|  | 
                        
                        
                        
                            
                            
                                
                             
                                
                                    قراءة في رواية الحرافيش لنجيب محفوظ
                                
                            
                               
                                    
                               
                                
                                
                                   
                                     
 
                                        فوزات رزق
 
     الحوار المتمدن-العدد: 8510 - 2025 / 10 / 29 - 14:08
 المحور:
                                            الادب والفن
 
 
 
 
 
                                   
                                        
                                            
                                              ملحمة الحرافيشنجيب محفوظ
 
 الملمح السيري في محمة الحرافيش
 
 قبل أن ندخل في مضمون العنوان موضوع هذه الدراسة، لا بد لنا من طرح السؤال التالي: هل كرر نجيب محفوظ نفس النمط الذي استخدمه في أولاد حارتنا؟
 يتخذ هذا السؤال مشروعيته من خلال المقارنة التي يمكن أن يجريها القارئ تلقائياً بين رواية "الحرافيش" هذه، ورواية "أولاد حارتنا" التي كانت إحدى روايات نوبل. وقبل أن نجيب على هذا السؤال دعونا نذهب إلى ما جاء في كتاب "ثلاثية التاريخ والواقع والرمز" لمؤلفه خالد محمد عبد الغني.
 فقد جاء في الفصل الخامس من هذا الكتاب تحت عنوان "التصوف والنجاة والخلود في الحرافيش ما يلي:
 "لعل ملحمة الحرافيش عمله ـ أي نجيب محفوظ ـ الروائي الأرقى الذي قدَّم فيه صياغةً لمسيرة الحياة، بعدما حاول تقديمها من قبلُ في رواية "أولاد حارتنا"، ففيهما من التشابه القدر الكبير؛ حيث تتمركز الوقائع حول شخصية تظهر لفترة من الزمن ثم تتوارى لتظهر غيرها، كما أن أحداثهما تتنزَّل على خلفية متماثلة من الأمكنة والأزمنة، وفيهما تهيمن فكرة الأبوية. والبيت الكبير في أولاد حارتنا يشبه التكية في الحرافيش، وشخصياتهما تتوزَّع الإقامة في الخلاء والصحراء والمقابر والحارات الفقيرة. وفيها — أي الحرافيش — تصوِّر المستبد العادل حيث خط نجيب محفوظ تأريخًا للحارة باعتبارها العالم، وبدلًا من البيت الكبير في «أولاد حارتنا» توجد التكية، رمز الوصل ما بين الحارة أو العالم، وبين الله أو المطلق." مؤسسة هنداوي 2021. نشر إلكتروني.
 
 وربما كانت الإشارة الأولى لأولاد حارتنا قد وردت عرضاً في الحوار بين عاشور الناجي والرجل الذي أراد استخدامه، فناداه:
 "ـ يا لولد! ألا تعرفني؟ فأجابه مرتبكاً:
 ـ اعذر غريباً جهلك.
 ـ ولكنك من أبناء حارتنا
 ـ ما عشت فيها إلا منذ قريب
 ـ كليب السماني من رجال فتوتنا قنصوه
 ـ تشرفنا يا معلم." الحرافيش. ص21
 إلا أن الوقائع التي اقتضت أن يتناوب على الفتونة في رواية الحرافيش عدد من الفتوات الذين هم من صلب أو من نسل عاشور الناجي الأول يجعلنا نقفز بذاكرتنا إلى أبطال رواية أولاد حارتنا بدءاً من الجبلاوي، مروراً بأدهم، فجبل، فرباعة، فقاسم، وانتهاء بعرفة رمز العرفان العصري. ولقد رأينا كيف تناوبوا على الفتونة في الحرافيش بدأ من عاشور الناجي مروراً بابنه شمس الدين، فابنه سليمان. وتتوالى الفتوات، أكثرهم من نسل عاشور الناجي حتى تقفل الدائرة بعاشور ناجٍ آخر هو آخر الفتوات في ملحمة الحرافيش، حيث يتبع سيرة عاشور الناجي الأول تجاه الدراويش، فيتجلّى إبداع نجيب محفوظ وحرفيته حينما بدأ الملحمة بعاشور، وختمها بعاشور موضحاً أن أعظم نصر حينما ينتصر المرء على ذاته: "تم لعاشور أعظم نصر وهو نصره على نفسه" ص562
 
 ومن طريف المصادفات أن نقع في رواية الحرافيش التي اخترتها للدراسة على البداية نفسها التي وقعت عليها في رواية الحرام ليوسف أدريس. وقبل أن نتوغل في رواية الحرافيش فإن مسألة اللقطاء تكاد تشكل بداية مشتركة لدى هذين العملاقين المصريين. فهل من قبيل المصادفات أن يكون الوليد في رواية يوسف أدريس قد وجد ميتًا على حين وجد في رواية الحرافيش حياً وقيض له الله أن يتناوب الكثيرون من نسله على الفتونة؟
 وبصرف النظر عن الاتجاه المختلف الذي أخذه كل من يوسف أدريس ونجيب محفوظ؛ تبقى البداية في الروايتين تستدعي بعض الأسئلة. فموت الوليد في رواية يوسف أدريس تعبير عن موت الأمل لدى الغرباء الذين ينتمي إليهم الجنين الذي وجدا ميتًا. أما الجنين الذي وجداً حياً في رواية الخرافيش فهو الأمل الذي أحياه عاشور الناجي الأخير في عالم الحرافيش.
 
 ومنذ البداية تثير فينا الرواية أسئلة مثل: هل من قبيل المصادفة أن يقترن عاشور المجهول النسب بفلة المجهولة النسب مثله على طريقة المثل العربي "وافق شنّ طبقة"؟ ففلة: "مطيعة، بعيدة كل البعد عما يثير غيرته. ومما جعلها أثيرة عنده أكثر أنه وجدها مثله مجهولة الأب والأم. وبسبب من شدة حبها له تسامح مع جهلها بكثير من الشؤون النافعة" ص52
 وتطرح الرواية أسئلة وجودية تتعلق بعلاقة الإنسان مع الله، ومن ثم جدلية الموت والحياة ويتجلّى ذلك في فيما تطرحه فلة على عاشور من أسئلة:
 "ـ لماذا ترك الله الموت يفتك بالناس؟ فأجابها بعنف:
 ـ من يدري، لعلهم بحاجة إلى تأديب؟ فقالت مداعبة:
 ـ لا تغضب مثل الله. فأجاب:
 ـ متى تهذبين ألفاظك؟ فقالت:
 ـ عظيم، ولماذا خلقنا على هذا القدر من السوء؟ فضرب الرمل براحته وتساءل:
 ـ من أنا حتى أجيبك نيابة عن الله عزَّ وجلَّ؟" ص65
 
 
 
 
 
 ـ وعودة إلى عنوان الدراسة؛ فكثيراً ما يذكرنا السرد في هذه الرواية بالسرد التراثي السيري الذي نراه في السيرة الهلالية وسيرة الزير سالم وسيف بن ذي يزن. فحين تبارز شمس الدين وغسان للفوز بالفتونة نقلت الرواية هذه المبارزة على النحو التالي:
 "وتقاربا خطوة فخطوة، حتى التصقا تماماً، ولفّ كلّ منهما ذراعه حول الآخر. وشدّ كلٌّ بما فيه من عزم وإصرار وقوة حتى انتفخت العضلات، ونفرت العروق، وانغرزت الأقدام في الرمال، وتعملقت إرادة صلبة تروم اعتصار الخصم وتصفية ماء حياته. وحملقت الأعين في ذهول، وتوقعت لدم أن ينفجر، وتتابعت الثواني منصهرة في أتون اللهب. وانبجست الأنفاس فلم تسمع نأمة واحدة حتى تلاقى حاجبا غسان في عبوسة حاقدة..." ص103
 والآن لنرى كيف وصفت السيرة الهلالية المبارزة بين أبي زيد الهلالي ومصارع من جيش شبيب التبعي:
 "فقال له المصارع: دع عنك شنشقة لسان يا ذليل يا مهان، واليوم يبان الشجاع من الجبان. فقال أبو زيد: اليوم عندي عيد بقتلك يا مهان. ثم نهض وأثبت الأقدام، وأسرع إليه مثل الأسد الضرغام، والتقى "البطلين كأنهم جبلين"، وكان المصارع دافن في ركن التبان حربة مثل الثعبان، وهي شغل بلاد الروم، ويريد بها هلاك أبو زيد، فرآها ذياب وقال له: خذ بالك يا أمير، وانظر هذه الحربة كأنها نقمة. إلخ..." سيرة بني هلال. شوقي عبد الحكيم. مؤسسة هنداوي. 2012. القاهرة.  ص56 ـ 57
 
 وتسلسل الفتوات بدءاً من عاشور الناجي، يليه ابنه شمس الدين الناجي، يليه ابنه سليمان الناجي. وسوف نرى بداية إغراءات السلطة في عهد سليمان: "وتم تشييد دار جديدة لسنية، وبدأ سليمان يسعد بأيامه في الدار، بقدر ما يشقى بعودته الإجبارية إلى بدروم فتحية"ص155
 وثمة مؤشرات أخرى على إغراءات السلطة تمثلت في تغيّر سليمان حيث: "تناقصت أنصبة الفقراء والحرافيش، وإن لم يحرموا من الهبات" ص155
 
 ولجأت الرواية لإعطاء دور زليخة امرأة العزيز لرضوانة زوجة بكر حيث حاولت إغراء أخيه خضر، وحينما أنف اتهمته بمراودتها. وتنقل لنا الرواية صورة ذلك الإغراء على الشكل التالي:
 "فمضت نحوه بحركة رشيقة، ومالت قليلاً حتى غزته بشذاها الطيّب، وقالت:
 ـ بل حدثني عن مكنونات قلبك. فوقف مذعوراً وتباعد قائلاً
 ـ صارحتك بكل شيء.
 ـ أنت خائف؟
 ـ كلا.
 ـ تخاف أخاك؟ تخاف أباك؟ تخاف نفسك...
 ـ كفى عذاباً
 ـ ليس للحيطان آذان ولا عيون. فانفلت نحو الباب ودمدم،
 ـ وداعاً." ص164 ـ 165
 غير أن رضوانه التي أخذت دور زليخة بعد خيبتها مع خضر؛ لا تتردد أن تظهر فتورها أمام زوجها بكر وتعلن له: "أخوك غدر" ص166 ولا بد للقارئ أن يستحضر في هذه الحالة قصة زليخة مع يوسف. وربما سمع خضر يعلن بلسان محمود درويش:
 "أَنَا يُوسُفٌ يَا أَبِي. يَا أَبِي، إِخْوَتِي لَا يُحِبُّونَنِي، لاَ يُريدُونَنِي بَيْنَهُم يَا أبي" ولعل إفلاس بكر بن سليمان، هو الجزاء الطبيعي لما فعله بأخيه خضر
 
 وربما تخرج الرواية عن مألوف السرد الواقعي إلى الفنتازي حينما تنحو نحو الاحلام كالحلم الذي رآه وحيد فأكسبه قوة خارقة استطاع أن يتغلب على الفتوة الفسخاني. ص 265. والأحلام كما يفسرها علماء النفس إنما هي رغبة مكبوتة تظهر في منطقة اللاوعي. فها هو وحيد: "يرى نفسه في الساحة أمام التكية، ولم يكن من المولعين بالساحة، وجاءه درويش وقال له: الشيخ الأكبر يخبرك بأن العالم قد خلق فجر أمس، فصدقه وحيد ثملاً بسعادة فوق التصوّر... وعندما استيقظ وجد نفسه مفعماً بإلهام...ومضى من توه إلى مجلس الفسخاني بالقهوة، رماه بنظرة قاسية وقال له:
 إني أتحداك أيها المجرم" ص265 وما بعد. وما لبث وحيد أن اعتلى عرش الفتونة.
 
 وتتجه الرواية نحو ما يدعى بالعقاب الطبيعي فيما يتعلق بالعلاقة المتشابكة بين الأخوين رمانة وقره، وبين الأختين عزيزة ورئيفة. فحين يتخلى رمانة عن عزيزة بعد أن سلمته مقاليدها يتنكر لها، ويتزوج أختها رئيفة التي انتزعته من أختها. فيتصدى قرة لستر عزيزة ويتزوجها تحاشيا للفضيحة، وتكون المكافأة من جنس الفعل حينما يحرم رمانة ورئيفة من الأولاد جراء عقمهما، فيما يسعد قرة وعزيزة بالإنجاب جراء ما قام به قرة من تضحية في سبيل ستر فضيحة عزيزة. فالرواية هنا كأنما تلقي درساً حينما ترسم موقف قرة الإنساني. ليكون درساً أخلاقياً، وربما وعظياً. ومن هذه الزاوية فهل كان مصادفة أن تحبل عزيزة فيما أختها رئيفة أعياها ذلك. أم هو الجزاء الذي أرادته الرواية أن يكون.
 
 وثمة تشابه في الرواية بين الموروثات الشعبية في الذهنية العربية. فمن الموروثات أن خلع الضرس في الحلم يعني فقد أحد الأولاد. وهذا ما يجده القارئ في ثنايا السرد حين سأل سماحة بعد عودته عن ابنه قرة. ولمّا علم بفقده قال: "طالما حلمت أن ضرسي انخلع" ص315
 ومن الموروثات الشعبية في السرد الحكائي أن "ابن الحكاية يكبر بسرعة" وذلك أن من خواص الحكاية الشعبية طي الزمن، فكانت شخصيات الرواية سرعان ما يكبرون ويتزوجون ويلدون ثم يشيخون، حتى ليعجز القارئ عن تسلسل أنسابهم.
 
 وربما طرح القارئ السؤال التالي: ماذا تريد الرواية من تبرئة ذمم الغانيات واللقطاء. لقد اعترض أناس وتندروا حين تزوج شمس الدين ابن جلال العبد الله من نور الصباح العجمي الغانية: "سخرت الحارة من هذه الزيجة، فجرى على الألسنة ذكر زينات وزهيرة. وذكريات الأسرة التي هبطت من السماء لتتمرغ أخيراً في الوحل، بكل قحة، قال عنبة الفوال الخمار: ـ ألم يكن عاشور نفسه لقيطاً؟ ألم تكن أم الأسرة الأولى عاملة في البوظة "الخمارة"؟" ص 461. وتبقى الإجابة عالقة منذ أن اختارت الرواية أن يكون عاشور الناجي الأول لقيطاً هو وزوجته.
 
 ولا يستطيع القارئ إلا أن يرى تأثير السيرة الهلالية في السرد، ولا أظن روائياً عملاقاً مثل نجيب محفوظ الّا أن يكون قد قرأ السيرة الهلالية وغيرها من روائع السرد العربي. فقد نصادف في الرواية سردا يشبه سرد السيرة الهلالية على نحو ما ننقرأ من القتال الذي دار بين شمس الدين وسمعة الكلبشي: "وثب الرجلان في لحظة واحدة شاهرين نبوتيهما، وسرعان ما التحما في معركة قاسية، كان شمس الدين قوياً وأصغر من سمعة بعشر سنوات، ولكنه كان يمارس المعارك" ص478. وتمضي الرواية في وصف المعركة على نحو ما نرى في تلك المرويات الشعبية. إذ لا يستطيع القارئ للرواية أن يغادر السيرة الهلالية لحظة واحدة من خلال تناسل الأبطال وتربعهم على عرش الحارة الواحد بعد الآخر.
 
 وتعود الرواية إلى التحدث عن أصل عاشور الناجي من خلال حديث الداية التي تولت تربية فتح الباب بن شمس الدين: " كانت تقول له في ليالي السهر:
 ـ نحن من أصل واحد مبارك هو عاشور الناجي. طالما تحدثت بيقين عن ماض غابر، كأنما كانت حقاً تتنفّس فيه.
 ـ أنبل الأصول كان أصله، وخاف عليه أبوه من غضب فتوة ظالم، وجاءه في المنام من أمَرَهُ بأن يترك وليده في الممر في رعاية التكية، وما تردد أن فعل" ص486
 
 ومرة أخرى لا بد من العودة إلى تأثير السيرة الهلالية على السرد الروائي في هذا المقطع الذي يصف العراك بين سماحة وسمعة الكلبشي:
 "والتحم الفريقان بضراوة ووحشية، تصادمت النبابيت، وتلاطمت الأجساد، وفرقعت الصكات، وتطايرت اللعنات تحت الرذاذ، وسالت الدماء، واستجرت الأحقاد، وأغلقت الدكاكين، وهرولت العربات، وتجمع الناس في طرق الحارة، واكتظت النوافذ والمشربيات، وعلا الصراخ والعويل" ص487
 والآن لنرَ كيف وصفت التغريبة الهلالية القتال بين الخصماء: "قال الراوي: إنه لما دقَّ طبل البراز برز الأمير شيبان بن ابن الأمير أبو زيد إلى الميدان، وطلب مبارزة الفرسان، وقال لا ينزل إليّ لا بليد ولا كسلان... فنزل حازم ابن أخ الأمير صالح، وصدمه صدمة جبار، فتلقاه الأمير شيبان، فتلاطما وتلاحما، فتارة يتباعدوا وتارة يتقاربوا، إلى أن طلع من الاثنين ضربتين قاطعتين، فكان السابق في الضبرة الأمير حازم..." تغريبة بني هلال الكبرى الشامية الأصلية. مكتبة الأندلس. بيروت. ص757
 
 وتَتَابعَ على الفتونة بالتتالي كل من: سماحة الذي قتل سمعة الكلبشي، وفتح الباب شمس الدين جلال الناجي دون منازع، وحميدة بعد أن فتك برفيقه دنقل، ثم حسونة السبع. وقد اعتمدت الرواية في السرد على ما يسمى في السرد الحكائي بطي الزمن عبر عبارة "راحت الأيام وإجت الأيام" وذلك لتقليص المسافة الزمنية والقفز فوق الأحداث غير الهامة.
 
 وبقي لغز انتحار فائز ربيع الناجي يدخل الرواية في دائرة الروايات البوليسية. فقد جاء تداول انتحاره على الشكل التالي:
 "تفكر ضياء ثم قال:
 ـ لعله فقد ثروته فانتحر. فقال عاشور معترضاً:
 ـ ولمَ ينتحر وهو مالك الوكالة والدارين؟ فهز ضياء رأسه في حيرة وتمتم:
 ـ ترى لمَ ينتحر المنتحرون؟" ص537
 إلى أن يصل السرد إلى تفسير انتحار فائز على النحو التالي:
 "تلقى رجال الأمن رسالة من مجهول ـ لعله كان شريكاً ـ وهي التي دلّت السلطة على سر الجرائم ومدافن الضحايا. هكذا كُشف الغطاء عن سر فائز المفزع، نجاحه وانتحاره" ص538
 
 ويتجه السرد إلى عالم السرد الحكائي حينما تفتقد الحوادث إلى المنطق الواقعي، ودون الوصول إلى الفنتازيا حين تضاربت آراء الأسرة المنكوبة بعد انتحار فائز وكشف الورطة. لكن القرار الذي أخذوا يداولونه كان بعيداً عن المنطق الواقعي وبعيد عن الفنتازيا ص542
 إلا أن عاشور أخو فايز أخذ يفكر بالحل مع الحرافيش: " وذات يوم طرح على الحرافيش السؤال التالي:
 "ـ ماذا ينقصكم؟ فأجابوا
 ـ الرغيف. فقال عاشور بل القوة" ص549
 وتنتهي الرواية بمفاجأة: "مفاجأة لم يتوقعها أحد، تدفق الحرافيش من الخرابات والأزقة، صائحين ملوحين بما صادفته أيديهم من طوب وأخشاب ومقاعد وعصي، تدفقوا كسيل، فاجتاح رجال السبع ـ الفتوة ـ الذين أُخِذوا. وبسرعة انقلبوا من الهجوم إلى الدفاع. وأصاب عاشور ساعد السبع، فأفلت منه النبوت. عند ذلك هجم عليه وطوقه بذراعية..." ص 558
 ورجعت الفتونة إلى آل الناجي، إلى العملاق الخطير عاشور الناجي. وعاد إلى دنيا النجوم والأناشيد والليل والسور العتيق.
 
 
 #فوزات_رزق (هاشتاغ)
       
 
 ترجم الموضوع 
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other 
languages
 
 
 
الحوار المتمدن مشروع 
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم 
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. 
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في 
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة 
في دعم هذا المشروع.
 
       
 
 
 
 
			
			كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية 
			على الانترنت؟
    
 
 
 
                        
                            | رأيكم مهم للجميع
                                - شارك في الحوار
                                والتعليق على الموضوع للاطلاع وإضافة
                                التعليقات من خلال
                                الموقع نرجو النقر
                                على - تعليقات الحوار
                                المتمدن -
 |  
                            
                            
                            |  |  | 
                        نسخة  قابلة  للطباعة
  | 
                        ارسل هذا الموضوع الى صديق  | 
                        حفظ - ورد   | 
                        حفظ
  |
                    
                        بحث  |  إضافة إلى المفضلة
                    |  للاتصال بالكاتب-ة عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
 
 | - 
                    
                     
                        
                    قراءة في رواية حفلة القنبلة غراهام غرين - 
                    
                     
                        
                    قراءة في رواية أيتام الجبال للدكتورة نجاة عبد الصمد
 - 
                    
                     
                        
                    هل استطاع أحمد الشرع أن يسحب بساط السياسة من السويداء؟
 - 
                    
                     
                        
                    قراءة نقدية لرواية صائد اليرقات للكاتب أمير تاج السر
 - 
                    
                     
                        
                    قراءة في رواية نساء الخيال للروائي ممدوح عزام
 - 
                    
                     
                        
                    تقاسيم على وتر المأساة السورية
 - 
                    
                     
                        
                    هل سيكون اقتحام السويداء في 13 تموز نهاية أحمد الشرع؟
 - 
                    
                     
                        
                    أنا لست نادماً لكنني حزين ومحبط
 - 
                    
                     
                        
                    الخيميائي بين استحضار التراث والقيمة المضافة
 - 
                    
                     
                        
                    هل بتنا في عصر ما قبل الدولة؟
 
 
 المزيد.....
 
 
 
 
 - 
                    
                     
                      
                        
                    كاتب نيجيري حائز نوبل للآداب يؤكد أن الولايات المتحدة ألغت ت
                        ...
 - 
                    
                     
                      
                        
                    إقبال كبير من الشباب الأتراك على تعلم اللغة الألمانية
 - 
                    
                     
                      
                        
                    حي الأمين.. نغمة الوفاء في سيمفونية دمشق
 - 
                    
                     
                      
                        
                    أحمد الفيشاوي يعلن مشاركته بفيلم جديد بعد -سفاح التجمع-
 - 
                    
                     
                      
                        
                    لماذا لا يفوز أدباء العرب بعد نجيب محفوظ بجائزة نوبل؟
 - 
                    
                     
                      
                        
                    رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر تحتفي بإرث ثقافي يخاطب العالم
 - 
                    
                     
                      
                        
                    رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر تحتفي بإرث ثقافي يخاطب العالم
 - 
                    
                     
                      
                        
                    مشاهدة الأعمال الفنية في المعارض يساعد على تخفيف التوتر
 - 
                    
                     
                      
                        
                    تل أبيب تنشر فيلم وثائقي عن أنقاض مبنى عسكري دمره صاروخ إيرا
                        ...
 - 
                    
                     
                      
                        
                    قراءة في نقد ساري حنفي لمفارقات الحرية المعاصرة
 
 
 المزيد.....
 
 - 
                    
                     
                        
                    إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا
                        ...
                    
                     / عبدالرؤوف بطيخ
 - 
                    
                     
                        
                    المرجان في سلة خوص كتاب كامل
                     / كاظم حسن سعيد
 - 
                    
                     
                        
                    بيبي  أمّ الجواريب الطويلة
                     / استريد ليندجرين- ترجمة  حميد كشكولي
 - 
                    
                     
                        
                    قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي
                     / كارين بوي
 - 
                    
                     
                        
                    ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا
                     / د. خالد زغريت
 - 
                    
                     
                        
                    الممالك السبع
                     / محمد عبد المرضي منصور
 - 
                    
                     
                        
                    الذين لا يحتفلون كتاب كامل
                     / كاظم حسن سعيد
 - 
                    
                     
                        
                    شهريار
                     / كمال التاغوتي
 - 
                    
                     
                        
                    مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا
                     / حسين جداونه
 - 
                    
                     
                        
                    شهريار
                     / كمال التاغوتي
 
 
 المزيد.....
 |