أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - مصطفى النبيه - شريطا أسود في حضرة السينما














المزيد.....

شريطا أسود في حضرة السينما


مصطفى النبيه

الحوار المتمدن-العدد: 8513 - 2025 / 11 / 1 - 17:22
المحور: قضايا ثقافية
    


مونولوج مسرحي – أداء صوتي
إضاءة خافتة.(صوت نفس متقطع، كأن المتحدث يخرج من حلم ثقيل…)
بصوت خافت متهدج:
أدرك اليوم... أنني أغرقُ في بحرٍ من الانفعالات، أتلعثمُ بين مفردة وأخرى، كأن اللغة نفسها... تخجل من البوح.
(يتنفس بعمق، يرفع نظره)
أدركتُ... أن الحرب سرقت الذاكرة،وزرعت في رأسي شريطًا أسود...يدور... يدور... ولا ينتهي.
(نبرة متأملة، ثم تنهيدة طويلة)
في حضرة السينما،وأنا أصعدُ قاربَ الأحلام أمام جمهورٍ من البؤساء،هرب الكلام...
خرجت نقاطٌ متتابعة،تاهت الحروف... وانكسر المعنى.
(ينظر حوله مرتبكًا)
نظرتُ إلى الوجوه المطفأة، هربتُ إلى الفراغ،كنتُ خارجَ سياقِ المشهد،حين اصطدمتُ بصورٍ مشوَّشة... كاذبة.
(يبتسم بسخرية)
سألتُ نفسي:ما سرُّ الحياة؟ما معنى وطنٍ؟ سماءٍ؟ وأرض؟ولماذا... كلُّ هذا الموت؟
(صوتٌ داخلي، عميق)
الحقيقة تقول:لن تبقى مثالياتٌ أمام متعبِّدٍ جائع.
(نبرة ساخرة حزينة)
ألوانٌ من الجوع...في حفلةٍ مكدّسةٍ بأكوام اللحم،
يتصاعد الضجيج...تتسلّل الثغرات إلى الرأس،تُجمّد العقل...ويبدأ الهذيان.
(يضع يده على رأسه)
فأرٌ جائعٌ يقفز في مخيلتي، يركض خائفًا بين الركام،يبحث عن فتاتٍ في بيتٍ نامَ أهله تحت الردم،رحل صوتهم...وبقيت رائحتهم في المكان.
(بهمسٍ مؤلم)..
و لأننا نحترف الأكاذيب،قلنا: إن رائحة المسك تفوح هنا،وإن الفأر لم يأكل لحمهم...بل بكى... ثم نام جائعًا.
(صمتٌ قصير)
وفي صباحٍ ملبّدٍ بالغيوم،حمل حقيبته،ترك الكلاب تنبح لتحرسهم،وانطلقت الفراشات الزاهية الألوان،تحوم حول الأجساد الباردة،تحلّق بحثًا عن زهرةٍ...في مدينةٍ جرداء.
(إيقاع الكلام يصبح أبطأ، أكثر تأملًا)
ما بين فوضى الكلام وتناقضات العقل،جدرانٌ قاتمة،ومساحاتٌ من الحزن،وحذاءٌ مهترئ،وضوءٌ خافتٌ يحمله رجلٌ أعمى،يمشي مثقلاً بانكساره.
(صوتٌ غاضب متصاعد)
سقطنا في غابةِ التلقيحِ الفاسد،فأنجبنا عالمًا خليعًا بثوب شيخ،يراقصه مثقّف،ويُخدّر الجمهور ببركات الرب.
(يخفض صوته تدريجيًا)
في رأسي مستنقعٌ من صور أرباب الأكاذيب...غسالةٌ تعبث بالبياض،تخربش النقاءَ بالرياء والنفاق،تدعونا إلى سباقٍ طويل...كي لا تستقيم الحياة.
(يضحك بمرارة ثم بصوتٍ خافت)
ماذا أقول؟في رأسي داعية... وملحد... وداعرة،جميعهم... مخلصون للوطن.
(صمت طويل... نظرة بعيدة)
وفي مكانٍ بعيد،تطوف الأرواح، يقف مخلوقٌ نظيفٌ مكبَّلٌ بالأصفاد،يبحث عن زاويةٍ معتمة،يرفع الراية البيضاء.
(نغمة استسلام، ببطءٍ شديد)
المسكين، لم يمنحوه مساحةً للتعبير،فنام عميقًا... حتى النهايات،ينتظر موتًا معد سلفًا.
(الضوء ينطفئ... ويبقى صدى الصوت فقط



#مصطفى_النبيه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة تستحق الكثير من الحب يا شركة الاتصالات
- غزة وهي تساق إلى المقصلة، تحمل مليارات الحكايات البصرية
- -من يسمع دموع الياسمين؟-
- تتساقط أرواحنا مع تساقط بيوتنا
- بكائيات يوم جديد لوحة سوداء في قاموس الانتكاسات
- ينهشني الحنين
- المثقف اليتيم
- المثقفون والفنانون في غزة يحتضرون
- هل للمثقف اليتيم في غزة أب شرعي؟!
- ليس بعد هذا الموت موت
- فنانو غزة: هل تسمعوننا
- المحرقة
- السينما تنتصر على الموت- مبادرة من المسافة صفر- للمخرج العبق ...
- فرضيات الحرب والإبادة
- يوميات الحرب - مملكة المعلبات
- ظل طويل
- الفن أساسه المعرفة
- تشريع قانون جمهورية الأفكار الملكية المطلقة في بناء مؤسساتنا ...
- شكرا لمن يسرقون أحلامنا
- - الصامت - رواية استقصائية صنعها الأديب المبدع شفيق التلولي


المزيد.....




- وزير خارجية عُمان: إسرائيل هي المصدر الرئيسي لغياب الأمن بال ...
- المتحف المصري الكبير... صرح ثقافي يروي تاريخ الحضارة الفرعون ...
- فرنسا: القضاء سيدرس طلب إخلاء سبيل ساركوزي في نوفمبر
- ترامب يبدي استعداده للإبقاء على تمويل برنامج الإعانات الغذائ ...
- أرقام جديدة عن ضحايا الإبادة والمصابين بالأمراض المزمنة في غ ...
- ظروف صعبة لنازحي الفاشر والدعم السريع تخطط للانسحاب من المدي ...
- بولس: خطاب العاهل المغربي كان حكيما لجهة مد اليد إلى الجزائر ...
- توم براك: على لبنان التقدم بسرعة بشأن حصر سلاح حزب الله
- غارات على غزة بعد إعلان إسرائيل تسلّمها جثثا لا تعود لرهائن ...
- افتتاح المتحف الكبير.. بداية حقبة جديدة في السياحة المصرية


المزيد.....

- الفاكهة الرجيمة في شعر أدونيس / د. خالد زغريت
- المفاعلة الجزمية لتحرير العقل العربي المعاق / اسم المبادرتين ... / أمين أحمد ثابت
- في مدى نظريات علم الجمال دراسات تطبيقية في الأدب العربي / د. خالد زغريت
- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت
- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - مصطفى النبيه - شريطا أسود في حضرة السينما