أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم أحمد محمد - بين نتائج الانتخابات… ودهاليز السلطة: هل يبدأ موسم الفوضى السياسيّة؟














المزيد.....

بين نتائج الانتخابات… ودهاليز السلطة: هل يبدأ موسم الفوضى السياسيّة؟


هيثم أحمد محمد

الحوار المتمدن-العدد: 8529 - 2025 / 11 / 17 - 03:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يعد المشهد السياسي في العراق بحاجة إلى الكثير من التأويل؛ فبعد كل دورة انتخابية، يصبح السؤال الأكثر تداولاً بين العراقيين إلى أين نحن ذاهبون؟ ومع إعلان نتائج الانتخابات الأخيرة، يبدو أن الطريق نحو اختيار رئيس الوزراء لن يكون سالكاً، بل محاطاً بالألغام التي زرعها النظام الانتخابي الجديد، وتحديداً قانون سانت ليغو الذي أعاد خلط الأوراق ووسّع دوائر الشك والاحتقان.

تحالفات تتكاثر… وانشقاقات على الطريق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من يتابع حركة القوى السياسية اليوم يلمس هشاشة التحالفات القائمة قبل أن تتشكل، فالأحزاب التي خاضت الانتخابات تحت مظلة واحدة ستشهد موجات انسلاخ مبكرة، مرشحون ينفصلون، كتل تذوب في أخرى، وأسماء تُنقل من قائمة إلى قائمة كما لو كانت أرقاماً في معادلة حسابية لا علاقة لها بالإرادة الشعبية.
هذه الفوضى “المنظّمة” لم تعد مفاجئة، فالهدف لم يعد تمثيل الناخب، بل تأمين موقع مؤثر في المفاوضات المقبلة، تلك المفاوضات التي ستقرر شكل الحكومة المقبلة أكثر مما قررته صناديق الاقتراع نفسها.
استعصاء منصب رئيس الوزراء… وتأخير يلوح في الأفق
وفق المعطيات الحالية، فإن عملية اختيار رئيس الوزراء قد تشهد تعثراً كبيراً، فالقوى الكبرى التي فشلت في الحصول على أغلبية مريحة ستلجأ حتماً إلى صفقات تسوية، وبازار سياسي مفتوح، وصراع على “المرشح التوافقي” الذي لا يرضي أحداً لكنه يمرّ من باب الأمر الواقع.
هذا التعطيل سينعكس تلقائياً على إقرار الموازنة، ليبقى المواطن معلّقاً بين حكومة تصريف أعمال عاجزة، وحكومة جديدة لم تتشكل، وموازنة تحتاج إلى اتفاقات يصعب الوصول إليها وسط حسابات المكاسب والنفوذ.

وعود انتخابية… عمرها ينتهي عند أبواب البرلمان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الناخب العراقي بات يعرف اللعبة جيداً، فمنذ لحظة إعلان النتائج، تختفي الشعارات وتذوب الوعود، ما يُطرح أمام الجمهور شيء، وما يُناقش خلف الأبواب المغلقة شيء آخر، هنا تصبح الامتيازات هي المعادلة الحقيقية: من يحصل على أي وزارة؟ من يسيطر على أي لجنة؟ ومن يضمن وجوده في دائرة النفوذ لأربع سنوات أخرى؟
أما الشعب، فهو آخر من يفكر به اللاعبون السياسيون، وكأنه مجرد تفصيل في صورة أكبر لا تتسع إلا للسلطة ومغانمها.

التحالفات المقبلة… اختبار لوحدة العراق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مع ظهور نتائج الانتخابات وتوزّع الخارطة البرلمانية بين القوى الشيعية التي نالت الأغلبية، والكتل السنية التي حصدت نحو 67 مقعداً، تبدو المرحلة المقبلة أكثر حساسية من أي وقت مضى، فالمعادلة السياسية الحالية تضع أمام هذه القوى مسؤولية وطنية تتجاوز فكرة المكاسب والمواقع، لتصل إلى ضرورة تثبيت وحدة العراق وإفشال أي مخططات تستهدف تفتيته أو إضعافه.

التحالف… خيار وطني لا مخرج سياسي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنّ التحالف بين الكتل الشيعية الفائزة وبين القوى السنية المتقدمة في الانتخابات لم يعد مجرد خيار سياسي، بل أصبح حاجة وطنية ملحّة لضمان تماسك الدولة ومنع انتقال الصراعات نحو مسارات خطيرة، فالتشتت بين القوى المؤثرة سيُنتج فراغات خطيرة، وسيمنح الأطراف الداعمة لمشاريع التقسيم فرصة لتغذية الانقسام وإرباك المشهد.

خطاب الحلبوسي… رسالة تتجاوز الحسابات الضيقة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
برز خطاب السيد محمد الحلبوسي بعد الانتخابات بوصفه خطاباً وطنياً واضحاً، يدعو إلى وحدة العراق ورفض مشاريع التقسيم، ويؤكد أن قوة المكوّن السني تأتي من قوة الدولة العراقية ككل، هذا الخطاب، المدعوم بثقل انتخابي لا يمكن تجاهله، يُعد رسالة تطمين للشارع ورسالة ضغط للقوى السياسية في الوقت نفسه: لا مستقبل لأي طرف خارج إطار الدولة الموحدة.

اللحظة الحرجة تتطلب شجاعة سياسية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم، أمام الكتل الفائزة فرصة نادرة لتصحيح مسار العملية السياسية، فالتفاهم الحقيقي بين القوى الشيعية والسنية—على أساس الشراكة لا المحاصصة—يمكن أن يضع أساساً جديداً للحكم ويعيد الثقة بالعملية السياسية، أما الانقسام، فلن يجرّ إلا إلى مزيد من الاضطراب، ويمنح القوى الخارجية مساحة للتأثير في القرار الوطني.

الخلاصة… مشهد بلا أفق واضح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المشهد السياسي لا يبشر بخير، ليس لأن النتائج جاءت صادمة، بل لأن إدارة ما بعد النتائج تبدو أكثر تعقيداً وازدحاماً بالمصالح، وبين قانون انتخابي مثير للجدل، وتحالفات هشة، وطموحات متضخمة، يبدو العراق مقبلاً على مرحلة جديدة من التأخير، والتجاذب، وربما الفوضى السياسية.
إنّ تشكيل تحالف وطني عابر للمكوّنات هو الركن الأساسي لحماية وحدة العراق، فالوطن اليوم بحاجة إلى إرادة سياسية صلبة، لا إلى تفاوضات تقوم على المناصب، ويبقى الأمل معقوداً على أن تترجم القوى الفائزة رسائلها الإعلامية إلى أفعال، وأن تضع مصلحة العراق فوق كل اعتبار، لكن ما يبقى ثابتاً هو أن العراقيين يستحقون مشهداً أفضل، وبرلماناً أقرب إلى همومهم، لا إلى صفقات لا يسمعون عنها إلا عندما تنفجر نتائجها في حياتهم اليومية.



#هيثم_أحمد_محمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النموذج الأميركي في العراق وسوريا: مشروع تحديث أم استراتيجية ...
- عنوان المقالة: صيدلية الفيس بوك: بين وهم العلاج وغياب الرقاب ...
- بين ضوء القاهرة وخطى بغداد البطيئة: مقارنة نقدية بين الدراما ...
- المنهج المسحي في البحوث الإعلامية: الإطار المفاهيمي وتطبيقات ...
- خطة ترامب لغزة... سلام أم إذلال؟
- فن اختيار العينة: مفتاح المصداقية في البحوث الإعلامية
- التزييف العميق في الإنترنت المظلم… سلاح رقمي يهدد الحقيقة
- التربية الإعلامية… حصانة معرفية لطلبة الإعدادية
- الإدمان الإلكتروني.. قيدٌ ناعم يسرق المراهقين ويزجّهم في دها ...
- شرق أوسط على المقاس الأمريكي–الإسرائيلي: خريطة نتنياهو.. وتو ...
- الماركسية بين النظرية والتطبيق في البلاد العربية: مقاربة إعل ...
- القنوات الفضائية الموجّهة… سلاح الدعاية المضللة وصراع العقول
- الإعلام الرقمي: فضاء مفتوح بين التثقيف والتضليل
- الإرهاب الإلكتروني.. قنابل فكرية موقوتة في فضاء السوشيال ميد ...


المزيد.....




- إسرائيل.. غارة على صور وتوصية بحرب على لبنان
- إسرائيل تقتل مسؤولا في حزب الله جنوب لبنان
- سوريا.. الكشف عن موعد محاكمة المتهمين في -انتهاكات الساحل-
- مقاتلات إف35 للسعودية: صفقة خلافية بين ترامب وإسرائيل
- شاهد..كيف لحقت الكونغو الديمقراطية بالملحق العالمي على حساب ...
- سوريا.. اشتباكات بين القوات الحكومية وقسد في ريف الرقة
- اليمن.. إحباط مخطط حوثي لتنفيذ اغتيالات في عدن
- واشنطن تحشد قرب فنزويلا.. أحدث حاملة طائرات تصل الكاريبي
- إيران تلجأ إلى تلقيح السحب وسط جفاف تاريخي لم تشهده البلاد م ...
- بعد 800 إفادة.. لجنة التحقيق الحكومية عاجزة عن دخول السويداء ...


المزيد.....

- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم أحمد محمد - بين نتائج الانتخابات… ودهاليز السلطة: هل يبدأ موسم الفوضى السياسيّة؟