|
|
حنان الشيخ.. وحكاية سرية شرحها يطول
أشرف توفيق
(Ashraf Mostafa Tawfik)
الحوار المتمدن-العدد: 8517 - 2025 / 11 / 5 - 15:17
المحور:
قضايا ثقافية
اشرف مصطفى توفيق ( في روايتها (حكايتي شرح يطول) لا تكذب حنان الشيخ ولا تتجمل مثلما يفعل على الاقل معظم الكتاب الفلسطينيين،حيث الاباء والامهات والأسرى والسياسيين والشعراء والعشيقات،ملائكة يدبون على الارض وبعضهم كمحمود درويش يصورون كالهة،أنها تقول الجنس كان اقوى ليس الأن فقط،وإنما منذ ايام امى،فحنان الشيخ تبرم عقدا مع القاريء منذ البداية، بانها تكتب سيرة والدتها (كاملة) كما جاء على غلاف الرواية الخلفي، واكثر من ذلك فإنها تقدم اوراق اعتمادها للقاريء ليختبر مدى جراتها، وهي تتحدث عن والدتها هذه المرة.فحنان الشيخ في، حكايتها شرح يطول، تستمر فى مسيرتها الأدبية الشاهدة، المحرضة والكاشفة لمجتمعنا.تدخل كالأشعة السينية في ظلام انفسنا وتقاليدنا وحقيقتنا المرَّة بكل إصرار ومثابرة،غير مبالية ان كان هذا البوح الذي لامكان له سوى الصدق سيسبب الحرج والاستنكارسواء لها أو لأهلها،ولعلها بسبب هذا الصدق هجرت الشرق كله وليس لبنان وحده للندن) صنع الله ابراهيم
عن دار الآداب اللبنانية ضمن أدب السيرة ولكن ليس الذاتية بل سيرة الآخر الذي هو في هذه الرواية «كاملة» التي تكون بالنسبة للراوية أمها حنان قررت أن تكتب سيرة أمها كما «روتها» الأم لأن الأم لم تتعلم الكتابة والقراءة وهي لا تعرف في هذا الأمر شيئاً سوى قراءة اسمها وقراءة الأرقام التي كانت تعرف لمن هي من خلال الرموز التي ترسمها أمام كل رقم ليدل على صاحبه «فإن كنت قد اكتشفت طريقة الكتابة بالرسوم.فارسم صاحب الرقم قرب رقم هاتفه:رجل وفي يده علبة سيجارة تشير الى رقم الرجل الذي يبيعنا الدخان المرخص، والرجل الذي يمسك الكتب هو القاضي قريب والدي، أما الرأس وعليه بقع سوداء فهو يدل على رقم صديقتي الذي خدش رأسها على اثر اصطدام سيارة زوجها بسيارة أخرى» تروي حنان الشيخ الروائية اللبنانية سيرة والدتها «كاملة» بأسلوب أدب «الاعتراف» الذي هو معروف عالمياً ولكنه غيرمعمم عربيا،وهى في هذه الرواية - السيرة فإنها على ما بدا من النص تمهد لكتابة سيرتها الذاتية من خلال تمرنها على كتابة سيرة أمها
تحكي رواية «حكايتي شرح يطول» سيرة «كاملة» أم الكاتبة حنان الشيخ، وهي سيرة تنضح بالكثير من المعاناة والمرارة والألم. وقد اختارت الكاتبة أن ترويها بضمير المتكلم، كأنها تعير لسانها لأمها التي حرمت من الدراسة، بسبب ظروف الفقر القاهرة التي عاشتها «كاملة» عاشت طفولة قاسية في جنوب لبنان، بعد هجر الوالد لهم وزواجه من امرأة أخرى.فقد كانت تقتات هي ووالدتها وأخوها مما يفضل عن الحصادين من سنابل القمح في حقول الفلاحين. أما الأب المستهتر فلم يكن يأبه لحالهم بتاتا. وأمام اشتداد وطأة العيش وثقل المسؤولية على الأم اضطرت إلى الهجرة إلى بيروت عند أبنائها من زوجها الأول المتوفى.تقدم حنان الشيخ صورة مختلفة للأم، غير تلك التي تظهر في اغلب الاعمال الابداعية العربية، حيث يرى العربي، عادة، امه افضل ام ودينه افضل دين، ووجهة نظره هي الحقيقة المطلقة فهى تقدم سيرة ذاتية لامها،للطفلة الصغيرة،ابنة النبطية،التي تعاني،من طفولة ممزقة،وتلجا تلك الطفلة مع امها الى بيروت،ليتم تزويجها لزوج شقيقتها،بعد وفاة شقيقتها الكبيرة ستصير زوجة لزوج شقيقتها المتوفاة بتواطؤ من جميع أفراد الأسرة،بمن فيهم الأب الذي أخذ ثمن صمته نقدا ،تتزوج ممن كانت تقول له "البعبع" الذي تمقته ((فـ»كاملة» تعترف بأنها عندما لاحظت أن الكبار يضعون الملح للتخلص من الحشرات والزواحف كانت بدورها تضع الملح في فناجين الشاي لشقيقها العابس ولزوج شقيقتها للتخلص منهما) وتنجب وهي لم تبلغ الرابعة عشر من عمرها، وفي هذا العمر لم يكن يعزي احزانها ويخفف مظالمها سوى الافلام في"التياتروالكبير" "وسينما "هوليوود" و"الاوبرا".ولم تكن كاملة تقرأ. ولذا حصر عالمها بالافلام المصرية.ووقعت في حب محمد عبد الوهاب وبكت دمعاً لبكاء نجاة علي ثم موتها عند نهاية فيلم. واشجاها واحزنها ولوّعها صوت ليلى مراد.هنافي بيروت فقط،ترى كاملة للمرة الاولى،"السمسمية" وتعشقها كما تعشق جارها "محمد" تماما كما هام عبد الوهاب بنجاة علي. وتتمنى ان تموت ليغني لها "محمد" "ايها الراقدون تحت التراب" يكتب اليها "محمد" رسائل الغرام والشوق، كما في حكايات مصطفى لطفي المنفلوطي، لا يدرك اول الامر ان كاملة لاتقرأ.كاملة لا تفك الحرف. كاملة فقط تحفظ،وتردد من خلف النافذة، اغنيات"يحيا الحب" عاشت «كاملة» في بيروت ايضا شتى أصناف الحرمان تقول: «أهرع إلى البائع، أقف أمامه بعينين متوسلتين جائعتين، ولعابي يسيل وكأنني كلب، ورجلاي في القبقاب الخشبي،أراقب الأولادبأحذيتهم يشترون الحلوى ويلحسونها فيسألني البائع:«بدك شيء، ليش ما تشتري» أجيبه: «بس عم بتفرج» ولم تكن تجد من وسيلة لمواجهة هذه القسوة الحارقة سوى السخرية والدعابة والضحك والسرقة والكذب، نكاية في صلف الكبار وغلظتهم وفظاظتهم.لقد أضحت السرقة والكذب عندها وسائل لإثبات الذات، في عالم تخلى عنها وتركها في مواجهة قدرها العاثر. ولكن في "المدينة"، لم تعد كاملة على الاقل تقتات من بقايا الحصاد والخضرة البرية.ولا تسيرحافية على اشواك القادوميات وهنا ايضاً لم تعد تجفف حيضها ببقايا الخرق العتيقة، كما كانت تفعل امها من قبل (كاملة) والدة الكاتبة حنان الشيخ،الامية،الذكية تبدو مقبلة على الحياة محبة للسينما وبعد سنوات قليلة تسمع كاملة بشيء اسمه الاستقلال لأن صاحبه رياض الصلح يقيم في الحي نفسه ثم بعد سنوات يُغتال رياض الصلح ويكون احد المشاركين فردا من العائلة. وتكون هي قد طلقت من زوجها المتعسف وتزوجت من "محمد" الموظف في الأمن العام، والمشارك في البحث عن قتلة رياض. وكله عالم لا تفهمه كاملة. لقد اصبح لديها اربعة اولاد من رجلين(الشيخ ومحمد)،واطبقت عليها الهموم ولم تعد لدور السينما الا نادرا.وتكتب حنان الشيخ بجرأة عن هذه العلاقة (وقد لا يعرف القاريء،ابدا،اذا كانت حنان نفسها ثمرة هذا العشق المحموم مع محمد ام ثمرة زواج امها التقليدي القهري "زواج الغصيبة" من البعبع؟!فمع الشاب محمد تعوض كاملة بعض ما افتقدته مع زوجها ومع محيطها ستستعيد الأمان والحب ولذة المغامرة. وعندما بلغ إلى علم زوجها بعض تفاصيل هذه العلاقة،لم تتردد في القسم على القرآن بأن لا علاقة لها به تقول: «أمسك المصحف بين يدي، وأغمض عيني، وأهمس في داخلي:«يا الله راح كذب عليك يا حبيبي يا الله…دخيلك أوعى تسمعني بس بدي ذكرك أنو جوزوني الحاج غصبا عني» أقسم بصوت عال بأنه لا علاقة لي بمحمد…». فـ »كاملة» عاشت حياتين، واحدة مع زوجها وأبنائه وشقيقها العابس، وأخرى مع حبيبها متحملة كل شيء في سبيل هذه العلاقة. بعد انكشاف سر هذه العلاقة وحصولها على الطلاق من زوجها، الذي تدهورت أوضاعه المادية بشكل صاعق. ستتزوج كاملة من حبيبها وستعيش معه سنوات في حب وأمان أحيانا، وغيرة وشجار أحيانا أخرى، إلى أن فجعها الموت في رحيله في حادثة سير مروعة يسجل لحنان الشيخ، أنها كانت صادقة مع نفسها، ومع قارئها، فأبدعت أدبًا، لا يقل اهمية، عن الابداعات العالمية،ويبدو أن مياها كثيرة، جرت في نهر حياة الكاتبة، بين صدور الرواية بالعربية، وبالفرنسية،جعلتها تكون اكثر صراحة، وتذكر الاسماء الحقيقية للحكاية! فبعد خمس سنوات على صدورها بالعربية، تُرجمت الرواية إلى الفرنسية، مع اختلاف جوهريًا، عن الطبعة العربية، فالرواية،التي تعتبر سيرة ذاتية لوالدة المؤلفة (كاملة)خلت من الاسماء الصريحة لأبطالها،في حين سيتمكن قراء الرواية بالفرنسية من معرفة الاسماء، بينما فضول القراء العرب المهتمين يبقى معلقا. وقد صدرت الترجمة الانجليزية لرواية «حكايتي شرح يطول» بعنوان «الجراد والعصفور:حكاية والدتي»، وفي لقاء صحافي قالت حنان الشيخ:أن روايتها تسرد قصة والدتها التي ناضلت من أجل الحصول على حريتها والدفاع عن أقل حقوقها،وهي اختيار مَن تحب، وإنها كتبت الأسماء كاملة في الطبعة الفرنسية، بعد أن حصلت على موافقة العائلة وقبولها وهو مالم يتيسر للطبعة العربية. فحكايتي شرح يطول قصة امرأة تجبر على الزواج وهي ما زالت تحلم بالحلوى واساور الشمع الملونة، لكنها لم تستسلم او تخضع لمصيرها الدي قرره الجرذ عندما عض يد شقيقتها وماتت نتيجة للتسمم ولتقرر العائلة بعدها تتزويج الطفلة كاملة من زوج شقيقتهاالذي تمقته ، ولكنها تثور في وجه القهر والخضوع والاذلال،تحب رجلا غير زوجها،تطلب الطلاق وتحتمل الضرب والإهانة والتنكيل من قبل اخيها لتتزوج بحبيبها تترك ابنتيها (فاطمة وحنان) بعد زواجها عند زوجة الاب، كاملة لاتطيق اعمال المنزل لانها تجعلها كحميرالحجارة، تعشق الثرثرة والزينة واللهو والضحك والتدخين، لاتعبأ بالمال.كسولة و مبذرة، تدافع عن رغابتها البسيطة ولو بالسرقة، وفي الوقت الذي تسرق فيه ازواجها لا تتردد ببذل المال على الفقراء والشحاذين والمحتاجين.وهي لاتنكسر او تيأس بعد موت زوجها الثاني(حبيبهاالحقيقى) تتحمل اعباء الحياة واولادها الاربعة بمفردها،تظل تضحك وتبكي تمرح وتحزن تعلو وتهبط مع امواج الحياة المتلاطمة،تضطرها الحرب الاهلية اللبنانية للخروج من لبنان الى الكويت ومن ثم الولايات المتحدة لكنها تظل مشدودة بخيط سري الى وطنها الحبيب وتعود اليه مسرعة بعد ان تنتهي الحرب، تموت بعد رحلة حياة حافلة بالتمرد ورفض الخضوع والعشق للحياة وتدفن في مسقط رأسها النبطية في الجنوب.لقد وجدت حنان الشيخ في حياة والدتها وتجربتها في الحياة معادلا لحيوات عشرات النساء العربيات اللواتي عانين سابقا وما زلن يعانين من وطأة الالغاء والنفي والتهميش والقهر الاجتماعي لكنهن لايملكن جرأة واقدام والدتها لتغيير اقدارهن وامتلاك المستقبل والمصير،فأرادت ان تلقي عليهن درس والدتها البليغ، درس البحث عن الحرية والانعتاق بمعناهما الاجتماعي والوجودي. فهل ارادت حنان الشيخ ابنة الجنوب اللبناني من خلال كتابتها لسيرة والدتها ان تتصالح مع الماضي؟!ماضيها مع والدتها التي تركتها تعاني اليتم وفقدان الأمان والحنان.؟! لقد عاشت الكاتبة تكره والدتها وتعتبرها المسؤولة الوحيدة عن معاناتها وحرمانها من العناية والعطف دونا عن بقية الاطفال،حتى بلوغها سن الخمسين وامتلاكها ناصية التجربة الحياتية والابداعية حينها بدأت ترهف السمع بطريقة اخرى لقصة حياة والدتها وبدأت تنظر للأحداث والشخوص بمنظار الحكمة والموضوعية بعيداعن العاطفة المجردة لماذا عندما نتقدم في العمر وتموت حيويتنا نتصالح مع الماضي ؟! لقد شفيت الكاتبة بالرواية من جروح الماضي من خلال كتابتها لسيرة والدتها، واقتنعت بوجهة نظر امها التي كتبتها في رسالة لها وقد قالت فيها لا تقسي على ماض تولى،انه كان حلوا لاني تحديت الجلاد،وتحديت القيود ،واسترجعت حريتي من عالم الجواري . فمدونة سيرة حكايتي شرح يطول تشكل تصالحا مع تاريخ الأنوثة وهو تصالح بديهي في النهاية لأنه يخدم الأيديلوجيا النسوية فماذا عن تاريخ الاخر الفحولة؟ ان المتابع لنتاج الكاتبة منذ بداياته يجد ان هاجسها الاكبر في هذه الروايات هو عبأ الموروث الشيعي الثقافي والفكري وتراكماته لأنها نشأت في عائلة ملتزمة دينيا ومذهبيا،فالرجل المسلم المتدين الزاهد في الدنيا وملذاتها والذي يطلق عليه الناس لقب الشيخ لكثرة عبادته وتمسكه بموروثه العقائدي،الشيخ الذي يصطف اسمه بجانب اسم ابنته الروائية،بقي الموقف منه هو الجزء المفقود في السيرة والجزء المظلل والاشكالي في وعي المؤلفة التي اطلقت الفكر والرأي والقلم لوالدتها كاملة للسخرية ونقد وتبيان مساوئ الشيخ ومن وراءه الموروث الديني والمذهبي الذي يعتنقه ويلتزم به .ذلك الموروث الديني والمذهبي لم تقدمه الام فى الراوية الا بوصفه المظلة الكبيرة التي انتهكت بها حريتها وكرامتها الانسانية،فالطفلة التي تبلغ العاشرة من العمر انزلت من السطوح حيث تلعب مع بقية الاطفال لتجد في انتظارها وكما تصف السيرة (ادخل واجد نفسي امام رجال يعتمرون الطرابيش الحمراء اضافة الى رجل ذي عمامة كالبطيخة، احاول ان اقول انت وكيلي واهرب من الغرفة ) الرجل ذو العمامة لا يتورع عن تزويج طفلة قاصر لا تعرف معنى الزواج وينطقها كرها بكلمة انت وكيلي من غير ان تعرف معناها، اما الرجل المتدين فيتزوج اخت زوجته المتوفاة وهو يعلم انها ترفضه و يتصرف معها في ليلة العرس كالتالي (يقترب مني زوج شقيقتي، فأكمش فستاني،واغمض عيني،واعض زندي،اشعر بألم فظيع عند حلقي وبين فخذي معا ).هذا هو توصيف الساردة الأم ومن ورائها ملقنتها المؤلفة التي مامن شك انها قد تبنت وجهة نظر الساردة، فكيف يمكن للذي يحب الله بشكل مفعم بالمودة والاجلال والخضوع يجهل كيف يحب امرأة او ان يتصرف معها بشكل لائق ولو بشكل يسير؟ الزوج المتدين يفرض على زوجته (كاملة) ان يكون اسم مولدتهما الاولى فاطمة تيمنا باسم السيدة فاطمة الزهراء لم اتوقف كيف تكونت فاطمة في بطني مع اني عضضت زندي حتى كادت العضة تصل الى العظم هذه صورة التدين في الجنوب اللبناني في بداية ومنتصف القرن العشرين، صورة موشحة بالعنف والقسوة وبلادة الاحساس وكراهية البهجة. الشيخ بخيل يرفض شراء فساتين العيد لنساء العائلة ويبرر فعلته بقول مأثور كل يوم لا يعصى فيه الله هو عيد ،.الشئ الايجابي الوحيد الذي ذكر لصالح الشيخ في الرواية هو مسامحته لزوجته وهما يجلسان امام رجل الدين لتوقيع وثيقة الطلاق اطلب السماح من زوجي ونحن جالسان امام الشيخ في المحكمة الشرعية سامحني.فيجيب وهو يبكي المسامح هو الله يطلب السماح مني بدوره، سامحيني فأجبته وانا ابكي سامحتك. وعلى طول صفحات السيرة البالغة تظل الساردة تشير للموروث الديني للجنوب اللبناني وهو موروث مرتبط بالحزن والالم والدم والظلم،فالامام الحسن مات مسموما،والحسين قتل مظلوما وقطعت رأسه،والسيدة زينب انشغلت بالحزن والبكاء على اهل البيت.تذكر في الرواية بعض تجارب لبعض النساء اللبنانيات اللواتي ينحدرن من اسر جنوبية معروفة بالتزامها الديني والمذهبي وتعرض لمحاولاتهن لكسر طوق التزمت الديني الخانق وقد ذكرت بالاسم من بينهن المطربة اللبنانية المعروفة والمعتزلة حاليا "نجاح سلام" .تأتي على ذكر بعض الاحكام الشرعية التي فيها اهانة وابتذال للمرأة ومنه"حكم التجحيش"والمعروف عند السنة ب"المحلل"، عاشق العود قد تزوج زوجة اخرى بعد ان طلب اليه صديقه ان يجحش مطلقته،حسب الشرع،حتى يتمكن من الزواج بها للمرة الثالثة (لكن شقيقي عاشق العود يعشقها،ويتزوجها غير مبال بصديقه) وتتحول السيرة الذاتية الى مرآة تعكس مرحلة وعالما كاملا ومدينة وتاريخا.وفي حكاية امرأة معدمة من النبطية نقرأ فصلا مثيرا من حياة لبنان السياسية والاجتماعية والفنية،وتستعيد شيئا عن روائح الياسمين التي كانت تملأ المدينة فيما تصدح ماجدة الرومي: اليس هذا بلد اليتامى الذين يحولون احزان الحياة الى زهور وفل وفرح عظيم؟ اليست هذه هي بيروت التي نشأت فيها كاملة، وفيها شق رياض الصلح درب الاستقلال والى هذا الشارع الصغير كان يأتي اليتيم سعيد فريحة، ليساهم في بناء لبنان؟ اليس هذا هو لبنان الحب والحياة الذي صنعته كاملة من عذاباتها وكتبه سعيد فريحة من يتمه وحوله رياض الصلح الى قصة من قصص الاستقلال وتطريز الاوطان الجميلة؟ لقد منحت الكاتبة والدتها اجمل هدية وتكريم من خلال صهرها لوجدها وذات امها في بوتقة سيرية متنها الماضي وتراكماته وهامشها وغلافها وعنوانه الحاضر بعقده وازماته، هذا التكريم للأم يتأكد في قولها وهي تخاطب والدتها :(لو علموك كنت انت الكاتبة مش انا ،فالبنت جذوة من نار والدتها وخفقة من طينها لافرق بين الكيانين سوى ان امها لم تمنح فرصة الثقافة والاختيار ونحن نمثل الوجة المثقف و المتعلم لذوات امهاتنا. ) وتجدر الإشارة إلى وجود وشائج نصية بين رواية «حكايتي شرح يطول» و«حكاية زهرة»،فمجموعة من المحكيات التي وردت في رواية«حكايتي شرح يطول» تم استثمارها بطريقة مغايرة في رواية «حكاية زهرة». فزهرة التي كانت تأخذها معها أمها عند عشيقها،مدعية أنها ذاهبة عند الطبيب هي نفسها «كاملة» التي كانت تأخذ معها ابنتها «حنان» عندما كانت تذهب عند عشيقها محمد..فحكاية زهرة» هي سيرة فتاة تعرضت منذ صغرها لاستغلال بشع من طرف أمها التي كانت تأخذها معها متذرعة أنها ذاهبة لزيارة الطبيب، أو الجدة أو أحد الأقارب، بينما كانت تذهب عند عشيقها. فكانت زهرة شاهدة على علاقة الأم الغرامية، ترى وتسمع كل شيء،ولا تستطيع البوح بذلك، رغم أنها كانت تتعرض لشتى أصناف التعذيب على يد الأب الفظ والقاسي.تقول:«حاولت أن أفكر والصفعات تنهال على وجهي. وصوت رب الترام ببذلته الكاكية ينهال على وجهي. ونظرات أمي وصوتها وعصبيتها تنهال على وجهي، خوفا من أن أقول الحقيقة «قولي الصحيح،وين كنتو تروحوا وين كان ياخذكم». فهل كانت حنان الشيخ تكتب سيرتها بشكل مقنع كي تتصالح مع ماضيها؟ ولعل هذا التواشج والتشابه بين بعض محكيات النصين، يجعلنا نطرح السؤال المأثور: هل الكاتب لا يكتب إلاّ نصا واحدا بصيغ مختلفة؟ وهذا السؤال لا ينطوي على أي تبخيس أو تنقيص من موهبة حنان الشيخ، لأن إعادة الكتابة أحيانا تكون أشق وأمتع من الكتابة.فوحدها كاملة تبقى على قيد الحياة، ولا يقتلها حب الاستقلال كما قتل رياض وكامل، تبقى وتروي لابنتها حنان، فصلا يشبه "الوردة البيضاء"، او "يحيا الحب". او أوقية سمسمية
#أشرف_توفيق (هاشتاغ)
Ashraf_Mostafa_Tawfik#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في اوكار الذئب الفكرى للرجل الشرقي جلسنا نكتب عن مى زيادة؟!
...
-
ووصل السحر لأهل الحل والعقد والمرسلين؟!
-
.. تزوجته!! (في ليلة القدر برمضان سنة 1413 ه (اعترفت سعاد حس
...
-
فاطمة سرى تفجر النسوية الجديدة .. مغامرة الهانم والأرتست
-
منيرة المهدية 1890-1965
-
غرائب وعحائب هدى شعراوي “رائدة” حركة تحرير النساء في مصر ) -
...
-
الملحق الدينى بجريدة الصباح
-
من الكتابة عن كتابة لسرقة الكتابة نفسها ؟!
-
غرائب وعحائب هدى شعراوي “رائدة” حركة تحرير النساء في مصر
-
غرائب وعحائب هدى شعراوي “رائدة” حركة تحرير النساء في مصر
-
غرائب وعحائب هدى شعراوي “رائدة” حركة تحرير النساء في مصر
-
زينب الغزالى
-
علوية صبح ..الجنس فى ذاكرة المرأة العربية جحيم؟!
-
تكتب بجسدها نظرية جديدة فى كتابة المرأة سلوى النعيمي مثالا ف
...
-
بضربة ماوس... فصل من رواية كشف المستور فيما آلت أليه الأمور-
-
السقوط فى هوى رواية -النبطى- لزيدان
-
الملكة نازلي..أو الرومانسية تخلع ملابسها (تفجير الحرملك السل
...
-
سمكة مياسة دمياطية ..بعيدا عن عيون أنيس منصور ؟!
-
تكتب بجسدها نظرية فى الأدب النسوى.-العبد الأسود من شهر زاد..
...
-
باتريشيا كرون .. وتعصب الاستشراق الجديد
المزيد.....
-
ممداني يرد على انتقاد خطاب حملته بشأن غزة: -آخذ معاداة السام
...
-
ممداني يحقق فوزاً لافتاً، لكن ما التحديات الحقيقية التي تنتظ
...
-
كيف تخبرنا فضلات الأطفال حديثي الولادة عن صحتهم في المستقبل؟
...
-
بعد تصريحات ترامب.. بوتين: روسيا ستفكر في استئناف التجارب ال
...
-
سوريا: إسرائيل تجدد توغلها في بلدة جباتا الخشب بريف القنيطرة
...
-
مشاركة عزاء للرفيق الدكتور خلدون الجعافرة بوفاة والدته
-
من الشفرات إلى البطارية.. دليلك لاختيار ماكينة الحلاقة الرجا
...
-
هل يعني إعلان الحكومة السودانية للتعبئة رفضها للهدنة الإنسان
...
-
كيف يؤثر سقوط الفاشر على مستقبل الحرب في السودان؟
-
تسلُّم جثامين 15 أسيرا فلسطينيا من الاحتلال الإسرائيلي
المزيد.....
-
الثقافة العربية الصفراء
/ د. خالد زغريت
-
الأنساق الثقافية للأسطورة في القصة النسوية
/ د. خالد زغريت
-
الثقافة العربية الصفراء
/ د. خالد زغريت
-
الفاكهة الرجيمة في شعر أدونيس
/ د. خالد زغريت
-
المفاعلة الجزمية لتحرير العقل العربي المعاق / اسم المبادرتين
...
/ أمين أحمد ثابت
-
في مدى نظريات علم الجمال دراسات تطبيقية في الأدب العربي
/ د. خالد زغريت
-
الحفر على أمواج العاصي
/ د. خالد زغريت
-
التجربة الجمالية
/ د. خالد زغريت
-
الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان
/ د. خالد زغريت
-
أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد
...
/ منذر خدام
المزيد.....
|