جواد الديوان
الحوار المتمدن-العدد: 8435 - 2025 / 8 / 15 - 21:43
المحور:
سيرة ذاتية
ونهايات الستينات وبدايات السبعينات، يرافقه ابنه البكر لحضور جلساتهم مع الخمر في بارات البصرة، ويستمع لأحاديثهم ومنها الغاز لحلها، ومثال عن الغاز تلك الجلسة "وطائرة تطير بلا جناح، وتسبق من يطير ولا تطير، وإذا اسكنتها الحجر استقرت وتجزع ان يلامسها الحرير" وتحتاج وقت لنصل الى انها العين.
وهذه الممارسة (حل الالغاز) لها تأثير كبير على تطور المراهق النفسي، ومنها تنمية التفكير المنطقي وحل المشاكل (تعزيز التفكير التحليلي والاستنتاجي وهي مهارات أساسية في الدراسة والحياة العملية لاحقا)، وزيادة القدرة على التركيز والانتباه (التركيز على التفاصيل الصغيرة وربطها بالصورة الكاملة، مما يقوي مهارات الانتباه ويقلل من التشتت الذهني، وهذا امر مهم في فترة المراهقة)، وتوسيع الخيال والابداع (الالغاز غير التقليدية أي التي تعتمد على التفكير تساعد المراهق على تقديم أفكار جديدة) وتحسين الذاكرة وتعزيز الثقة بالنفس وتعزز التحمل النفسي.
لم يكونوا من حملة الشهادات، ولكن عصرتهم وضغطتهم الدنيا بظروفها الصعبة، يجمعهم الفشل السياسي، وسجون البعث والقوى القومية.
وفي جلساتهم التقليدية للخمر يتندرون على أفكار عبد الرحمن البزاز وطاهر يحيى وناجي طالب وعارف عبد الرزاق، وهم رؤساء وزارات لم يقدموا للعراق شيئا ما غير التدريب العسكري في مراكز المشاة العسكرية، واهمال بناء الاقتصاد، وتعزيز العداء للعلمانية.
وبالإمكان اعتبار جلساتهم تنفس عاطفي emotional ventilation او تنفس المشاعر ventilation of feelings وباختصار فهي التعبير عن مشاعر مكبوتة مثل الغضب والحزن والقلق والإحباط في محطات عديدة في الحياة. وفي جلسة بعيد عن القضاء ورجال الامن تتسرب الضغوط من افواههم. والهدف منها تقليل التوتر النفسي والحصول على مشاعر واضحة لفترات سابقة من حياته. وهذه جلسات النفسية يدفع عنها الانسان المستفيد مبالغ مالية لعيادات اطباء النفس في الدول المتقدمة. وفي العراق مؤخرا ظاهرة يكتب حاليا أطباء النفس في الإعلان عن عياداتهم تقديم خدمات جلسات نفسية، والحقيقة انهم لا يتقنوها كما اتقنها رعيل كاظم واصدقاؤه.
#جواد_الديوان (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟