أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حاتم بن رجيبة - لن تهزمينني أبدًا ،أبدًا! قصة قصيرة














المزيد.....

لن تهزمينني أبدًا ،أبدًا! قصة قصيرة


حاتم بن رجيبة

الحوار المتمدن-العدد: 8499 - 2025 / 10 / 18 - 16:43
المحور: الادب والفن
    


ها أنا أقبع في الزنزانة الباردة والمظلمة... لكنني انتصرت!

برد وسلام على قلبي!

بركان وخمد! حرقة وانطفأت!استقمت بعد أن انكسرت. أبتسم و شعلة تبرق من حدقتيّ العسليتان ، شعلة النصر والفخر.

سكون وطمأنينة لنفس تعذبت الويلاء والقهر...الحرب كر وفر و من يضحك أخيرا يضحك كثيرا، كثيرا جدا !

تتساءلون من هو عدوي؟ على من انتصرت؟؟ من حاربت؟


نسيم عليل، شمس ربيعية دافئة وزقزقة العصافير المرحة تنعش النفس والروح.

لكن أين لروحي المعذبة من الراحة والطمأنينة؟ أين لهذه النار المستعرة في أحشائي أن تبرد وتخمد؟؟ أين لذلك القرع و الوخز في معدتي أن يقف و يكف منذ أن غادرتني و اختطفت حمدي و وائل مني؟؟

هاهما أعز ما أملك يمرحان ويصعدان سفح الهضبة في مرح وسرور وغبطة .

سنلتقي عمهما سالم يرعى الغنم والماعز قرب الغدير ... كم يحبون القطيع والحيوانات! كم يحبون الحياة!

كم توسلت أمي أمهما الطاغية حتى أرافقهما اليوم في نزهة!

نزعتهما مني. هربت بهما إلى بيت أبويها. ذهبت وتركتني وحيدا كالكلب ، ذليلا. دون أسرة، دون أبناء وحنان!

هي تملك كل شيء، سعادة وغبطة، مرح وسرور، حركة وشيطنة وصياح وقهقهة. تملك وائل وحمدي، الرقة والإبتسامة والنظارة و...الحياة.

أما أنا وحيد ومقهور ومغلوب و مهزوم .

أتأمل سقف الحجرة ساعات وأهيم في غياهب الإنتقام و الشماتة. لا يشفي غليلي ولا يواسيني إلا أفكار الإنتقام والجريمة، الدم والعنف، الصراخ والعويل!

عَلَيَّ فقط أن أدفع وأسكت. إيجار بيت جديد ونفقة أطفال ونفقتها هي... النهاية والحضيض! هي تملك كل شيء وأنا لا شيء. انتصرت الشيطانة!

دوري أن أتفرج من بعيد وأن أتحسر وأبكي كالمرأة، كالثكلى !! أن أدفع وأركع!! يجب أن أنكسر ، أن أتوسَّل وأتمرَّغ في وحل الهزيمة والعار والخنوع والذل! أبدًا، أبدًا!

لا ثم لا!! على جثتي!

لم نجد سالم ولم نجد القطيع. سيصل عن قريب، هكذا وعدني عمَّكُمَا.

حضنتهما سويًّا وغمست رأسي بين رأسيهما أملأ رئتي من رائحتهما الملائكية الزكية آخر مرة ، هما أعز ما أملك في الوجود.

ما أبهركما وما ألطفكما! براءة و طمأنينة. طمأنينة الملائكة.


دفعتهما بقوة على الأرض. الْتَفَّتْ كل يد بحنجرة ، شرعتا تضغطان و تضغطان، بثبات وراحة . خنقتهما بيدين من فولاذ وجمر، بروح متمردة و غضب مدمِّرْ .

تَخَبَّطَا كسمكتين تبحثان عن جرعة هواء. زدت الضغط . كادت الأعين أن تنتطر وتتفرقع. احمرار ثم زرقة ثم زبد يسيل من ركن من الفم. استرخاء وهدوء وسكينة. رفعت حجرة ملساء صماء ضخمة إلى السماء وهويت على الرأس! رأس حمدي ثم رأس وائل.

قرقعة خامدة ومكبوتة ، دم يسيل بهدوء ثم النهاية والسلام. ثم النصر والإنتقام و الغبطة.

تخيلتم أنني سأنهار من وخز الضمير، من الندم، من هول فضاعة الجريمة ؟؟؟ أبدًا... الرجل محارب والمحارب لا يتحسر ولا يندم إلا للهزيمة !! البكاء والعويل للنساء والضعفاء. أنا رجل ومقاتل وقوي و عنيد .

خذيهما الآن من تتبجحين بهما. هنيئا مريئا يا شيطانة ويا لعينة! خذي من انْتَصَرْتِ بهما عليَّ ،خذيهما جثثًا هامدة، بدون ابتسامة و بدون نظارة و رائحة ملائكية! سأحرق قلبك وأسلبك صوابك يا مجرمة ويا شانعة! كما حرقت قلبي وسلبتني صوابي من قبل. ذوقي الهزيمة والذل والخنوع كما ذقت أنا، ارتعي من نهر الإنهيار كما ارتعت أنا !!

اذهبي إلى الجحيم . أسلبك أعز ما تملكين . من سينصفك؟ أبوك؟ أمك؟ البوليس؟ إخوتك؟

انتصرت بعد أن أَيْقَنَتْ أنني هزمت.

أنا أبتسم وهي تبكي وتنتحب.



#حاتم_بن_رجيبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقارنة بين التعليم في تونس وفي ألمانيا
- السياحة الجنسية : كيف تُشوّه وسائل الإعلام الغربية العلاقات ...
- الاندماج الصامت بين شعبين،، العرب والبربر،،
- ما الحل للفلسطينيين ضد الماجعة والترويع والإبادة؟؟
- المحركات الكهربائية التي تعمل بالميثانول – تقنية المستقبل لل ...
- جمال عبد الناصر: إنجازات وإخفاقات
- كيف قوّضت قطر وتركيا ثورات الربيع العربي عبر إيصال الإسلاميي ...
- ،،التغلب على الجفاف ، إسرائيل كقدوة،،
- الدكتاتورية في المؤسسات سم زعاف
- زحف بني هلال لشمال إفريقيا: النكبة و الطامة الكبرى!!!
- كيف أثرت الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي على تصويت الأمم ...
- هل قيس سعيد رئيس تونس حقا دكتاتور؟؟
- الدول المتقدمة والديمقراطية وليدة الصدفة
- ،، من من الشرق الأوسط سيغادر التخلف؟؟،،
- إسرائيل و وهم الأمان وسط أغلبية يهودية !
- الفلسطينيون وهنود الولايات المتحدة الأمريكية!!
- حرب 7 أكتوبر:مرحلة من مراحل التصفية العرقية الشاملة لفلسطين! ...
- تونس بعد 25 جويلية، صمت وخمود!!
- ،هزيمة روسيا بوتين وشيكة،،
- ،،جحافل جائعة لا تترك أخضر ولا يابس!!،، قصة قصيرة


المزيد.....




- -أنجز حرٌّ ما وعد-.. العهد في وجدان العربي القديم بين ميثاق ...
- إلغاء مهرجان الأفلام اليهودية في السويد بعد رفض دور العرض اس ...
- بعد فوزه بجائزتين مرموقتين.. فيلم -صوت هند رجب- مرشح للفوز ب ...
- حكمة الصين في وجه الصلف الأميركي.. ما الذي ينتظر آرثر سي شاع ...
- الأنثى البريئة
- هل يمكن للآلة أن تصبح مؤرخاً بديلاً عن الإنسان؟
- حلم مؤجل
- المثقف بين الصراع والعزلة.. قراءة نفسية اجتماعية في -متنزه ا ...
- أفلام قد ترفع معدل الذكاء.. كيف تدربك السينما على التفكير بع ...
- باسم خندقجي: كيف نكتب نصا أدبيا كونيا ضد الإستعمار الإسرائيل ...


المزيد.....

- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- پیپی أم الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حاتم بن رجيبة - لن تهزمينني أبدًا ،أبدًا! قصة قصيرة