أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد بلمزيان - الذاكرة بين التذكر و النسيان














المزيد.....

الذاكرة بين التذكر و النسيان


محمد بلمزيان

الحوار المتمدن-العدد: 8526 - 2025 / 11 / 14 - 14:53
المحور: قضايا ثقافية
    


حينما يتوقف البارود يتكلم القلم، لكن كيف يمكن للقلم أن يدون التاريخ حينما تنتفي الوثيقة ويموت الإنسان الشاهد على الأحداث ، تلك هي المشكلة التي واجهت علم التاريخ وما تزال، حيث يصير البحث عن الحقائق كمن يبحث عن إبرة في ركامات من المتلاشيات الصغيرة والكبيرة، سالت يوما أحد الأصدقاء إن كان يتذكر بعض تفاصيل من نشاطنا كحركة تلاميذية في زمن قد مر عليه حتى الآن قرابة أربعة عقود، فبدأ يتلعثم كمن يريد في محاولة فاشلة اعادة شريط الحياة من جديد، انقبض وجهه وهو يعتصر بعض الكلمات لكنه لم يفلح في سرد بعض المحطات التي عشناها كجيل كان يتوق الى تعليم مجاني للجميع والى بناء مجتمع العدالة والحرية، بدأت بعض علامات الإرتباك على محياه وهو يحكي عن محطات كبرى لا يمكن للقاصي والداني أن ينساها، وقد اهتديت الى أن الذاكرة هي الخزان الوحيد لكتابة التاريخ وأن المحافظة على هذه الذاكرة مشعة يستلزم الأمر التوثيق والكتابة ،ذلك أن من عاش أحداثا بعينها لا يمكن أن يسترجعها كما هي بعد مرور ردح من الزمن حتى ولو كان بطلا فيها بفعل تشابك الأحداث وتشابهها، فحين نتحدث عن الذاكرة فإننا نتحدث عن خزان من المعلومات والمعطيات قد تكون متزامنة مع أحداث أخرى يستحيل استعادتها بدون أن تعتمد على منهجية المقاربة التشاركية في سرد لحظاتها، التي بفضلها تتقاذف المعطيات الواحدة تلوى الأخرى، ويحاول كل فرد من أفراد المجموعة سرد حيثيات المحطات التاريخية، وكل حيثية يثيرها شخص قد تمكن شخص آخر أن يلتقط بفضلها معطيات أخرى قد تكون غائبة أو منسية ، ومن هنا تكتمل الصورة وتحضر ملكة السرد الجماعي وهي تحيط بمجمل حتى لا أقول كل المنعطفات والمحطات المختلفة للذاكرة مهما كانت بعيدة، هكذا نكون قد دوننا جزءا من ما يمكن تسميته باللحظة التاريخية حتى لا تنفلت من قبضة الذاكرة وتصير مجرد ضباب منقشع في سماء واسعة، هذه المنهجية يمكن اعتبارها بمثابة مرصد وعين فاحصة للواقع الذي قد يبدو مضى عليه زمن ليس بقصير، وقادر على أعادة تشخيص ذلك الواقع ومحاولة إحضاره من جيد الى الزمن الراهن وفي اللحظة التي نعيشها الآن ، ومحاولة إحيائه بطريقة أخرى عبر استدعاء ملكة الذاكرة للتحدث والكلام واستعادة علامات ومحطات تلك المرحلة التاريخية وحتى لا تصير يوما مجرد ذكرى طالها النسيان، تحرم منها أجيال لاحقة قد تعاني من شح المعطيات التاريخية، سواء تعلق منها بالوثائق والمصادر التاريخية التي تعتبر المرجع الأساس والصلب للمعرفة التاريخية دون نسيان الشهود الأحياء الذين ما زالوا على قيد الحياة والذين يأتون في المرتبة الأولى من حيث القيمة التاريخية كوثيقة حية ترصد كل صغيرة وكبيرة ، قبل أن تنطفيء شمعتهم و يصيروا جزءا من هذا التاريخ / الماضي القريب والبعيد.



#محمد_بلمزيان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيل Z بين التوتر والغموض
- اختلال التوازن
- انحسار ثقافة الإعتراف بالآخر !
- زياد الرحباني والموقف الجسور
- الإعلام بين الحياد والإنحياز
- الضحك بين تعبير الفرح والغضب!
- صخب أم موسيقي !؟
- الكتابة كسلطة رمزية .
- التيهان في زمن الحلم !
- أي ثقافة لأي جيل ؟
- العالم على شفا هاوية
- العلاقات الدولية وغياب الأخلاق السياسية
- حرب ضروس بدون طلقات نارية!
- مصير العالم الى أين ؟؟؟!
- ( الوليد ميمون ) قامة فنيبة وإبداعية بارزة بالريف.
- حصاد عام 2024
- كلام بين الدعاية والحقيقة !
- في الحاجة الى مقاربة مغايرة
- طبول الحرب
- مشهد من مسرح العبث !


المزيد.....




- الحمل بأجنة متعددة.. ما مخاطره وما طرق علاجه؟
- متظاهرون من السكان الأصليين يغلقون مدخل -كوب 30- للمطالبة با ...
- اختبار -شاهد 161- العلني.. هل تبدأ إيران إعادة رسم ميزان الق ...
- في حضرة خوفو وخفرع ومنقرع انطلاق النسخة الخامسة لمهرجان “للأ ...
- الولايات المتحدة ودول عربية تطالب بالإسراع في تبني خطة ترامب ...
- شركتان ترجحان احتجاز إيران ناقلة نفط قبالة سواحل الإمارات وو ...
- عاجل| نيويورك تايمز عن مصادر مطلعة: ويتكوف يخطط للقاء خليل ا ...
- من -سكيبيدي- إلى -6-7-.. لماذا يحير جيل ألفا آباءهم؟
- ترامب يأمر بالتحقيق في علاقات إبستين مع بيل كلينتون
- ميدفيديف ينتقد واشنطن ويتهمها بالتدخل في شؤون الدول الأخرى


المزيد.....

- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الأنساق الثقافية للأسطورة في القصة النسوية / د. خالد زغريت
- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الفاكهة الرجيمة في شعر أدونيس / د. خالد زغريت
- المفاعلة الجزمية لتحرير العقل العربي المعاق / اسم المبادرتين ... / أمين أحمد ثابت
- في مدى نظريات علم الجمال دراسات تطبيقية في الأدب العربي / د. خالد زغريت
- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت
- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد بلمزيان - الذاكرة بين التذكر و النسيان