أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بلمزيان - العلاقات الدولية وغياب الأخلاق السياسية














المزيد.....

العلاقات الدولية وغياب الأخلاق السياسية


محمد بلمزيان

الحوار المتمدن-العدد: 8365 - 2025 / 6 / 6 - 16:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل الأحداث المتفجرة في العالم اليوم هي وليدة غياب الأخلاق السياسية في العلاقات بين الدول في ممارسة الحكم وتدبير شؤون الأمم، وهي أحداث لايمكن فصلها عن تراكم المعضلات في العالم عبر سنين وعقود، بقيت كعبوات ناسفة مطمورة قابلة للإنفجار في اية لحظة، وقد تحصد في لحظات قصيرة أرواح الالاف والملايين عبر العالم، وهذا ما أصبحنا نعيشه الآن جزئيا في مجموعة من المناطق المتوترة، من فلسطين( غزة) و الحرب الروسية الأوكرانية والسودان علاوة على الحروب الصامتة بين أمريكا والصين، ولعل هذه الأخيرة في اعتقادي أخطر من الحروب المشتعلة حاليا، على اعتبار أن الحروب الجارية الآن، ستعرف مآلها النهائي بوقف الحرب لكن المسكوت عنه سيكون بلا شك عنوانا عريضا في المستقبل القريب أو المتوسط لانبلاج صراعات أخرى، وهي ستكون سببا لاندلاع ما يطبخ الآن في الكواليس عنوانها الصراع التجاري بين الغرب والصين، لكون المؤشرات الحالية تدل على أن محاور شد الحبل قابلة للإشتعال كلما تأزمت ما يسمى بمجريات المفاوضات حول امتلاك السلاح النووي خاصة الصراع الجاري والمتأرجح بين ( ايران والولايات المتحدة) منذ سنوات طويلة . ويبدو أن امريكا لا يعنيها الصراع الدائر بين روسيا واوكرانيا أو الإعتداءات والقتل في غزة، بقدرما يهمها الرهان النووي المطروح بينها وبين ايران، وتحاول استدراج الصين الى حلبات الصراع من أجل الإنهاك الإقتصادي كما يقع الآن لروسيا التي اصبحت تواجه الغرب بجميع ترساناتها العسكرية وقنواتها الدبلوماسية، لكن الصين حتى الآن تتظاهر بأن غير معنية بما يجري وتتعامل بنوع من ( البرود ) وعدم التفاعل الضاغط على مجريات الأحداث، رغم أنها هي المعنية بكل هذه المناوشات الجارية في المستقبل البعيد، لكنها تحاول النأي بالنفس من أجل السهر على تنفيذ مشاريعها في ( استعادة مجدها في شق طرق الحرير الجديدة ) من اسيا الى اوربا وافريقيا، وتوطيد علاقاتها التجارية والإقتصادية وهذا ما تخشاه الولايات المتحدة على المدى الإستراتيجي كحرب استنزاف جديدة ، عبر تحجيم دورها وتغلغلها الموجود حاليا في هذه المناطق، وتتعامل الصين مع هذه الأوضاع بنوع من ( عدم الإهتمام) وهي تتماشى مع الطرح الذي تحاول أن تسوقه للعالم بأنها غير منخرطة في تفاصيل الصراع في صيغ المواجهات العسكرية المباشرة بالشكل الذي هو مطروح لدى روسيا وحاجتها هذه الأخيرة الى الدعم السياسي والدبلوماسي ، لكنها في العمق واعية بأنها هي المستهدف الأول على المدى المتوسط والبعيد ، عبر تفكيك القدرات العسكرية الصينية من خلال السيطرة على الأسواق التجارية الرائجة للصين حاليا عبر العالم في انتظار اضعاف دورها السياسي والدبلوماسي وتقليم أظافرها من أجل عرقلة تمددها ، بالشكل الذي يجعلها دولة غير قادرة على اشهار التحدي في وجه الولايات المتحدة أو لعب دور استراتيجي في لجم غطرستها و اندفاعها القوي نحو الهيمنة على العالم وتقديم نفسها على أنها الآمر والناهي في العلاقات الدولية ورسم معالمها السياسية والإقتصادية بشكل لا يدع مجالا لتدخل باقي الأطراف في تقويض سياسات الولايات المتحدة عبر العالم، وهي تعي جيدا بأن الوصول الى هذا المبتغى أمر شائك ومحفوف بالمخاطر والإنزلاقات، وأن البؤر المتوترة حاليا تقود بالضرورة الى ارساء معالم الجرائم والحروب التي ستقع غدا والتي بلا شك ستحصد الكثير من الأرواح في البشر وتخريبا للبيئة الطبيعية، كل ذلك ناتج عن غياب الآخلاق السياسية كما عبر عن ذلك الفيلسوف الألماني ( ارنست كاسيرر) الذي نادى بربط الأخلاق بالسياسة ، في ممارسة الحكم والتحلي بإرادة الحوار والإنصات الى الصوت الآخر المخالف، عبر الإحتكام الى العهود والمواثيق الدولية التي تبقى هي الفيصل في تحديد هذه العلاقات من حيث الإلتزامات للدول فيما بينها وعدم تجاوز صلاحياتها، والتي تكون غالبا هي الوضعية التي نعيشها الآن .



#محمد_بلمزيان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب ضروس بدون طلقات نارية!
- مصير العالم الى أين ؟؟؟!
- ( الوليد ميمون ) قامة فنيبة وإبداعية بارزة بالريف.
- حصاد عام 2024
- كلام بين الدعاية والحقيقة !
- في الحاجة الى مقاربة مغايرة
- طبول الحرب
- مشهد من مسرح العبث !
- أي مصير ينتظر سوريا ؟
- حرب بلا منتصر ولا منهزم !
- فسحة صباح
- لحظة عابرة
- المستهلك بين مطرقة الجفاف وسندان الجشع
- لا فرق بين يمين متطرف ويمين معتدل
- المحكمة الجبائية الدولية، طائر بدون أجنحة
- الهجرة كموضوع تراجيدي
- ( ألقاب) بين القبول والرفض
- قلم يطلق رصاص قاتل
- العالم يتوشح بإزار أحمر
- يناير كم أنت عنيد!


المزيد.....




- ترامب مازحا عن إيلون ماسك: أمريكا تستطيع البقاء بدون أي شخص ...
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة تستهدف إيران وتشمل كيانات في الإمار ...
- بضربة شاملة.. قصف روسي لمواقع بأوكرانيا
- ماكرون ولولا دا سيلفا يحضران فعالية ثقافية في باريس
- عروض نارية مبهرة تضيء سماء أبوظبي في أولى ليالي عيد الأضحى ا ...
- أولمرت: إسرائيل مسؤولة عن تلبية حاجة سكان غزة
- أمريكا.. تحويل الطائرة القطرية إلى -رئاسية- يثير انتقادات في ...
- استمرار التصعيد بين موسكو وكييف... وروسيا تعلن قتل شخص كان ي ...
- مقتل أربعة جنود إسرائيليين في غزة وسط نقص كبير في عديد الجيش ...
- حريق هائل يلتهم صهاريج في أوكلاهوما الأمريكية


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بلمزيان - العلاقات الدولية وغياب الأخلاق السياسية