زياد الرحباني والموقف الجسور

محمد بلمزيان

الحوار المتمدن-العدد: 8426 - 2025 / 8 / 6 - 14:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

زياد الرحباني الموسيقار والمثقف المتلزم بقضايا شعبه، لم يكن فنانا بالمعنى المتداول والذي يجري وراء التقاط الأضواء والفرص لجمع الأموال، بل كان فنانا مبدعا، استطاع أن يجمع بين الفن والموقف الشجاع والدفاع بالكلمة المعبرة المطرزة بالموسيقي الرفيعة، مقدما لوحة قل نظيرها في زمن التفاهة والرداءة، وقد استطاع أن يشق لنفسه طريقا متميزا خارج دائرة الرحابنة ، مجندا نفسه الدخول في معمعان الصراع الدار في لبنان، بتشكيلاته الطائفية والمذهبية القاتلة، معلنا موقفه الصريح من ما يدور في المجتمع من مؤامرات وفساد، مكرسا حياته وفنه لخدمة قضايا شعبه الذي يئن تحت وطأة السلطة الطائفية.
شخصيا كنت أعلم بهذا الإسم ( زياد الرحباني ) منذ زمن طويل، لكنني لم تسنح لي فرصة متابعة فنه إلا خلال العقد الأخير،حيث حاولت الإطلاع على أطراف من فنه و وفقراته الموسيقية ، وقد اكتشفت فعلا بأنه فنان ليس كباقي الفنانين، ولا يتكلم من أجل الكلام، بل إنه حينماا ينطق بكلمة يربطها بسياقها الإجتماعي والسياسي ناسجا قماشا يعكس توترات الواقع الدامي ، ويحاول أن يضع كل شيء على مشرحة التحليل والفحص، بكفية يجعلك تتابع فقراته السلسة وهي ترتسم أمامك كلوحة قائمة الذات ، وتنطبق عليه مواصفات الفنان المرتبط بقضايا الشعب أو الفنان الملتزم، عكس أغلب الفنانين الذين الذين يهرولون وراء الشهرة والمال والنجومية، فهو قد اكتسب نجومية بفعل قدراته وابداعه المتميز بدون نفخ اعلامي أو شهرة زائفة، نحت اسمه على صخر الفن والإبداع الموسيقي، كطفل نشأ وترعرع داخل عائلة فنية وموسيقية معروفة ( الرحابنة ) لكنه اختار أن يكون لموسيقاه طعما مميزا ومسارا خاصا، جمع فيه بين الفن الراقي من خلال كلمات مختارة بعناية لتنهض بمهمة التعبير عن الموقف السديد الذي يريد صاحبه أن يوصله الى شرائح واسعة من الشعب المغلوب على أمره في ظل تردي السلطة وانهيار القيم ، إنه فنان مبدع ومثقف ملتزم ، استطاع الجمع بينهما في زمن من الصعب أن تكون جسورا أمام هول الكارثة .

#محمد_بلمزيان (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل