أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - هيثم أحمد محمد - الإدمان الإلكتروني.. قيدٌ ناعم يسرق المراهقين ويزجّهم في دهاليز التجسس














المزيد.....

الإدمان الإلكتروني.. قيدٌ ناعم يسرق المراهقين ويزجّهم في دهاليز التجسس


هيثم أحمد محمد

الحوار المتمدن-العدد: 8470 - 2025 / 9 / 19 - 01:08
المحور: الصحافة والاعلام
    


بقلم: هيثم أحمد محمد الشمري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في زمنٍ تحولت فيه الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي إلى جزء لا يتجزأ من حياة المراهقين، برزت ظاهرة الإدمان الإلكتروني كأحد أخطر التحديات التي تواجه الأسر والمجتمعات، لم يعد الأمر مجرد قضاء ساعات طويلة أمام الشاشة، بل تجاوز ذلك إلى تهديد الصحة النفسية والجسدية، وتفكك العلاقات الاجتماعية، بل وحتى الانجرار إلى أعمال مشبوهة كالتجسس الإلكتروني أو نشر معلومات حساسة دون وعي بخطورتها، فلم يعد الإدمان الإلكتروني مجرد ظاهرة عابرة في حياة المراهقين، بل أصبح كابوسًا يفرض نفسه على البيوت والمدارس والمجتمع ككل، إنّه إدمان من نوع خاص، لا تُرى قيوده بالعين، لكنها تكبل الجسد والعقل والروح، حتى يجد المراهق نفسه أسير شاشة صغيرة تتحكم بمزاجه وتفاصيل يومه ومستقبله.
أسباب الانجذاب نحو العالم الافتراضي
يُقبل المراهق على العالم الرقمي بدافع البحث عن الذات أو الهروب من الواقع، فيجد في الألعاب والشبكات الاجتماعية مساحة افتراضية للتعبير عن نفسه بعيدًا عن قيود الأهل والدراسة، ومما يزيد الطين بلة غياب الرقابة الواعية من الأسرة، وانشغال الأبوين بظروف الحياة، فضلًا عن إغراءات التقنية التي صُممت عمدًا لتجعل المستخدم يقضي أطول وقت ممكن أمام الشاشة.
آثار الإدمان.. خسائر بالجملة
الإفراط في الاستخدام لا يمر دون ثمن، فالصحة الجسدية تتضرر بآلام الرقبة والظهر وضعف البصر، والنوم يصبح مضطربًا، أما نفسيًا، فيعاني المراهق من القلق والاكتئاب والعزلة الاجتماعية، وعلى صعيد الدراسة، ينحدر المستوى الأكاديمي نتيجة تضييع الساعات على حساب القراءة والتحصيل العلمي.
الإدمان بوابة للتجسس الإلكتروني
الخطورة لا تتوقف عند الإدمان فقط، بل تمتد إلى تورط المراهقين من دون قصد في أعمال تجسسية أو ابتزاز إلكتروني، ومن أبرز المخاطر: استدراج عبر مواقع التواصل: بعض الجهات المشبوهة تستهدف المراهقين عبر حسابات مزيفة وتغريهم بالهدايا أو المال مقابل مشاركة معلومات، تطبيقات مزيفة: قد يقوم المراهق بتحميل ألعاب أو برامج تحتوي برمجيات خبيثة قادرة على اختراق جهازه، الابتزاز الجنسي أو المالي: المراهق قد يقع ضحية لمحادثات غير آمنة يتم استغلالها لاحقًا، التلاعب بالعقول: استغلال المراهقين في نشر أفكار متطرفة أو جمع معلومات عن مؤسسات وأفراد.
الخطر الأكبر يكمن في أن الإدمان الإلكتروني قد يفتح أبوابًا مظلمة أمام المراهقين، حيث تستغل بعض الجهات المشبوهة حاجتهم للتواصل أو الفضول المعرفي، فيتلقون دعوات عبر حسابات مزيفة، أو يُستدرجون لتحميل تطبيقات ملغومة تخترق أجهزتهم، بل قد يُستخدمون دون وعي في جمع معلومات أو تمرير رسائل تضر بأمن الوطن والمجتمع.
إنها ليست مجرد لعبة أو دردشة عابرة، بل شباك تجسس محكمة يُلقى بها على عقول يافعة لم تدرك بعد معنى الخطر.
كيف نواجه هذا التحدي؟
تبدأ المواجهة من البيت: برقابة ذكية تراعي الحرية وتضع الحدود في آن واحد، تحديد أوقات استخدام الأجهزة: وضع ضوابط زمنية للهواتف والألعاب. ثم المدرسة: بمناهج تثقيفية تزرع في الطلبة الوعي الرقمي، وصولًا إلى المجتمع والدولة: عبر حملات توعية وتشريعات صارمة تحمي الأبناء من الابتزاز والتجسس، ولا يقل أهمية عن ذلك منح المراهق بدائل حقيقية، من الرياضة إلى الفنون والأنشطة التطوعية، ليجد ذاته في الواقع لا في العالم الافتراضي، التعاون مع الجهات الأمنية: التبليغ عن أي محاولات ابتزاز أو تجسس مشبوهة.
الخاتمة:
إن الإدمان الإلكتروني ليس مجرد مشكلة فردية، بل هو تحدٍّ مجتمعي يتطلب وعيًا وتكاتفًا بين الأسرة والمدرسة والدولة. فالمراهقون الذين يُفترض أن يكونوا طاقة بناء، قد يتحولون بفعل الإدمان الإلكتروني إلى أهداف سهلة لشبكات التجسس والابتزاز. ويبقى الحل في الموازنة بين الاستفادة من التكنولوجيا وحماية شبابنا من مخاطرها، فالتربية الرقمية اليوم لم تعد خيارًا، بل ضرورة وطنية، الإدمان الإلكتروني ليس لعبة مراهقين، بل هو معركة خفية على وعي جيل كامل. جيل يُفترض أن يكون مشروع المستقبل، فإذا تُرك فريسة للشاشة، فقد يتحول دون قصد إلى أداة بيد قوى لا ترحم.
إن مسؤوليتنا جميعًا، أسرة ومؤسسات، أن نعيد التوازن إلى حياة أبنائنا، وأن نُعلّمهم أن التكنولوجيا وسيلة لنهضة الإنسان لا لانكساره.



#هيثم_أحمد_محمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرق أوسط على المقاس الأمريكي–الإسرائيلي: خريطة نتنياهو.. وتو ...
- الماركسية بين النظرية والتطبيق في البلاد العربية: مقاربة إعل ...
- القنوات الفضائية الموجّهة… سلاح الدعاية المضللة وصراع العقول
- الإعلام الرقمي: فضاء مفتوح بين التثقيف والتضليل
- الإرهاب الإلكتروني.. قنابل فكرية موقوتة في فضاء السوشيال ميد ...


المزيد.....




- أزياء تعبّر عن روح المدينة..نيويورك تلهم مصممي أسبوع الموضة ...
- وصفه ترامب بـ-رائع- و -قوي-.. من هو بريندان كار وما سر إعجاب ...
- شاهد.. سفينة -فايكنغ- عمرها ألف عام تُنقل لمسافة بسرعة بطيئة ...
- إطلالة -لبنانية- بامتياز لتيفاني ترامب بالعشاء الملكي في لند ...
- الجزائر: -حي سيدي الهواري في وهران.. تراث مهدد بالزوال-؟
- أستراليا.. أسد في عيادة أسنان!
- السلطة الفلسطينية توقف هشام حرب المشتبه بإشرافه على هجوم شار ...
- أزمة الكهرباء العراقية: واشنطن تعطل مساعي بغداد لاستيراد الغ ...
- في مدينة غزة.. -لم نعد أمام منطق قائم على الغزو، بل على التد ...
- استطلاع: 52% من الإسرائيليين لا يثقون بنتنياهو والمعارضة قاد ...


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - هيثم أحمد محمد - الإدمان الإلكتروني.. قيدٌ ناعم يسرق المراهقين ويزجّهم في دهاليز التجسس