أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - إقرار المشروع الأمريكي تحت طائلة التهديد باستئناف الإبادة














المزيد.....

إقرار المشروع الأمريكي تحت طائلة التهديد باستئناف الإبادة


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 8530 - 2025 / 11 / 18 - 11:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مشروع القرار الأميركي هو تجسيد لما عرف بخطة ترامب، وبالتالي امتداد للاعتبارات والعوامل وموازين القوى التي حكمت خطة ترامب التي تحمل بصمات إسرائيلية واضحة، وتاثيرات محدودة لمجموعة الدول العربية الاسلامية، ونفس المنطق جرى مع مشروع القرار حيث وضعت إسرائيل لمساتها على معظم تفاصيل القرار، بينما كان تأثير الدول العربية والإسلامية شكليا وصياغيا، المشروع الأميركي يملك فرصة كبيرة للمرور بحكم الهيمنة الأميركية والسيطرة على كل ملفات الشرق الأوسط، وتعايش دول الإقليم مع هذه الهيمنة كأمر واقع لا يمكن الوقوف في وجهه، وبخاصة أن الدوائر الأميركية طرحت مشروع القرار تحت طائلة التهديد بعودة إسرائيل لحرب الإبادة والتجويع، كما صرح بذلك المتحدث باسم الوفد الأميركي لدى الأمم المتحدة، أو كما قال بعض المسؤولين : إما مشروع القرار أو سموتريتش، في هذه الأجواء وتحت طائلة التهديد باستئناف الحرب وافقت مجموعة الدول العربية والاسلامية الثماني ( مصر والسعودية والأردن والإمارات وقطر وتركيا وباكستان واندونيسيا) على المشروع الأميركي وأصدرت بيانا مشتركا بهذا المعنى في مواجهة مشروع القرار الروسي الذي كان أكثر توازنا وانسجاما مع مبادئ الشرعية الدولية، وأكثر التزاما بدور رئيسي وفاعل لمجلس الأمن بدل الاستفراد الأميركي بالملف من خلال ما يسمى بمجلس السلام.
لذلك فرصة المشروع الروسي تبدو مستحيلة، ومرور المشروع الأميركي بالمرور مؤكدة في ظل موافقة أصحاب الشأن بدءا من الدول الثماني ثم موقف قيادة منظمة التحرير السلطة الفلسطينية وإسرائيل التي كانت شريكة في الصياغة.
إقرار المشروع الأميركي يحمل مخاطر واحتمالات عديدة من بينها منح إسرائيل صلاحات الحكم والتحكم في مسار تطبيقات القرار، وفي بعض الأحياء يعطيها صلاحية التدخل لإنفاذ القرار، والحكم على مدى التزام المقاومة في غزة بخطة ترامب خصوصا في موضوع السلاح وجعل قطاع غزة منطقة خالية من الارهاب، لا بل يعطي اسرائيل الحق في الحكم على مدى التزام السلطة بإنجاز الاصلاحات، وهي متاهة خبرها شعبنا الفلسطيني وعانى منها طيلة 32 عاما من تطبيقات اوسلو، كما يحمل الاتفاق - في ضوء التفسيرات الاسرائيلية- مخاطر تقسيم قطاع غزة إلى منطقتين أو ثلاث: منطقة يعمها الخراب والدمار والجوع وفيها معظم سكان القطاع، ومنطقة تنفذ فيها برامج الإعمار وتكون مرتعا للعصابات المرتبطة بالاحتلال، وشريط أمني قد يتسع تدريجيا فيسلب من الفلسطينيين معظم المساحات الزراعية في الشرق والجنوب، ويبقى كل قطاع غزة محاصرا ومطوقا من قبل إسرائيل من اربع جهات.
كما أن وضع قطاع غزة تحت الوصابة الأجنبية وبخاصة الأميركية الداعمة لإسرائيل، يعني منح إسرائيل الدولة المرتكبة لجريمة الإبادة الجماعية وجرائم الحرب حق تقرير الفلسطينيين، بينما يبدو حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، وتهيؤ الفرص لقيام دولة فلسطينية أقرب إلى وعد مبهم ومفتوح على الزمن مثل السراب الذي يطارده شعبنا دون أن يصله.
مشروع القرار عمليا يبرئ إسرائيل من جرائم الحرب والإبادة، وينظف صفحتها التي أدانها العالم بأسره، بينما يضع الشعب الفلسطيني وفصائله وحتى سلطته ومنظمة التحرير في قفص الاتهام ويطالبنا بسحب السلاح وإصلاح التعليم - في غزة على نحو منفصل عن الضفة- وسلسلة الإصلاحات المفصلة على مقاسات الأمن الإسرائيلية والأطماع التوسعية والاستيطانية.
على الرغم من كل هذه السلبيات فإن السيناريوهات القاتمة ليست قدرا محتوما على الفلسطينيين، فما عجزت إسرائيل عن تحقيقه خلال عامين من القتل والتدمير والتجويع من الصعب أن تنجزه عبر اتفاقيات ومكائد سياسية، ثمة أدوات قوة يملكها الفلسطينيون لا يمكن التقليل من شأنها أهمها صمود الشعب والمقاومة، والتضامن الدولي الآخذ في الاتساع، وانكشاف طبيعة إسرائيل وفظائعها ونزعاتها التوسعية والعدوانية تجاه كل شعوب المنطقة ، ثم صعوبة واستحالة تجاهل رغبة ومصالح الدول والشعوب العربية والإسلامية والدفع في اتجاهات تمس كرامة وسيادة هذه الشعوب، لكل ذلك يمكن العمل على تصويب تطبيقات القرار لكن ذلك مشروط بوحدة الأداء السياسي والكفاحي الفلسطيني الذي سيساهم أيضا في توحيد وتصليب الموقف العربي والاسلامي.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب مفتوحة في الضفة بضوء أخضر أميركي
- عنصرية الحركة الصهيونية فكرا وممارسة (3من3)
- عنصرية الصهيونية فكرا وممارسة (2 من3)
- عنصرية الحركة الصهيونية في الفكر والممارسة (1 من 3)
- في اليوم العالمي لمنع الإفلات من العقاب
- نزع سلاح دول وشعوب العرب والإقليم (2 من 2)
- نزع سلاح الدول والشعوب العربية (1 من 2)
- الولاية الحادية والخمسون
- أميركا تتبنى الترجمة الإسرائيلية للاتفاق
- ترامب يدعم حق إسرائيل في الانتقام
- كلام ترامب عن مروان البرغوثي
- السلطة الفلسطينية وخطة ترامب
- خطة ترامب تهدف لإنقاذ إسرائيل من نفسها
- دور الوسطاء تجاه حرب غزة والقضية الفلسطينية
- إسرائيل تحاول اختزال الاتفاق لمنع الانتقال للمراحل التالية
- ترامب وخلافاته مع نتنياهو( 2 من 2)
- ترامب وخلافاته الظاهرة مع نتنياهو (1 من 2)
- نتنياهو يعرقل الانتقال للمراحل التالية من خطة ترامب
- إسرائيل محمية اميركية
- الوحدة طريق الانتصار.. ولكن


المزيد.....




- الحكم بالسجن على المعتدى على أريانا غراندي في عرض -Wicked- ب ...
- مصر.. تامر حسني يخضع لعمل جراحي استأصل جزءًا من كليته
- الكويت.. الداخلية تعلن ضبط شبكة متورطة بستهيل استقدام عاملات ...
- الرئيس اللبناني: حزب الله بشقه العسكري انتهى.. ولاريجاني -اه ...
- مقاتلات تحلق وعزف موسيقي.. شاهد كيف استقبل ترامب ولي العهد ا ...
- لقاء ابن سلمان وترامب.. هل ستبيع أمريكا طائرات إف 35 للسعودي ...
- بعد دعوة السيسي.. مصر تبطل نتائج 19 دائرة انتخابية
- أحمد أبوزيد.. نصائح صانع المحتوى المصري للمبتدئين وما تعلمه ...
- ماذا يعني إلغاء زيارة قائد الجيش اللبناني إلى واشنطن الآن؟
- قائد الجيش اللبناني يلغي زيارة كانت مقررة للولايات المتحدة.. ...


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - إقرار المشروع الأمريكي تحت طائلة التهديد باستئناف الإبادة