أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - - سامبا - فيلم يناقش الوضع المأساوي لطالبي اللجوء في أوروبا















المزيد.....

- سامبا - فيلم يناقش الوضع المأساوي لطالبي اللجوء في أوروبا


علي المسعود
(Ali Al- Masoud)


الحوار المتمدن-العدد: 8519 - 2025 / 11 / 7 - 16:47
المحور: الادب والفن
    


الهجرة على الرغم من أنها قد تبدو مشكلة يجب حلها ، إلا أنها جزء من تاريخ البشرية بأكمله. اليوم ، قررت الحكومات الأوروبية والأنظمة الرأسمالية إغلاق بلدانها أمام المرور الطبيعي للاجئين ، الذين يفرون من البؤس الذي يسيطر على أجزاء أخرى من العالم ، بحثا عن حياة أفضل ، عندما لم يكن أمام الكثير اللاجئين الناجين من الموت والخراب والدمار سوى اليأس ، هاجروا من منطقة إلى أخرى ، واستنزفوا الموارد الطبيعية ، بحثا عن أماكن أفضل للعيش فيه. لا يمكننا إلقاء اللوم على شخص يبذل قصارى جهده لمواصلة العيش قدر الإمكان في بيئة آمنة . يسلط الفيلم الفرنسي " سامبا " الضوء على محنة اللأجئين وبطريقة كوميدية وفي نفس الوقت درامية حتى لا يشعر المشاهد بالملل خلال سرد القصة . تتمحور حكاية الفيلم حول حياة شاب سنغالي يعيش في فرنسا منذ 10 سنوات، ويستلم في يوم خطاب ابعاده من البلاد ويفقد جميع حقوقه كمواطن عادي. رجل تم دمجه في المجتمع الفرنسي لمدة 10 سنوات. لم يعد مقبولا. وليس لأنه يشكل خطرا ، ولا مواطنا سيئا ، ولكن النظام لا يسمح بذلك ، لأنهم ببساطة عنصريون قذرون . هذه هي الحقيقة الواضحة. ولكون فرنسا بلد ثقافي وحضاري وإقتصادي ، ولكون فرنسا بلد الثورة الفرنسية وشعارها الاخاء والمساوة والحرية.. عليها فهم الجميع واستيعابهم ، ومن المخجل ان تتخلى عن هذه المبادئ وتنحاز للتيارات العنصرية واليمين المتطرف .
الفيلم مقتبس عن رواية تحمل نفس العنوان كتبتها المخرجة والكاتبة الفرنسية الشابة "دلفين كولين"، واشتركت دلفين كولين في صياغة السيناريو مع شقيقتها "موريل كورين"، أما الصياغة النهائية للسيناريو والحوار فقام بها مخرجي الفيلم الثنائي الثنائي" اولفييه نقاش "و"ايريك توليدانو". يمكن القول أن أخراج الثنائي " نقاش وتوليدانو" يحققان ذلك النجاح بالفرار من الكليشيهات للمرة الثانية. لقد فعلوا ذلك بالفعل بشكل مثير للإعجاب في فيلمها السابق "المنبوذ" الرائع إنتاج عام 2014 ، والآن يكررون نفس المصير مع قضية الهجرة المثيرة للجدل ، وعزلها عن البيئات المغلفة بالتوتر ومشاعر الحب ولكن أيضا عن الديماغوجية الرخيصة . وبطولة النجم الفرنسي ذو الأصول الإفريقية "عمر سي" ، و يرافقه في عدد من تلك المحطات المهاجر العربي الذى يجسده النجم الفرنسي ذو الأصول الجزائرية "طاهر رحيم " .
الهجرة غير الشرعية هي الحبكة الرئيسية للفيلم ، يحاول المخرجان المزج بين الدراما والكوميديا ، لكنهما في جوانبه الأكثر دراماتيكية. هناك العديد من المشاهد المضحكة ، لكنها تفشل في إثارة المواقف الأكثر دراماتيكية. هذا هو الفرق الرئيسي مع فيلمها المؤثر "المنبوذ". وغم محاولتهما في خلق كيمياء بين سامبا (اسم الشخصية التي لعبها عمر سي، الذي أعطى الفيلم عنوانه) وأليس (عاملة الشؤون الاجتماعية التي تلعبها شارلوت غينزبورغ). الممثلة البريطانية - الفرنسية . الفيلم يصور حياة اللاجئ "سامبا سيسيه"، السنغالي الذي وصل إلى فرنسا قبل عشر سنوات وكان يعمل في تنظيف الصحون في أحد المطاعم الباريسية ، ويسعى من أجل أن يصبح مواطنا قانونيا في ذلك البلد، وهو على استعداد لفعل كل ما يلزم للحصول على تصريح عمل قانوني، لأنه دائما ما يكون معرضا لخطر الطرد . يتقاطع سامبا بالصدفة مع أليس، وهي مديرة تنفيذية برجوازية كانت متوترة للغاية لبضعة أشهر، والتي تمر بلحظة شخصية صعبة. اضطرت إلى ترك وظيفتها كمديرة تنفيذية كبيرة بسبب الإجهاد وتحاول ترك حياتها السابقة وراءها ، ولهذا قامت بالتسجيل كمتطوعة في منظمة غير حكومية. عندما تلتقي سامبا ، اللأجئ السنغالي الجذاب تنشأ علاقة بينهما صادقة ورومانسية بقدر ما لا يمكن التنبؤ بها . حيث يحاول كلاهما الخروج من طريق مسدود الذي يمثل حياتهما. من خلال تقاربها وهشاشة أرواحهما يصبحا حميمين ، وسوف يدركان أنهما معا يمكنهما العثور على السعادة .
الفيلم مبني على تناقض مضيء ، المعاناة والرغبة في الحب والعيش على الرغم من كل شيء . يتم القبض على سامبا وإطلاق سراحه بعد قرار الابعاد عن الاراضي الفرنسية والعودة الى أمه المريضة التي يعيلها وتعتمد على مايرسله لها من المال في العيش ودفع الايجار ومصاريف الحياة . وطرده ويعني العمل بدون رخصة وهذه مجازفة لتعرضه لملاحقة الشرطة ودائرة الهجرة. هناك يلتقي بأليس (شارلوت غينسبورغ) ، و كانت تعمل مديرة تنفيذية في احدى الشركات و بسبب انتكاسة نفسية من التوتر والقلق ، أختارت العمل في المنظمات الأنسانية وأصبحت متطوعة لمساعدة المهاجرين. العلاقة بين الاثنين هي لقاء بين عوالم متعارضة ، بين الامتياز والإقصاء ، ولكن أيضا بين هشاشتين تعترف ببعضهما البعض. أليس ليست المنقذة البيضاء ، ولا سامبا هو الهدف السلبي للإنقاذ . يبحثون معا عن طريقة للاستمرار في التنفس ، حتى لا يدع النظام يسحقهم تماما. تتجنب كاميرا توليدانو وناكاشي تصوير البؤس. بدلا من ذلك ، يختار االرومانسية ، لقطات مقربة ، وأضواء ناعمة ، واتجاه فني يضفي طابعا إنسانيا على المساحات المؤلمة والمواقف الحزينة. يتناوب السيناريو بذكاء بين لحظات من توتر الهجرة وعدم الأستقرار مع مشاهد من الكوميديا الخفيفة ، فيلم يشعرك بالسعادة . لكن الخط السياسي حاضر دائما . اختفاء العمال غير المسجلين وغير الشرعيين ، والعنف المؤسساتي لدائرة الهجرة والطريقة الانسانية ، وتجريد الشخصية البيروقراطية ، كل ذلك يتجسد من خلال أداء الممثل "عمر سي " المقنع في حضوره الجسدي ، وجاذبيته ، واحتوائه العاطفي ، يمنح الشخصية قوتها وكرامة صامتة .
الممثلة "شارلوت غينزبورغ ، الهشة واليائسة ، تشكل شخصية متحركة للاستنزاف ، في حين الممثل "عمر سي "الباحث عن بيئة آمنة وعمل ثابت والمتعب من الاختباء والتنكر كي يتحاشى الاعتقال ومن ثم الابعاد يعيش مع عمه ، أيضاً الممثل "طاهر رحيم "، اللاجئ الجزائري الذي يعيش بهوية زائفه بصفته البرازيلي ( أيلسون ) الصديق الزائف والساحر والممتع . " سامبا " العنوان هو أسما لرقصة ولكن السؤال الذي يراود اللاجئ السنغالي (سامبا) : كيف نستمر في الرقص عندما يمنعنا العالم من الحركة؟ ، كيف تحب؟ ، وهل لك الحق في الحلم عندما لا يكون لديك حتى الحق في الوجود بشكل قانوني؟. هذا الفيلم لا يستجيب الى الأيديولوجية ، ولكن يجذبك ويجعلك تشعر بالتعاطف مع سامبا. الرقص بدون أوراق ليس استعارة: إنه عمل مقاومة صامتة في خضم نظام يسعى إلى تحطيم أرواحهم ، سامبا لا يطلب الإذن بالوجود . الرقص ، ببساطة ، لأن العيش هو أيضا التحرك .
يجد سامبا، الذي كان يعمل في غسل ألاطباق في فندق فاخر، نفسه الآن في ورطة وبدون فرص عمل، عالقا بين حياة الشقاء والتعب في فرنسا وحياة البؤس الأسود في أفريقيا. لمساعدته تأتي الشابة أليس ، وهي أخصائية اجتماعية تحاول إيجاد استقرار نفسي وعاطفي بعد انهيار عصبي قوي كاد أن يجعلها تفقد عقلها .‏تولد قصة الحب الحتمية بين الاثنين ، جاء سامبا (عمر سي) من السنغال إلى باريس منذ سنوات للبحث عن الحياة وفرصة عمل ثابت . إنه شاب وسيم وقوي يعمل في مطبخ مطعم ، وإن كان بشكل غير قانوني ، لأنه لا يملك أوراقه بعد. يعيش مع عمه ، الذي تم تقنين وضعه. فجأة ، يتغير العالم الهادئ والمستقر نسبيا الذي يعيش فيه بشكل جذري عندما تداهم الشرطة المطعم وتأمره بمغادرة البلاد . أليس (شارلوت غينزبورغ) امرأة شابة ووحيدة ، تقرر استخدام أوقات فراغها ، بينما تمر بنوبة صعبة من الاكتئاب التي أخذتها بعيدا عن وظيفتها ، لالتزام نفسها كمتطوعة في جمعية تقدم المشورة والدعم للمهاجرين الذين يواجهون صعوبات الذين ينتظرون الترحيل .
وتنشأ الرومانسية حتما بين هذين الاثنين، اللذين يجدان في الحلول الأخرى لأزماتهم الوجودية، على الرغم من الاختلافات الواضحة في الثقافة والمعتقدات وخطط الحياة. يخفف الفيلم من كل هذا، استنادا إلى مواقف أليس الإنسانية والمتواضعة والمنفتحة، التي تشعر أن طاقة سامبا تجلب حيوية متجددة إلى حياتها الروتينية والمملة . تدور أحداث الفيلم في هذه البيئة ، في خضم مشاهد ميلودرامية ، متبلة بالمواقف الفكاهية. لكن في هذه الأوقات التي نمر بها، والتي اكتسب فيها وضع المهاجرين غير الشرعيين أهمية كبيرة، لا يسعنا إلا أن ننظر إليه على أنه استكشاف مثير للاهتمام لحياة وأعمال هؤلاء البشر الباحثين عن حياة ذات جودة وإمكانيات أكبر. إنهم يقبلون بأدنى الوظائف الغير مستقرة ، ويضطرون في التحايل والكذب للبقاء على قيد الحياة وبالكاد يقيمون علاقات ثقة وصداقة فيما بينهم أو مع أشخاص آخرين .
‏يجمع اللقاء بين سامبا وأليس عالمين متعارضين تماما. إنه سنغالي غير شرعي يعيش في فرنسا منذ عشر سنوات، ويحاول بكل الطرق الحصول على تصريح إقامة ويغطي نفقاته من خلال القيام بأعمال غريبة . في حين أليس إمرأة تبحث عن نفسها ، يتقاطع سامبا وأليس على أمل الوصول عاجلا أم آجلا إلى السعادة ، يلتقي سامبا سيسي‏‏ (عمر سي) ، وهو مهاجر غير شرعي سنغالي يعيش في فرنسا منذ أكثر من عشر سنوات كمهاجر غير قانوني ينتظر تأشيرة دائمة ، ‏‏وأليس‏‏ (‏‏شارلوت غينسبورغ‏‏) ، المتطوعة في جمعية إنسانية تتابع قضيته من خلال أخذها على محمل الجد بشكل لا يقاس. إذا كان أحدهما يبحث عن هوية ، هاربا من الفقر ، أحيانا من الشرطة وقبل كل شيء من مراوغات البيروقراطية التي لا معنى لها ، فإن الآخرى تحاول العثور على هوية وإعادة الثقة بنفسها بطريقتها الخاصة بعد ‏‏انهيار‏‏ عاطفي . ‏
الفيلم مأخوذ عن ‏‏رواية سامبا من أجل فرنسا‏‏ من تأليف ‏‏دلفين كولين‏‏، التي عملت هي نفسها كمتطوعة في جمعية لمدة خمس سنوات: إنها ليست قصة حقيقية (مثل قصة الأصدقاء تقريبا) لكنها يمكن أن تكون كذلك، على الأقل فيما يتعلق بالسياق الاجتماعي الذي تدور أحداثه فيه. والنتيجة هي ‏‏دراما‏‏ ، كوميديا اجتماعية حلوة ومرة ، قصة بألوان مختلفة وآثار اجتماعية وسياسية كبيرة متخفية في شكل كوميديا ، أضاف إليها المخرجان شخصية غينزبورغ ، غير الموجودة أصلاً في الرواية ، لتحويلها إلى نوع من قصة الحب ، نوع من ‏‏القصص الواقعية الحديثة‏‏ ، ربما بقصد تخفيف النهج السياسي المفرط للمشاهدة . ومع ذلك ، في محاولة ‏‏لمزج الأنواع‏‏ مع ‏‏النغمات الكوميدية‏‏ وقبل كل شيء مع ‏‏العنصر الرومانسي‏‏ ، في الحقيقة ، تبدو الحبكة غير قابلة للتصديق ومقصرة بعض الشيء ، يحقق المخرجان توليدانو وناكاشي أكثر من أي شيء آخر نتيجة للتنويع في الايقاع و النغمات ‏‏والإلحاح الاجتماعي‏‏ الموجود في الرواية في نوع من فعل الخير والعمل الإنساني إلى حد ما . يتناول فيلم" سامبا " مع مواضيع خطيرة والهجرة غير الشرعية والمهاجرين غير الشرعيين في فرنسا . ويتعامل المخرجون مع الموضوع بدقة دون أن يرغبوا في التنديد أو المطالبة بأي شيء ، مجرد عرض حالة من واقع اللاجئ في البلدان الأوروبية وقسوة التعامل معهم. ويا لها من حقيقة محزنة ... لا دموع، فقط رسم صورة لحياة أشخاص يعيشون ويعملون في السر في فرنسا، واقع يتم التعامل معه بجدية ولكن بلمسة من الخفة والكثير من الفكاهة. قد لا ترقى النتيجة إلى مستوى التوقعات تماما ، لكن الحقيقة تظل أن "سامبا" فيلم مؤثر وييتصدى لقضية مهمة ، ويعالج القضايا الحالية (المهاجرين غير الشرعيين ، الاكتئاب) وتمزج مرة أخرى بين الفكاهة والدراما ، حتى لو كان الجانب الدرامي هذه المرة أكثر تأكيدا ، لأنه يكشف عن الجانب المظلم للهجرة في فرنسا وبلدان أخرى . في هذا الصدد ، يمكن اعتباره فيلما اجتماعيا تقريبا ، لأن المخرجان لا يدينان أي جهة ولا يقدمون لنا أي حل. إنهم راضون عن إظهار الواقع القاسي فقط . يمكننا انتقادهم لهذه العملية السهلة إلى حد ما والتي تهدف إلى توحيد الحد الأقصى من المتعة للمشاهد، بالإضافة إلى المشاهد والمواقف الكوميدية القليلة التي تتخللها فيلمهما ، مثل مشهد تعري ويلسون( الممثل طاهر رحيم) على السقالات ، الحفلة في الجمعية أو المشهد المضحك للغاية على أسطح المنازل). تكمن قوة سينما توليدانو وناكاشي في هذا المزيج من الأنواع ، لكنهما ينجحان دائما. بالإضافة إلى ذلك ، لديهم هذه القدرة على تقديم مشاهد تبقى عالقة في الذاكرة لفترة طويلة ، حتى لو لم يعجبنا فيلمهم بشكل خاص .
يلعب عمر سي مرة أخرى الدور القيادي ويقدم أداء رائعا مليئا بضبط النفس والحساسية. حتى لو فضلته في فيلم "المنبوذ " ، فإن هذا الفيلم هو دليل إضافي على موهبته في السجل الدرامي. إنه يشكل زوجين مفاجئين مع شارلوت غينزبورغ الساحرة ، التي تبين أنها مؤثرة ومضحكة.. إلى جانبهم ، نجد طاهر رحيم ممتاز ، يفاجئ في دور يتعارض مع التيار يظهر فيه استعدادا معينا للفكاهة ، وإيزيا هيجلين طبيعية للغاية وهيلين فنسنت المتألقة دائما (مشهد رقصها لبوب مارلي لطيف جدا). أما بالنسبة للموسيقى ، فهي إلى حد كبير في صورة الفيلم: بهيجة في لحظات معينة (معظم مشاهد الرقص) ، وتلامس لحظات أخرى . خلال فيلمهم الأول ، نجح إريك توليدانو وأوليفييه نقاشي في التعامل مع موضوع خطير للغاية وليس بالضرورة بهيج عن حالة (المعاقين) من خلال قصة صداقة جميلة جدا. وهذا أعطى الحياة ل "المنبوذون" والنجاح الكبير الذي نعرفه. حسنا ، بالنسبة لفيلمهم الثاني ، يستخدم الصديقان نفس الوصفة إلى حد ما: هذه المرة ، ندخل عالم المهاجرين غير الشرعيين ونضالهم اليومي من خلال قصة حب جميلة . هؤلاء المهاجرون ، أولئك العاملون في أوضاع محفوفة بالمخاطر والذين ليس لديهم أوراق وهم في حالة غير قانونية يبحثون عن فرص ، في معظم الحالات هم الذين يقومون بالعمل القذر ، ويمكننا أن نلاحظ ذلك في تلك المشاهد التي ينتظر فيها المهاجرون ( في المسطر) شخصا يحتاج إلى عمل ، ويقاتلون من أجل أن تكون فرصتهم الوحيدة للحصول على دخل. إنهم بشر ولديهم وضع يضعهم عمليا في طي النسيان، مع الخوف من الاحتجاز في مركز اعتقال في انتظار الحل. أن يطلقوا سراحك ، لكن أمر الطرد والإبعاد شبحاً يطاردهم . أمر يدعو الناس لمغادرة البلاد في غضون 72 ساعة فقط. إنها جملة، إنها تعيش في حالة من عدم اليقين، الخوف من أن يتم سجنك في أي لحظة ويمكن طردك من البلاد، أين؟ مرة أخرى إلى البؤس؟ سواء كانت السنغال أو أي بلد آخر في أوضاع محفوفة بالمخاطر. يحيط تطوير الفيلم بموضوع الهجرة في فرنسا ، إلى جانب الصعوبات التي يواجهها المهاجرون في التطور والنمو في المجتمع. يتم تقديمه مع العديد من الموضوعات دون الانتهاء من تعميق أو إبراز هذا الموقف أو ذاك. الهجرة وغير الموثقين؛ العلاقات بين الأعراق أو كراهية الأجانب أو كيف يعيشون في ظروف مروعة داخل غرف صغيرة.لكن في هذه الأوقات التي تمر بها العديد من الدول والمناطق الملتهبة التي خلفت جيوشا من الهاربين من لهيب الحرب وخرابها ، والتي احتل فيها وضع المهاجرين غير الشرعيين مكانة بارزة كبيرة ، لا يمكن تفويتها كاستكشاف مثير للاهتمام لحياة وأعمال هذه الشخصيات التي تحتاج الى معالجة حلول إنسانية للنظر في ملفاتهم بعيدأ عن الاصوات القبيحة وعدوانية اليمين المتطرف ونظرته العنصرية والعدوانية أتجاه المهاجرين .
لا شك أن الفيلم هو مثال واضح على وضع المهاجرين غير الشرعيين الباحثين عن الفرص والشدائد التي يواجهونها من أجل الحصول على حياة كريمة. القصة، على الرغم من لمسات الفكاهة والدراما في العلاقة بين أليس وسامبا، تعكس الوضع الحقيقي وانتهاكات حقوق الإنسان لكل من هؤلاء الأشخاص، لأنه بدلا من معاملتهم كأشخاص، يتم التعامل معهم كأقلية.‏فيلم طموح ، ‏‏ ويكشف أخيرا عن الرؤية الإيجابية للعلاقات الإنسانية .
في الخلاصة : فيلم واقعي مؤثر عن مهاجر يكافح البيروقراطية والفقر والتمييز سعيًا للحفاظ على كرامته . ‏
كاتب عراقي



#علي_المسعود (هاشتاغ)       Ali_Al-_Masoud#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - المروج البيضاء- فيلم غني بالرمزية والصور الشعرية
- فيلم -موسم في فرنسا - دراما تفتح على النقاش حول اللاجئين بوا ...
- فيلم -معركة تلو الأخرى- تعرية للرقابة وسلطة النظام الأمريكي
- - الجدار- فيلم وثائقي -يفضح- السياسات المناهضة للهجرة في أور ...
- فيلم - عيون كبيرة - يحكي حياة الرسامة مارغريت كين
- فيلم - وداعا للغة- - وصية العبقري ( جان لوك غودار ) قصيدة بص ...
- خوسيه -بيبي- موخيكا في السينما: أفلام لفهم حياته وإرثه النضا ...
- -موت معلن - فيلم سوري يطلق صرخة تحذير من تفشي ظاهرة زواج الق ...
- -قراءة لوليتا في طهران-.. حين تصبح القراءة وسيلة لمقاومة الا ...
- -طهران- فيلم إثارة هندي يتناول الصراع الإيراني - الإسرائيلي
- -سحابة- فيلم ياباني يتناول التأثير الثقافي والاجتماعي للعالم ...
- فيلم -الليل يأتي دائماً-.. يكشف الجانب المظلم للحياة في أمير ...
- - السينما ذاكرة -- أفلام صورت الانقلاب في تشيلي قبل 52 عاما
- فيلم - محطمات القواعد- إحتفاء بالشجاعة والتحدي للمرأة ألافغا ...
- فيلم - في أرض الإخوة - يفضح التمييز والعنصرية ضد المهاجرين ا ...
- لإرث السينمائي للرسام السريالي سلفادور دالي‏
- التناظر في المسار الشعري والإنساني للشاعرين : المصري - أحمد ...
- فيلم - بيروت -عرض بائس يعيد احداث الحرب الأهلية
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يضع صناعة السينما في أزمة ؟
- -جنة عدن- فيلم يتناول تعقيد الطبيعة البشرية ويجردها من العلم ...


المزيد.....




- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...
- جائزة الغونكور الفرنسية: كيف تصنع عشرة يوروهات مجدا أدبيا وم ...
- شاهد.. أول روبوت روسي يسقط على المسرح بعد الكشف عنه


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - - سامبا - فيلم يناقش الوضع المأساوي لطالبي اللجوء في أوروبا