محمد بلمزيان
الحوار المتمدن-العدد: 8302 - 2025 / 4 / 4 - 14:01
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
تسير المجتمعات البشرية وفق منحنى تصاعدي خطير في اتجاه مزيد من التخريب والإنهيار، أضحى كل شيء قابل للمساومة والإبتزاز في ظل تنامي تغول أصحاب القرار ، ولم تعد اليوم القوة العسكرية هي التي تقود المعركة في الواجهة بل اصبح نشر بعض القيم التجارية والعقلية الإستهلاكية وبعض الأنماط الثقافية هي الصيغة الجديدة والملائمة للسيطرة بشكل مرن على المجتمعات لتسهيل السيطرة ليس على قراراتها بل وعلى مصائرها كلها، فما هو جار الآن ليس إلا حلقة صغيرة ضمن لوحة شطرنجية يتم صياغتها وفق عقلية جهنمية تستهدف السيطرة على جميع مفاصل الحياة الاقتصادية والسياسية ، حتى في أصغر حلقات عيشها، وبقدرما أن المجتمعات تنعم الى حد كبير على ما وفرته التكنولوجيا الحديثة المتطورة من رخاء في التنقل والتواصل والتعبير عن الرأي والإستفادة من بعض خيراتها ... فإنها تئن تحت وطأة الحصار والتهديد الذي يطالها جراء ما يخفيه المستقبل في ظل انتشار خطابات شعبوية وميول لأصحاب القرار في تقويض مباديء حقوق الإنسان وحرمتها، وهذا ما نستشفه من خلال ما يروج على أعلى مستويات بقيادة USA، التي رفعت العصا الى السماء وأصبحت تهدد به كل من يريد الخروج عن نطاق سيطرتها وهيمنتها، ولعل الرفع من الرسوم الجمركية على العلاقات التجارية بينها وباقي دول العالم هي بداية لحلقة جديدة في نفس الطريق، حيث يتبين بأنه رغم الرخاء الذي يمكن أن تعيشه بعض الدول بأن ذلك لا يعني أن المجتمعات المجاورة يمكن أن تستفيد من خيراته في حدوده الدنيا وإنما هو إطباق وحصار على رواج التجارة بالشكل الذي يؤدي الى انحسار العلاقات التجارية ومزيد من التضخم وتنامي الأزمات الإقتصادية، التي من شأنها استفحال البطالة والهجرة والجريمة، هي مفارقة غريبة وعجيبة في نفس الآن، غريبة لكون هذا النمط من العلاقات الدولية التي تنسج في الخفاء يتم صياغتها بعقول كبيرة لكن لغايات خبيثة ودنيئة، في الوقت التي تسعى المجتمعات بل وسعت منذ فجر التاريخ الى البحث عن ربط وشائج الأخوة والتواصل من خلال تبادل السلع والبضائع عبر استعمال الحيوانات وأدوات نقل بسيطة، وأضحت الآن تسير بعقلية ضيقة بقدرما هي تعطي انطباع لشعوبها بأنها توفر لها رغد العيش والطمأنينة فهي تنشر قواعد الحقد والحصار عبر المساومة والإبتزاز على شعوب أخرى في حقها في التنمية بدون احترام أدنى قواعد الإحترام للمجتمعات في تأمين حقوقها في قرارها و تنمية قدراتها .
#محمد_بلمزيان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟