|
فيلم -معركة تلو الأخرى- تعرية للرقابة وسلطة النظام الأمريكي
علي المسعود
(Ali Al- Masoud)
الحوار المتمدن-العدد: 8504 - 2025 / 10 / 23 - 15:00
المحور:
الادب والفن
فيلم "معركة تلو الأخرى" تعرية للرقابة وسلطة النظام الأمريكي فيلم قصته اقتباس من رواية " فينلاند" لتوماس بينشون ، كتبت عام 1990 ، عن الحركات الراديكالية في الستينيات. ومن أخراج ( بول توماس أندرسون) ، عن الثوار وخيبة اليسار والجيش الفاسد والتهمة السياسية والحركات اليسارية هي بعض العناصر التي تشكل فيلم "معركة تلو الأخرى "، الفيلم الجديد لبول توماس أندرسون ، المخرج الذي لا يحتاج إلى مقدمة لأن عمله يتحدث عن نفسه ومنها رائعته ( منغوليا )عام1997 . يثير طاقم الممثلين رفيعي المستوى وقيمة الإنتاج الرائعة لما هو أغلى فيلم في حياته المهنية السؤال : هل كان كل هذا الجهد يستحق كل هذا العناء؟ . بوب فيرجسون (ليوناردو دي كابريو) هو ثوري سابق راديكالي وأب شغوف ، تأخذ حياته منعطفا عندما يتم اختطاف ابنته ويلا (تشيس إنفينيتي) من قبل العقيد لوكجو (شون بن) ، وهو عدو من ماضيه . في محاولة يائسة لاستعادتها ، يضطر بوب إلى مواجهة الجروح القديمة واللجوء إلى مجموعة من زملائه الثوريين. يخططون معا لمواجهة خطر اليمين المتطرف الذي يمثله العقيد لوجكو ، والجمع بين المكر والاستراتيجية والمهارات المكتسبة من ماضيهم الثوري المتشدد. تمزج القصة بين الحركة والتشويق والخلاص بينما يكافح بوب لإنقاذ ابنته والتصالح مع قصته . الحياة عبارة عن سلسلة من المعارك ، بعضها أكثر صعوبة من البعض الآخر ، بصور وحشية تصور التجريد من إنسانيتنا من حولنا. مشاكل خطيرة تم تطبيعها، في الصراع الأبدي بين الخير والشر تبرز الكراهية ، ويبدو هي الرابح الأكبر في هذا الصراع ، والخوف الشريك معها كان مسؤولا عن إسكات أولئك الذين لديهم القدرة على الاحتجاج والقوة للمثابرة في النضال . في خضم مثل هذا المناخ السياسي والاجتماعي الكئيب ، تبدأ أحداث " معركة تلو الأخرى "بدفع هائل ، مما يوفر لنا في نفس الوقت بصيصا خافتا من الأمل . أصبح معسكر احتجاز للمهاجرين ، بالقرب من الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك ، مسرحا لاندلاع ثورة قد دبرتها المجموعة المعروفة باسم ( فرنسي 75 ) ، والتي تعد بيرفيديا بيفرلي هيلز (تيانا تايلور) وبوب (ليوناردو دي كابريو) جزءا منها. أصبحت أفعالهم التمردية الهاجس الرئيسي للعقيد ستيفن لوكجو (شون بن) ، الذي وعد بعدم الراحة حتى يتم الانتهاء منها ، من أجل القضاء على أيديولوجيتهم مرة واحدة وإلى الأبد . تتعقد الأمور بعد القبض على بيرفيديا خلال إحدى المهمات الثورية ، تاركة بوب وابنتها في موقف ضعيف . من أجل حماية المولودة الجديد ، يختار بطل الرواية إتباع تعليمات رفاقه في المقاومة ويهرب إلى مجتمع معزول حيث يتخذ كلاهما هويات جديدة ويجدان ملاذا آمنا . تمر السنين ، ويستمر العالم في تدمير نفسه ، وتسبب عدم اليقين وخيبة أمل الثوري (بوب) في انحداره . خيبة الأمل من النتائج العكسية التي حصل عليها بعد نضال أمتد لأكثر من 15 عاما ، والنتيجة اليوم رجلاً مكسوراً غارف في عالم من الإدمان . كان خلاصه الوحيد هو أبنته ويلا (الوجة الجديد تشيس إنفينيتي) ، الذي دفعه حبه لها إلى أن يكون رجل عائلة. عاطفة سيتم اختبارها بعد اختفاء إبنته المراهقة دون أن تترك أثرا . فيلم يجسد معركة مثيرة شعارها :( لا للقمع والاستبداد ). إنه ملحمة عن الخير والشر والعنف والسلطة والحقوق غير القابلة للتصرف ومكافحة الظلم . كما إنها قصة حب أيضا . يتحدث الفيلم عن إخفاقات الماضي والحاضر ، لكنه يصر على وعد المستقبل . إنه موجه ببراعة، وهذا ما يجعله مثيرا للتفكير . وتبدأ القصة قبل حوالي 16 عاما ، خلال فترة أندفاع بوب المتفجرة مع مع مجوعة ثورية تطلق على نفسها ( فرنسي 75 ) ، وهي مجموعة راديكالية ، وعلى الرغم من أنها غامضة ، ولا يفصل المخرج أندرسون أيديولوجيتها الثورية أو أهدافها. مثل شخصياته ، يفضل عموما الانتقال من النظرية إلى العمل. نقطة ارتكاز قصة الحب بين بوب وبيرفيديا بيفرلي هيلز ( تيانا تايلور ) ، وهي عضو جذابة ومؤثرة في المجموعة ، وتتمتع بشجاعة لا هوادة فيها . في البداية ، يتبعها بوب بفارغ الصبر أثناء هجوم المجموعة على مركز احتجاز للمهاجرين ، تحت جنح الليل ، قاموا الثائرون الآخرون بنزع سلاح الحراس العسكريين وإطلاق سراح حشد من الرجال والنساء والأطفال . هناك أيضا تلتقي بيرفيديا لأول مرة بالعقيد ستيفن جيه لوكجو (شون بن) بقصة شعره الغريبة ، الذي تهزمه بسهولة بمسدس . لا يذكر المخرج أندرسون أسماء ولا يشير إلى أي شخصية سياسية حاليةومع ذلك ، في حوالي عام 2009 ، وهو العام الذي بدأت فيه ولاية باراك أوباما الأولى ، إستولت حركة (الفرنسي 75 )على مركز الاحتجاز ، يشعر أعضاء المجموعة بالابتهاج بالهجوم ، متحمسين لنجاحهم ، "تحيا الثورة!" يصرخ بوب وهم يفرون ، صرخة حاشدة يتردد صداها . هو وبيرفيديا يسرقان البنوك ، وينجبان ابنة ، ثم تختفى بيرفيديا بعد اعتقالها وأغتصابها من قبل العقيد النازي ستيفن لوكجو والوشاية برفاقها . كل شيء ينهار ، وينتهي الأمر ببوب على غير هدى مستسلما لخيبته . بعد أن اختبأ قبل سنوات ، يعيش بوب الآن مع ابنته ويلا في منزل شمال كاليفورنيا (مما لا يثير الدهشة) ، هناك يشرب الكثير من الكحول ويدخن الكثير من الحشيش ، اختفت حماسته الثورية وكذلك بيرفيديا التي إختفت منذ فترة طويلة . لتمضية الوقت ، يشاهد بوب فيلم ( معركة الجزائر) عام 1966 للمخرج بونتيكورفو ، يكرر كلمات السيناريو - حول نضال الجزائر من أجل الاستقلال . في حاضر الفيلم ، يعيش بوب مختبئا في منطقة ريفية مع ابنته المراهقة التي تطمح إلى حياة بعيدة عن ماضي والديها العنيف. لكن ظهور رجل عسكري متطرف (شون بن) ، مهووس بالعثور عليه ، يعيد إحياء أشباح الوقت الذي بدا مدفونا . فيلم"معركة تلو الأخرى"ينقسم الى جزأين مختلفين تماما. الأول هو مقدمة واسعة تدور أحداثها أثناء صعود مجموعة ثورية وكيف يفعلون كل ما يلزم لتحقيق أهدافهم. إنها مرحلة رئيسية لفهم دوافع أبطالها بشكل أفضل ، ولكن من الناحية السردية البحتة يمكن القول أن الأمر يستغرق بعض الوقت للبدء . ومع ذلك ، يتم تعويض ذلك من خلال خلق شخصيات فيها الكثير من الأثارة . بمجرد وضع الأسس ، تقفز "معركة تلو الأخرى" عدة سنوات في الوقت المناسب . يتجنب المخرج أندرسون الاندفاع دون داع ويسمح للتراكم بالتدفق بشكل طبيعي حتى يصبح الفيلم مزيجا من المطاردة المستمرة والرحلة الأبدية إلى الأمام وبطريقة ذكية ، يقوم السيناريو الذي كتبه أندرسون بتكييف المادة الأدبية بحرية وتحديثها لتقديم قراءة معاصرة للمشهد السياسي المتشنج الموجود في الولايات المتحدة مع الاعتقالات الجماعية للمهاجرين ، وانتشار خطاب الكراهية والمواقف الراديكالية لكلا المعسكرين السياسيين . عمل مذهل يظهر مرة أخرى موهبة أندرسون الرائعة كراوي لحكاية تؤدي إلى ذروة مليئة بالتوتر والشعور ، بالإضافة إلى نشر بعض الرسائل المثيرة للاهتمام على طول الطريق المتعلقة بإزالة الغموض عن الحركات الثورية ومحاولة تأليتها كأبطال ليسوا كذلك . عمل أندرسون في الإخراج رائع أيضا ، مع سينما الحركة في السبعينيات ورؤية مؤلفة مليئة بالإبداع تترك مشاهد لا تنسى ، مثل المطاردة على الطريق الصحراوي أو الغارة على منزل سينسي مع الفوضى الليلية في الخلفية. المشاهد البصرية والسردية التي ترسخ المخرج ( أندرسون) كواحد من أفضل صانعي الأفلام المعاصرين . عمل سيكافأ بالتأكيد بترشيحات متعددة في موسم الجوائز القادم . فضيلة أخرى لا جدال فيها هي طاقمه التمثيلي بقيادة " ليوناردو دي كابريو "، الذي يسيطر على الشاشة بشخصيته . يمتلك بطل الحكاية سجلات مختلفة تتراوح من ثوري ملتزم بالقضية الاجتماعية إلى شخصية أب مهزوم منغمس في حالة مستمرة من جنون العظمة نتيجة لاستهلاك الماريجوانا ، وهي تغييرات ملحوظة يجسدها دي كابريو ويصل بها إلى مستويات كبيرة من العاطفة في الثلث الأخير من القصة . بجانبه، الشابة( تشيس إنفينيتي) تقدم أداءأ جيدا في دور الإبنة ويلا وتفرض نفسها كوجه جديد . يبرز أيضا الممثل (بينيشيو ديل تورو المضحك) في دور سينسي سيرجيو . لكن الانطباع الأكثر تميزا ذاك تركته الممثلة " تيانا " في دور "بيرفيديا بيفرلي هيلز " ، أداء مشحون بالقوة الدرامية التي تتجاوز الشاشة وتبقى مع المشاهد على الرغم من وقتها المحدود في الحبكة . الممثل "شون بن" في دور العقيد لوكجو . في سن 65 عاما يتألق الممثل في دور شرير وحشي يمثل السلطة البوليسية القمعية. يصبح هذا الضابط المتطرف ، بقصة شعره السخيفة ، ومشيته البشعة ، والتشنجات اللإرادية التي لا تعد ولا تحصى وإشاراته المبالغ فيها وشخصيته المهوسة بالأنانية ، واحدة من أكثر الشخصيات البغيضة التي شوهدت في السينما منذ فترة طويلة . يمكن تفصيل حكاية الفيلم الى ثلاث فصول . الفصل الأول: (الثورة ) ، يمكن اعتبار الثلث الأول من الفيلم أسوأ جزء من القصة ، ولكن هذا فقط لأنه يسعى جاهدا لتقديم الشخصيات التي ستأخذنا إلى هذه المعركة بشكل طبيعي. يمكن ملاحظة القوتين اللتين ستدخلان في الصراع طوال الفيلم بسرعة. من ناحية هناك مجموعة الثوار ، بقيادة برفيديا بيفرلي هيلز الجريئة ولعبها الممثلة "تينايا تايلور " بطريقة رائعة . من ناحية أخرى ، فإن الميليشيا اليمينية بقيادة ستيفن لوكجو الخطير ، لعبت أيضا دورا استثنائيا من قبل الممثل "شون بن " خلال هذا الفصل الأول ، لا يفقد الفيلم سرعنه . مع المونتاج المستمر لعمليات السطو والصراعات ، يمر الفيلم حرفيا بمعركة تلو الأخرى ، ويحافظ دائما على اندفاع اللحظة وينقله . ينفذ أندرسون أسلوبه الشهير في الاثارة ويأخذ المشاهد إلى لحظات من الحركة والجريمة التي تذكرنا بافلام " مارتن بسكورسيزي " في فترة من التسعينيات . الفصل الثاني: (كوميديا ) مع شرح الشخصيات والسياق ، تنتقل "معركة تلو الأخرى" مباشرة إلى وسط الحبكة في فصلها الثاني. هنا ، يسلط الضوء على الممثل " ليوناردو دي كابريو " مع بدء الاستسلام والشعور باليأس والمرح. يجب أن تكون هذه هي الشخصية الأكثر تسلية في حياته المهنية - أو على الأقل تنافس دوره في فيلم"ذئب وول ستريت" . الفصل الثاني هو أفضل جزء من الفيلم ويجب أن يكون من بين أفضل ماقدم في السينما هذا العام . تسمح السلسلة الهائلة من المواقف والمشاهد الكوميدية لمتعة بصرية . هنا تبرز شخصية الممثل" بينيشيو ديل تورو " والذي يبرز كمكمل جيد جدا للقصة. تظهر إضافته أن أندرسون لديه عين جيدة جدا لفريق التمثيل وأنه ، في الغالبية العظمى من الحالات ، الذي يختار بدقة الممثلين الذين يلعبون هذه الشخصيات المذهلة . الفصل الثالث: على الرغم من أن الجزء الأخير من الفيلم يتباطأ بوضوح ، إلا أن الخاتمة تصل إلى لحظات تستحق الانتظار . في الواقع ، معركة بعد معركة هو فيلمان في فيلم واحد . في الجزء الأول ، يخبرنا بول توماس أندرسون عن حياة ذلك الشاب بوب مع المثل العليا. الذي كان على استعداد لفعل أي شيء من أجل الثورة ويتبع الزعيم الحقيقي ( بيرفيديا). بين الطلقات النارية والمطاردات وقنابل المولوتوف ، يقدم لنا المخرج قصة حب مثيرة للاهتمام للغاية مع الرغبة والحرية والخسارة كموضوعات مركزية . إنها بداية مفاجئة ، يصعب فيها العثور على تركيز واضح على القصة. يكرر المخرج صيغة فيلمه الأخير ( بيتزا عرق السوس ) ، حيث الشخصيات هي التي تحمل ثقل الفيلم فوق الحبكة نفسها ، وهو أمر غير محدد ومتردد . إنها بداية ، على أي حال ، ربما غير منتظمة ومتكررة . ينسج أندرسون شبكة من المواقف ، على الرغم من أنها مسلية ومثيرة للاهتمام للغاية ، إلا أنها أكثر متشابكة ومعقدة .. لكن فجأة تأتي قفزة الوقت . بعد 16 عاما بوب، أو "غيتو بات" (ليوناردو دي كابريو)، رجل معتزل الحياة السياسية يرعى فيها ابنته ويلا . لقد ترك الثورة وراءه ، بعد ستة عشر عاما، يعتني بوب بابنته المراهقة ويلا الأبنة التي تمثل الأمل ، رمز الجيل الجديد المتمرد، الذي يرى الثورة ضرورة وليس خيارًا، والتي يظهر من علاقتها المتوترة مع أبيها صراع الأجيال حول السلطة، الحرية، والهوية . عندما ظهر العقيد لوكجو (شون بن)، رمز للسلطة البوليسية القمعية، وهو عدو قديم وعنصري، من ضباب الماضي. وفي اللحظة التي تختطف فيها ابنته ويلا ، تأخذ "معركة تلو الأخرى" منحى آخر ، عند هذا التحول في النغمة يصبح السرد أكثر تركيزا . منذ تلك اللحظة فصاعدا ، أندرسون بنفسه بالكامل في فيلم إثارة سريع الخطى ضد عقارب الساعة مبهر وحيوي ومضحك وشافي . الفيلم هو صرخة حقيقية للحرب والثورة ، وهجاء قوي للتطرف ي، في نفس الوقت ، دعو إلى الحرية الجماعية في مواجهة الاضطهاد الخانق لنظام فاسد . إنه تكريم للثوريين الذين قاتلوا في النصف الثاني من القرن العشرين وتحفيز للأجيال الجديدة . الفيلم تأملات عميقة حول التمرد في مواجهة القمع الحكومي وقوة الأسرة والمجتمع في أوقات مضطربة ، والتي يمزجها مع مطاردات السيارات وإطلاق النار وعمليات السطو على البنوك والحصار . الفيلم يروي حقبة - معاصرة أو مستقبلية - يبدو فيها أن كل بوصلة قد ذهبت إلى الجنب وحتى الإنسانيين الثوريين لا يتذكرون مفاتيح الوصول والإحداثيات للهروب . الفيلم يتضمن الكفاح من أجل الحقوق المدنية والإرث المناهض للمهاجرين والعنف الحكومي . التطرف اليساري وتفوق البيض . كما هو الحال في أمريكا وفي العالم اليوم . رواية تتسم بالتوتر السياسي يبني المخرج "بول توماس أندرسون " سيناريو ينتقل بين الدراما الحميمة والسينما السياسية . لا يتجنب الفيلم معالجة قضايا مثل العنف المؤسساتي وخيبة الأمل من النظام والعواقب الشخصية للانشقاق السياسي. لا يصور فيلم "معركة تلو الأخرى" قصة خيالية فحسب: إنه جزء من تقليد الأفلام التي تشكك في السياق الاجتماعي والسياسي الحالي للولايات المتحدة . نقل المخرج بذكاء الإعداد الزمني لفينلاند، وهي رواية لتوماس بينشون التي كانت بمثابة "مصدر إلهام" للسيناريو ، يفرض أندرسون إلى حد ما شخصيته على شخصية بات المعروفة باسم بوب فيرغسون، الثوري الذي فشل، والذي يعيش الآن بهوية زائفة في مكان بعيد على الحدود مع المكسيك حيث يحاول الآلاف من الناس على وشك اليأس كل يوم الوصول إلى "الحلم الأمريكي" الذي تحول عاما بعد عام إلى كابوس، في معسكر عسكري، في مساحة تخنق كل محاولة للهوية، من الانحراف عن الاحترام إلى الممارسة البرجوازية الموحدة. السينما كعمل من أعمال المقاومة، لذلك، مثل استخدام الفيلم، الإشارة إلى عالم خيالي بعيد ، ضائع في ضباب الزمن ولكنه لا يزال هناك على استعداد لتخلل الأجيال الجديدة، وإقناعهم بعدالة النضال، حتى الأكثر وحشية. بسبب الحرية . السخرية موجودة ، لكنها لا تكسر المعقولية أبدا. يسخر الفيلم من الجهاز العسكري والآلية البيروقراطية ومنطق السلطة ، دون إغفال إنسانية شخصياتها . ومن أبرز الأحداث الأخرى في الفيلم كانت تصويره للحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك ، والتي تم تصويرها على أنها مساحة صراع دائم. المشاهد التي تحدث صريحة ومليئة بالتوتر وذات فظاظة تشير إلى الحقائق الحالية . يثير الفيلم أسئلة غير مريحة حول الهوية الأمريكية ، واستخدام القوة ، والذاكرة التاريخية ، ودور المواطن في مواجهة السلطة. في أوقات الاستقطاب ، يتم تقديم رؤية أندرسون على أنها استفزاز ، أو نظرة نقدية من داخل نظام الفيلم نفسه . فيلم يسعى الى التغيير والتخلص من كل الإرث القديم ، من اليسار الفوضوي وكذلك اليمين العنصري . الخلاصة : المخرج "توماس أندرسون " يصنع فيلما يتشكل بالفعل ليكون أحد أهم الأفلام في العام . مزيجاً من الهجاء والنقد السياسي في قلب النقاش الثقافي الحالي ، الفيلم يُعري أميركا المعاصرة: الرقابة، الشرطة، الانقسامات، فقدان الثقة في السلطة، عودة الشعبوية، لكنه أيضًا يحمل بعدًا إنسانيًا عامًّا، ويشير إلى أننا جميعًا نعيش “معركة تلو الأخرى” مع أنظمتنا، مع أجيالنا و مع ذواتنا . معركة تلو الأخرى ، بمعنى أخر ثورة بعد ثورة ضداليمين المتطرف والفاشية في عصرنا الحالي .
كاتب عراقي
#علي_المسعود (هاشتاغ)
Ali_Al-_Masoud#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
- الجدار- فيلم وثائقي -يفضح- السياسات المناهضة للهجرة في أور
...
-
فيلم - عيون كبيرة - يحكي حياة الرسامة مارغريت كين
-
فيلم - وداعا للغة- - وصية العبقري ( جان لوك غودار ) قصيدة بص
...
-
خوسيه -بيبي- موخيكا في السينما: أفلام لفهم حياته وإرثه النضا
...
-
-موت معلن - فيلم سوري يطلق صرخة تحذير من تفشي ظاهرة زواج الق
...
-
-قراءة لوليتا في طهران-.. حين تصبح القراءة وسيلة لمقاومة الا
...
-
-طهران- فيلم إثارة هندي يتناول الصراع الإيراني - الإسرائيلي
-
-سحابة- فيلم ياباني يتناول التأثير الثقافي والاجتماعي للعالم
...
-
فيلم -الليل يأتي دائماً-.. يكشف الجانب المظلم للحياة في أمير
...
-
- السينما ذاكرة -- أفلام صورت الانقلاب في تشيلي قبل 52 عاما
-
فيلم - محطمات القواعد- إحتفاء بالشجاعة والتحدي للمرأة ألافغا
...
-
فيلم - في أرض الإخوة - يفضح التمييز والعنصرية ضد المهاجرين ا
...
-
لإرث السينمائي للرسام السريالي سلفادور دالي
-
التناظر في المسار الشعري والإنساني للشاعرين : المصري - أحمد
...
-
فيلم - بيروت -عرض بائس يعيد احداث الحرب الأهلية
-
هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يضع صناعة السينما في أزمة ؟
-
-جنة عدن- فيلم يتناول تعقيد الطبيعة البشرية ويجردها من العلم
...
-
-كلمات الحرب - فيلم سياسي يكرم المناضلين النبلاء بالكلمة من
...
-
فيلم - قصة سليمان - إبراز لموضوعات عالمية تتعلق بالهوية والب
...
-
فيلم -أنا التي تحمل الزهور الى قبرها- يحكي تجربة المنفى والح
...
المزيد.....
-
الشاغور في دمشق.. استرخاء التاريخ وسحر الأزقّة
-
توبا بيوكوستن تتألق بالأسود من جورج حبيقة في إطلاق فيلم -الس
...
-
رنا رئيس في مهرجان -الجونة السينمائي- بعد تجاوز أزمتها الصحي
...
-
افتتاح معرض -قصائد عبر الحدود- في كتارا لتعزيز التفاهم الثقا
...
-
مشاركة 1255 دار نشر من 49 دولة في الصالون الدولي للكتاب بالج
...
-
بقي 3 أشهر على الإعلان عن القائمة النهائية.. من هم المرشحون
...
-
فيديو.. مريضة تعزف الموسيقى أثناء خضوعها لجراحة في الدماغ
-
بيت المدى يستذكر الشاعر القتيل محمود البريكان
-
-سرقتُ منهم كل أسرارهم-.. كتاب يكشف خفايا 20 مخرجاً عالمياً
...
-
الرئيس يستقبل رئيس مكتب الممثلية الكندية لدى فلسطين
المزيد.....
-
المرجان في سلة خوص كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
بيبي أمّ الجواريب الطويلة
/ استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
-
قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي
/ كارين بوي
-
ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا
/ د. خالد زغريت
-
الممالك السبع
/ محمد عبد المرضي منصور
-
الذين لا يحتفلون كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
شهريار
/ كمال التاغوتي
-
مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
شهريار
/ كمال التاغوتي
-
فرس تتعثر بظلال الغيوم
/ د. خالد زغريت
المزيد.....
|