أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - ترامب وخلافاته مع نتنياهو( 2 من 2)














المزيد.....

ترامب وخلافاته مع نتنياهو( 2 من 2)


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 8506 - 2025 / 10 / 25 - 14:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترامب وخلافاته مع نتنياهو( 2 من 2)
نهاد أبو غوش

يجدر بنا التأكيد دائما على أن العلاقات الأميركية الإسرائيلية كانت وستبقى أقوى من اي خلاف عابر بين من يحكم في تل أبيب او واشنطن، وهي ليست مجرد علاقات ممتازة أو متميزة، كما هي الحال بين دولتين صديقتين أو جارتين أو حليفتين، بل هي علاقة عضوية ترتبط بالدور الوظيفي الموكول لإسرائيل في خدمة المصالح الأميركية، إلا أن ذلك لا يعني أن العلاقة تخلو من المنغصات وعوامل التشويش. كانت هذه المنغصات حاضرة في فترتي ولاية الرئيس باراك أوباما، وبشكل أقل في فترة ولاية بايدن، كما في الولايات التي سبقت هؤلاء الرؤساء.
وقد اتخذت الإدارات الأميركية المتعاقبة مواقف تقليدية تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فمع انحيازها الدائم لإسرائيل ودعمها بالمال والسلاح لضمان تفوقها النوعي، وتغطية ممارساتها وسياساتها ومنع مجلس الأمن من اتخاذ أي قرار يضر إسرائيل بصورة عملية. إلا أن تلك الإدارات ظلت تتحدث – ولو مجرد حديث لفظي- عن حل الدولتين، ومبدأ الأرض مقابل السلام، وتعتبر المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة عقبة في طريق السلام، كما ترفض – لفظيا- أيضا الإجراءات الإسرائيلية بضم القدس، ولا تعترف حتى بالسيادة الإسرائيلية على الشطر الغربي من المدينة المقدسة على الرغم من وجود قرار قديم في الكونغرس يدعو إلى نقل السفارة الأميركية في إسرائيل من تل أبيب للقدس.
ظلت تلك المبادئ قواعد ثابتة في السياسة الأميركية، حتى جاء دونالد ترامب في ولايته الأولى بين 1916-2020، فحطم هذه الأسس والثوابت وقلب كل شيء راسا على عقب، فكان بحق أكثر رئيس اميركي دعم إسرائيل وخدمها ولبّى مطالب التيارات اليمينية الأكثر تطرفا فيها عبر سلسلة من القرارات اهمها الاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية لها، والكف عن اعتبار المستوطنات عقبة في طريق السلام، ثم تبني مقاربة تدعو إلى إعادة النظر في تعريف اللاجئين ليقتصر على الأفراد الذين لجأوا هم أنفسهم في العام 1948، والذين تناقصت أعدادهم تدريجيا بفعل قانون الحياة والموت ليصبحوا بضعة آلاف، ويحرم بالتالي ملايين اللاجئين الفلسطينيين من هذه الصفة. كما حرم ترامب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين من التمويل، وقطع كل أشكال التمويل عن السلطة الفلسطينية، وتبنى الخطة المعروفة بصفقة القرن، التي تتبنى عمليا وجهة النظر اليمينية الإسرائيلية المتطرفة، بنقض مبدأ الأرض مقابل السلام، واعتماد مبدأ السلام مقابل السلام، وبدء التطبيع مع الدول العربية مع تأجيل الموضوع الفلسطيني إلى أجيال قائمة، والاستعاضة عن الحل السياسي بحلول اقتصادية لتحسين حياة الفلسطينيين تحت الاحتلال، أي عمليا التسليم بان الشأن الفلسطيني هو مجرد شان داخلي تديره إسرائيل على هواها ووفق مصالحها الأمنية والسياسية.
كل هذا الدعم الذي قدمته إدارة ترامب لإسرائيل، بالإضافة إلى الجشر الجوي التسليحي والدعم المالي لحروب إسرائيل على غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا وإيران واليمن والعراق وقطر- هناك تقديرات محايدة وموضوعية بأن الدعم المالي والعسكري لإسرائيل زاد عن 75 مليار دولار- اي أن إسرائيل حاربت بأسلحة وذخائر أميركية، وتمويل أميركي حتى للنفقات الاجتماعية والمعيشية التي تطلبتها الحرب، لكن كل ذلك لم يشبع نهم التطرف الإسرائيلي الذي أعمت نشوة القوة بصره وبصيرته، فصار يطمح بالمزيد، ويتعدى الخطوط الحمر – كما حصل في العدوان على قطر- بل إن نتنياهو ظل يفاخر بأنه رئيس الوزراء الإسرائيلي الوحيد الذي استطاع أن يقول "لا" للإدارة الأميركية.
لكن ترامب اتخذ مواقف حازمة فالحرب باتت تضر الولايات المتحدة وتهدد مصالحها، وهو قرر أن تنتهي الحرب وعلى نتنياهو الالتزام، وقرر أن يقبل رد حماس على خطته وعلى نتنياهو الالتزام، وفي جميع الأحوال يملك ترامب وإدارته رؤية واسعة وعالمية للصراع في الشرق الأوسط وعلاقته بالتوازنات السياسية الإقليمية والعالمية، بينما ينظر نتنياهو وساسة إسرائيل من زاوية مصالح إسرائيل المباشرة، ويدرك ترامب أن نتنياهو بات أسيرا لدى شركائه وحلفائه في ائتلاف اليمين المتطرف وبخاصة ايتامار بن جفير وبتسلئيل سموتريتش، فهل تسمح الولايات لمن هو على شاكلة بن جفير بأن يجر العالم ومعه الولايات المتحدة إلى حيث يقوده تطرفه وهلاوسه التوراتية؟! قطعا لا.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترامب وخلافاته الظاهرة مع نتنياهو (1 من 2)
- نتنياهو يعرقل الانتقال للمراحل التالية من خطة ترامب
- إسرائيل محمية اميركية
- الوحدة طريق الانتصار.. ولكن
- الوحدة الوطنية الفلسطينية (3 من 3)
- الوحدة الوطنية الفلسطينية (2 من 3)
- الوحدة الوطنية الفلسطينية (1 من 3)
- وقت مستقطع للحرب ... أما السلام فلم يبدأ بعد
- سوريا وفلسطين والمواقف من إسرائيل
- تراجع مكانة إسرائيل في أوروبا
- عن اليمين و-اليسار- في إسرائيل
- فرص نجاح خطة ترامب (2 من 2)
- فرص نجاح خطة ترامب (1 من2)
- دولتان عميلتان لإسرائيل تحبطان قرارات الاتحاد الأوروبي
- عن الصمت والعجز العربي تجاه الإبادة (2 من 2)
- عن الصمت والعجز العربي تجاه الإبادة (1 من 2)
- إيران وإسرائيل والملف النووي
- المرأة الفلسطينية والمشاركة في الحياة العامة (2 من 2)
- المرأة الفلسطينية والمشاركة في الحياة العامة (1 من 2)
- المفاوضات واتفاق وقف الحرب في غزة (2 من 2)


المزيد.....




- زيلينسكي يجدد مطالبته بصواريخ -باتريوت- الدفاعية بعد هجوم رو ...
- حركة فتح: لجنة كفاءات لإدارة غزة خطوة مهمة بشرط تبعيتها للحك ...
- وسط انهيار النظام الصحي.. سكان غزة يتفقدون ركام مستشفياتهم ا ...
- إدانات ومخاوف من حملة أوسع عقب تعليق السلطات التونسية نشاط ج ...
- أفغانستان وباكستان تبحثان في تركيا آليات إرساء وقف إطلاق الن ...
- بيع لوحة أحادية اللون مقابل 18.4 مليون يورو في مزاد بباريس
- اتفاق مرتقب بماليزيا لوقف القتال بين تايلند وكمبوديا بحضور ت ...
- أفغانستان وباكستان تبحثان في تركيا آليات تثبيت وقف إطلاق الن ...
- توقيع اتفاق إنزال أول كابل بحري دولي للاتصالات إلى سوريا
- خبير روسي: هذا هو رد موسكو المحتمل إذا هوجمت بتوماهوك


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - ترامب وخلافاته مع نتنياهو( 2 من 2)