الشرق الاوسط الجديد

جواد الديوان

الحوار المتمدن-العدد: 8187 - 2024 / 12 / 10 - 12:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اهملت دول الشرق الاوسط الكثير من الجوانب النظرية في السياسة، ومنها تعريف منطقة الشرق الاوسط والشرق الاوسط الجديد، ولم ينتبه المفكرون من السلطة او علماء الساسة في الجامعات. واختيار اساتذة الجامعات وطلبة الدراسات العليا سببا واضحا لهذا الاهمال.
كرر ساسة مصطلح الهلال الشيعي Shiite crescent في منتصف العقد الاول من هذا القرن. واهمله الكثير كما في الشرق الاوسط الجديد. ويشير الهلال الشيعي الى منطقة يسكنها اغلبية واضحة شيعية، وتشمل لبنان مرورا بسوريا وايران. ويتوسط منتصف الشرق الاوسط، ويتربع ليسيطر على امدادات الطاقة، وتعرضه لهزات عنيفة.
صناع السياسة في المنطقة اهملوا قابليات الدول الكبرى للحفاظ على مصالحها، والسياسة مصالح في النهاية، فحولها ساسة المنطقة الى مباديء. ومن يتابع تصريحات ومواقف وتحليل ساسة المنطقة سيجد الايمان بالقوة الخارقة لايران مثلا! او الجماعات المسلحة هنا وهناك. والمبدأ صعوبة تغلب جيش نظامي على افراد مسلحين عملياتهم هنا وهناك لخلق الفوضى وعدم استقرار المنطقة. ويبدع المتنبي في ذلك بقوله:
يرُدُ أبو الشبلِ الخميس عن ابنهِ ... ويُسلم عند الولادة للنملِ
ويدافع الاسد عن ابنه امام اسد اخر (القوة)، ولكنه لا يفعل شيئا امام النمل لدقة وصغر اشخاصهم. ومن يتذكر السبعينات وخطف الطائرات والسفن وغيرها، ولكن لم تنجز شيئا، وتعلم الغرب كيف يتعامل مع المشكلة وتغيير الانظمة.
للهلال الشيعي قواه، تمثلت في حزب الله في لبنان، وقوة نظام الاسد في سوريا لتوفير طرق الامداد لحزب الله. واكد ساسة دول الغرب حول دور المال واماكنه والدولار وسعره. وهكذا عمل الجانب الاخر في حربه على الهلال الشيعي. واهمل الناس حساب ذلك.
والان زال نصف الهلال (حزب الله ونظام الاسد) من الاحداث السابقة، فهل يتراجع الغرب عن اكمال نصره وقطف ثمار عمله طيلة عقدين من الزمن. والمنطق يؤكد انه سيطبق كل افكاره وخططه.
المشكلة في عدم تفهم العقل العربي المصطلحات الواسعة ومداركها بل وعدم الانتباه لها مثل الشرق الاوسط والشرق الاوسط الجديد والهلال الشيعي. وتولى قيادة العملية السياسية والتعليمية اضافة الى تكميم الافواه لتترك هذه الساحات فارغة ويقطف الغرب ثمارها. انها هزيمة ابو عبدالله الصغير مرة اخرى.

#جواد_الديوان (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل