أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاخر السلطان - نضال الكويتية














المزيد.....

نضال الكويتية


فاخر السلطان

الحوار المتمدن-العدد: 1567 - 2006 / 5 / 31 - 10:29
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


نضال المرأة الكويتية لنيل حقوقها السياسية تَجسد نظريا في القرار التاريخي الذي صدر عن مجلس الأمة في مايو عام 2005. غير أن هذه الحقوق ظل ينقصها شيء أساسي وهو كيفية تفعيل النظرية إلى واقع عملي. فالمراقبون، في الكويت وفي خارجها، يتوقعون إخفاقا نسائيا في الوصول إلى كرسي البرلمان في انتخابات مجلس الأمة المقررة في 29 يونيو. ويعزون ذلك إلى أسباب عديدة أبرزها استمرار هيمنة الثقافة الأبوية الذكورية على الواقع الاجتماعي مما يعرقل وصول المرأة إلى مقاعد كانت لعقود حكرا على الرجل. وهي ثقافة مدعومة من التيار الديني السلفي والتوجه القبلي، وتدفع بوصاية الرجل على المرأة، وتسير بموازاة التحليل الذي يصف المجتمع الكويتي بأنه مجتمع محافظ تسيطر عليه العادات والتقاليد الذكورية.

ويتوقع المراقبون أنه بسبب هذه الثقافة لن تستطيع أي امرأة في مرحلة الانتخابات الراهنة الوصول إلى كرسي البرلمان، ويعتقدون بأنه لو حدث ذلك فإنها ستعتبر طفرة سياسية واجتماعية لابد من قراءة وتحليل أسبابها بدقة. ورغم هذا التوقع شكل مرشحو التيارات الدينية السلفية والمحافظة، وهم من الرجال، لجانا نسائية لدعم حملاتهم الانتخابية، لكنهم امتنعوا عن طرح أو دعم أسماء نسائية للترشيح. في حين برزت مرشحات في المناطق القبلية الخارجية ليعكس حضورهن ومنافستهن للرجل تحديا للعادات والتقاليد الذكورية أكبر من التحدي الذي يمثله خوض المرأة للانتخابات في المناطق الداخلية. على الرغم من ذلك فإن المرشحين في المناطق القبلية شكلوا لجانا نسائية لحصد صوت المرأة الذي بات يفوق في عدده صوت الذكور وأصبح يلعب دورا رئيسيا في نجاح أو فشل المرشح.

إذن، المشكلة الرئيسية التي باتت تزعج المرشحة الكويتية، خاصة في الدوائر الانتخابية ذات النفوذ القبلي وذات الهيمنة الدينية نسبيا، أنها أصبحت شبه متأكدة بأنها لن تنال كرسي البرلمان لكنها باتت مصرة على خوض هذه التجربة. لذا التساؤل الذي يطرح نفسه هنا هو: هل يجب تغيير الواقع الاجتماعي المتأثر بالتفسير الديني والقبلي الذكوري المعادي للمرأة قبل خوضها الانتخابات لكي نضمن وصولها بعد ذلك إلى البرلمان، أم أن خوض المعركة الانتخابية هو جزء من معادلة التغيير؟

باعتقادي الشخصي أن خوض المرأة للمعركة الانتخابية هو جزء من معادلة التغيير، بمعنى أنه بموازاة ترشح المرأة لانتخابات مجلس الأمة لابد للقوى الداعية إلى تحرر المرأة والداعمة لمبدأ المساواة بين الجنسين أن تسعى إلى التأثير في الوقع الاجتماعي الذكوري بغية تغييره، وهذا ما لم يحدث لا من قِبل أنشطة المرأة نفسها ولا من قِبل القوى. ومن يتحدث عن أنشطة تغييرية في الكويت سوف يشير إلى جهد متواضع لا يستطيع من خلاله أن يواجه ويجاري حجم المشكلة وتبعاتها المؤثرة على استمرار ذكورية المجتمع.

إن من صفات المجتمع الذكوري الأبوي، كما يشرح المسألة في جريدة الحياة فيصل دراج، أنه يؤسس الحياة على مبدأ "الحاكم الأعلى" وهو الأب، الذي يرتب الحياة على مبدأ التفاوت. ولهذا يتساوى الأبناء في خضوعهم للإرادة الأبوية الذكورية، من دون أن يساوي هذا الذكور بالإناث، الأمر الذي يدفع بالأنثى الى خضوع مزدوج: فهي خاضعة للأب كغيرها، وهي خاضعة للأخ – الذكر، لأنه أب ضروري قادم. وبسبب ذلك يكون المجتمع الأبوي، لزوماً، هو المجتمع الذكوري.

ويؤكد دراج أن تلك ايديولوجيا وأساسها "الذكر – الفارس"، لا بمعنى البطل المقدام في المعركة، بل بمعنى الذكر الذي يهاجم الأنثى منتصراً، ويدكّ حصونها قبل الوصول اليها. وتؤسس هاتان الصفتان لحالات عنوانها: العبودية السعيدة، التي ترضي الأب وتسعده، وتساوي بين احترام الأب والعبودية. وينقل دراج عن "حنا أرندت" وصف النظام الذكوري الأبوي انه نظام قديم مستبد، منقطع عن زماننا الحديث الذي يقوم على الفردية الحرة المتحاورة. أي الحوار والاعتراف المتبادل وتساوي الحقوق والواجبات بين الجنسين واستبعاد مبدأ القوة والعنف، فالحوار يتأسس على لغة متساوية يتبادلها الجميع.

وهذه الصفات المؤسسة للايديولوجيا "الذكر" هي التي يجب أن يصار إلى تغييرها في المجتمع الكويتي بموازاة خوض معركة الانتخابات، لكن ذلك للأسف ما لم يحصل لأسباب متعددة، أهمها أن هناك سعيا للقفز على عوامل التغيير باتجاه تحقيق هدف ثانوي هو وصول المرأة للبرلمان من دون تحديد الهدف الرئيسي في مسعى لتفعيله وهو المساواة بين الجنسين على أساس الحقوق والواجبات. فهذا الهدف الرئيسي هو مدخل حصول المرأة، ليس على حقوقها السياسية فحسب بل، على حقوقها العامة من سياسية واجتماعية واقتصادية وغيرها.

فالتيار الديني السلفي والمحافظ والتوجه القبلي في الكويت، حيث فيهما من يزعم بأنه يناصر المجتمع المدني ويدفع بوسائل تحقيقه، يكون في موقفه من حقوق المرأة السياسية (وغير السياسية) كالذي يرفع شعارا ثم يتخاذل عن تطبيقه، والسبب في ذلك هو أن هذا الشعار يتناقض مع موروثه الثقافي والاجتماعي والديني. لذا معركة تحرير المرأة وحصولها على حق المساواة تقع على عاتق الرجل والمرأة معا. لأنها حقوق إنسانية. فإذا ما كان أحدهما (أي المرأة) حريص على تلك الحقوق والآخر (أي الرجل) غير مبال إلا بمصالحه الذكورية، فإن وعيه الديموقراطي الزائف سيتشكل على هذا الأساس. كما أن من أبجديات تغيير النظرة "الدونية" إلى المرأة والمعرقلة لأي جهد يهدف تحقيق المساواة، هو السعي إلى خلق رؤية دينية جديدة تتواكب مع تغيرات الحياة، وفق تحليل "أرندت"، لتضمن أنسنة التفسير. فبسبب غياب المحور الإنساني في التفسير الديني باتت المرأة أحد الضحايا الرئيسيين بالنسبة لموضوع حقوق الإنسان في واقعنا الاجتماعي.



كاتب كويتي



#فاخر_السلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفهم الديني.. ومسوغات التكفير والإلغاء
- الإنسان.. محور غائب في الفهم الديني
- لماذا ترفض واشنطن رسالة نجاد؟
- اختلاف الفهم الديني.. وتهم البدعة والزندقة
- الفهم الديني غير المقدس.. ضرورة اجتماعية
- تصريحات مبارك.. في أي اتجاه تصب؟
- في حوار واشنطن مع الإسلاميين
- أفغانستان تتغير
- بين تعريف الحقيقة الدينية والتحقيق فيها
- هل الحقيقة الدينية واضحة؟
- هل تكفي النصوص المقدسة لمعالجة مشاكل دولة الولاية؟ 3 – 3
- تحرير حقوق المرأة من أسر الخطاب الديني
- هل يمكن إصلاح سلطة مرتبطة بالسماء؟ 2-3
- مجالات الإصلاح في دولة ولاية الفقيه 1-3
- الكاريكاتور.. بين العلمانية الهجومية والعلمانية المعتدلة
- ذكرى عاشوراء.. مناسبة للنقد والسؤال
- هل خسرت الكويت من أزمتها؟
- سياق التسامح والإنسانية في وفاة جابر
- لا مجتمع مدني.. إذن لا تنمية للديموقراطية
- إقصاء المختلف.. رهان الخطاب الديني


المزيد.....




- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاخر السلطان - نضال الكويتية