أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - نتنياهو يعرقل الانتقال للمراحل التالية من خطة ترامب














المزيد.....

نتنياهو يعرقل الانتقال للمراحل التالية من خطة ترامب


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 8505 - 2025 / 10 / 24 - 16:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نهاد أبو غوش

تصريحات الرئيس دونالد ترامب بشأن الأمن في غزة ودور حماس متناقضة، ما يقوله في يوم ما يعارضه في اليوم التالي، مثلما جرى بشأن ردع حماس للعصابات والمجموعات المسلحة العميلة المرتبطة بالاحتلال مثل مجموعات ياسر أبو شباب والأسطل والمنسي وهي تشكيلات عصابية لا يتعدى أكبرها بضع عشرات من اللصوص وذوي الأسبقيات وسارقي المساعدات. ترامب نفسه قال أنها عصابات شريرة وأن لا مشكلة لديه في التصدي لها، ثم تراجع عن ذلك، واطلق تهديدات وتصريحات يتوعد فيها حماس. الأمر عينه ينطبق على المسؤولية بشأن تسليم جثث الجنود الإسرائيليين القتلى، وكذلك بالنسبة لخروقات وقف إطلاق النار، والقضية الإشكالية المرتبطة بنزع سلاح حماس.
في تقديري أن هذه التناقضات تعود إلى أن الخطة بحد ذاتها مليئة بالثغرات والفجوات والمواقف الملتبسة التي يحاول نتنياهو أن يتحكم هو وحده في تفسيرها، كما أن نتنياهو يحاول اختزال الاتفاق كله في المرحلة الأولى، ثم يماطل ويؤجل ما امكنه ذلك بما ينسجم مع الأوضاع الداخلية في إسرائيل وما إذا كان يناسبه وقف الحرب في هذه المرحلة من جهة ، ومع مخططاته البعيدة المدى لمستقبل قطاع غزة حيث كان نتنياهو وما زال يتهرب من تقديم إجابات واضحة بشأن اليوم التالي في غزة، وتقديري أن نتنياهو اضطر لتمرير الاتفاق بما له وما عليه لأنه لا يستطيع معاندة الرئيس الأميركي، لكنه وضع لمساته وبصماته على الاتفاق مراهنا على أن إسرائيل بوصفها القوة المسيطرة عسكريا هي التي ستفسر النصوص الغامضة وتتحكم في سياقات تنفيذ الاتفاق وفق مصالحها من دون استبعاد أن فكرة التهجير ما تزال حاضرة في العقلية الإسرائيلية، ليس بالضرورة بصورة مباشرة، وإنما من خلال إبقاء السيطرة الكاملة على غزة سكانا وارضا ونمط حياة، بما يجعل الحياة في غزة بالغة الصعوبة.
الخطة مليئة بالثغرات بدءا من مرحلتها الأولى مرورا بالقضايا الصعبة مثل سحب سلاح حماس، والسؤال الأهم لمن ستسلم حماس سلاحها، وكيف سيتشكل مجلس التكنوقراط الفلسطيني، وما علاقة هذا المجلس بما يسمى "مجلس السلام" الذي يرى فيه معظم الفلسطينيين مجلس وصابة، وكذلك بالقوى المتعددة الجنسيات المسماة قوة حفظ الاستقرار، التقدير أن نتنياهو معني بدرجة رئيسية بالمرحلة الأولى لأن كل ما تريده إسرائيل موجود في هذه المرحلة والمرحلة التالية (تسليم الأسرى وسحب السلاح) بينما مصالح الفلسطينيين ومطالبهم مؤجلة للمراحل اللاحقة التي قد لا تأتي أبدا في ظل تجربة الفلسطينيين الطويلة مع اتفاق أوسلو الذي تحول من اتفاقية انتقالية مؤقتة إلى واقع دائم. في هذا السياق يراهن نتنياهو أن الزخم الأميركي واهتمام الرئيس ترامب سيضعف بالتدريج ولا سيما بعد أن حظي بمشاهد الإنجاز التي يريدها، ولكن الموضوع يرتبط كذلك بمواقف الدول الضامنة والدول العربية والإسلامية التي شاركت في اجتماعي نيويورك وشرم الشيخ، فضلا عن مواقف دول العالم وأوروبا، مثلا هناك اهتمام أوروبي وكذلك من قبل الأمم المتحدة بالمشاركة في مجلس السلام، وهناك ايضا مساع لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بشأن صلاحيات مجلس السلام وحدود التفويض، وهذا الأمر سلاح ذو حدين بالنسبة للفلسطينيين وللإسرائيليين على حد سواء، لأن تنصيب المجلس من دون النص على الوحدة الجغرافية والسياسية بين الضفة وغزة يمثل في نظر الفلسطينيين تكريسا للهدف الإسرائيلي بتفتيت الكيانية الفلسطينية، أما من ناحية إسرائيل فهي تعارض اي تدخل دولي مؤثر خلافا لتدخل الولايات المتحدة. كما أن ما يجري للفلسطينيين ومستقبلهم لا يؤثر عليهم فقط بل يمس حتما الدول العربية المجاورة والمحيط الإقليمي برمته، فضلا عن تحول القضية الفلسطينية إلى رمز عالمي لقضية العدالة والإنسانية.
منطقيا، تملك إسرائيل موقعا أقوى ونفوذا أكبر لفرض تفسيراتها وترجماتها للقضايا الإشكالية والملتبسة، بالاعتماد على الدعم الأميركي المطلق والتفوق العسكري الكاسح علاوة على الكارثة الإنسانية في غزة ومعاناة المواطنين من المجاعة والأمراض والفقدان والحرب المستمرة، إلا أن ثمة عوامل موضوعية تعمل لصالح الفلسطينيين أهمها العزلة المتزايدة التي تعاني منها إسرائيل، وانكشاف زيف الروايات الإسرائيلية ليس بشأن حرب طوفان الأقصى فقط، بل حتى بما يتصل بالروايات التاريخية والنكبة، إلى جانب اهتمام إدارة الرئيس ترامب بإعادة ترتيب أوضاع المنطقة وتكريس نفوذها في محاولات التمدد الصيني والروسي، فضلا عن انعكاسات الحرب على الداخل الإسرائيلي، ومأزق نتنياهو وائتلافه الحكومي، لكل ذلك تنشأ بين الحين والآخر احتكاكات بين رؤية الإدارة الأميركية ومحاولات نتنياهو تطبيق رؤيته الخاصة، والمماطلة في الانتقال للمراحل التالية من الاتفاق، وإطالة هدف الحرب إلى أمد غير محدد، لكن التعليمات الأميركية صريحة وواضحة: انتهت الحرب، ويجب تطبيق كل مراحل الاتفاق.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل محمية اميركية
- الوحدة طريق الانتصار.. ولكن
- الوحدة الوطنية الفلسطينية (3 من 3)
- الوحدة الوطنية الفلسطينية (2 من 3)
- الوحدة الوطنية الفلسطينية (1 من 3)
- وقت مستقطع للحرب ... أما السلام فلم يبدأ بعد
- سوريا وفلسطين والمواقف من إسرائيل
- تراجع مكانة إسرائيل في أوروبا
- عن اليمين و-اليسار- في إسرائيل
- فرص نجاح خطة ترامب (2 من 2)
- فرص نجاح خطة ترامب (1 من2)
- دولتان عميلتان لإسرائيل تحبطان قرارات الاتحاد الأوروبي
- عن الصمت والعجز العربي تجاه الإبادة (2 من 2)
- عن الصمت والعجز العربي تجاه الإبادة (1 من 2)
- إيران وإسرائيل والملف النووي
- المرأة الفلسطينية والمشاركة في الحياة العامة (2 من 2)
- المرأة الفلسطينية والمشاركة في الحياة العامة (1 من 2)
- المفاوضات واتفاق وقف الحرب في غزة (2 من 2)
- المفاوضات: نقاط القوة والضعف واتفاق وقف الحرب في غزة (1 من 2 ...
- ترامب: تفاهة العظمة وعظمة التفاهة


المزيد.....




- بسبب إعلان لريغان.. ترامب يهاجم كندا ويتهمها بـ-الغش والاحتي ...
- السعودية: إحباط تهريب 8.9 كيلوغرام من مخدر -الشبو- عبر منفذ ...
- ماذا تسعى واشنطن لتحقيقه من إسرائيل، وما مطالب إسرائيل أيضاً ...
- زوجة مروان البرغوثي تناشد ترامب المساعدة بالافراج عنه: ينتظر ...
- فرنسا ـ محاكمة سجينين بتهمة تهديد ساركوزي بالقتل داخل السجن ...
- فوق السلطة: مولد السيد البدوي بركات روحانية أم بدع وثنية؟
- زوجة مروان البرغوثي تناشد ترامب التدخل لإطلاق سراحه
- بريطانيا تطالب -تحالف الراغبين- باستخدام أصول روسية لدعم أوك ...
- إحباط أميركي متصاعد وفانس يوصل رسالة -حازمة- إلى نتنياهو
- جدل واسع في إيران حول تعديل قانون المهر المؤجل


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - نتنياهو يعرقل الانتقال للمراحل التالية من خطة ترامب