أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى النبيه - شكرا لمن يسرقون أحلامنا














المزيد.....

شكرا لمن يسرقون أحلامنا


مصطفى النبيه

الحوار المتمدن-العدد: 7374 - 2022 / 9 / 17 - 18:17
المحور: الادب والفن
    


شكراً لأدعياء الوطن والثقافة والحريات، شكراً لمن يسرقون أحلامنا فنحن جبناء نستحق أكثر من ذلك.
وأنت تكتب وصيتك الأخيرة تذكر أنك ما زلت حراً ولم تنم يوماً في حضن وليّ ولم تصلّ للإمام ومازلت تسمو فوق الفئوية والحزبية وتحلم بوطنك الجميل.
وأنت تفقد شغف الحياة، ابتسم لأنك اخترت طريقك بكامل إرادتك ولم تتنازل يوما عن أفكارك.
فيا صديقي المفجوع الموجوع، أعلم أنك هرمت فجأة، ولم تعد "فارس بني خيبان"، وما زلت تردد والدموع تفيض من عينيك: “حتى أنت يا بروتوس!".
اسمعني جيدا وأنت تمضي إلى رحلتك الأبدية واثق الخطى، لا تنظر خلفك ولا تبك أمام من أحببت، فحلمهم أن تعيش ميتاً، فصباحك سيبقى بدون بهجة، مثقلا بالكذابين، المنافقين والمستلقين، لن تستهويك بعد اليوم حكاية الجدات عن ست الحسن والشاطر حسن.
الناس تعشق الكذب والزيف وتنساق خلف تاريخ مزور، صنعوه تجار المرحلة، للأسف تهالكت مملكة القمح أمام ناظرينا بعد أن حرسها الدجاج..
فرغم ضجيجك يا صغيري، ستبقى الغريب خارج سياق الحياة، لم تبصر ما يدور خلف الكواليس. فعليك أن تصاب بداء الزهايمر حتى تريح وتستريح، تناسَ أنك تنتمي للشوارع المرهقة الباهتة وتحلم أن تراها نظيفة، تناسَ أن هناك مشاعر وحبا، فمن تمنحه حياة هو أول من سيخذلك ويطعنك في ظهرك، الجميع يلهثون وراء الأضواء، يبحثون عن مصعد فلا تحنِ ظهرك. فرت المدينة من تحت قدميك. فلا تغضب.. مشكلتك الحقيقية أنك كنت تتكىء على الفراغ، لأنك قارئ الوجوه جيدا وتحفظ التاريخ ولديك ما يحكى عن إمّعات يتصدرون المشهد ويعلنون النبوءة.
جريمتك الكبرى يا صديقي أنك لست منافقا وأنك صادق حتى الحماقة، طيب حتى الاتهامات، آمنت بالخرافة وعشت وهم أنك قادر على البناء، فكل محاولاتك الفاشلة لم تجنِ لك سوى الخراب والأحقاد، قلت لك مراراً لا تزرع في أرض قاحلة، فمن شب على شيء شاب عليه، تذكر أنك دوما تختار الطريق الأصعب.. أنت أول من كفر بكبيرهم ورفض أن يمدحه طمعا بجنته الوهمية، كبير المنافقين يعشق الأضواء ويبارك من يمدحه، وبحرنا الذي يكتم الأسرار يشهد على عفن المرحلة.. تعال نعيد شريط الذاكرة ونبدأ من لحظة التكوين.

ماذا يعني لو فكرت بواقع الطفل وكنت أحد المبادرين وقررت أن تؤسس مسرحا؟ ماذا يعني لو جعلت عَلم وطنك يرفرف في العالم وحصدت عشرات الجوائز الذهبية وجوائز الإبداع كأحسن مخرج وكاتب سيناريو؟ ماذا يعني أن تكتب الرواية والمسرح وقصص الأطفال؟ ماذا يعني أن تكون ناقدا مسرحيا وسينمائيا وروائيا وتهب عمرك لصناعة حالة ثقافية...؟ ماذا يعني أن تسهم في صناعة سينما وتكون عضوا ورئيس لجان التحكيم في المهرجانات المحلية والعربية والدولية؟ ماذا يعني مادامت لست عبدا من عبيد السلطان، أنت مقاتل لا يسرق لا يزني لا ينافق، لم يخلع أفكاره مثل حذائه وينفخ أدعياء الوطن بالشعارات ويهمش من يستحق ويستبسل ليجعل من أجساد المبدعين مصعدا...؟
بعد كل هذا ألا تستحق أن تكون من المغضوب عليهم؟ يا صديقي، آن أن تموت شامخا كالنخيل.. فقلها ومت. أمامك مساحة من السمو لا تتركها وتبقى رهين المصادفة.. عليك أن تأخذ نفسا عميقا وتعيد بنا المشهد بصورته الحقيقية دون خوف، فقلمك شرفك، فإياك وأن يسقط من يدك، أمَا آن أن لك تسرد قصص أدعياء الوطن وكيف صنعتهم المصادفة...؟



#مصطفى_النبيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - الصامت - رواية استقصائية صنعها الأديب المبدع شفيق التلولي
- - بورتريه قديم- رواية تاريخية تحاكي جزءاً مهما من تاريخ الثو ...
- رواية -الهليون- ثورة إنسانية توثق مرحلة جذرية في تاريخ الشعب ...
- فيلم -ماجدة- عمل فني بنكهة إنسانية عالمية للمخرج المصري المت ...
- مسلسل -بوابة القدس- تجربة إنتاجية مميزة تعتمد على أسلوب التش ...
- مسلسل - ميلاد الفجر - خطوة رائدة في صناغة سينما فلسطينية
- جزائرياً بروح فلسطينية ... فلسطينياً بروح جزائرية
- - علي فضيل - أنت حياً يا أخي ، يا من حملت الوجع ..


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى النبيه - شكرا لمن يسرقون أحلامنا