أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس عبود سالم - فصل السلطات ام تقاسمها














المزيد.....

فصل السلطات ام تقاسمها


عباس عبود سالم
كاتب وإعلامي


الحوار المتمدن-العدد: 6571 - 2020 / 5 / 23 - 10:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الضجة الاعلامية المثارة ضد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ليست بالامر الجديد فقد سبق ان اثيرت ضجة اسفرت عن اقالة الدكتور محمود المشهداني وابداله بالدكتور اياد السامرائي لرئاسة مجلس النواب.
و الامر لم يكن ناتج عن خلافات شخصية او سياسية بقدر ما يكشف عن خلل بنيوي في العملية السياسية والنظام السياسي القائم على تعدد الرئاسات وازدواجية السلطات لا الفصل بينها.
فتركيبة العملية السياسية لدينا تقوم على ثنائية السلطة التنفيذية رئيس جمهورية - رئيس وزراء و اتساع حدود عمل الرئاسات للسلطتين القضائية والنيابية.
مع اغفال ما تتميز به الدول البرلمانية من حدود فاصلة بين السلطات وفق مبدا (فصل السلطات) وان تاثير البرلمان عادة يكون بوجوده كمجلس تمثيلي نيابي لا بشخص رئيسه الذي يختلف عن رئيس الوزراء، كوّن سلطة رئيس البرلمان ادارية وسلطة رئيس الوزراء سيادية.
ولو اخذنا النظام البريطاني والتركي قبل التغييرات الاردوغانية والباكستاني، نجد ان سر نجاح النظام البريطاني في التزام السطات بحدود واجباتها، ومن النادر ان تتدخل الملكة بالشؤون العامة، او تحاول التاثير في الشارع او ممارسة اي دور يفهم منه الدخول في المعترك السياسي، وكذلك على طول التاريخ الانكليزي الحديث منذ ونستون تشرشل وطوني ايدن ومارجريت تاتشر وجون ميجر وتوني بلير لغاية بوريس جونسون لم نلمس ثنائية في السلطة رغم تعدد مؤسساتها، مجلس لوردات مجلس نواب مجلس عموم محكمة عليا، لم يتزاحم الرجال على الظهور والتصريح والاختلاف بخصوص الملفات السياسية حتى حكومة الظل التي تشكلها المعارضة في انكلترا لاوجود اعلامي لها ولا جيوش الكترونية توظفها للتسقيط ولا تتغنى بتبليط شارع في لندن او افتتاح نافورة في مانشستر بقدر وجودها الحقيقي الذي يتمكن من قياسه عقل الناخب البريطاني.
في حين يختلف الامر قليلا في التجربة التركية قبل المرحلة الاردوغانية حيث الصراع الحزبي الذي عادة ما يتم تصفيره بانقلاب عسكري كل عقد ليقوم الجيش بتاديب الساسة قبل ان ينتهي الامر باصلاحات دستورية اردوغانية حولت النظام الى اشبه بالنظم الرئاسية.
اما ما يحصل في الباكستان فهو اكثر قربا لما يحصل في العراق من حيث انقلاب مفهوم فصل السلطات الى ثنائية او ثلاثية السلطة وهو الذي يجعل من اسم رئيس البرلمان وقضاة المحكمة مادة دسمة لنشرات الاخبار وبالتالي فوضى وعدم استقرار.
ومايحصل في العراق يكاد يكون اشبه بالسلطة الجماعية او القيادة الجماعية التي تم ابتكارها للحيلولة دون بروز ديكتاتورية جديدة ، والواقع انها اوجدت ثنائية او ثلاثية او رباعية للسلطة يعتمد توزيع القوة والنفوذ فيها على المساحة السياسية للشركاء.
ففي فترة حكم السيد المالكي وخلال رئاسة السيد اسامة النجيفي للبرلمان كان البرلمان اشبه بالسلطة المواجهة او المصد لرئيس الوزراء، وفِي ظل مرض الرئيس طالباني تولدت ثنائية السلطة (النجيفي -المالكي) واخذ النجيفي يصدر نفسه للعامة باسم (الرئيس النجيفي) وبنفس الوقت تعترض اطراف سياسية مقربة منه على توصيف رئيس الوزراء وفضلوا توصيف اخر هو (رئيس مجلس الوزراء) والغاية (رئيس مجلس وزراء) مقابل (رئيس مجلس النواب).
وهذا يعني اختزال النواب في شخص رئيس المجلس الذي اصبح وفق العرف السياسي العراقي يمثل المكون السني اي انه لايتحدث كونه رئيس للمجلس النيابي بقدر كونه ممثلا للطائفة السنية في محاكاة لرئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري الذي ظل لسنوات ممثلا للطائفة الشيعية في ثلاثية السلطة اللبنانية التي اثبت فشلها الذريع ومن وسط هذه الفوضى طرح المالكي مشروع الاغلبية السياسية للخروج من المازق لكن المشروع اطيح به في مهده.
في النظم السياسية البرلمانية يكون البرلمان اعلى سلطة نعم لكنه يمثل السلطة التشريعية اي( رقابة وتشريع قوانين) وقوة البرلمان تكمن في انه يمثل جميع ابباء الشعب كون النواب دخلوا البرلمان عبر اصوات الجماهير، لكن ان تختزل سلطة البرلمان بشخص او اكثر فهذا تجاوز على روح النظام البرلماني قبل ان يكون اهانة للناخبين وللشعب، فهو يترك للنواب رفع ايديهم و خفظها ويستحوذ الرئيس على الخلطة السحرية للسلطة التي يتقاسمها مع باقي الرئاسات.
وبالتالي تضخم آفة ثلاثية السلطة التي كانت حقبة عبد المهدي افضل نموذج لها، فقد ترسخ مصطلح الرئاسات على انه الاشخاص الثلاثة الذين يقودون العراق.
وفِي الفترات الاخيرة قبيل سقوط حكومة عبد المهدي انظم لهم شخص رابع هو رئيس السلطة القضائية فتحولت الى رباعية كان رئيس الوزراء خلال الشهور الست الاخيرة قبل تشكيل حكومة الكاظمي هو الحلقة الاضعف في هذه الرباعية اي في منظومة السلطة.
ان الامر الواقع السياسي في العراق ليس الا وصفة للخراب والفشل، فغياب فصل واضح للسلطات، وابعاد النواب عن دورهم ودفعهم الى ستوديوهات البرامج التلفزيونية بعيدا عن قبة البرلمان وتهميش دور الشارع او توظيفه باتجاهات مدروسة وتضليل الجماهير سيسهم في تحول النظام البرلماني الى نظام متعدد الرئاسات وهي حقيقة لابد من مواجهتها بالرجوع الى جوهر الديموقراطية التي تقوم على حكم الاكثرية مع ضمان حقوق الاقليات لا على تجزئة السلطة واضعاف الجانب التنفيذي فيها وعلينا الاستفادة من تجاربنا وتجارب الدول الاخرى لغرض تصحيح المسار والا فالهاوية بانتظارنا.



#عباس_عبود_سالم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البدري وحلاق اشبيلة .. عبقرية الصورة وخلود الصوت
- حرب المفردة..نحن ام داعش
- رامز مجنون رسمي ..تحليل نفسي
- تلفزيون العراق من البنكلة الى القمر الصناعي 3
- تلفزيون العراق من البنكلة الى القمر الصناعي 4
- تلفزيون العراق من (البنگلة) الى القمر الصناعي 1
- تلفزيون العراق من (البنگلة) الى القمر الصناعي2
- المال السياسي
- رهينة
- المالكي ..ورحلة البحث عن حلول واقعية
- المصلحة مبتدأ مرفوع.. من ارض الواقع
- إدارة منضبطة تساوي ديمقراطية ناجحة
- طلب تعيين
- حديث عن مابعد الجريمة
- سيد الارض
- ليلة سقوط دبي
- حلم
- خيانة..عظمى
- هدوء نسبي
- التقدم نحو ..مواجهة مصادر التهديد


المزيد.....




- الأمير هاري: أود المصالحة مع عائلتي ولا جدوى من الاستمرار في ...
- -مستر بيست- سيشارك بحفل افتتاح -موسم الرياض- السادس
- الإفراج عن راسل براند بكفالة في أولى جلسات محاكمته بتهم الاع ...
- أوكرانيا: زيلينسكي يشيد باتفاق -منصف- مع الولايات المتحدة وإ ...
- إعلام مصري: الرياض عرضت إقامة قواعد أمريكية بتيران وصنافير، ...
- ترامب يفاجئ نتنياهو بالمباحثات مع إيران: هل تصل المفاوضات ال ...
- -إصابة عدة أشخاص- إثر اصطدام سيارة بحشد في شتوتغارت الألماني ...
- بيان من جامعة الدول العربية تعليقا على قصف محيط القصر الرئاس ...
- روبيو يعتبر تصنيف حزب -البديل من أجل ألمانيا- كيانا متطرفا - ...
- مصر تحذر مواطنيها من رحلات -حج غير رسمية- بعد أزمة العام الم ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس عبود سالم - فصل السلطات ام تقاسمها