جواد الديوان
الحوار المتمدن-العدد: 8528 - 2025 / 11 / 16 - 09:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
شكلت الانتخابات العراقية بعد انتفاضة تشرين منعطفا نفسيا واجتماعيا لدى فئة الشباب. ولنتذكر ان الصورة الذهنية للشخصية السياسية عنصرا مركزيا في تشكيل الراي العام، ولا تتحول هذه الصورة الذهنية الى مكاسب انتخابية. وعلى سبيل المثال اكتسبت شخصية إصلاحية مثل الزرفي مكانة ادراكية قوية، باعتباره صاحب مشروع دولة، ولكن التصورات الشعبية ربطته بالتفويض الأمريكي، فخلقت حاجزا لدى الناخب الذي يخشى ارتباط خارجي، حتى لو كان هذا مجرد انطباع لا يعتمد على ادلة فعلية.
أظهرت التجربة العراقية، بان السلوك الانتخابي محكوم ببنى تنظيمية واجتماعية قوية، أهمها سيطرة الأحزاب التقليدية على الموارد المالية وشبكات العشائر والماكينات الانتخابية وقدرتها على التأثير في يوم الاقتراع. وفي المقابل تفتقر الشخصيات الإصلاحية الى هذا الدعم البنيوي، مما اثر سلبا على مقبوليتها اجتماعيا، وتحول ذلك على تأثير سلبي على الأصوات.
الدراسات في اشارتها تؤكد الى ان الخوف من العوامل ذات التأثير العالي في السلوك الانتخابي. فالناخب العراقي وخصوصا الشباب يعاني من فقدان الامل والشعور بالعجز المكتسب وانعدام الثقة بقدرته على احداث التغيير. وفي ظل هكذا مناخ يصبح التصويت مرهونا بتجنب الخسائر وليس السعي نحو تحقيق المكاسب، وهذه تعزز التصويت للقوى التقليدية بوصفها ضمانا للاستقرار النسبي.
لم تتشكل كتلة انتخابية شبابية مؤثرة، وقد تكون امتداد لتشرين. الا ان الظروف في البلاد لم تساعد على ذلك. وهذا أدى الدى الى فراغ سياسي أعاد انتاج القوى التقليدية وأضعف فرص الشخصيات الإصلاحية.
ولتفسير خسارة الإصلاحيين فيمكن اجمالها في تفوق القوى التقليدية تنظيميا، إضافة الى خوف الناخب من المجهول وفقدان الامتيازات، وغياب البديل السياسي الموثوق بعد تشرين.
#جواد_الديوان (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟