أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حاتم بن رجيبة - رواية الشحاذ لنجيب محفوظ














المزيد.....

رواية الشحاذ لنجيب محفوظ


حاتم بن رجيبة

الحوار المتمدن-العدد: 8532 - 2025 / 11 / 20 - 18:58
المحور: الادب والفن
    


رواية، الشحاذ،، لنجيب محفوظ هي قصة الإنسان الذي يبحث عن معنى لوجوده منذ أن بدأ التسائل في غياهب العصور حتى يومنا هذا.

عمر الحمزاوي بطل القصة صار ،،يشحذ،، من أصدقاه مثل مصطفى المناوي وصديقه عثمان ومن طبيبه و من عائلته مثل ابنته بثينة أو من عشيقته وردة أو صاحب الملهى الليلي إلخ الإجابة عن،،معنى الحياة،، وهل الله موجود؟

لم يبخل عليه أحد بالإجابة. كل إنسان يعلم بالفطرة أو بعد تخمين أو يتسلم الإجابة من غيره معنى الحياة. وجلهم يقرون بوجود الله حتى العاهرات واللصوص والمجرمون.

فهذا يسعى إلى القيام بعمل ينفع الآخرين والمجتمع وآخر إلى تلبية حاجيات أسرته من زوجة وأبناء ووالدين ويرى معنى حياته في أن تكون أسرته سعيدة و يستقيم حال ذريته فيصبحون أفرادا فاعلين صالحين وموفقين في المجتمع وآخر يرى في أن الحياة وعدم الفناء مبكرا هو معنى الحياة،، نحيا لنحيا،،، وثالث يؤمن أن الحياة كفاح من أجل السعادة والرفاهة للفرد كما للمجموعة لذلك وجب النضال ضد الظلم والإستغلال وعدم المساواة.

أو أن معنى الحياة في كل هذه المعاني و الغايات : الحياة لأجل الحياة والسعادة والنجاح و الذرية الصالحة والمجتمع المثالي والمدينة الفاضلة و اللذة و الثروة .

عمر الحمزاوي سعى أن يحقق كل ذلك: آمن بالاشتراكية والعدل والمساواة وشارك في منظمة،،إرهابية،، سعت إلى ترسيخ الإشتراكية بالعنف والسلاح فَزُجَّ بصديقه عثمان في السجن ونجا هو ومصطفى المناوي، كوَّن أسرة سعيدة من زوجة صالحة وأبناء مجتهدين موفقين ، نجح في حياته المهنية كمحامي وكوَّن ثروة محترمة من عمارات للتأجير. إلى أن سأل زبونا يوما : تصور أن تربح القضية وتسترد أملاكك ثم تأتي الحكومة وتصادرها؟ فكان الرد: المهم أن نكسب القضية، ألسنا نجهد في العيش ونكافح ونتعب مع أننا نعلم أننا سنموت وسنفنى في النهاية؟؟؟ (وقال؛،، المهم أن نكسب القضية،ألسنا نحيا حياتنا و نعلم أن الله سيأخذها ؟).

تلك الإجابة بيَّنَتْ له عبثية الحياة! أن الحياة بدون هدف وبدون معنى . فتصور أنك تناضل من أجل أن تبني بيتا مع أنك تعلم مسبقا أن البيت سينهار حالما تنتهي من البناء! أو أنك تشتغل ليل نهار للمرافعة في قضية تعلم أنك ستخسرها!!

هل المعنى في أن نبني ونكافح ونعمل وأن النهاية بدون قيمة؟ إن كنا سنموت ونتحلَّلُ موادا عضوية أو نسافر إلى السماء ليحاسبنا رب أو ما شابه؟

لم يستسغ عمر الحمزاوي أن الحياة والنجاح والثروة عبث.

لم يستسغ أننا نحيا بدون مهمة ،، معقولة،، ومحددة، كأن نرتقي إلى الفردوس ونتجنب جهنم كما تدعي الأديان أو أن تتحقق المدينة الفاضلة أين يسود العدل والرخاء أو أن نعيش في نشوة كبرى من الملذات و الثروة و السلطة و الإعجاب .

ها أن الإشتراكية تحققت في مصر بعد انقلاب الضباط الأحرار وتجسمت،، المدينة الفاضلة الكاملة،، وها أنه نجح في الحب والبنين والأسرة والثروة والعمل.

رغم كل ذلك انهارت السعادة وانطفأ وازع الحياة والعمل وحل الضجر والملل والإكتئاب.

لم يبق عمر مكتفي الأيدي بل حرص على استعادة حافز الحياة ومقاومة الضجر والملل والفراغ. فتفرغ لعائلته و اتبع نصائح الطبيب من رياضة ورجيم وفُسَحٍ ثم انتقل إلى البحث عن الحب والجنس والملذات في الخمر والمجون عند العاهرات في الملاهي ثم انطلق في التصوف والبحث عن ،، النرفانا،، و،، النشوة العليا،، في الطبيعة...

بائت كل محاولاته بالفشل، ليستقر في نهاية المطاف في ضيعة في الريف كناسك يهلوس ويسبح في أحلام مجنونة و يُجَنُّ إلى أن تصيبه رصاصة أثناء مطاردة البوليس لصديقه عثمان الذي عاد بعد خروجه من السجن إلى الكفاح من أجل ،، الإشتراكية الخالصة،، و،، المدينة الفاضلة،، كما يتخيلها هو.

الحمزاوي لم يستطع أن يتعايش مع حقيقة عبثية الوجود.

لم يستطع أن يقبل أن الحياة بدون معنى وبدون هدف!! فغادر المجتمع والحياة ليموت ببطء، لينتحر بطريقة سلبية.

سواد الناس لا يتساءلون عن معنى الحياة بل يسعون متناسين الموت والعبثية، سواد الناس منشغلون بالضروريات من أكل و لباس و مسكن، ليس لهم الترف و الوقت للبحث عن معنى الحياة و سر الوجود، كما إن غريزة البقاء تسَيُّرُهم و تحركهم و تجعلهم يتعلقون بالحياة إلى آخر رمق. هذه الغريزة انطفأت كما تنطفئ الشمعة عند بطل القصة فسكت المحرك، إما أن يُصْلَحَ العطب أو الموت . آخرون يقبلون العبثية و يمنحون حياتهم معنى: النجاح المهني والمادي، الأسرة السعيدة، النهم من الملذات من جنس و جاه وسلطة أو الكفاح من أجل مجتمع فاضل وعادل ألخ

أصيب عمر الحمزاوي بمرض الإكتئاب القاتل المنتشر في عصرنا الحاضر كالوباء.

الإكتئاب يصيب الكثير من تلقوا ضربة قاسية قوضت سعادتهم مثل الطلاق وفقدان المحبوبة أو فقدان الأسرة أو موت إنسان عزيز أو البطالة وفقدان مورد الرزق أو مرض مزمن عضال أو خسارة ثروة إلخ.

أحيانا ينطفئ وازع الحياة وتنطفئ غريزة البقاء دون سبب اجتماعي وإنما لخلل عضوي لنقص في إفرازات هرمونات السعادة مثل الدوبامين والسيروتونين.

فنقع في فراغ وحزن مميتين .

نجيب محفوظ ركز فقط على الإكتآب نتيجة عبثية الحياة وفقدانها لغاية ولمعنى.

فكما قال كامي فيلسوف الوجودية أن أهم سؤال يمكن أن نطرحه على أنفسنا هو هل أن نقبل أن نعيش حياة لا معنى لها؟ إن لم تقبل بعبثية الحياة فالأولى أن ننتحر. وهذا ما فعله وأقدم عليه عمر الحمزاوي.



#حاتم_بن_رجيبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنبتات و الإغتراب في العمل بين الحقيقة والمبالغة
- هل كان نظام الملكية الإسلامي حافزا لتحقيق الأمن الغذائي و ال ...
- لن تهزمينني أبدًا ،أبدًا! قصة قصيرة
- مقارنة بين التعليم في تونس وفي ألمانيا
- السياحة الجنسية : كيف تُشوّه وسائل الإعلام الغربية العلاقات ...
- الاندماج الصامت بين شعبين،، العرب والبربر،،
- ما الحل للفلسطينيين ضد الماجعة والترويع والإبادة؟؟
- المحركات الكهربائية التي تعمل بالميثانول – تقنية المستقبل لل ...
- جمال عبد الناصر: إنجازات وإخفاقات
- كيف قوّضت قطر وتركيا ثورات الربيع العربي عبر إيصال الإسلاميي ...
- ،،التغلب على الجفاف ، إسرائيل كقدوة،،
- الدكتاتورية في المؤسسات سم زعاف
- زحف بني هلال لشمال إفريقيا: النكبة و الطامة الكبرى!!!
- كيف أثرت الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي على تصويت الأمم ...
- هل قيس سعيد رئيس تونس حقا دكتاتور؟؟
- الدول المتقدمة والديمقراطية وليدة الصدفة
- ،، من من الشرق الأوسط سيغادر التخلف؟؟،،
- إسرائيل و وهم الأمان وسط أغلبية يهودية !
- الفلسطينيون وهنود الولايات المتحدة الأمريكية!!
- حرب 7 أكتوبر:مرحلة من مراحل التصفية العرقية الشاملة لفلسطين! ...


المزيد.....




- طهران تشهد عرضاً موسيقياً فخماً من مسرحية أوليفر تويست + فيد ...
- يحيى الفخراني يفتتح -أيام قرطاج المسرحية- بعرض -الملك لير-
- ألمانيا تعيد كنوزا إثيوبية بعد قرن
- محمد إقبال: الشاعر والمفكر الهندي الذي غنت له أم كلثوم
- فلسطين تتصدر المشهد في مهرجان الدوحة السينمائي 2025.. 97 فيل ...
- رسائل وأمنيات مخبّأة في قلب بروكسل تركها بناة المدينة
- بعد وفاة بطلته ديان كيتون.. العمل على إنتاج جزء ثانٍ من Fami ...
- البرلمان يقر تشديد شروط تعليم اللغة السويدية للمهاجرين
- انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب بشعار -عاصمة الثقافة.. وطن ...
- -عين شمس- و-بغداد- تتصدران الجامعات العربية في -الأثر البحثي ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حاتم بن رجيبة - رواية الشحاذ لنجيب محفوظ