أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - ترامب يدعم حق إسرائيل في الانتقام














المزيد.....

ترامب يدعم حق إسرائيل في الانتقام


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 8510 - 2025 / 10 / 29 - 11:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في اليوم التاسع عشر لبدء تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار بناء على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من الهجمات على مناطق متعددة في قطاع غزة أسفرت عن استشهاد أكثر من 45 فلسطينيا وإصابة المئات، في هجوم هو الأعنف منذ العاشر من أوكتوبر. جاء الهجوم لأسباب "انتقامية" صريحة بذرائع وحجج لم يثبت منها شيء إطلاقا، ومن ضمنها أن حركة المقاومة الاسلامية حماس تتلكأ في تسليم جثث القتلى الإسرائيلي أو أنها نفذت هجوما في رفح. وكلا الذريعتين متهالكتين وكاذبتين فليس لحماس أو اي من قوى المقاومة أية مصلحة في الاحتفاظ بجثة وخاصة بعد ان سلمت كل الأسرى الأحياء، كما أنه ليس ما يثبت صحة وقوع الاعتداءات المزعومة وخاصة أنه لم يجر الحديث عن أي إصابات في صفوف جيش الاحتلال، كما أن الهجوم الفلسطيني المزعوم وقع في منطقة واقعة تحت سيطرة إسرائيلية مطلقة، ولا وجود فيها لي قوات أو مجموعات مقاومة ولا حتى للمدنيين الفلسطينيين من سكان رفح، القوة الوحيدة في المنطقة هي لجيش الاحتلال واحتمال تواجد عناصر من عصابات اللصوص التي شكلتها إسرائيل ودعمتها لبث الفوضى في قطاع غزة. إسرائيل أعلنت أنها أبلغت الإدارة الأميركية عن نيتها تنفيذ الهجوم – وهذا دليل إضافي على أن الأهداف ليست عسكرية بل انتقامية، المهم إيقاع خسائر بالفلسطينيين- وهو ما رد عليه الرئيس ترامب نفسه بتفهم دوافع الهجوم وتبريره، وبالتالي بات ترامب يدعم حق إسرائيل في الانتقام وقتل أكبر عدد من الفلسطينيين ولم يعد يكتفي بالاسطوانة المشروخة عن حق إسرائيل في الدفاع عن النفس الذي تحول لحقها في إبادة الفلسطينيين، وهو في هذه الحالة كما في كل الحالات الأخرى يصدق ما تقوله إسرائيل، ويتبنى تبريراتها وأكاذيبها، ولا يكلف نفسه عبء التحقق من هذه المعلومات، وهذا الأمر بحد ذاته هو اختبار لدور الدول الوسيطة والدول التي كانت شاهدة على اتفاق شرم الشيخ.
هذا الاعتداء الأخير يرفع عدد الشهداء منذ سريان الاتفاق إلى نحو 180 شهيدا فلسطينيا، وهو ما يؤكد أن إسرائيل تريد عرقلة الانتقال إلى المراحل التالية للمرحلة الأولى، أو أنها تريد تكريس وترسيخ اتفاق وقف النار على طريقتها " أي التزام من جانب واحد هو الطرف الفلسطيني، وحق إسرائيل في العمل متى شاءت وكيفما شاءت وبناء على تقديراتها هي، وهذا ما يذكرنا بالنموذج اللبناني لوقف إطلاق النار، والذي تعطي فيه إسرائيل نفسها الحق في فرض تنفيذ اتفاق 1702 بالكيفية التي تفهمها، وبموجب وثيقة ضمانات جانبية بينها وبين الإدارة الأميركية.
دولة الاحتلال لم تلتزم يوما بوقف إطلاق النار منذ بدء سريان الاتفاق وفق خطة ترامب في العاشر من اوكتوبر الماضي، وإذا عدنا ليوميات ما جرى منذ ذلك التاريخ سنجد أن إسرائيل لم توفّر حيلة أو ذريعة إلا واستخدمتها لخرق الاتفاق، حيث سجل أكثر من 115 حالة خرق، أدت إلى استشهاد نحو 120 مواطنا وإصابة اكثر من 350 آخرين، أما الذرائع فهي تتراوح بين عدم التزام المقاومة بشروط الاتفاق مثل التأخر في تسليم الجثث، أو وقوع حوادث وانفجارات التي قد تكون انفجارات عرضية، وربما حوادث "تشغيلية" لمركبات الاحتلال، أو بزعم إحباط محاولات المقاومة لإعادة بناء قواتها أو اجتياز الخط الأصفر. خلفية هذه الخروقات هي أن إسرائيل لم تكن راضية تماما عن خطة ترامب، لكنها وافقت عليها بفعل ضغوط الرئيس الأميركي الذي قال للإسرائيليين " لا يمكن لكم ان تحاربوا العالم أجمع"، فالاتفاق، وعلى الرغم من أنه استجاب لمطالب الاحتلال وجعل لها الأولوية المطلقة في التنفيذ مثل إعادة الأسرى والجثث، إلا أنه يشمل نقاطا تستجيب للمطالب الجوهرية الفلسطينية واهمها وقف الحرب والتراجع عن مخطط التهجير والانسحاب وإدخال المساعدات الإنسانية، لكن بصمات إسرائيل واضحة في الاتفاق من خلال تأجيل الاستجابة للمطالب الفلسطينية، ورهنها بشروط يبدو بعضها تعجيزيا، والغموض الذي يكتنف كثيرا من البنود، ما يجعل إسرائيل للادعاء بأنها هي صاحبة الحق في التفسير، معتمدة على الدعم الأميركي المطلق، وأن الاتفاق قد خفف من تسليط الأضواء على غزة ومن اهتمام العالم بها، رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو راهن على الاكتفاء بالمرحلة الأولى ثم المماطلة والتعطيل لعدم الانتقال للمرحلة الثانية، وهذه القضية تمثل اختبارا جديا للإدارة الأميركية وفحصا لمصداقيتها المثقوبة بشأن مدى اهتمامها باستكمال تطبيق الاتفاق.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلام ترامب عن مروان البرغوثي
- السلطة الفلسطينية وخطة ترامب
- خطة ترامب تهدف لإنقاذ إسرائيل من نفسها
- دور الوسطاء تجاه حرب غزة والقضية الفلسطينية
- إسرائيل تحاول اختزال الاتفاق لمنع الانتقال للمراحل التالية
- ترامب وخلافاته مع نتنياهو( 2 من 2)
- ترامب وخلافاته الظاهرة مع نتنياهو (1 من 2)
- نتنياهو يعرقل الانتقال للمراحل التالية من خطة ترامب
- إسرائيل محمية اميركية
- الوحدة طريق الانتصار.. ولكن
- الوحدة الوطنية الفلسطينية (3 من 3)
- الوحدة الوطنية الفلسطينية (2 من 3)
- الوحدة الوطنية الفلسطينية (1 من 3)
- وقت مستقطع للحرب ... أما السلام فلم يبدأ بعد
- سوريا وفلسطين والمواقف من إسرائيل
- تراجع مكانة إسرائيل في أوروبا
- عن اليمين و-اليسار- في إسرائيل
- فرص نجاح خطة ترامب (2 من 2)
- فرص نجاح خطة ترامب (1 من2)
- دولتان عميلتان لإسرائيل تحبطان قرارات الاتحاد الأوروبي


المزيد.....




- كوريا الجنوبية تمنح ترامب تاجًا ملكيًا كأحد أفراد العائلة ال ...
- نم بحذر.. تجربة مبيتٍ في فندق بطابع المهرّجين سيّئ الصيت في ...
- كيتي بيري تخطف الأنظار بإطلالة فستان أحمر أنيق في باريس
- إسرائيل تعلن استئنافها وقف إطلاق النار في غزة بعد غارات ليلي ...
- نحو 100 قتيل في غزة خلال أقل من 12 ساعة.. والجيش الإسرائيلي ...
- بعد أكثر من مئة عام.. العثور على زجاجة تحمل رسائل جنود أسترا ...
- ابن مروان البرغوثي يقول إن إسرائيل يستهدفون والده لأنهم يرون ...
- صور أقمار اصطناعية تظهر أجساماً يُرجح أنها تعود لجثث بشرية ف ...
- إسرائيل تُعلن -إعادة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار-، وكاتس يؤك ...
- ملفات حقوقية وسياسية شائكة تلقي بظلالها على أول زيارة لميرتس ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - ترامب يدعم حق إسرائيل في الانتقام