذا الحصان دون نتيجة وبطريقة ما بلغت إلى بيتشورين رغبة الشاب في الحصول على الحصان ووافق ذلك في نفسه هوى فعقد معه صفقة فاز فيها الشاب بالحصان وسلم أخته الصغرى إلى بيتشورين والقصد هنا ليس تلخيص الرواية، بل شروع في التعرف على "بيتشورين" وأي نوع من البشر يكون! فبعد أن استقر له الأمر وتزوجها "اختطافا" بات يشعر بالضجر، فماذا كان مصير بيلا؟، وقبل أن أنتقل إلى جانب آخر من صفات "بيتشورين" ينقل إلينا "ليرمونتوف" عبر هذه الصورة تعلق بيلا ببتشويرين فيقول: "فأحاطت عنقه بذراعيها المرتجفين كأنها تريد في هذه القبلة أن تسلمه روحها" ص 58
وبعد أن غادر بيتشورين القلعة والعمل مع مكسيمتش، عاد فالتقى به في مكان آخر وفي حين كان مكسيمتش بكل الوفاء يتحرق شوقا للقاء صديقه "بيتشورين" فقد قابله هذا الأخير بكثير من الجفاء والاستعلاء أي نموذج من البشر هذا؟ هل حقا يصلح هذا لأن يكون "بطلا من هذا الزمان أو من أي زمان" هذا سؤال رافقني حتى نهاية الرواية، ما بين عدم التصديق بأن بيتشورين هو "بطل هذا الزمان" وبين التساؤل حول من عساه يكون هذا الشخص، أيكون ليرمونتوف قد رسم حبكة الرواية على هذه الشاكلة؟ هل قصد فعلا رسم هذه الحيرة في نفس القارئ؟
قرأت يوميات بيتشورين في القرية العلاجية، وعلاقته بالأميرة الروسية وأمها بشعور مختلط ما بين الضيق بصورة حياة هذه الطبقة المخملية من المجتمع الروسي في ذلك الزمان، وأحاديث الصالونات ويومياتها التي يحياها بيتشورين ومن هم على شاكلته، وبين نفسية مريضة لبيتشورين غاص فيها ليرمونتوف بمهارة
هذا بيتشورين يتحدث إلى مكسيم مكسيمتش عندما فاتحه في أمر "بيلا" وعزوفه عنها وضجره منها قال: " منذ تحررت من وصاية أبوي، أخذت أتمتع بجميع ما يمكن الوصول إليه بالمال من الملذات وانتهيت بطبيعة الحال إلى الاشمئزاز من جميع تلك الملذات" ص51
وقال أيضا: " ثم دخلت مجتمع الطبقة الراقية، ولكنني سرعان ما سئمت منه، ووقعت في غرام عدد من حسناوات هذا المجتمع ووقعن هن في غرامي، ولكن هذا الغرام ما كان يزيد على أن يذكي خيالي وحبي لنفسي" ص 51
ووصف ليرمونتوف مشاعر بيتشورين نحو بيلا "إنني ما أزال أحب بيلا إن شئت ولن أنس لها لحظات كانت عذبة حقا، وأني قادر على أن أضحي بحياتي من أجلها، ولكن البقاء إلى جانبها يضجرني لا أدري أأنا أحمق أما أنا وغد"
وأمضي في التساؤل فأقول أي نوع من البطولة يمكن أن يمثلها بيتشورين الذي يرى "أن الطموح ليس إلا الظمأ إلى السيطرة" ويسترسل قائلا: " غاية اللذة عندي أن أخضع من يحيط بي"
ويمضي في حقده فيقول: "إن الألم الأول الذي تعانيه يطلعك على اللذة التي يحققها لك تعذيب الآخرين"
لا أعتقد أن شخصا بمواصفات وفكر ليرمونتوف يمكن أن يرسم شخصا بهذه المواصفات بطلا، هل هي سخرية سوداء من بيتشورين وأبناء جيله؟ ومن المجتمع الذي عاش فيه؟ من عساه يقصد؟! من هو الذي استحق لقب " بطل من هذا الزمان"؟ أسئلة تبقى برسم الإجابة وتستحق الأناة سعيا للفوز بدهشة الكشف عن الحقيقة.
وأعود إلى المترجم الأديب سامي الدروبي وقد ترجم إلى هذه الرواية العديد من الأعمال للكتاب الروس دوستويفسكي وغيره، ويحسب له ما شاع عنه بأن لم يكن يستنفع بالترجمة، بل كان يترجم ما يستحسن من الأعمال، ورغم وضوح معظم الرواية إلا إن الترجمة غير المباشرة "عبر لغة ثالثة" تفقد النص نسبة من قيمته وتقلل من سلاسة التعامل معه وهو ترجم عن الفرنسية، وظهر هذا من الهوامش التي استخدمها وكتب في غير موقع قائلا "هي هكذا بالفرنسية" بل أدرج بعض الجمل باللغة الفرنسية في السرد.
استخدام الهوامش هو أمر أقدره له رغم اعتراض كثيرين على فكرة استخدام الهوامش في الرواية، أمر آخر يبدو سلبيا هو استخدامه لجمل تبدأ بالحرف "إن" وتكراره أكثر من مرة في بعض الفقرات الأمر الذي كان يضعف النص رغم توفر الفرصة لبدائل أفضل.



#رشيد_عبد_الرحمن_النجاب (هاشتاغ)       Rasheed_Alnajjab#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سنة واحدة تكفي
- غرفة حنا دياب
- بيت الجاز،،،،جاذبية السرد
- ذئـــاب منوية ،،،، من يمتلك الحقيقة؟!!
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع
- الأشجار تمشي في الإسكندرية - من يملك حق محاكمة عهد عبد الناص ...
- تساؤلات تفضي إلى تساؤلات في رواية عين التينة
- الجهة السابعة،،، حيث يلوذ الأسير حتى لا يعيش السجن فيه
- يوميات الزيارة والمَزور ،،،،طاقات الإبداع ونوافذ الأمل
- الخروبة-مشاهد وصور من العذابات والالم
- جزء ناقص من الحكاية،،، شغف اصطياد اللحظة
- بين معرض الكتاب في عمان وشيكاغو.. رواية -الخروبّة- للكاتب رش ...
- رواية -الخرُّوبة- لرشيد النجّاب* بين توثيق المكان والتاريخ و ...
- مصائد الرياح،،، وتعاقب أجيال المواجهة وأزمانها
- مــنــزل الـــذكــــريـــات
- حانة فوق التراب
- أنا يوسف يا أبي.....قراءة مشهدية للواقع ...بحثا عن جيل ضاعت ...
- الساعة الخامسة والعشرون - قراءة حديثة في رواية قديمة
- شغف
- الدم لا يتكلم


المزيد.....




- إطلاق ملتقى تورنتو الدولي لفن اليوميات وفلسطين ضيفة الشرف
- افتتاح المتحف المصري الكبير بعد عقدين من الزمن في أرضٍ لا يُ ...
- ماذا حدث عندما ظهر هذا النجم الهوليوودي فجأة بحفل زفاف مستوح ...
- (غموض الأبواب والإشارات السوداء)
- تــــابع كل المسلسلات والأفلام الهندي والعربي.. تردد قناة زي ...
- المتحف المصري الكبير.. هل يعيد كتابة علاقة المصريين بتاريخهم ...
- سميرة توفيق في أبوظبي: الفن الأصيل ورمز الوفاء للمبدعين العر ...
- -الخارجية- ترحب بانضمام الخليل إلى شبكة اليونسكو للمدن الإبد ...
- جمعية الصحفيين والكتاب العرب في إسبانيا تمنح ‏جائزتها السنوي ...
- فيلم -Scream 7- ومسلسل -Stranger Things 5- يعدان بجرعة مضاعف ...


المزيد.....

- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد عبد الرحمن النجاب - قراءة في رواية -بطل من هذا الزمان- للكاتب الروسي ميخائيل ليرمونتوف