أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - عباس عبود سالم - هل نحن بحاجة إلى توصيف وتصنيف للمثقف في العراق














المزيد.....

هل نحن بحاجة إلى توصيف وتصنيف للمثقف في العراق


عباس عبود سالم
كاتب وإعلامي


الحوار المتمدن-العدد: 8518 - 2025 / 11 / 6 - 20:47
المحور: قضايا ثقافية
    


غالبية أبناء شعبنا يدعون الثقافة لكن لايعملون بها! وغالبية المثقفين من أبناء شعبنا تصيبهم متلازمة الاستبداد والاستعلاء وربما ديكتاتورية المستنيرين!
والثقافة لدينا بدل ان تقرب المثقف من الناس او من الله او من اسئلة الوجود تقربه من المال والسلطة او تقذفه بعيدا حيث تدور به دور النواعير لكن دون قطرة ماء …
الثقافة في العراق اليوم تحولت إلى سلعة قابلة للبيع والشراء والاستبدال وانتهاء الصلاحية !
والمثقف في العراق اليوم مشروع تجميلي تكميلي لم يثمر ولم ينجز رغم ماتحقق خلال عقود الخمسينات والستينات من دور مهم للمثقف العراقي..
وبناء على قرائتي للمشهد أستطيع ان أصنف المثقفين العراقيين اليوم إلى سبع فئات :
الفئة الأولى: المثقف النقدي
وهو الذي يعمل على نقد العقل والمجتمع إضافة إلى السلطة، ويسعى إلى التنوير وتحرير الفكر من القيود الاجتماعية والسياسية وربما الدينية مثل الاديب فؤاد التكرلي الذي وظف أدواته السردية في تشريح بنية المجتمع والفرد والسلطة، وغائب طعمة فرمان الذي مارس النقد الاجتماعي في أعماله السردية، والدكتور علي الوردي الذي تناول بنية المجتمع العراقي بجرأة ومنهجية محكمة، والدكتور فالح عبد الجبار الذي اشتغل على البنية الطائفية والاجتماعية للدولة والمجتمع، والدكتور عبد الجبار الرفاعي الذي تناولت كتاباته نقد الفكر الديني التقليدي والسعي لتجديده.
وكذلك هناك اخرون سيكون لهم اثر نقدي مهم سواء اتفقنا او اختلفنا معهم مثل رشيد الخيون وحيدر سعيد وغيرهم ، كما يمكن تصنيف احمد مطر كمثقف نقدي احتجاجي، وسليم مطر كمثقف نقدي من مساحة مختلفة.

الفئة الثانية: المثقف المعارض
هو المثقف الذي يمتلك مشروعاً سياسياً أو فكرياً بديلاً، ويقف بوضوح ضد السلطة، سواء بالكلمة أو بالفعل الثقافي مثل الشاعر محمد مهدي الجواهري في موقفه المعارض للملكية ثم للأنظمة اللاحقة، والشاعر عبد الوهاب البياتي والشاعر مظفر النواب والباحث كاظم حبيب والمفكر هادي العلوي في اغلب مراحل حياته.

الفئة الثالثة: المثقف الانعزالي أو التأملي
هو المثقف الذي ينسحب من الصراع بين السلطة والمعارضة، ويختار الانكفاء إلى ذاته أو إلى الأدب والفكر المجرد، لأنه يرى أن خلاص الإنسان يتحقق عبر الجمال والفن أو الفكر الفلسفي لا عبر السياسة.
وهذا النوع من المثقفين يميل إلى التأمل، والانشغال بالأسئلة الوجودية واللغوية، أكثر من انشغاله بالواقع السياسي والاجتماعي مثل محمود البريكان و سركون بولص، ورفعت الجادرجي، وهادي العلوي في بعض من مراحل حياته.

الفئة الرابعة: المثقف الاحتفالي
هو الذي يحتفي بالسلطة، يتقرب منها، يبرر سياساتها، ويكتب شعراً أو نثراً في مديحها أو تبرير مشروعها السياسي، ويتصدر الصفوف في ظل القائد او الزعيم، مثل شفيق الكمالي، وعبد الرزاق عبد الواحد وحسن العلوي وبعض ممن تسابقوا ويتسابقون امس واليوم على تمجيد الزعامات والتقرب منها طمعاً بالمناصب والنفوذ والدعم المالي لا اريد ذكر اسمائهم لكثرتهم ولتجنب الاحراج .

الفئة الخامسة: المثقف العبثي
هو الذي يعترض من أجل الاعتراض، يرفض كل شيء بلا بديل، ويغلب عليه المزاج العدمي او الساخر من الواقع ومن اي بديل منطقي مثل سعدي يوسف في سنواته الأخيرة وبعض الشباب الذين يتخذون اليوم مواقف “ضد الجميع” دون تقديم رؤية أو بديل واقعي.

الفئة السادسة: المثقف الإشكالوي
وهو المثقف الباحث عن المواضيع الملتبسة والمثيرة للجدل لخلق ضوضاء فكرية أكثر من تقديم معرفة حقيقية، بهدف لفت الأنظار وتسجيل الحضور مثل الكثير من الذين يتناولون جدليات “الهوية” و“الدين” و“الحداثة” بأسلوب استفزازي أكثر من البحث المنهجي، وهؤلاء ليسوا شعبويين بل انهم يخاطبون النخبة لا المجتمع في إطاره العام.

الفئة السابعة: المثقف التافه أو السطحي أو المتطفل
وهذا يتقمّص صفة المثقف دون ان يمتلك أدوات الثقافة وهو عادة ينشغل بالمظاهر لا بالمضامين، وبالشهرة لا بالفكر، وبالعلاقات لا بالمنجز.
يبحث عن المهرجانات وأضوية الكاميرات اكثر من البحث في بطون الكتب، ويبحث عن الترند بدل اسئلة الوجود، ويفتش عن اللايكات بدل أدوات المعرفة.
ولا امتلك اسماء محددة كي استعرضها كامثلة عن هذا النوع وبالتاكيد كل من يقرأ سطوري ستتكون لديه مجموعة اسماء من المنتمين إلى هذا النوع.
انتهينا من سبع أصناف وطرحنا مجموعة اسماء في سبيل المثال والتوضيح لا الحصر، ويمكن توسيع نطاق هذا التصنيف إلى ابعد مدى .
فهناك المثقف الاعلامي والمثقف التبريري ومثقف المهرجانات ومثقف الفيس بوك ومثقف الحانات و و و ….
ولكن هل نحن بحاجة إلى تصنيف للمثقفين او مدعي الثقافة؟
وهل نحتاج ان نضع كل شخص في الخانة التي يجب ان يوضع بها ؟
وهل تتمكن الثقافة من قيادة المجتمع إذا وضع كل اسم ضمن تصنيفه الذي يناسب منجزه ومشروعه ؟
يمكن ذلك ….
لكن من يصنف ومن يطبق التصنيف!؟
إذا كان القاضي جراده!



#عباس_عبود_سالم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد المرأة ...وحشر مع القطيع عيد
- بايدن والعراق
- ماكرون بونابرت والعراق
- من خليك بالبيت الى قوانين التباعد... ملاحظات بخصوص التعاطي ا ...
- لماذا اتفق الجميع على مخالفة الدستور والبقاء بنصف برلمان
- ديموقراطية بلا روح
- كيف يجب ان تنظر النخب العراقية للتظاهرات في امريكا
- فصل السلطات ام تقاسمها
- البدري وحلاق اشبيلة .. عبقرية الصورة وخلود الصوت
- حرب المفردة..نحن ام داعش
- رامز مجنون رسمي ..تحليل نفسي
- تلفزيون العراق من البنكلة الى القمر الصناعي 3
- تلفزيون العراق من البنكلة الى القمر الصناعي 4
- تلفزيون العراق من (البنگلة) الى القمر الصناعي 1
- تلفزيون العراق من (البنگلة) الى القمر الصناعي2
- المال السياسي
- رهينة
- المالكي ..ورحلة البحث عن حلول واقعية
- المصلحة مبتدأ مرفوع.. من ارض الواقع
- إدارة منضبطة تساوي ديمقراطية ناجحة


المزيد.....




- السودان- مفوض أممي: الفاشر تشهد فظائع مروعة والأطفال يموتون ...
- الكنيست يقر القراءة الأولى لمشروع قانون يُجيز إغلاق وسائل ال ...
- إسبانيا: تعرّض ضابطيْ شرطة لضربٍ وحشي أدّى لكسرٍ في الأسنان ...
- تقرير أممي: 70 ألف شخص نزحوا يوميا العقد الماضي بسبب الكوارث ...
- أمنستي تدعو نيجيريا لتبرئة 9 نشطاء أعدمتهم قبل 30 عاما
- سوريا توقع إعلان تعاون سياسي مع التحالف الدولي ضد تنظيم الدو ...
- أول تصريح لترامب عن أحمد الشرع بعد لقاء البيت الأبيض
- من الفراعنة إلى الذكاء الاصطناعي، كيف تطورت الكوميكس المصرية ...
- -نعمل مع تل أبيب على التفاهم مع دمشق-.. ترامب: نريد سوريا نا ...
- لقاء تاريخي بواشنطن .. ترامب يستقبل الشرع وسط تحولات سياسية ...


المزيد.....

- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الأنساق الثقافية للأسطورة في القصة النسوية / د. خالد زغريت
- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الفاكهة الرجيمة في شعر أدونيس / د. خالد زغريت
- المفاعلة الجزمية لتحرير العقل العربي المعاق / اسم المبادرتين ... / أمين أحمد ثابت
- في مدى نظريات علم الجمال دراسات تطبيقية في الأدب العربي / د. خالد زغريت
- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت
- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - عباس عبود سالم - هل نحن بحاجة إلى توصيف وتصنيف للمثقف في العراق