أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جواد الديوان - لدغة افعى، من ذاكرة حرب ثمان سنوات














المزيد.....

لدغة افعى، من ذاكرة حرب ثمان سنوات


جواد الديوان

الحوار المتمدن-العدد: 8525 - 2025 / 11 / 13 - 16:51
المحور: سيرة ذاتية
    


مدينة كيلان غرب Kilan-e Gharib تقع الى غرب سلسلة جبال زاغروس في المساحات المتصلة مع سربيل زهاب. وتمتد سلسلة جبال زاغروس بشكل طويل من جنوب شرق تركيا مروراً بغرب إيران حتى شمال شرق العراق، وتعدّ الفاصل الطبيعي التاريخي بين الهضبة الإيرانية وسهول ما بين النهرين.
والطريق الذي يمر بها ينحدر من الهضبة الإيرانية نحو السهول العراقية من أقدم الطرق الحربية والتجارية بين العراق وإيران. وممكن اختصاره في سربيل زهاب – خسروي – خانقين وهو من أقدم الطرق الحربية والتجارية بين إيران والعراق. ومن ذلك، كيلان غرب تقع على امتداد حمرين بمحاذات ديالى وخانقين.
في الأشهر الأولى لحرب الثمان سنوات المجنونة، في موقع لجمع الخسائر، قطعت عوارض من تلال حمرين داخل إيران. طبيبان وممرضون وعدد من سيارات الإسعاف (موقع جمع خسائر استثنائي). والاغلبية يؤدون الخدمة الإلزامية (مجندين) والأخرين متطوعين. وبعد الظهر، انتهينا بعارضة واسعة تجمع بها الجند، وبها مواضع جاهزة! كبيرة ومسقفه بالخشب وعليها التراب وطبقة فالقه. تبدو تركها الجند قبل فترة بسيطة جدا من وصولنا. واستقر الجمع في أحدها.
وبد الغروب، يبحث بين المواضع عدد من الجنود عن الطبيب ذو النظارات جواد! وركضوا بي سيارة عسكرية للمخابرة. كان على الطرف الاخر امر تشكيل الطبابة في الفرقة الثامنة، وكان امره ان ابحث عن قائد الفرقة الثامنة للتعامل مع حالته فورا! ثم بحزم أمرني الا اتحجج بعدم وجود ادوية عندي، وكررها مرتين. وسئلت علة تفاصيل، فرد بانفعال عليك التنفيذ الان دكتور، ولا تتحجج بعد وجود أي دواء.
أصوات انفجارات القنابل تهز المكان. وعرفت ان مكان قائد الفرقة أسفل العارضة، ونزلت بالإسعاف مع ممرض بطريق ضيق جدا وسط الأصوات العالية للانفجارات والادخنة، واتجهت نحو كيلان غرب، واوقفني جند وحدست انهم حماية القائد. وترجلت من الإسعاف متجها نحو مجموعة رجال قالوا هناك القائد، وفي الظلام، شاهدت السماء تتحول الى لهب، بل كرة لهب، وتهز الانفجارات المكان لتضفي رعبا مع الظلام وكرات النار في السماء.
كان القائد يجلس على الأرض بدون أي شيء! ويمسك يده وحول ثلاث رجال، وبعد التحية العسكرية، ابتعد اثنان منهم. وتوقعت انه الرئيس، وعرف ذلك حينما ابتعدت قليلا للوراء، فهو ابن عمه. وقال لدغتني افعى! وسئلت بعض الأسئلة روتينية عن الوقت لأقدر الزمن بعد اللدغة والتأثيرات، وغيرها. وفحصت مكان اللدغة في اصبعه وكان يمسك يده بقوة لكيلا يتسرب السم كما أوضح لي بناء على نصيحة! لم أجد شيئا غير طبيعي، سوى علامات ذعر. وقتها لم اشغل نفسي في تفسير علامات الذعر من لدغة افعى ونحن في قعر جحيم يحرقنا في أي لحظة. ذهبت في خيالي أي افعى تتواجد بين كل هذه الأصوات والضوضاء واهتزازات الأرض! فاستبعدت الافعى من حساباتي. وعالجت القائد بحقنتي هيدروكوتيزون بشكلين مختلفين أحدها تجمع من امبولتين والأخرى في قنينة مخصرة ندفع سدادة في اعلاها لتندمج مادتين! واعطيتها له بنفسي في الوريد! واستعرضت لتكون كل واحدة في ذراع، ثم حقنة مضاد للحساسية بالعضة، وحقنة مهدئ بالعضلة كذلك. تمنيت له السلامة لكي اغادر الى مكاني. فاعترض الرجل الباقي قربه، وقال بشكل واضح لم يعطيك الطبيب مصل ضد لدغة الافعى يا سيدي. نظر لي القائد ينتظر جوابا، وكان "سيدي عالجتك بالشكل الذي اعرفه، وعلمي بكل خطوة" وأصر الرجل على كلامه، والظاهر انه طبيب كما يبدو. وعندها سئل القائد حرفيا "هل تعرف ماذا يحصل لك إذا قتلتني لدغة الافعى هذه" واجبته نعم يا سيدي فهو الإعدام. عندها ابتسم القائد! وتمنى لي سلامة الوصول الى مكاني.
فانتبهت فكانت تمر قوافل الفارين من كيلان غرب! وعدت الى مكاني قبل منتصف الليل بقليل. وفي السادسة كان هناك من ينادي عن الطبيب ذو النظارات، فقال زميلي (د.ماهر) ها هم لإبلاغك بوفاة القائد لتستعد للإعدام. ضحكت وخرجت لهم فعرفوني "القائد يطلبك الان" وحملوني بسيارتهم. وصلت وجدت القائد يجلس على الأرض في نفس المكان. استقبلني بابتسامة عريضة وطلب من الجلوس قربه وطلب لي شاي حليب، واخرج كيس "كليجة" ودعاني للتناول قائلا انها من البيت. وطلب مدير الإدارة، وامر ان ينقلني قربه. أوضحت له باني مع سيارات اسعاف وطواقمها، فقاطعني بالأمر ينقل مع كل من معه.



#جواد_الديوان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما قبل الفجر، من ذاكرة حرب ثمان سنوات
- الذكاء الاصطناعي والصحة العقلية مرة أخرى
- الذكاء الاصطناعي في الصحة العقلية
- الذكاء الاصطناعي في الطب (ملاحظات عامة)
- ملامح في الخطاب السياسي العراقي المعاصر
- صفحة من حياة كاظم الديوان
- وصية جبار في اول ايامها في شط العرب
- ذكريات
- العودة من الموت: يومٌ اختطف فيه الزمن – شهادتي عن عام 2006
- سامي سلمان ومحطات حياته 2
- سامي سلمان ومحطات حياته 1
- الامراض المزمنة لدى أطفال الولايات المتحدة الامريكية
- من السودان الى ليبيا عبر الصحراء مرة اخرى
- الى والدي العزيز جمال
- جمال الايجاز
- الى والدي العزيز رفاق
- التوحد 1
- الى والدي العزيز رعد
- الى والدي العزيز شكري
- من السودان الى ليبيا عبر الصحراء


المزيد.....




- الحمل بأجنة متعددة.. ما مخاطره وما طرق علاجه؟
- متظاهرون من السكان الأصليين يغلقون مدخل -كوب 30- للمطالبة با ...
- اختبار -شاهد 161- العلني.. هل تبدأ إيران إعادة رسم ميزان الق ...
- في حضرة خوفو وخفرع ومنقرع انطلاق النسخة الخامسة لمهرجان “للأ ...
- الولايات المتحدة ودول عربية تطالب بالإسراع في تبني خطة ترامب ...
- شركتان ترجحان احتجاز إيران ناقلة نفط قبالة سواحل الإمارات وو ...
- عاجل| نيويورك تايمز عن مصادر مطلعة: ويتكوف يخطط للقاء خليل ا ...
- من -سكيبيدي- إلى -6-7-.. لماذا يحير جيل ألفا آباءهم؟
- ترامب يأمر بالتحقيق في علاقات إبستين مع بيل كلينتون
- ميدفيديف ينتقد واشنطن ويتهمها بالتدخل في شؤون الدول الأخرى


المزيد.....

- أعلام شيوعية فلسطينية(جبرا نقولا)استراتيجية تروتسكية لفلسطين ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جواد الديوان - لدغة افعى، من ذاكرة حرب ثمان سنوات