أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - هيثم أحمد محمد - الجمهور… من “اللاعب رقم 12” في الملاعب إلى “اللاعب رقم 1” في البرلمان














المزيد.....

الجمهور… من “اللاعب رقم 12” في الملاعب إلى “اللاعب رقم 1” في البرلمان


هيثم أحمد محمد

الحوار المتمدن-العدد: 8540 - 2025 / 11 / 28 - 18:40
المحور: الصحافة والاعلام
    


في عالم الرياضة يُطلق على الجمهور لقب "اللاعب رقم 12"، تعبيرًا عن دوره الحيوي في رفع معنويات الفريق ودعم اللاعبين لحظة بلحظة، ورغم أن تأثيره في نتيجة المباراة يبقى نسبيًا، وقد يتحول في بعض الأحيان إلى ضغط سلبي إذا تجاوز حدود التشجيع الطبيعي، إلا أن حضوره يُعد عنصرًا مؤثرًا في أي منافسة كروية.
لكن هذا الجمهور نفسه يتحول عند لحظةٍ مفصلية في حياة الدول — لحظة الانتخابات البرلمانية — إلى اللاعب رقم 1… اللاعب الحاسم، والركيزة التي تبنى عليها التشكيلة السياسية للدولة في السنوات المقبلة،
فالانتخابات، خلافًا للمباراة، ليست حدثًا عابرًا مدته 90 دقيقة، بل قرار مصيري يمتد أثره لسنوات، ويبنى عليه شكل البرلمان والحكومة، ويحدد مسار الدولة نحو الاستقرار أو التعثر.
--------------------

الجمهور… الرقم الصعب في المعادلة الديمقراطية
------------------------------
حين يدخل المواطن إلى صندوق الاقتراع، يتحول فجأة من مشجع إلى صاحب سلطة، ومن متابع إلى صانع قرار، هنا فقط يصبح الجمهور “رقمًا صعبًا”، لأنه يمتلك • وبدون منازع • حق اختيار "التشكيلة المثلى" للبرلمان.
لكن السؤال الأهم:
هل يمتلك هذا الجمهور الأدوات المعرفية التي تمكّنه من الاختيار الأنسب؟
الإشكالية الأكبر في كثير من الدول — والعراق خصوصًا — ليست في وجود ديمقراطية شكلية أو صناديق اقتراع، بل في كيفية استخدام الجمهور لصوته، فالصوت الانتخابي ليس هتافًا يمكن إطلاقه ثم نسيانه، بل هو توقيع يمنح الثقة لمن سيتحدث باسم الشعب، ويتصرف بأموال الشعب، ويمثل مستقبل الأجيال القادمة.
-----------------------------------

بين التشجيع العاطفي… والاختيار الواعي
-----------------------
الجمهور الرياضي يُشجّع بدافع الحب والانتماء والعاطفة،
لكن الجمهور الانتخابي يحتاج إلى وعي وتحليل وتقييم موضوعي بعيد عن الانفعالات والولاءات الضيقة.
فلا يجوز أن تُدار العملية الانتخابية بالعقلية ذاتها التي يُدار بها التشجيع الرياضي،
فالرياضة قد تتحمل العاطفة…
أما الدولة فلا تتحمل العبث.
ولذلك يصبح تثقيف الجمهور مسؤولية وطنية مشتركة، تحتاج إلى:
1- نشر الوعي السياسي
ليس على شكل شعارات، بل عبر تبسيط المفاهيم السياسية:
ما هو البرنامج السياسي؟
ما الفرق بين البرلمان والحكومة؟
كيف تؤثر القوانين في حياة المواطن اليومية؟
2- تعزيز المسؤولية الفردية
ليدرك كل ناخب أن صوته ليس رقمًا في صندوق، بل أمانة تُترجم إلى قرارات.
3- محاربة الدعاية المضللة
التي تُقدّم وعودًا خيالية، أو تُخفي الحقائق، أو تستغل حاجة الناس.
4- تنمية ثقافة المحاسبة
فالنائب ليس رمزًا، بل موظفٌ لدى الشعب… والشعب هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة.
---------------------------------

لماذا يصبح الجمهور هو “اللاعب رقم 1”؟
---------------------------------
لأن:
• هو من يصنع البرلمان.
• هو من يمنح الشرعية.
• هو من يستطيع التغيير أو الإبقاء على الواقع.
• وهو الوحيد الذي يستطيع تعديل مسار الدولة عبر صندوق واحد.
ولهذا يجب أن يكون صوته واعيًا… حرًا… مدروسًا، بعيدًا عن الضغوط والوعود والمال الانتخابي وكل ما يلوث الإرادة الشعبية.
----------------------------------------------

خاتمة: لا ديمقراطية قوية بلا جمهور مثقف
-------------------------------------
قد تربح أو تخسر الفرق الرياضية رغم تشجيع جمهورها،
لكن الدولة لا تربح أبدًا إذا أخطأ جمهورها في الاختيار.
وعندما يكون الناخب واعيًا، مثقفًا، قادرًا على فهم الخيارات والبرامج والنتائج، عندها فقط يصبح “اللاعب رقم 1” ليس في الانتخابات فحسب، بل في حماية مستقبل وطنه.



#هيثم_أحمد_محمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيل تحت الضغط الرقمي… كيف تتحوّل الألعاب الإلكترونية إلى إدم ...
- بين نتائج الانتخابات… ودهاليز السلطة: هل يبدأ موسم الفوضى ال ...
- النموذج الأميركي في العراق وسوريا: مشروع تحديث أم استراتيجية ...
- عنوان المقالة: صيدلية الفيس بوك: بين وهم العلاج وغياب الرقاب ...
- بين ضوء القاهرة وخطى بغداد البطيئة: مقارنة نقدية بين الدراما ...
- المنهج المسحي في البحوث الإعلامية: الإطار المفاهيمي وتطبيقات ...
- خطة ترامب لغزة... سلام أم إذلال؟
- فن اختيار العينة: مفتاح المصداقية في البحوث الإعلامية
- التزييف العميق في الإنترنت المظلم… سلاح رقمي يهدد الحقيقة
- التربية الإعلامية… حصانة معرفية لطلبة الإعدادية
- الإدمان الإلكتروني.. قيدٌ ناعم يسرق المراهقين ويزجّهم في دها ...
- شرق أوسط على المقاس الأمريكي–الإسرائيلي: خريطة نتنياهو.. وتو ...
- الماركسية بين النظرية والتطبيق في البلاد العربية: مقاربة إعل ...
- القنوات الفضائية الموجّهة… سلاح الدعاية المضللة وصراع العقول
- الإعلام الرقمي: فضاء مفتوح بين التثقيف والتضليل
- الإرهاب الإلكتروني.. قنابل فكرية موقوتة في فضاء السوشيال ميد ...


المزيد.....




- لماذا ثار بركان هايلي غوبي في إثيوبيا الآن بعد آلاف السنين؟ ...
- اليوم العالمي للتضامن مع فلسطين.. حق وجود مهدد وسط استمرار س ...
- معالم لندن الشهيرة تجسَّد بخبز الزنجبيل في معرض خيري
- لقطات فيديو توثّق غرق قارب إنقاذ وسط فيضانات قاتلة في تايلان ...
- ما هو سر -الجمعة السوداء-؟
- خبراء يحذرون من -مصيدة تخفيضات الجمعة السوداء-
- رغم التضخم.. إقبال على تخفيضات -الجمعة السوداء-!
- حبس المشتبه بضلوعه في تفجير خطي نورد ستريم في ألمانيا
- القضاء التونسي يصدر أحكاما بالسجن تصل إلى 45 عاما بحق معارضي ...
- أن تأكل لحم أخيك الإنسان.. كيف يفسر العلم ظاهرة -الكانيبال- ...


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - هيثم أحمد محمد - الجمهور… من “اللاعب رقم 12” في الملاعب إلى “اللاعب رقم 1” في البرلمان