الذكاء الاصطناعي أصبح مستمعا تعاطفيا للمراهقين

جواد الديوان

الحوار المتمدن-العدد: 8541 - 2025 / 11 / 29 - 20:30
المحور: الطب , والعلوم
    

اثناء جمع العينات لبحث طبيبة طالبة بورد عربي عن انتشار الأفكار الانتحارية ومحاولات الانتحار بين طلاب المارس الإعدادية في بغداد، ومع المشاهدات المختلفة، بعض المراهقات تستخدم الذكاء الاصطناعي المجاني لحل المشاكل النفسية والضغوطات التي تواجهن. ورغم وجود أدوات في الذكاء الاصطناعي يستخدم العلاج السلوكي المعرفي cognitive behavior therapy الا انهن استخدمن ChatGpt المجاني على الهاتف.
وشجعهن على ذلك سهولة الوصول وسرعة الاستجابة، فهو متاح 24 ساعة، ولا يحكم ولا يغضب ولا يلوم، وبذلك هناك مساحة امنة وفورية. وتستطيع الطالبات قول أي شيء دون نقد او خوف، وتشعر بالسرية الكاملة. والذكاء الاصطناعي يستخدم لغة إنسانية، ويقدم أسئلة تساعد على تفريغ التوتر او الضغط النفسي، وهذا يشبه العلاج بالكلام Talk therapy، ولكنه ليس علاجا حقيقيا. وتحتاج الطالبات لمن يسمعهن وليس من يقدم حلولا عميقة او يجري علاجا.
الذكاء الصناعي يقوم بدور المرافق العاطفي، وليس المعالج النفسي. فهو يسمع ويعكس المشاعر ويخفف التوتر ويقدم نصائح امنة ويساعد على التفكير، وهذه عناصر أولية من العلاج النفسي. ولكنه يفتقد لجوهر العلاج النفسي، أي التشخيص وتقييم خطر الاكتئاب والانتحار ووضع علاجية واضحة ومحاولة تعديل السلوك وتغير نمط تفكير مرضي والمتابعة، وكذلك يفتقد العمل على الجذور العميقة مثل الصدمة trauma وديناميكية العائلة family dynamic.
وهكذا يظهر الذكاء الاصطناعي بدور استراتيجية المواجهة الأولية للمراهق Primary coping strategy for adolescents وذلك عندما يشعر بأنه غير مسموع او غير محمي عاطفيا في البيت. ورغم ان هذه الالية مريحة الا انها تفتقد القابلية لتقييم خطر الانتحار وكذلك تفتقد التداخل السريري وغيرها.
وتدل هذه المقالة على عجز التواصل العائلي Family communication deficit فعلى سبيل المثال هناك طالبات لا تعرف مهنة والدهن او والدتهن، مما يعني مسافة عائلية عميقة بين الطالبات وذويهن Profound family distance وضعف التواصل العائلي يرتبط بقوة مع الأفكار الانتحارية والكأبة والانماط التكيفية المرضية Maladaptive coping patterns.

#جواد_الديوان (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل