أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاخر السلطان - . الفقهاء ورجال الدين مساهمون نشطون في تخلف المجتمعات














المزيد.....

. الفقهاء ورجال الدين مساهمون نشطون في تخلف المجتمعات


فاخر السلطان

الحوار المتمدن-العدد: 1832 - 2007 / 2 / 20 - 13:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في حياتنا الحديثة، عادة ما تكون منابع المعرفة ومفاهيمها عرضة للسؤال والنقد، ومهيأة للمراجعة وإعادة النظر باستمرار، وذلك إما لتعديلها وتحديثها، أو استبدالها بأخرى جديدة، في حين كانت المفاهيم في الحياة القديمة التاريخية الماضوية على حالها مستقرة لا تخشى التعديل والتغيير. وحينما أدرك الإنسان الراهن أن المنابع والمفاهيم القديمة، قد أصابها السكون، وباتت غير منتجة، وغير قادرة على الإجابة على مختلف أسئلة الحياة الكثيرة، ومؤثرة بشكل سلبي فى مختلف الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية، شعر بأنه أصبح غير قادر على التعامل معها ومع قوانينها، بسبب فقدانها مصداقيتها وحركيّتها في الحياة، كذلك أدرك أنه يحتاج إلى منابع ومفاهيم وقوانين وإجابات جديدة، أي يحتاج إلى رؤية جديدة في السياسة وفي الاقتصاد وفي التربية وفي غيرها.
إن طريقة التفكير الجديدة التي جلبتها الحداثة في الحياة، أي التفكير العلمي المستند إلى العقل الحر، هي من الأسباب الرئيسية في هذا التغيير، فلولاها لما فكر الإنسان في أن ينقلب على الماضي الجامد، ولما احتاج إلى رؤى ومفاهيم جديدة تشبع حاجاته المعرفية الراهنة وترد على أسئلته الجديدة وتسد مكامن الجمود التي خلفتها المنابع والمفاهيم المعرفية القديمة.
كمثال على ذلك، نجد أن الإنسان الحديث لا يستطيع أن يعيش ويحيا في ظل تفسير ديني يلغي التفاسير الأخرى، أو أن يتواجد تحت سقف حياة ترفض الاعتراف بالديانات الأخرى باستثناء دينه أو تمنع التعايش مع اللادينيين أو اللاأدريين. إن سبب ذلك يرجع إلى تغيّر مفهوم الحقيقة الدينية، إذ كانت في الماضي تشير إلى الدين الواحد المطلق الصحيح غير القابل للنقاش، في حين باتت تشير الآن، بسبب تغيّر منهج التفسير ضمن التغيرات المفاهيمية في الحياة الحديثة، إلى نسبية الحقيقة وبالتالي إلى قدرة أنصار كل دين ومذهب وفكر على التعايش مع بعض، باستثناء الفقهاء ومعهم غالبية عظمى من المسلمين الذي لا يزالون يعتبرون دينهم هو المعبّر الوحيد عن الحقيقة، وهو المطلق الذي لا مطلق غيره. وهي رؤية تفسيرية إلغائية تاريخية لا يمكنها أن تتعايش مع الواقع الحديث الراهن، وبالتالي ساهمت في عزل المسلمين في هذه الحياة المتنوعة، وجعلتهم اللاعب الرئيسي في الفريق الرافض لأطر الحداثة ومفاهيمها وقوانينها، إذا استثنينا من ذلك وسائلها.
إن مفهوم الاختيار، أو الانتخاب، هو أحد الأسس التي ساهمت في حصول تغيير في فهم الحياة وانتقالها – أي الحياة - إلى الحداثة، ومن ثم التضييق على الحياة القديمة. ففي الماضي كان الانتخاب شبه معدوم، بل كان غالب الحياة يستند إلى ما يصل للإنسان من تكاليف جبرية صادرة من رجل الدين أو الخليفة أو السلطان الحاكم، في حين أصبح عكس ذلك هو الدارج في الحياة الحديثة، حيث بات الإنسان يقرر نوعية حياته وفق مفهوم الاختيار دون أن يعني ذلك التمرد على قوانين الحياة السائدة، وإنما السير في هذا الاتجاه وفق تلك القوانين. وهذا الاختيار ساهم بدوره في تضييق الخناق على أطر رئيسية قديمة مرتبطة بطرق التفكير والشعور والإدراك، حيث باتت مفاهيم متعلقة بأحداث جرت ووصفت بأنها كانت "مقدرة" من قبل الله أو أنها كانت "مكتوبة" على الإنسان أو أن الله "أراد ذلك" أو "لم يرد ذلك"، كل تلك المفاهيم والتفسيرات أصبحت أقل حضورا في الحياة الحديثة، باستثناء حياة المسلمين التي لاتزال تلك الأمور تلعب دورا أساسيا ورئيسيا فيها. فلو ألقينا نظرة فاحصة على الأحداث السياسية والأمنية في البلاد العربية والإسلامية لرأينا بوضوح كيف يدور الصراع في غالبه بين جهة تتبنى التفسير الديني الإلهي المطلق، وبين جهة أخرى مغايرة (قد تكون حداثية وقد لا تكون).
فمن خطاب بن لادن والظواهري وتنظيم القاعدة، مرورا بخطاب حركة حماس والجهاد وحزب الله، انتهاء بخطاب الحركات الدينية المحلية سواء في الكويت أو في غيرها، سوف نستنتج بوضوح كيف أنه بمجمله خطاب فقهي يستند إلى لغة الخطاب الماضوي المطلق ومفهومه المقدّر أمره من الله. فمثلما يعتبر بن لادن صراعه مع الغرب "إلهيا" وأن النصر "لا محالة" متحقق "بتقدير" من الباري، لأنه صراع بين "الخير" الذي يمثله زعيم القاعدة و"الشر" الذي يمثله "الغرب الصليبي"، كذلك فإن حسن نصر الله يستخدم الخطاب نفسه والمفاهيم نفسها لكنه يختلف في الوسائل والتكتيك، رغم أن كل طرف يلغي الآخر وفق تفسير ديني خاص بكل جانب. وهذا "النصر المزعوم" أساسه التفسير الديني الذي يردّ الأمور إلى "المطلق" و"المقدّر" و"المكتوب". إن الصراع السياسي السني الشيعي، أي الديني – الديني، يسير من خلال الأطر نفسها غير أنه ينتهي إلى نتائج متباينة تؤكد وجود مفارقة عجيبة في الأمر، لكن أطراف الصراع غير مبالين بأهمية تلك النتائج أو بربطها بضبابية مفهوم "المقدّر" و"المكتوب" وفي كثير من الأحيان بفقدان مصداقيته، فأيهما في خضم الصراع هو الذي "قدّر" الله و"كتب" له النصر أو الهزيمة؟!!!
إن الفقهاء ورجال الدين لا يزالون يدافعون، بكل ما يملكون من قوة دينية وقدرة سياسية وتهديد قانوني قضائي، عن الأطر التي تشجع الحياة القائمة على مفاهيم "المقدر" و"المكتوب"، ولا يزالون يعتقدون أن أمور الحياة تسير وفق العقل التاريخي القديم المستند إلى تلك المفاهيم لا العقل العلمي المستقل عنها. لذلك هم لا يساهمون بأي حال من الأحوال في تحديث المجتمعات، بل هم مساهمون نشطون في تخلف المجتمعات وإرجاعها إلى الخلف التاريخي رغم أنهم أكثر المستفيدين من وسائل الحداثة لتحقيق مآربهم الشخصية الفئوية ومصالحهم الدينية الإلغائية.

كاتب كويتي



#فاخر_السلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يعارض الفقهاء التجدد؟
- الحب العنيف.. المتطرف
- الدين حينما يكون غير إنساني
- الفهم الديني الجامد.. والإنسان الجديد
- الفهم الديني غير المسؤول: الموقف من حزب الله نموذجا
- بوش يتخبط.. لكن ماذا عن الإسلاميين؟
- التعددية في بعدها السياسي
- التعددية في بحر وجودها وتعريفاتها
- مناخ التعددية عبر التاريخ
- متى يتوقف نبض الحياة المتحرك
- كعادتهم خلطوا الحابل السياسي بالنابل الديني
- مكاسب وخسائر طهران
- الإكراه الديني يعادي الإيمان
- استبداد المدرسة الفقهية
- اخوان الكويت.. ومعركة رئاسة البرلمان
- خسارة السيد المعمم
- جدل الانتحار في غوانتانامو
- إهداء إلى المحزونين على الذباح
- نضال الكويتية
- الفهم الديني.. ومسوغات التكفير والإلغاء


المزيد.....




- “ماما جابت بيبي”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على القمر الصنا ...
- الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية في لبنان يعلن تنفيذ 25 عمل ...
- “طلع البدر علينا” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- إعلام: المرشد الأعلى الإيراني يصدر التعليمات بالاستعداد لمها ...
- غارة إسرائيلية على مقر جمعية كشافة الرسالة الإسلامية في خربة ...
- مصر.. رد رسمي على التهديد بإخلاء دير سانت كاترين التاريخي في ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا لقوات الاحتلال الاس ...
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي: الكيان ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان: مجاهدونا استهدفوا تجمعا لقوات ا ...
- قائد حرس الثورة الإسلامية اللواء سلامي مخاطبا الصهاينة: أنتم ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاخر السلطان - . الفقهاء ورجال الدين مساهمون نشطون في تخلف المجتمعات