أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاخر السلطان - التعددية في بعدها السياسي














المزيد.....

التعددية في بعدها السياسي


فاخر السلطان

الحوار المتمدن-العدد: 1662 - 2006 / 9 / 3 - 09:52
المحور: المجتمع المدني
    


هناك فئة تركز على التعددية في بعدها السياسي أكثر من تركيزها على أبعادها الأخرى كالبعد الثقافي أو الاجتماعي. أولئك ينظرون للتعددية بوصفها وسيلة لتنظيم الحياة العامة على أسس مشتركة مع احترام مختلف الاتجاهات القائمة في المجتمع كشرط رئيسي للممارسة الديموقراطية والمشاركة في المصير الواحد. وتنتهج معظم الموسوعات وقواميس المصطلحات السياسية هذا النهج.
فعلى سبيل المثال، تعرف الموسوعة البريطانية التعددية بأنها "الإستقلالية التي تحظى بها جماعات معينة في إطار المجتمع مثل الكنيسة والنقابات المهنية والاتحادات العمالية والأقليات العرقية".
وتذهب الموسوعة السياسية إلى القول بأن التعددية "مفهوم ليبرالي ينظر إلى المجتمع على أنه يتكوّن من روابط سياسية وغير سياسية متعددة ذات مصالح متباينة ومشروعة"، مضيفة بأنها "تحول دون تمركز الحكم وتساعد على تحقيق المشاركة وعدالة التوزيع". ومن هنا فهي تخلص إلى ارتباط التعددية بالديموقراطية سواء في ذلك الديموقراطية السياسية وذلك بالإشارة إلى "المشاركة"، أو الديموقراطية الاجتماعية من خلال الإشارة إلى "عدالة التوزيع".
أما قاموس المصطلحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية فيعتبر التعددية بمثابة "تنظيم حياة المجتمع وفق قواعد عامة مشتركة تحترم وجود الإختلاف والتنوع في اتجاهات السكان في المجتمعات ذات الأطر الواسعة وخاصة المجتمعات الحديثة حيث تختلط الاتجاهات الأيديولوجية والفلسفية والدينية".
ويستطرد قاموس المصطلحات موضحا إنها "تنظيم للجسد السياسي حيث تعمل الجماعات الآيديولوجية والفكرية المختلفة على الحفاظ على القيم الخاصة بها، وأن تشارك بفعالية في الحياة السياسية، وفي سبيل ذلك تقوم بإنشاء مؤسساتها وتنظيماتها الخاصة للوصول إلى أهدافها المنشودة".
وتفترض التعددية "الإعتراف بحقوق الإنسان في المجتمع وبكرامته وبرسالته مثلما تفترض الإقرار بواجباته ومسؤولياته". وعلى ذلك تعتبر التعددية "أحد شروط الممارسة الديموقراطية وبالتالي فهي تتعارض تعارضا تاما مع وجود الدولة الشمولية بل تفترض قدرا من الحياد من قبل السلطة العليا – أي الدولة – التي ينبغي أن تحترم القوى والمؤسسات التي تعمل في إطارها على تعميق الخير العام للبلاد".
وتشير التعددية السياسية المرتبطة بالنظام السياسي إلى مشروعية تعدد القوى والآراء السياسية وحقها في التعايش والتعبير عن نفسها والمشاركة في التأثير على القرار السياسي في مجتمعها. وتكون التعددية هنا في إطار مقنن للتعامل مع الخلاف أو الإختلاف بحيث لا يتحول إلى صراع عنيف يهدد سلامة المجتمع وبقاء الدولة.
فالتعددية السياسية بهذا المعنى تفترض تعدد القوى الفاعلة المتنافسة داخل الدولة الواحدة، كما تفترض إمكانية تأثير القوى المجتمعية المختلفة على السلطة والقرارات الصادرة عنها.
وبما أن التعددية السياسية منتشرة في الدول الديموقراطية وتطمح المجتمعات غير الديموقراطية، بفعل أنظمتها المستبدة، إلى الحصول عليها، فإن ذلك يقودنا إلى معرفة جذورها.
ترجع جذور التعددية السياسية إلى الفلسفة السياسية الليبرالية. فلقد أشار الفيلسوف الإنجليزي جون لوك حول الحكومة المدنية في العام 1689 إلى أن الدولة ينبغي أن تقوم على الرضا، وأن الحكومة لا ينبغي أن تعتمد على السلطة المطلقة أو الأحادية.
وجاءت أفكار لوك للرد على توماس هوبز الذي أوضح ضرورة منح سلطة مطلقة للحكومة بهدف تجنب الحرب الفوضوية من قبل الكل ضد الكل.
وتدعمت التعددية السياسية مع كتابات مونتسكيو ممتدحا النظام الإنجليزي في القرن الثامن عشر لما يتسم به من فصل بين السلطات على العكس من الملكية المطلقة ومفهوم السيادة الذي كان سائدا في فرنسا في ذلك الوقت، مؤكدا على ميزة أن يتضمن النظام السياسي أكثر من مصدر للسلطة. ومنذ ذلك الحين ظلت فكرة رفض سلطة الدولة الموحدة وغير المحدودة علامة على التعددية السياسية.
ويستخدم اصطلاح التعددية السياسية في الغالب للتعبير عن شكل ما من أشكال الحكومات التي يطلق عليها الليبرالية أو الديموقراطية التمثيلية، وعليه فإن النظام التعددي السياسي هو نظام تتعدد فيه مراكز اتخاذ القرار. ومن ثم يختلف عن تلك النظم التي تشكل فيها الدولة السلطة الوحيدة المطلقة القائمة في المجتمع.
ونستطيع أن نرصد ملامح رئيسية للأصول الفكرية للتعددية السياسية، وهي:
أنها بدأت كهجوم على السلطة الأحادية، والإستقلال التنظيمي للجماعات والذي يزداد تعقيدا بتعقد المجتمعات وتطورها، وتوقع الصراع الحاد بين الجماعات في مجتمع معقد، والمراجعة المؤسسية والتوازن الاجتماعي كآليات لمنع واحدية الدولة.



#فاخر_السلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعددية في بحر وجودها وتعريفاتها
- مناخ التعددية عبر التاريخ
- متى يتوقف نبض الحياة المتحرك
- كعادتهم خلطوا الحابل السياسي بالنابل الديني
- مكاسب وخسائر طهران
- الإكراه الديني يعادي الإيمان
- استبداد المدرسة الفقهية
- اخوان الكويت.. ومعركة رئاسة البرلمان
- خسارة السيد المعمم
- جدل الانتحار في غوانتانامو
- إهداء إلى المحزونين على الذباح
- نضال الكويتية
- الفهم الديني.. ومسوغات التكفير والإلغاء
- الإنسان.. محور غائب في الفهم الديني
- لماذا ترفض واشنطن رسالة نجاد؟
- اختلاف الفهم الديني.. وتهم البدعة والزندقة
- الفهم الديني غير المقدس.. ضرورة اجتماعية
- تصريحات مبارك.. في أي اتجاه تصب؟
- في حوار واشنطن مع الإسلاميين
- أفغانستان تتغير


المزيد.....




- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...
- مؤسسات الأسرى: إسرائيل تواصل التصعيد من عمليات الاعتقال وملا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاخر السلطان - التعددية في بعدها السياسي