أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهاد ابو غوش - محاولات تصفية قضية اللاجئين وحق العودة














المزيد.....

محاولات تصفية قضية اللاجئين وحق العودة


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 8543 - 2025 / 12 / 1 - 14:05
المحور: القضية الفلسطينية
    


نهاد أبو غوش
منذ وقوع النكبة الوطنية الكبرى في العام 1948، كانت قضية اللاجئين إحدى أبرز محاور القضية الفلسطينية، والنضال الوطني الفلسطيني، وبالتالي شكل حق العودة هدفا مركزيا لهذا النضال، وهو ما أقرت به قرارات الشرعية الدولية عبر القرار الأممي رقم 194 الخاص بحق عودة اللاجئين إلى ديارهم وممتلكاتهم، وحق التعويض لمن لا يرغب بالعودة.
ظلت الجمعية العامة للأمم المتحدة تصدر القرار تلو القرار لتأكيد حق العودة، بينما تعاملت دولة الاحتلال إسرائيل بمنطق التجاهل التام والرهان على أن الزمن، والدعم الغربي كفيلان بجعل العالم يعتاد على الواقع الجديد، وأن ينسى حق العودة للاجئين.
ويقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في العالم بنحو سبعة ملايين وثمانمائة ألف نسمة يمثلون أكثر من نصف التعداد الإجمالي للشعب الفلسطيني، وتتوزع النسبة الكبرى من اللاجئين في قطاع غزة ( حيث أكثر من 70% من السكان هم لاجئون) والضفة الغربية، ودول الطوق وخاصة الأردن ثم سوريا ولبنان وأعداد أقل في كل من مصر والعراق، حتى الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 والتي يعيش فيها نحو مليوني فلسطيني فرضت عليهم الجنسية الإسرائيلية، تشير التقديرات إلى أن نسبة 28% من الفلسطينيين هناك هم من اللاجئين المقتلعين والمهجرين من المدن والقرى التي دمرت وهجر سكانها والتي يزيد عددها عن 530 مدينة وبلدة وقرية.
بالطبع لا يعيش كل اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات، حيث هاجر مئات الألوف لخارج الوطن العربي، وكثيرون منهم اكتسبوا جنسيات البلدان التي هاجروا إليها، كما فضل كثير من اللاجئين المقتدرين ماليا السكن في القرى والمدن، ولكن رغم ذلك ما زال ثمة 58 مخيما معترفا به (هناك مخيمات فعلية وغير معترف بها ولا تتمتع بخدمات وكالة الغوث) حيث تتوزع هذه المخيمات على الضفة الغربية بواقع 19 مخيما، والأردن 13 مخيما، و 12 مخيما في سوريا ومثلها في لبنان، و9 مخيمات في قطاع غزة مع ملاحظة أن هذه الأخيرة هي مخيمات كبيرة يضم بعضها أكثر من مئتي ألف نسمة. وقد تعرضت بعض مخيمات الفلسطينيين في لبنان للتدمير والتهجير الكاملين كما جرى مع مخيمات تل الزعتر وضبية ونهر البارد، وحصل هذا التدمير بنسبة كبيرة في مخيم اليرموك قرب دمشق الذي كان يعد أكبر المخيمات الفلسطينية على الإطلاق.
وقد شكل اتفاق أوسلو الذي أبرمته قيادة منظمة التحرير الفلسطينية ضربة كبيرة لقضية اللاجئين وحق العودة، حيث جرى تأجيل قضية اللاجئين إلى ما أسمي في حينها "مفاوضات الوضع النهائي" إلى جانب قضايا القدس والاستيطان والحدود والمياه والمصير النهائي للأراضي الفلسطينية، وها قد مرت 32 عاما على الاتفاق، ولم تأت مفاوضات الوضع النهائي، بينما آلة القتل والدمار الإسرائيلية تواصل عملها لشطب جميع الحقوق الوطنية الفلسطينية وفي مقدمتها قضية اللاجئين.
مع مجيء حكومة التطرف اليميني في إسرائيل، وإدارة الرئيس ترامب بالولايتين الأولى ( 2017-2021) والثانية (2025- …) والحرب الإسرائيلية الشاملة للشعب الفلسطيني، تعرضت قضية اللاجئين وما زالت تتعرض لمحاولات محمومة للتصفية، بشطب حق العودة والبحث عن خيارات لحل القضية عبر توطين اللاجئين في بلدان إقامتهم أو في بلد ثالث غير فلسطين، فبقاء قضية اللاجئين هو الدليل الحاضر على مدى الظلم والإجحاف الذي لحق بالسعب الفلسطيني، ودليل دامغ على إجرام الحركة الصهيونية ودولتها إسرائيل، كما أن المخيمات الفلسطينية كانت معقلا ومنطلقا للحركة الوطنية الفلسطينية وحركات المقاومة خلال مراحلها وموجاتها المتلاحقة. وفي المقابل ثمة إجماع صهيوني قل نظيره على رفض فكرة العودة اللاجئين واعتبارها خطرا يهدد وجود إسرائيل ويهدد ما يسمونه الطابع اليهودي للدولة.
في هذا السياق فإن عمليات جيش الاحتلال ضد المخيمات تندرج ضمن خطة واسعة لتصفية قضية اللاجئين، هناك ثلاث ركائز لقضية اللاجئين هي اللاجئون أنفسهم كمواطنين يتمسكون بحق العودة، والمخيم كمحطة مؤقتة على طريق العودة، ووكالة الأونروا كتعبير عن الالتزام الدولي بقضية اللاجئين، الآن تسعى إسرائيل لتحطيم ركنين أساسيين هما وكالة الغوث عبر تجريمها ووصفها بأنها كيان إرهابي (وهذه سابقة في تاريخ تعامل الدول مع منظمات الأمم المتحدة) ومنع عمل موظفيها، وعبر تدمير المخيمات والتمهيد لتحويلها إلى أحياء سكنية، وتراهن إسرائيل على شطب قضية اللاجئين بإعادة تعريف اللاجئ نفسه بأنه ذلك الشخص الذي خرج من بلده ودياره في العامة 1948، أي من يزيد عمرهم عن 77 عاما، أما أبناؤهم وأحفادهم وكل من اكتسب حق الإقامة أو المواطنة في دولة أخرى فلم يعد لاجئا بحسب التفسيرات الإسرائيلية التي يدعمها الرئيس ترامب، ولكنها في الحقيقة تخالف القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية بما فيها قرار الجمعية العامة رقم 302 الخاص بإنشاء وكالة الغوث.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استشراء عنف المستوطنين في الضفة
- الحرب سمة ملازمة لدولة إسرائيل
- الفاشية الإسرائيلية تعدم آلاف الفلسطينيين بالقانون أو بدونه
- إقرار المشروع الأمريكي تحت طائلة التهديد باستئناف الإبادة
- حرب مفتوحة في الضفة بضوء أخضر أميركي
- عنصرية الحركة الصهيونية فكرا وممارسة (3من3)
- عنصرية الصهيونية فكرا وممارسة (2 من3)
- عنصرية الحركة الصهيونية في الفكر والممارسة (1 من 3)
- في اليوم العالمي لمنع الإفلات من العقاب
- نزع سلاح دول وشعوب العرب والإقليم (2 من 2)
- نزع سلاح الدول والشعوب العربية (1 من 2)
- الولاية الحادية والخمسون
- أميركا تتبنى الترجمة الإسرائيلية للاتفاق
- ترامب يدعم حق إسرائيل في الانتقام
- كلام ترامب عن مروان البرغوثي
- السلطة الفلسطينية وخطة ترامب
- خطة ترامب تهدف لإنقاذ إسرائيل من نفسها
- دور الوسطاء تجاه حرب غزة والقضية الفلسطينية
- إسرائيل تحاول اختزال الاتفاق لمنع الانتقال للمراحل التالية
- ترامب وخلافاته مع نتنياهو( 2 من 2)


المزيد.....




- رموز مطرّزة بالروحانية..تفاصيل أزياء البابا لاوُن الرابع عشر ...
- JEC Tower يعيد تعريف أفق جدة.. المملكة السعودية تبني أطول بر ...
- الأمن السوري يلقي القبض على قائد ميليشيا موالية لنظام الأسد ...
- معهد سيبري: زيادات قياسية في إيرادات شركات السلاح العالمية
- هندوراس: نصري عصفورة المدعوم من ترامب يتصدر النتائج الأولية ...
- الهلال الأحمر القطري يرمم 4 مراكز صحية في قطاع غزة
- عمروف.. تتاري مسلم يقود وفد المفاوضات الأوكراني
- صحافة عالمية: قلق إسرائيلي من تسرّع أميركي بخطة غزة
- الجيش السوداني يقصف قوات الحركة الشعبية ويتقدم بجنوب كردفان ...
- في اليوم العالمي للإيدز.. تحذير من نقص تمويل مكافحته


المزيد.....

- مقتطفات من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني / غازي الصوراني
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموقف الصريح من الحق التاريخي ... / غازي الصوراني
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهاد ابو غوش - محاولات تصفية قضية اللاجئين وحق العودة